تركيب الجُبْن
اللبن = جبن + شرش
اذا تجبن اللبن تحول الى جبن ، ويصفى الجبن فيخرج منه ماؤه انه الشرش .
(۱) نستخدم لفظ اللبن بالمعنى العربي اللغوي الصحيح . وهو المعنى القرآني . وليس بالمعنى الشائع في بلاد الشرق الأوسط وهو اللبن الرائب . فهم اذا أرادوا اللبن باللغة الفصيحة سموه الحليب .
ومن المفيد لا شك أن نعرف مكونات اللبن . ومقاديرها . ثم كيف تتوزع هذه المقادير عند صناعة الجبن ، بين الجبن والشرش المنفصل عنه .
البروتين
البروتين في اللبن : ٣،٣ في المائة ( لبن بقرة مثلا )
يبقى منه في الجبن : ٢،٦ في المائة
ويبقى منه في الشرش : ٠،٧ في المائة
الدهن
الدهن في اللبن : ٣،٧٥ في المائة
يبقى منه في الجبن : ٣,٤٥ في المائة
ويبقى منه في الشرش : ٣٠ ، ٠ في المائة
سكر اللبن
سكر اللبن في اللبن : ٤،٧ في المائة
يبقى منه في الجبن : ٠،٣ في المائة
ويبقى منه في الشرش : ٤،٤ في المائة
من ذلك نرى أن المفقود في الشرش من مكونات اللبن شيء زهيد ، أكثره من سكر اللبن .
أما الأملاح ، وهي ضرورية لبناء الأجسام ، فالجبن يحتفظ عادة بنحو ٦٠ في المائة من كلسيوم اللبن ، ونحو ٥٧ بالمئة من فسفوره . والكلسيوم والفسفور من عناصر الجسم الهامة .
والجبن يفقد أكثر فيتامين ب الذي كان في اللبن ، ولكنه يحتفظ بفيتامين ألف ودال اللذين باللبن . يحتفظ بهما في الدهن لأنهما يذوبان فيه .
من أجل هذا كان الشرش يشرب قديما ، شرابا مستساغا ، ولكن بطل اليوم شربه ، ولكنهم لا يلقونه في البالوعة ، وانما يستخدم في الصناعة ، ومن ذلك أن يضاف ، بعد تركيزه الى النصف ، الى الدقيق الذي يصنع منه الخبز ، بدل الماء . وبذلك يزيد الخبز المصنوع . كل مائة رطل من الدقيق تزيد نحو خمسة أرطال أو ستة .
- تجبين اللبن ،
انك اذا وضعت شيئا من اللبن في زجاجة، واضفت اليه شيئا من حامض ، كالخل مثلا ، تخثر على الفور ، وظهرت فيه قطع بيضاء جامدة هي الجبن، وبها البروتين والدهن وغير ذلك .
وفي صناعة الجبن يجبن اللبن بصنوف خاصة من البكتير تضاف اليه ، كما نصنع اللبن الرائب (الزبادي) من اللبن ، وهذا الحامض ، كسائر الأحماض ، يخرج الجبن من اللبن .
( اللبن في الحوض الكبير ، ويصب الشاب فيه زريعة من البكتير لتبدأ عملية التخثر . وتعرف الزريعة بالبادئة Starter وهي تحتوي على عدة أنواع من البكتير النافع . وهي تحول سكر اللبن الى حامض ، وهي في نفس الوقت تعين في عملية نضج الجبن )
(.بعد أن تكونت هذه الخثارة الجامدة يقوم هذان الشابان بقطعها وتقسيمها )
وهذا الحامض هو الذي نذوق طعمه حامضا في اللبن الرائب ( الزبادي ) .
والطريقة الأخرى لتجبين اللبن هي باضافة المنفحة التي نستخلصها من المعدة الرابعة لصغار العجول أو الأغنام .
وفي الصناعة يجمع بين الطريقتين : البكتير والمنفحة. البكتير يمهد بجعل اللبن حامضا ، ثم نأتي بالمنفحة في المجال الحامض فتفعل فعلها من حيث التجبين .
