الزُّهري
إِنَّهُ مَرَضٌ يَنْتَشِرُ وَلَا يَشِيعُ عَلَى لِسَان
لأَنَّهُ مَرَضٌ قَذِرُ يُخْفِيهِ الْكتِمان
من الأمراض المعدية ما تنتقل بالعدوى عن طريق الهواء وبالسعال . وبالعطس . ومن الأمراض المعدية ما تنتقل عن طريق الماء واللبن والطعام .
ومنها ما ينتقل عن طريق مس شخص . شخصا . ومن الأمراض ما ينتقل بالاتصال الجنسي ، من رجل الى امرأة ، ومن امرأة الى رجل ، وعند الشذوذ الجنسي من جنس الى الجنس نفسه .
وهذه الأمراض عديدة ، منها مرض هذا الحديث : الزهري .
- مكروب الزهري ؛
مكروب الزهري مكروب من رتبة اسمها سبيروكيت Spirochaete ومعناها الشعرة المحواة ، وهو اسم يدل على شكل المكروب ، فهو خيط رفيع حلزوني الشكل ، طوله من ٦ الى ١٤ جزءا من ألف من الملليمتر ، ويتعرف عليه كذلك بحركاته الخاصة في المستحضرات التي تصنع من قرح المرض الأولية أو الثانوية عبر المجهر .
وهذا المكروب لا يقوى على الجفاف ، فهو اذا جف مات لهذا هو ينتقل فقط بالمس المباشر .
- للزهري ثلاث مراحل ؛
ولهذا الداء مراحل ثلاث ، مرحلة أولى ، وثانية ، وثالثة .
والمرحلة الثانية تبدأ في غضون أشهر قليلة من المرحلة الأولى .
أما المرحلة الثالثة فقد تمضي سنوات كثيرة قبل وقوعها .
- المرحلة الأولى للزهري ؛
وفيها تظهر قرحة جامدة بعد نحو شهر من التعرض للعدوى، أما في الرجل فتظهر القرحة على القضيب عادة وأما في الأنثى فتظهر عادة على شفران الفرج أو على عنق الرحم ، وفي هذه الحالة الأخيرة لا تنتبه اليها صاحبتها.
وقد تظهر القرحة على الشفة أو اللسان أو اللوزة في الحلق ، أو حلمة الثدي ، ولو أن هذا اندر حدوثا . أما القرحة فجامدة ، لا تؤلم - قطرها نحو سنتيمتر - يخرج منها مصل . وفي هذا المصل يتعرف الفاحص على بكتير الداء تحت المجهر ذي الأرضية المعتمة .
ويصحب القرحة تضخم في الغدد اللمفاوية المحلية الأقرب ، وهي التي في الورك بين الفخذ والبطن . وسواء هذا في المرأة أو في الرجل .
- المرحلة الثانية للزهري ؛
يدخل الداء في هذه المرحلة نتيجة لانتشار المكروب في سائر انسجة الجسم ورد الفعل هذا قد يظهر في صور صداع شديد ، وحمى ، ووجع في الزور ، وقرح في الفم وفي أعضاء التناسل وطفح في الجلد ، وتضخم في الغدد اللمفاوية .
والقرح الجلدية والمخاطية لهذه المرحلة الثانية شديدة العدوى .
والاختبار الشهير المعروف باختبار فرمان Wassernmann يعطي دائما نتائج موجبة .
ومع هذا فكثيرا ما يكون رد الفعل هذا أخف كثيرا من هذا ، حتى ليمر ولا يتنبه اليه صاحبه أو صاحبته. وتهدأ هذه الحال على كل حال بعد بضعة أسابيع ، بينا يكتسب الجسم من هذه المجنة شيئا من المناعة للداء .
ولكن يستمر الداء يتقدم الا اذا هو عولج .
