الذرة حبٌ لم تعرفه العرب
الذرة من الحبوب الشائعة في افريقيا وآسيا . وفي مصر خاصة هي الحب الذي عليه يعتمد الفلاح لصنع خبز يومه ، بعد خلطه بما يجعله صالحا لأن يتماسك من بعد خبز .
والفلاح لا شك يحسب أن الذرة وجدت من وقت ان وجد آباؤه في وادي النيل ، وأنها لا بد عرفت منذ أن عرفت الزراعة في ذلك الزمان القديم .
ولا شك أنه تعلوه الدهشة ، وتسرع به الى التكذيب ، عندما يسمع العلماء من أهل الغرب يقولون ان الذرة ما عرفت في الدنيا القديمة ، أي في أوروبا وآسيا وأفريقية ، الا بعد عام ١٤٩٢ م ، بعد أن فتح كولمبس أمريكا . فبهذا الفتح انتقلت الذرة أول انتقال الى أوروبا ، ومن أوروبا حملها البرتغاليون في غزواتهم الى افريقية وآسيا .
والقصة تجري بأن الذرة كانت عماد الغذاء في الدنيا الجديدة ، في أمريكا ، عندما فتحها كولمبس . وسماها اهل أوروبا ، النازحون الى الدنيا الجديدة ، أول ما راوها ، بالحب الهندي Indian Corn وذلك لأن هنود أمريكا الحمر هم زارعوها .
وتجري البحوث فتكشف عن حضارات قديمة كانت في أمريكا قبل أن ينزل بها كولمبس ، ثم بادت . ومنها حضارة الأنكا Incas في بيرو Peru بأمريكا الجنوبية عند جبال الانديس Andes ثم هي تكشف أن لعل زراعة الذرة انتقلت من جنوب أمريكا الى أوسطها ، والى المكسيك ، حيث كانت الحضارة القديمة الأخرى ، حضارة الأزتيك Aztecs ثم امتدت شمالا .
وكشف التأريخ العلمي الحديث باستخدام الكربون المشع عن تاريخ بعض الحبوب التي كشف عنها الحفر ، فاذا بعضها تأريخه كان قبل ۱۰۰۰ سنة ، والآخر تأريخه قبل الفي سنة .
ودخل كولمبس أمريكا ، ودخل معه من أهل أوروبا من دخل ، فوجدوا زراعة الذرة تمتد من مناطق البحيرات شمالا الى شيلي والأرجنتين جنوبا . فتحقق لهم أن الذرة كانت هناك عماد العيش .
ومن عجيب أمر الذرة أنها في فرنسا تسمى بالقمح التركي Ble de Turkie وفي ايطاليا تعرف بالحب التركي Granoturko وفي تركيا بالحب المصري ، وفي مصر بالذرة الشامية Durra ولعل هذه الأسماء صيغت هكذا لانها احتفظت بمصادر دخولها الأولى الى كل هذه البلاد .
- اقتبس الأمريكان من الهنود الحمر زراعة الذرة وحصادها ؛
واقتبس الفاتحون الأمريكيون من الهنود الحمر ، سكان أمريكا ، كل ما يتصل بالذرة ، زراعة ، وحصاداً ، واختزانا بعد ذلك واستعمالا . وطرقهم الى اليوم قائمة أساسا على ذلك لم تتغير كثيرا .
ومضى جيل على فتح أمريكا فجيل ، فاذا الذرة تصل الى أفريقيا والهند والتبت والصين ، وانتشر زرعها في الصين حتى جعل عليها امبراطور الصين ضريبة .
وظهر أول وصف نباتي للذرة في المصادر الأوروبية في عام ١٥٤٢ ، وفي المصادر الصينية في عام ١٥٧٨ ، وهي أول اشارة اليها في المأثور من المخطوطات .
ولقد بحثنا في المصادر العربية ، فوجدنا ذكر الذرة في مادة ( ذرو ) وفيها أن الذرة حب معروف . ولكن هذا لا يدل على أن الذرة التي نتحدث عنها هنا هي ذلك الحب المعروف » فلعله حب آخر كان يسمى ذرة ، من ذرا يذرو . فلما جاءت الذرة الهندية ، ولم يكن لها اسم أطلقوا عليها هذا الاسم ، اسم الذرة ، فشاع عنها وهي لا تمت لذلك الشيء القديم بصلة .
ويؤكد هذا ما ذكره صديقنا المرحوم الأمير مصطفى الشهابي في كتابه ( معجم الألفاظ الزراعية ) قال عن الذرة انها من أصل أمريكي ، ولذلك لم تعرفها العرب وليس لها ذكر في كتبهم .
