المناطيد الهجينة لا تعوض الطائرات لكنها توفّر رحلات فاخرة
إيرلاندر تشكل وسيلة نقل أقل تلويثا للبيئة، إذ تساهم في خفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 75 بالمئة مقارنة بانبعاثات الطائرة.
الأربعاء 2024/03/13
تجربة خاصة
شركة بريطانية تطلق هذه السنة مركبة للنقل الجوي عبارة عن منطاد موجه. ويتم الحديث عن إعادة إحياء المناطيد منذ 30 عاما لقدرتها على التصدّي للتحديات البيئية.
بيدفورد (المملكة المتحدة) - تسعى شركة بريطانية إلى أن تطلق هذه السنة إنتاج مركبة النقل الجوي “إيرلاندر 10” (Airlander 10)، وهي عبارة عن منطاد موجّه منفوخ بالهيليوم، يمكن أن يحمل نحو مئة راكب، ومع أنه أبطأ بكثير من الطائرة، تكمن أهميته في كونه أقل تلويثاً وأكثر مرونة من حيث إمكان استخدامه بطريق عدة ولأغراض متنوعة.
وفي مركز التكنولوجيا التابع للشركة في بيدفورد شمال لندن، يتضمّن النموذج الأولي من المركبة قمرة قيادة مشابهة لتلك الموجودة في الطائرات. ويتيح مجسّم بالحجم الطبيعي إنجاز رحلة سياحية فاخرة في المركبة المستقبلية المجهزة ببار وصالة مراقبة وكبائن.
ويقول توم غراندي، المدير العام لشركة “هايبرد إير فييكلز”، في حديث لوكالة فرانس برس، إنّ “إيرلاندر واسعة وهادئة” ولا تحتاج إلى أن تكون مضغوطة لذا يمكن للركاب فتح النوافذ.
وتشكل إيرلاندر قبل كل شيء وسيلة نقل أقل تلويثا للبيئة، إذ تؤكد الشركة أنها تساهم في خفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 75 بالمئة مقارنة بانبعاثات الطائرة، مع محركات تعمل بالوقود التقليدي، في حين تسعى مستقبلاً إلى إنجاز رحلات جوية خالية من الانبعاثات المباشرة بفضل محركات تعمل على الكهرباء والهيدروجين.
ونظرا إلى سرعتها الأبطأ من سرعة الطائرات التقليدية، ينبغي أن تظل المركبة محصورة في “سوق متخصصة”، على قول أندرياس شيفر، مدير مختبر الأبحاث المرتبطة بالنقل الجوي في جامعة “يو سي إل” (يونيفرسيتي كولدج لندن).
وبعد نحو 90 عاما على كارثة “تحطم هيندنبورغ”، وهو منطاد مملوء بالهيدروجين شديد الاشتعال تحطم عام 1937 في الولايات المتحدة، تشكل “هايبرد اير فييكلز” إحدى الشركات القليلة الراغبة في إعادة إحياء المناطيد، لكن هذه المرة مع الهيليوم، وهو غاز خامل.
وتسعى منافستها الفرنسية “فلاينغ ويلز” إلى تحقيق الهدف نفسه، من خلال العمل على مسألة نقل الحمولات الثقيلة.
ويقول المستشار في الطيران فيليب بترورث هايز لوكالة فرانس برس “يتم الحديث عن إعادة إحياء المناطيد منذ أكثر من 30 عاما”، وقد تكون “المناطيد نظريا قادرة على التصدّي للتحديات البيئية التي يواجهها الطيران للحد من انبعاثات الكربون”.
ويضيف “لكن ثمة سلسلة من المسائل التنظيمية الفنية المعقدة جداً التي ينبغي حلّها أولاً”، بينها الحصول على تصريح للجهاز، وهي عملية مكلفة جداً.
إيرلاندر هي مركبة “هجينة” قادرة على الإقلاع والهبوط على اليابسة أو المياه، ويمكنها البقاء في الجو لخمسة أيام والسفر لمسافة تزيد عن 7000 كيلومتر بسرعة تصل إلى 140 كيلومترا في الساعة.
وهذه المعطيات كافية لتجعلها منافسة في السرعة لبعض الطائرات المروحية، ولعبّارات نقل الركاب أو البضائع بين جزر عدة، بحسب شركة “هايبرد إير فييكلز” التي تعمل على مشروع “إيرلاندر 50”.
