حلم للشّاعر كمال رسلان

وتمايلتْ فوق المدى
في هدأةِ الليلِ الرهيبْ
والليلُ ينسجُ حلمَهُ
في غفلةِ الحلمِ الكئيبْ
وتساقطتْ مثلَ الحمامِ على البيادرِ
تكسرُ الصمتَ الرتيبْ
قالت أحبّكَ وانطفتْ
مثلَ السراجِ
إذا يداهمُه الشحوبْ
**
قلْ للحبيبْ
أنَّ الفراشَ مسافرٌ
خلفَ الغيومْ
خلفَ الروابي والتخومْ
والروضُ يجهشُ بالبكاءِ
فلن يعودَ العندليبْ
**
ابكي قليلا
أو كثيرا
لا يهمُّ
هناك وقتٌ للبكاء وللنحيب
**
مرّتْ على دفءِ القصيدةِ
مثلَ حرفٍ باردٍ
فتحوّلتْ كلُّ الحروفِ
إلى لهيبْ
وتساقطتْ بينَ السطورِ
كأنها بوحٌ غريبْ
**
لا تتركيني
أرشفُ الأحزانَ وحدي
واعلمي
أني سأرحلُ في القريبْ
وسأغلقُ الأبوابَ خلفي
دونَ قيدٍ أو رقيبْ
لا تتركيني هائما
بينَ الخطيئةِ والذنوبْ
**
قلبي تحطّمَ قبلَ أنْ
يأتي الصباحُ بعطرِهِ
ويوزّعَ الحلوى على
سكرى القلوبْ
**
عبثا أحاولُ أن أنامْ
فأنا أخافُ من الظلامْ
وغيابُ وجهكِ عن لياليَّ
الكئيبةِ ظالمٌ
وعيونُ قلبي لا تتوبْ
بقلمي كمال رسلان