الجُبْن ..
الطعام الثاني الَّذِي تبنى مِنْهُ الأَجسام
كَمْ تَعْرِفْ عَنْهُ ؟
لقد علمت ، ولقد علمنا ، ولقد علم الناس ، كل من تثقف منهم ، أن البروتين أصل من أصول الطعام الثلاثة .
ولقد علمت لا شك وعلمنا ، أن الأصلين الآخرين
( من سكري ، كالأرز ، أو من ذهني ، كالسمن والزيت ) ، ان هما زودا أجسام الناس بالطاقة من مثل حرارة أو حركة ، فان البروتين انما يبني هذه الأجسام بناء ، فهو اللبنة الأولى ، الآجرة الأولى ، التي تحتاج اليها كل خلية حية من خلايا الجسم لتبني نفسها .
حتى لكدت أن أقول أن البروتين Protein هو أصل أصول الحياة .
وليت كان لنا في العربية اسم له عربي خالص . ولكنهم سبقوا وتبعنا ، ولم يكن لنا مندوحة من تعريب .
- للحم المحل الأول ، والجبن المحل الثاني ؛
ولأن البروتين له هذا الخطر ، وحتى قبل أن يعرف الانسان خطره بالذي تفتق له من علم ، فقد شاءت ارادة الله ، صانع هذا الخلق ومدبره ، أن يتوزع على الكثرة من صنوف الطعام التي تجود بها زراعة الأرض . فحيثما اكل الانسان من نبات الأرض ، أكل بروتينا ، قليلا أو كثيرا .
ولكن تركز البروتين في اللحم ، فطلب الانسان بفطرته الأولى ، الهادية الهادفة اللحم طعاما . وجعل من الحيوان غذاء ، ولا عتاب ولا ملامة .
وطلب من الحيوان اللبن ، فكان أشبه شيء باللحم بروتينا .
وتخثر اللبن السائل ، فأعطى الجبن ، ذلك الذي كاد أن يكون لبنا جامدا .
والجبن جامد ، يسهل حمله ، ولا يسهل حمل اللبن السائل .
والجبن يبقى على الزمن فلا يفسد ، وما أسرع ما يفسد الحليب .
وشارك الجبن اللحم في الوقوف في الصف الأول من صنوف الطعام . واذ كان للحم المكان الأول في بناء الأجسام ، فقد صار للجبن المحل الثاني .
فمن ضاقت به السبيل الى اللحم ، فليتحول الى الجبن ، ففيه غذاء أي غذاء .
- اكتشاف الجبن ؛
يحلو لأهل الغرب أن ينسبوا اكتشاف الجبن الى العرب .
بدوي في الصحراء ، حمل لبنه في وعاء صنعه من معدة شاة ، ومضى النهار حارا ، فوجد البدوي أن اللبن تخثر ، بالذي كان في معدة الشاة من آثار منفحة. وذاق البدوي الخثارة ( الجبن ) بعد فصلها فاستطابهــا طعاما . وشرب ما تخلف عنها من ماء (الشرش) فاستطابه شرابا .
- الجبن في التاريخ ؛
والجبن في التاريخ قديم عريق . انه عرف قبل السيد المسيح بألفي عام على الأقل . وحمل أهل الشرق صناعة الجبن الى أهل الغرب . وازدهرت الصناعة في عهد الرومان . وفي القرون الوسطى أدخل رهبان الأديرة على هذه الصناعة تحسينا كثيرا .
ويذكر في تاريخ الجبن الشهير ، الجور جنزولا Gorgonzola ، انه بدأ في ايطاليا ، في وادي نهر البو Po ، حوالي عام ۸۷۹ ميلادية .
ويذكر في تاريخ الجبن الآخر العالمي الشهير الركفورت Roquefort ، أنه ذكر لأول مرة ، في سجلات الدير بمدينة كنك Conques بفرنسا ، عام ۱۰۷۰ .
انهم يؤرخون لصنوف الأجبان العالمية الشهيرة ، كما يؤرخون المشاهير الرجال . ولم لا ؟ وكم من جبن أنفع ، على الدهر ، من قبيل من الرجال .
والجبن كان صناعة بيت . كل بيت في مزرعة ، في ريف ، كان يصنع الجبن ، وذلك الى نحو منتصف القرن التاسع عشر .
واذ كانت الطرق الصناعية الآلية الكبرى قد دخلت أكثر البيوت فانتزعت منها صناعاتها البيتية الصغيرة ، وجعلت منها صناعة قومية كبيرة ، فقد وقع للجبن ما وقع لغيره ، فصار يصنع في المصانع ، لا عشرات أو مئات من الأرطال في اليوم ، ولكن الوفا مؤلفة .
- الجبن يستخرج من لبن الأبقار والحمير ؛
كل لبن يستطيع الإنسان أن يستخرج منه جبنا والجبن يستخرج عادة من لبن الأبقار والجاموس والأغنام والماعز . وقد استخرج الجبن من ألبان الأفراس والأوعال ، وحتى الحمير . وليس في لبن الحمير ولا في جبنها ما يورث اكله شيئا من صفات الحمار .
والألبان (۱) يختلف بعضها عن بعض كثيرا أو قليلا في التركيب ، على الرغم من أن مكوناتها الأولى لا تكاد تختلف. ومن أجل هذا اختلفت صنوف الأجبان باختلاف مصادرها .