- المرحلة الثالثة للزهري ؛
بعد نحو أربع سنوات مثلا ، ومن الاصابة الأولى ، اذا تركت الاصابة بغير علاج ، يصبح الداء لا خوف من انتقاله حتى بالممارسة الجنسية. فالذي يبقى من المكروب في الجسم عند ذاك قليل ، ولكنه مستعد للهجوم في أي وقت . وقد يحدث لسائر الأعضاء ضرر . فالأورطة شريان القلب الأعظم ، قد تتأثر بالداء .. وضرر خطير قد يصيب الجهاز العصبي المركزي . والمرأة المصابة اذا هي جاءت بولد في العشر السنوات التالية قد ينزل الولد مصابا بالداء ، ويبقى فيه الداء موروثا .
- علاج الزهري ؛
هذا متروك أمره للطبيب .
ولكن لا بأس من القول أن أسبابه مشتقات البنسلين يعطى حقنا . او تتراسيكلين Tetracycline لمن عندهم حساسية للبنسلين .
والمريض لا بد مع ذلك أن يوضع تحت المراقبة نحوا من ٥ سنوات ، يرى فيها الطبيب مرة كل أسبوعين ، ثم تطول الفترة حتى تصبح كل نحو ستة أشهر .
ومما يذكر فيحمد في استخدام البنسلين علاجا للزهري ، ان البنسلين استخدم لعلاج أمراض كثيرة . بدأ مكروبها بالتراجع السريع أمام هجمات البنسلين ، ولكنه لم يلبث أن تعود عليه ، وكون لنفسه حصانة منه، الا الزهري ، فقد ظل البنسلين محافظا على قوته في العلاج الحاسم للزهري . بهذا يشهد المختصون ببحوث هذا المرض . وهم يؤكدون هذا بأن هناك حالات لأشخاص أصابهم الزهري ، واشتفوا ، ثم عاد الداء اليهم وبالفحص في هذه الحالات تبين بما لا يدع مكانا للشك أنهم انما تعرضوا لعدوى جديدة فأصابتهم .
- لقاح يحمي من الزهري ؛
ان البحاث يجدون في هذا السبيل .
وهم الى اليوم لم يجدوا اللقاح الذي يحصن من هذا الداء بالذات قبل الاصابة به ، أي الذي يحصن المرء ضد بكتيره .
ولكن نجحوا بعض النجاح في ايجاد لقاح لبكتير شبيه به يصيب الأرانب ، هم آخذون في اتمام بحثه حتى يصطنعوا له الظروف التي تجعل حصانة الأرانب به كاملة ، ثم هم يجربونه في الانسان .
والاعتراض الظاهر بالطبع هو : وكيف يحصن به الانسان ، وزهري الأرانب غير زهري الانسان ؟
والرد الحاضر : أن لقاح الجدري مأخوذ من جدري الأبقار ، وهو لتحصين الانسان . ذلك أن المواد المضادة لهذه الأمراض المتشابهة قد تكون لها من حيث الحصانة كفاية متماثلة .
- خطر ذلك على الأخلاق ؛
انه لخطر كبير .
اننا ننذر بخطر لقاح الزهري . فمما يمنع الرجل من الانزلاق الى الرذيلة الفاجرة القذرة الخوف من العدوى . فاذا هو تحصن دونها ، فمن يدري ما يكون بعد ذلك .
لقد دل الاحصاء على أن الولايات المتحدة ، يتقدم فيها للعلاج مليون حالة زهري كل عام ، منها ٣٠٠٠٠٠ اصابة في المراهقين والمراهقات . هذا والداء لا حصانة منه ، فكيف اذا تحصن منه رجال ونساء !؟
( صورة لبكتير الزهري، كما يتراءى في المجهر ومن ورائه أرضية مظلمة. ولو دققت فيه النظر لوجدته حلزوني التكوين . وهذا البكتير عجز العلماء الى اليوم عن تربيته في انبوبة اختبار ، لهذا عجزوا عن البحث له عن لقاح . فاتخذوا بكتيرا قريبا منه يصنعون منه لقاحا ) .