- انضاج الجبن ؛
والأجبان لها طعوم مختلفة والجبن الأبيض ، المستخرج على الفور من لبن البقر ، نذوقه فنجد له طعما . ثم نبقيه على الزمن ، فنجد له طعما آخر ...
وذلك لأنه ينضج ويطيب بفعل البكتير الذي به ، أو المنفحة ، فكلاهما يؤثر في بروتين الجبن ، وأكثره البروتين المعروف بالجبنين Casein ، فيحوله الى مواد أقل تعقدا في التركيب ، وأكثر ذوبانا في الفم ، والذ طعما .
وليس البروتين هو وحده الذي ينحل فيعطي مختلف الطعوم ، ولكن كذلك قد ينحل حامض اللبن الذي نشأ من سكر اللبن بفعل البكتير ، وكذلك الدهن ينحل فيعطينا بعض الأحماض ، تلك التي نسميها بالدهنية . وحتى البروتين يعطي من الأحماض عند تحلله . والأحماض تعطي الجبن مذاقا في الجبن لاذعا .
ونضج الجبن يحتاج الى الزمن ، وسرعته تتوقف على درجة الحرارة ومقدار الرطوبة التي تكون في الجبن عند اختزانه .
والخلاصة أن نضج الجبن يتضمن عمليات كيماوية عضوية شتى ، لا يزال الكثير منها مستغلقا .
واذا ذكرنا أن المنفحة ، وبها الأنزيمان الهاضمان الرينين Rennin والببسين Pepsin وما يفعلان بأغذية الحيوانات وهي في أمعدتها ، واذا ذكرنا عمل البكتير وغير البكتير في تحويل كثير من الأطعمة وتغييرها وتبسيطها ، أدركنا على الفور ما بين عملية تجبين اللبن ، وانضاج الجبن الناتج ، وبين عملية الهضم الحيواني من تشابه ليس بالقليل .
اللبن = جبن + شرش
اذا تجبن اللبن تحول الى جبن ، ويصفى الجبن فيخرج منه ماؤه انه الشرش .
(۱) نستخدم لفظ اللبن بالمعنى العربي اللغوي الصحيح . وهو المعنى القرآني . وليس بالمعنى الشائع في بلاد الشرق الأوسط وهو اللبن الرائب . فهم اذا أرادوا اللبن باللغة الفصيحة سموه الحليب .
ومن المفيد لا شك أن نعرف مكونات اللبن . ومقاديرها . ثم كيف تتوزع هذه المقادير عند صناعة الجبن ، بين الجبن والشرش المنفصل عنه .
البروتين
البروتين في اللبن : ٣،٣ في المائة ( لبن بقرة مثلا )
يبقى منه في الجبن : ٢،٦ في المائة
ويبقى منه في الشرش : ٠،٧ في المائة
الدهن
الدهن في اللبن : ٣،٧٥ في المائة
يبقى منه في الجبن : ٣,٤٥ في المائة
ويبقى منه في الشرش : ٣٠ ، ٠ في المائة
سكر اللبن
سكر اللبن في اللبن : ٤،٧ في المائة
يبقى منه في الجبن : ٠،٣ في المائة
ويبقى منه في الشرش : ٤،٤ في المائة
من ذلك نرى أن المفقود في الشرش من مكونات اللبن شيء زهيد ، أكثره من سكر اللبن .
أما الأملاح ، وهي ضرورية لبناء الأجسام ، فالجبن يحتفظ عادة بنحو ٦٠ في المائة من كلسيوم اللبن ، ونحو ٥٧ بالمئة من فسفوره . والكلسيوم والفسفور من عناصر الجسم الهامة .
والجبن يفقد أكثر فيتامين ب الذي كان في اللبن ، ولكنه يحتفظ بفيتامين ألف ودال اللذين باللبن . يحتفظ بهما في الدهن لأنهما يذوبان فيه .