الطعام الثاني الَّذِي تبنى مِنْهُ الأَجسام
كَمْ تَعْرِفْ عَنْهُ ؟
لقد علمت ، ولقد علمنا ، ولقد علم الناس ، كل من تثقف منهم ، أن البروتين أصل من أصول الطعام الثلاثة .
ولقد علمت لا شك وعلمنا ، أن الأصلين الآخرين
( من سكري ، كالأرز ، أو من ذهني ، كالسمن والزيت ) ، ان هما زودا أجسام الناس بالطاقة من مثل حرارة أو حركة ، فان البروتين انما يبني هذه الأجسام بناء ، فهو اللبنة الأولى ، الآجرة الأولى ، التي تحتاج اليها كل خلية حية من خلايا الجسم لتبني نفسها .
حتى لكدت أن أقول أن البروتين Protein هو أصل أصول الحياة .
وليت كان لنا في العربية اسم له عربي خالص . ولكنهم سبقوا وتبعنا ، ولم يكن لنا مندوحة من تعريب .
- للحم المحل الأول ، والجبن المحل الثاني ؛
ولأن البروتين له هذا الخطر ، وحتى قبل أن يعرف الانسان خطره بالذي تفتق له من علم ، فقد شاءت ارادة الله ، صانع هذا الخلق ومدبره ، أن يتوزع على الكثرة من صنوف الطعام التي تجود بها زراعة الأرض . فحيثما اكل الانسان من نبات الأرض ، أكل بروتينا ، قليلا أو كثيرا .
ولكن تركز البروتين في اللحم ، فطلب الانسان بفطرته الأولى ، الهادية الهادفة اللحم طعاما . وجعل من الحيوان غذاء ، ولا عتاب ولا ملامة .
وطلب من الحيوان اللبن ، فكان أشبه شيء باللحم بروتينا .
وتخثر اللبن السائل ، فأعطى الجبن ، ذلك الذي كاد أن يكون لبنا جامدا .
والجبن جامد ، يسهل حمله ، ولا يسهل حمل اللبن السائل .
والجبن يبقى على الزمن فلا يفسد ، وما أسرع ما يفسد الحليب .
وشارك الجبن اللحم في الوقوف في الصف الأول من صنوف الطعام . واذ كان للحم المكان الأول في بناء الأجسام ، فقد صار للجبن المحل الثاني .
فمن ضاقت به السبيل الى اللحم ، فليتحول الى الجبن ، ففيه غذاء أي غذاء .
- اكتشاف الجبن ؛
يحلو لأهل الغرب أن ينسبوا اكتشاف الجبن الى العرب .
بدوي في الصحراء ، حمل لبنه في وعاء صنعه من معدة شاة ، ومضى النهار حارا ، فوجد البدوي أن اللبن تخثر ، بالذي كان في معدة الشاة من آثار منفحة. وذاق البدوي الخثارة ( الجبن ) بعد فصلها فاستطابهــا طعاما . وشرب ما تخلف عنها من ماء (الشرش) فاستطابه شرابا .
- الجبن في التاريخ ؛
والجبن في التاريخ قديم عريق . انه عرف قبل السيد المسيح بألفي عام على الأقل . وحمل أهل الشرق صناعة الجبن الى أهل الغرب . وازدهرت الصناعة في عهد الرومان . وفي القرون الوسطى أدخل رهبان الأديرة على هذه الصناعة تحسينا كثيرا .
ويذكر في تاريخ الجبن الشهير ، الجور جنزولا Gorgonzola ، انه بدأ في ايطاليا ، في وادي نهر البو Po ، حوالي عام ۸۷۹ ميلادية .
ويذكر في تاريخ الجبن الآخر العالمي الشهير الركفورت Roquefort ، أنه ذكر لأول مرة ، في سجلات الدير بمدينة كنك Conques بفرنسا ، عام ۱۰۷۰ .
انهم يؤرخون لصنوف الأجبان العالمية الشهيرة ، كما يؤرخون المشاهير الرجال . ولم لا ؟ وكم من جبن أنفع ، على الدهر ، من قبيل من الرجال .
والجبن كان صناعة بيت . كل بيت في مزرعة ، في ريف ، كان يصنع الجبن ، وذلك الى نحو منتصف القرن التاسع عشر .
واذ كانت الطرق الصناعية الآلية الكبرى قد دخلت أكثر البيوت فانتزعت منها صناعاتها البيتية الصغيرة ، وجعلت منها صناعة قومية كبيرة ، فقد وقع للجبن ما وقع لغيره ، فصار يصنع في المصانع ، لا عشرات أو مئات من الأرطال في اليوم ، ولكن الوفا مؤلفة .
- الجبن يستخرج من لبن الأبقار والحمير ؛
كل لبن يستطيع الإنسان أن يستخرج منه جبنا والجبن يستخرج عادة من لبن الأبقار والجاموس والأغنام والماعز . وقد استخرج الجبن من ألبان الأفراس والأوعال ، وحتى الحمير . وليس في لبن الحمير ولا في جبنها ما يورث اكله شيئا من صفات الحمار .
والألبان (۱) يختلف بعضها عن بعض كثيرا أو قليلا في التركيب ، على الرغم من أن مكوناتها الأولى لا تكاد تختلف. ومن أجل هذا اختلفت صنوف الأجبان باختلاف مصادرها .
تعليق