إِنَّهُ مَرَضٌ يَنْتَشِرُ وَلَا يَشِيعُ عَلَى لِسَان
لأَنَّهُ مَرَضٌ قَذِرُ يُخْفِيهِ الْكتِمان
من الأمراض المعدية ما تنتقل بالعدوى عن طريق الهواء وبالسعال . وبالعطس . ومن الأمراض المعدية ما تنتقل عن طريق الماء واللبن والطعام .
ومنها ما ينتقل عن طريق مس شخص . شخصا . ومن الأمراض ما ينتقل بالاتصال الجنسي ، من رجل الى امرأة ، ومن امرأة الى رجل ، وعند الشذوذ الجنسي من جنس الى الجنس نفسه .
وهذه الأمراض عديدة ، منها مرض هذا الحديث : الزهري .
- مكروب الزهري ؛
مكروب الزهري مكروب من رتبة اسمها سبيروكيت Spirochaete ومعناها الشعرة المحواة ، وهو اسم يدل على شكل المكروب ، فهو خيط رفيع حلزوني الشكل ، طوله من ٦ الى ١٤ جزءا من ألف من الملليمتر ، ويتعرف عليه كذلك بحركاته الخاصة في المستحضرات التي تصنع من قرح المرض الأولية أو الثانوية عبر المجهر .
وهذا المكروب لا يقوى على الجفاف ، فهو اذا جف مات لهذا هو ينتقل فقط بالمس المباشر .
- للزهري ثلاث مراحل ؛
ولهذا الداء مراحل ثلاث ، مرحلة أولى ، وثانية ، وثالثة .
والمرحلة الثانية تبدأ في غضون أشهر قليلة من المرحلة الأولى .
أما المرحلة الثالثة فقد تمضي سنوات كثيرة قبل وقوعها .
- المرحلة الأولى للزهري ؛
وفيها تظهر قرحة جامدة بعد نحو شهر من التعرض للعدوى، أما في الرجل فتظهر القرحة على القضيب عادة وأما في الأنثى فتظهر عادة على شفران الفرج أو على عنق الرحم ، وفي هذه الحالة الأخيرة لا تنتبه اليها صاحبتها.
وقد تظهر القرحة على الشفة أو اللسان أو اللوزة في الحلق ، أو حلمة الثدي ، ولو أن هذا اندر حدوثا . أما القرحة فجامدة ، لا تؤلم - قطرها نحو سنتيمتر - يخرج منها مصل . وفي هذا المصل يتعرف الفاحص على بكتير الداء تحت المجهر ذي الأرضية المعتمة .
ويصحب القرحة تضخم في الغدد اللمفاوية المحلية الأقرب ، وهي التي في الورك بين الفخذ والبطن . وسواء هذا في المرأة أو في الرجل .
- المرحلة الثانية للزهري ؛
يدخل الداء في هذه المرحلة نتيجة لانتشار المكروب في سائر انسجة الجسم ورد الفعل هذا قد يظهر في صور صداع شديد ، وحمى ، ووجع في الزور ، وقرح في الفم وفي أعضاء التناسل وطفح في الجلد ، وتضخم في الغدد اللمفاوية .
والقرح الجلدية والمخاطية لهذه المرحلة الثانية شديدة العدوى .
والاختبار الشهير المعروف باختبار فرمان Wassernmann يعطي دائما نتائج موجبة .
ومع هذا فكثيرا ما يكون رد الفعل هذا أخف كثيرا من هذا ، حتى ليمر ولا يتنبه اليه صاحبه أو صاحبته. وتهدأ هذه الحال على كل حال بعد بضعة أسابيع ، بينا يكتسب الجسم من هذه المجنة شيئا من المناعة للداء .
ولكن يستمر الداء يتقدم الا اذا هو عولج .