من أجل هذا كان الشرش يشرب قديما ، شرابا مستساغا ، ولكن بطل اليوم شربه ، ولكنهم لا يلقونه في البالوعة ، وانما يستخدم في الصناعة ، ومن ذلك أن يضاف ، بعد تركيزه الى النصف ، الى الدقيق الذي يصنع منه الخبز ، بدل الماء . وبذلك يزيد الخبز المصنوع . كل مائة رطل من الدقيق تزيد نحو خمسة أرطال أو ستة .
- تجبين اللبن ،
انك اذا وضعت شيئا من اللبن في زجاجة، واضفت اليه شيئا من حامض ، كالخل مثلا ، تخثر على الفور ، وظهرت فيه قطع بيضاء جامدة هي الجبن، وبها البروتين والدهن وغير ذلك .
وفي صناعة الجبن يجبن اللبن بصنوف خاصة من البكتير تضاف اليه ، كما نصنع اللبن الرائب (الزبادي) من اللبن ، وهذا الحامض ، كسائر الأحماض ، يخرج الجبن من اللبن .
( اللبن في الحوض الكبير ، ويصب الشاب فيه زريعة من البكتير لتبدأ عملية التخثر . وتعرف الزريعة بالبادئة Starter وهي تحتوي على عدة أنواع من البكتير النافع . وهي تحول سكر اللبن الى حامض ، وهي في نفس الوقت تعين في عملية نضج الجبن )
(.بعد أن تكونت هذه الخثارة الجامدة يقوم هذان الشابان بقطعها وتقسيمها )
وهذا الحامض هو الذي نذوق طعمه حامضا في اللبن الرائب ( الزبادي ) .
والطريقة الأخرى لتجبين اللبن هي باضافة المنفحة التي نستخلصها من المعدة الرابعة لصغار العجول أو الأغنام .
وفي الصناعة يجمع بين الطريقتين : البكتير والمنفحة. البكتير يمهد بجعل اللبن حامضا ، ثم نأتي بالمنفحة في المجال الحامض فتفعل فعلها من حيث التجبين .
- انضاج الجبن ؛
والأجبان لها طعوم مختلفة والجبن الأبيض ، المستخرج على الفور من لبن البقر ، نذوقه فنجد له طعما . ثم نبقيه على الزمن ، فنجد له طعما آخر ...
وذلك لأنه ينضج ويطيب بفعل البكتير الذي به ، أو المنفحة ، فكلاهما يؤثر في بروتين الجبن ، وأكثره البروتين المعروف بالجبنين Casein ، فيحوله الى مواد أقل تعقدا في التركيب ، وأكثر ذوبانا في الفم ، والذ طعما .
وليس البروتين هو وحده الذي ينحل فيعطي مختلف الطعوم ، ولكن كذلك قد ينحل حامض اللبن الذي نشأ من سكر اللبن بفعل البكتير ، وكذلك الدهن ينحل فيعطينا بعض الأحماض ، تلك التي نسميها بالدهنية . وحتى البروتين يعطي من الأحماض عند تحلله . والأحماض تعطي الجبن مذاقا في الجبن لاذعا .
ونضج الجبن يحتاج الى الزمن ، وسرعته تتوقف على درجة الحرارة ومقدار الرطوبة التي تكون في الجبن عند اختزانه .
والخلاصة أن نضج الجبن يتضمن عمليات كيماوية عضوية شتى ، لا يزال الكثير منها مستغلقا .
واذا ذكرنا أن المنفحة ، وبها الأنزيمان الهاضمان الرينين Rennin والببسين Pepsin وما يفعلان بأغذية الحيوانات وهي في أمعدتها ، واذا ذكرنا عمل البكتير وغير البكتير في تحويل كثير من الأطعمة وتغييرها وتبسيطها ، أدركنا على الفور ما بين عملية تجبين اللبن ، وانضاج الجبن الناتج ، وبين عملية الهضم الحيواني من تشابه ليس بالقليل .
تعليق