وفي رحلة بين ليفربول في إنكلترا وبلفاست في إيرلندا الشمالية تخللتها عمليات نقل إلى مراكز المدن، قدّرت الشركة أنّ وقت الرحلة سيكون 5 ساعات و20 دقيقة في منطادها، وهو وقت أطول بقليل من رحلة عبر الطائرة (4 ساعات و24 دقيقة)، لكن أقل بكثير من الانتقال بواسطة عبارة (9 ساعات و 23 دقيقة).
ويظهر خلف توم غراندي هيكل النموذج الأولي الذي نفذ منذ العام 2012 عددا كبيرا من الرحلات التجريبية الناجحة منذ عام 2012 قبل أن يتعرض للضرر عام 2017.
وكانت الشركة قد ابتكرت هذه المركبة بطول 92 مترا، أي أطول بنحو 20 مترا من طائرة إيرباص A380، بالشراكة مع شركة “نورثروب غرومان” الأميركية في إطار مشروع للبنتاغون ألغي بسبب صعوبات فنية وأسباب تتعلق بالميزانية.
ومنذ انتكاساته العسكرية الأولى، اقتنع عدد كبير من الزبائن بالجهاز، فسُجّلت 23 عملية شراء مسبقة ضمن سجل طلبات يزيد عن مليار جنيه استرليني (1,28 مليار دولار).
وفي حين لم يتم التخلي عن التطبيقات المحتملة في المجال الدفاعي، تشكل شركة الطيران الإقليمية الإسبانية “إير نوستروم” التي سجلت 20 طلبية مسبقة للمركبة، الزبون الأبرز.
وخلال الشهر الفائت، حجزت شركة “غران إسباس” الفرنسية المتخصصة في الرحلات البحرية إلى القطبين، جهازا لإقامة “بعثات غير مسبوقة في المناطق القطبية النائية وغير المستكشفة في العالم”، مشددة على مسألة “الانبعاثات المنخفضة” للجهاز و”حفاظه تالياً على النظم البيئية”. وقد تأخر بدء إنتاج الجهاز عما كان مخططا له، ولكن من المقرر أن ينطلق هذا العام. وسيتعين الانتظار حتى سنة 2028 على أقرب تقدير لبدء الرحلات الجوية التجارية الأولى.
إيرلاندر تشكل وسيلة نقل أقل تلويثا للبيئة، إذ تساهم في خفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 75 بالمئة مقارنة بانبعاثات الطائرة.
الأربعاء 2024/03/13
تجربة خاصة
شركة بريطانية تطلق هذه السنة مركبة للنقل الجوي عبارة عن منطاد موجه. ويتم الحديث عن إعادة إحياء المناطيد منذ 30 عاما لقدرتها على التصدّي للتحديات البيئية.
بيدفورد (المملكة المتحدة) - تسعى شركة بريطانية إلى أن تطلق هذه السنة إنتاج مركبة النقل الجوي “إيرلاندر 10” (Airlander 10)، وهي عبارة عن منطاد موجّه منفوخ بالهيليوم، يمكن أن يحمل نحو مئة راكب، ومع أنه أبطأ بكثير من الطائرة، تكمن أهميته في كونه أقل تلويثاً وأكثر مرونة من حيث إمكان استخدامه بطريق عدة ولأغراض متنوعة.
وفي مركز التكنولوجيا التابع للشركة في بيدفورد شمال لندن، يتضمّن النموذج الأولي من المركبة قمرة قيادة مشابهة لتلك الموجودة في الطائرات. ويتيح مجسّم بالحجم الطبيعي إنجاز رحلة سياحية فاخرة في المركبة المستقبلية المجهزة ببار وصالة مراقبة وكبائن.
ويقول توم غراندي، المدير العام لشركة “هايبرد إير فييكلز”، في حديث لوكالة فرانس برس، إنّ “إيرلاندر واسعة وهادئة” ولا تحتاج إلى أن تكون مضغوطة لذا يمكن للركاب فتح النوافذ.
وتشكل إيرلاندر قبل كل شيء وسيلة نقل أقل تلويثا للبيئة، إذ تؤكد الشركة أنها تساهم في خفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 75 بالمئة مقارنة بانبعاثات الطائرة، مع محركات تعمل بالوقود التقليدي، في حين تسعى مستقبلاً إلى إنجاز رحلات جوية خالية من الانبعاثات المباشرة بفضل محركات تعمل على الكهرباء والهيدروجين.