- المرحلة الثالثة للزهري ؛
بعد نحو أربع سنوات مثلا ، ومن الاصابة الأولى ، اذا تركت الاصابة بغير علاج ، يصبح الداء لا خوف من انتقاله حتى بالممارسة الجنسية. فالذي يبقى من المكروب في الجسم عند ذاك قليل ، ولكنه مستعد للهجوم في أي وقت . وقد يحدث لسائر الأعضاء ضرر . فالأورطة شريان القلب الأعظم ، قد تتأثر بالداء .. وضرر خطير قد يصيب الجهاز العصبي المركزي . والمرأة المصابة اذا هي جاءت بولد في العشر السنوات التالية قد ينزل الولد مصابا بالداء ، ويبقى فيه الداء موروثا .
- علاج الزهري ؛
هذا متروك أمره للطبيب .
ولكن لا بأس من القول أن أسبابه مشتقات البنسلين يعطى حقنا . او تتراسيكلين Tetracycline لمن عندهم حساسية للبنسلين .
والمريض لا بد مع ذلك أن يوضع تحت المراقبة نحوا من ٥ سنوات ، يرى فيها الطبيب مرة كل أسبوعين ، ثم تطول الفترة حتى تصبح كل نحو ستة أشهر .
ومما يذكر فيحمد في استخدام البنسلين علاجا للزهري ، ان البنسلين استخدم لعلاج أمراض كثيرة . بدأ مكروبها بالتراجع السريع أمام هجمات البنسلين ، ولكنه لم يلبث أن تعود عليه ، وكون لنفسه حصانة منه، الا الزهري ، فقد ظل البنسلين محافظا على قوته في العلاج الحاسم للزهري . بهذا يشهد المختصون ببحوث هذا المرض . وهم يؤكدون هذا بأن هناك حالات لأشخاص أصابهم الزهري ، واشتفوا ، ثم عاد الداء اليهم وبالفحص في هذه الحالات تبين بما لا يدع مكانا للشك أنهم انما تعرضوا لعدوى جديدة فأصابتهم .
- لقاح يحمي من الزهري ؛
ان البحاث يجدون في هذا السبيل .
وهم الى اليوم لم يجدوا اللقاح الذي يحصن من هذا الداء بالذات قبل الاصابة به ، أي الذي يحصن المرء ضد بكتيره .
ولكن نجحوا بعض النجاح في ايجاد لقاح لبكتير شبيه به يصيب الأرانب ، هم آخذون في اتمام بحثه حتى يصطنعوا له الظروف التي تجعل حصانة الأرانب به كاملة ، ثم هم يجربونه في الانسان .
والاعتراض الظاهر بالطبع هو : وكيف يحصن به الانسان ، وزهري الأرانب غير زهري الانسان ؟
والرد الحاضر : أن لقاح الجدري مأخوذ من جدري الأبقار ، وهو لتحصين الانسان . ذلك أن المواد المضادة لهذه الأمراض المتشابهة قد تكون لها من حيث الحصانة كفاية متماثلة .
- خطر ذلك على الأخلاق ؛
انه لخطر كبير .
اننا ننذر بخطر لقاح الزهري . فمما يمنع الرجل من الانزلاق الى الرذيلة الفاجرة القذرة الخوف من العدوى . فاذا هو تحصن دونها ، فمن يدري ما يكون بعد ذلك .
لقد دل الاحصاء على أن الولايات المتحدة ، يتقدم فيها للعلاج مليون حالة زهري كل عام ، منها ٣٠٠٠٠٠ اصابة في المراهقين والمراهقات . هذا والداء لا حصانة منه ، فكيف اذا تحصن منه رجال ونساء !؟
( صورة لبكتير الزهري، كما يتراءى في المجهر ومن ورائه أرضية مظلمة. ولو دققت فيه النظر لوجدته حلزوني التكوين . وهذا البكتير عجز العلماء الى اليوم عن تربيته في انبوبة اختبار ، لهذا عجزوا عن البحث له عن لقاح . فاتخذوا بكتيرا قريبا منه يصنعون منه لقاحا ) .
تعليق