الذرة من الحبوب الشائعة في افريقيا وآسيا . وفي مصر خاصة هي الحب الذي عليه يعتمد الفلاح لصنع خبز يومه ، بعد خلطه بما يجعله صالحا لأن يتماسك من بعد خبز .
والفلاح لا شك يحسب أن الذرة وجدت من وقت ان وجد آباؤه في وادي النيل ، وأنها لا بد عرفت منذ أن عرفت الزراعة في ذلك الزمان القديم .
ولا شك أنه تعلوه الدهشة ، وتسرع به الى التكذيب ، عندما يسمع العلماء من أهل الغرب يقولون ان الذرة ما عرفت في الدنيا القديمة ، أي في أوروبا وآسيا وأفريقية ، الا بعد عام ١٤٩٢ م ، بعد أن فتح كولمبس أمريكا . فبهذا الفتح انتقلت الذرة أول انتقال الى أوروبا ، ومن أوروبا حملها البرتغاليون في غزواتهم الى افريقية وآسيا .
والقصة تجري بأن الذرة كانت عماد الغذاء في الدنيا الجديدة ، في أمريكا ، عندما فتحها كولمبس . وسماها اهل أوروبا ، النازحون الى الدنيا الجديدة ، أول ما راوها ، بالحب الهندي Indian Corn وذلك لأن هنود أمريكا الحمر هم زارعوها .
وتجري البحوث فتكشف عن حضارات قديمة كانت في أمريكا قبل أن ينزل بها كولمبس ، ثم بادت . ومنها حضارة الأنكا Incas في بيرو Peru بأمريكا الجنوبية عند جبال الانديس Andes ثم هي تكشف أن لعل زراعة الذرة انتقلت من جنوب أمريكا الى أوسطها ، والى المكسيك ، حيث كانت الحضارة القديمة الأخرى ، حضارة الأزتيك Aztecs ثم امتدت شمالا .
وكشف التأريخ العلمي الحديث باستخدام الكربون المشع عن تاريخ بعض الحبوب التي كشف عنها الحفر ، فاذا بعضها تأريخه كان قبل ۱۰۰۰ سنة ، والآخر تأريخه قبل الفي سنة .
ودخل كولمبس أمريكا ، ودخل معه من أهل أوروبا من دخل ، فوجدوا زراعة الذرة تمتد من مناطق البحيرات شمالا الى شيلي والأرجنتين جنوبا . فتحقق لهم أن الذرة كانت هناك عماد العيش .
ومن عجيب أمر الذرة أنها في فرنسا تسمى بالقمح التركي Ble de Turkie وفي ايطاليا تعرف بالحب التركي Granoturko وفي تركيا بالحب المصري ، وفي مصر بالذرة الشامية Durra ولعل هذه الأسماء صيغت هكذا لانها احتفظت بمصادر دخولها الأولى الى كل هذه البلاد .
- اقتبس الأمريكان من الهنود الحمر زراعة الذرة وحصادها ؛
واقتبس الفاتحون الأمريكيون من الهنود الحمر ، سكان أمريكا ، كل ما يتصل بالذرة ، زراعة ، وحصاداً ، واختزانا بعد ذلك واستعمالا . وطرقهم الى اليوم قائمة أساسا على ذلك لم تتغير كثيرا .
ومضى جيل على فتح أمريكا فجيل ، فاذا الذرة تصل الى أفريقيا والهند والتبت والصين ، وانتشر زرعها في الصين حتى جعل عليها امبراطور الصين ضريبة .
وظهر أول وصف نباتي للذرة في المصادر الأوروبية في عام ١٥٤٢ ، وفي المصادر الصينية في عام ١٥٧٨ ، وهي أول اشارة اليها في المأثور من المخطوطات .
ولقد بحثنا في المصادر العربية ، فوجدنا ذكر الذرة في مادة ( ذرو ) وفيها أن الذرة حب معروف . ولكن هذا لا يدل على أن الذرة التي نتحدث عنها هنا هي ذلك الحب المعروف » فلعله حب آخر كان يسمى ذرة ، من ذرا يذرو . فلما جاءت الذرة الهندية ، ولم يكن لها اسم أطلقوا عليها هذا الاسم ، اسم الذرة ، فشاع عنها وهي لا تمت لذلك الشيء القديم بصلة .
ويؤكد هذا ما ذكره صديقنا المرحوم الأمير مصطفى الشهابي في كتابه ( معجم الألفاظ الزراعية ) قال عن الذرة انها من أصل أمريكي ، ولذلك لم تعرفها العرب وليس لها ذكر في كتبهم .
تعليق