ونظرا إلى سرعتها الأبطأ من سرعة الطائرات التقليدية، ينبغي أن تظل المركبة محصورة في “سوق متخصصة”، على قول أندرياس شيفر، مدير مختبر الأبحاث المرتبطة بالنقل الجوي في جامعة “يو سي إل” (يونيفرسيتي كولدج لندن).
وبعد نحو 90 عاما على كارثة “تحطم هيندنبورغ”، وهو منطاد مملوء بالهيدروجين شديد الاشتعال تحطم عام 1937 في الولايات المتحدة، تشكل “هايبرد اير فييكلز” إحدى الشركات القليلة الراغبة في إعادة إحياء المناطيد، لكن هذه المرة مع الهيليوم، وهو غاز خامل.
وتسعى منافستها الفرنسية “فلاينغ ويلز” إلى تحقيق الهدف نفسه، من خلال العمل على مسألة نقل الحمولات الثقيلة.
ويقول المستشار في الطيران فيليب بترورث هايز لوكالة فرانس برس “يتم الحديث عن إعادة إحياء المناطيد منذ أكثر من 30 عاما”، وقد تكون “المناطيد نظريا قادرة على التصدّي للتحديات البيئية التي يواجهها الطيران للحد من انبعاثات الكربون”.
ويضيف “لكن ثمة سلسلة من المسائل التنظيمية الفنية المعقدة جداً التي ينبغي حلّها أولاً”، بينها الحصول على تصريح للجهاز، وهي عملية مكلفة جداً.
إيرلاندر هي مركبة “هجينة” قادرة على الإقلاع والهبوط على اليابسة أو المياه، ويمكنها البقاء في الجو لخمسة أيام والسفر لمسافة تزيد عن 7000 كيلومتر بسرعة تصل إلى 140 كيلومترا في الساعة.
وهذه المعطيات كافية لتجعلها منافسة في السرعة لبعض الطائرات المروحية، ولعبّارات نقل الركاب أو البضائع بين جزر عدة، بحسب شركة “هايبرد إير فييكلز” التي تعمل على مشروع “إيرلاندر 50”.
وفي رحلة بين ليفربول في إنكلترا وبلفاست في إيرلندا الشمالية تخللتها عمليات نقل إلى مراكز المدن، قدّرت الشركة أنّ وقت الرحلة سيكون 5 ساعات و20 دقيقة في منطادها، وهو وقت أطول بقليل من رحلة عبر الطائرة (4 ساعات و24 دقيقة)، لكن أقل بكثير من الانتقال بواسطة عبارة (9 ساعات و 23 دقيقة).
ويظهر خلف توم غراندي هيكل النموذج الأولي الذي نفذ منذ العام 2012 عددا كبيرا من الرحلات التجريبية الناجحة منذ عام 2012 قبل أن يتعرض للضرر عام 2017.
وكانت الشركة قد ابتكرت هذه المركبة بطول 92 مترا، أي أطول بنحو 20 مترا من طائرة إيرباص A380، بالشراكة مع شركة “نورثروب غرومان” الأميركية في إطار مشروع للبنتاغون ألغي بسبب صعوبات فنية وأسباب تتعلق بالميزانية.
ومنذ انتكاساته العسكرية الأولى، اقتنع عدد كبير من الزبائن بالجهاز، فسُجّلت 23 عملية شراء مسبقة ضمن سجل طلبات يزيد عن مليار جنيه استرليني (1,28 مليار دولار).
وفي حين لم يتم التخلي عن التطبيقات المحتملة في المجال الدفاعي، تشكل شركة الطيران الإقليمية الإسبانية “إير نوستروم” التي سجلت 20 طلبية مسبقة للمركبة، الزبون الأبرز.
وخلال الشهر الفائت، حجزت شركة “غران إسباس” الفرنسية المتخصصة في الرحلات البحرية إلى القطبين، جهازا لإقامة “بعثات غير مسبوقة في المناطق القطبية النائية وغير المستكشفة في العالم”، مشددة على مسألة “الانبعاثات المنخفضة” للجهاز و”حفاظه تالياً على النظم البيئية”. وقد تأخر بدء إنتاج الجهاز عما كان مخططا له، ولكن من المقرر أن ينطلق هذا العام. وسيتعين الانتظار حتى سنة 2028 على أقرب تقدير لبدء الرحلات الجوية التجارية الأولى.