عَرَق الصَّيف
لا نقول جديدا اذا نحن قلنا : ان العرق ماء يفرزه جسم الانسان ، يخرج من ثقوب في الجلد تعرف بالمسام . ووراء هذه الثقوب غدد تستخلص من الدم الماء وما به ، فيخرج من هذه الثقوب ، فنقول انه العرق .
لا جديد في هذا .
ونزيد فنقول ؛
وانما نزيد فنقول : ان هذه الغدد صغيرة جدا فهي
لا تكاد ترى الا بالعدسة اذ تكبرها .
ونزيد فنقول : ان هذه الغدد منتشرة في جسم. الانسان كله تقريبا . ويبلغ عددها ما بين مليونين الى ٣ ملايين غدة .
ونزيد فنقول ان الانسان تميز عن سائر الحيوانات في عمومها ، بكثرة غدده هذه ، فبكثرة مسامه . يشاركه في ذلك الحصان .
ونزيد فنقول : ان العرق نعمة ، وان كان ظاهره النقمة ، لا سيما اذا احتر الصيف ، وتبللت به الملابس ما بطن منها وما ظهر .
ونزيد فنقول : ان غدد العرق في جسم الانسان نوعان : غدد صغيرة مكرسكوبية ، هي التي يخرج العرق المعروف منها ، وغدد أخرى ، لم نتحدث عنها بعد ، وسوف نتحدث عنها في نهاية هذا البحث ، وهي غدد أكبر ، موجودة على الأكثر في الابط ، تفرز من العرق نوعا عكرا كالمستحلب ، هو الذي يعطي الأجسام رائحتها .
- العرق ضرورة ؛
ان العرق ضرورة لأن تفاعلات الجسم الكيماوية ، التي تعطيه الحياة ، انما هي احتراق دائم . والحريق حرارة . والحرارة لا بد من أن تتسرب والا ارتفعت بها درجة حرارة الجسم الى ما لا يأتلف مع اتمام تلك التفاعلات الكيماوية على أوفق حال .
والجسم يفقد من حرارته بالاشعاع .
والجسم يفقد من حرارته بالعرق ، اذ يظهر على الجلد بللا ، ثم يتبخر ، وبالتبخر يحمل معه الكثير من الحرارة . والجسم به من العقل والتعقل ما يدفعه الى افراز الكثير من العرق اذا زاد خزينه من الحرارة ، والى افراز القليل من العرق اذا قل خزينه منها .
والجسم يفقد من حرارته بالتهوية ، ولذلك يستخدم الانسان المراوح ، وهي تحرك الهواء حول الجلد ، فيحمل عنه حرارته . ولو كان عرق ، حمل كذلك العرق بخارا فكان أفعل أثرا .
- الكلاب لا تعرق ،
والكلاب لا تعرق ، لأنه ليس بجسمها مسام . واذن هي تلهث . ويخرج ماء فمها باللهث فيصير بخارا يحمل معه الكثير من الحرارة .
والرجل منا يستطيع أن يلهث كما يلهث الكلب ، فيتخفف من حره . ولكنه لا يلبث أن يتعب فيكف .
- العرق ماء وملح ؛
والعرق ماء وملح . وآخر لسانك على عرق جلدك، أو الحسنه من بعد جفاف ، تذق ملحه . وبسبب هذا الملح قد يلحق ضرر كبير بالانسان .
مثال ذلك العمال الذين يعملون بأجسامهم في محيط حار ، يعرقون كثيرا ، ويفقدون بهذا العرق مقدارا من الملح كبيرا قد يصل الى ۲۰ جراما في اليوم . ويصاب العامل نتيجة ذلك بتقبض في عضلات هيكل الجثمان مؤلم ، ويمنع من هذا الحال أن يضاف الملح بواقع جرام في كل لتر من ماء الشرب . والطعام يملح تمليحا فوق العادة . وهناك أقراص للملح خاصة تبلع مع الماء بلعا .
- الفرانون والعدانون ،
ومن أمثلة هؤلاء العمال الفرانون القائمون عند افرانهم ساعات كثيرة . وكذلك العدانون الذين يعملون في مناجمهم في باطن الأرض .
- وضربة الشمس ،
او هم يسمونها ضربة الحر ، والمعنى واحد ، فالشمس انما تضرب بحرها .
وتتلخص في ارتفاع درجة حرارة الجسم في الرجل الذي يبذل مجهودا جثمانيا في وقدة الشمس أو في المحيط الحار . وسبب ذلك تعطل يصيب غدد العرق فيقل افرازها أولا ، اذ تتعب من طول افراز ، ثم تكف عن افراز بالمرة .
وينتج عن ذلك أضرار في المخ ذاته ، تؤدي الى
الموت .
وكان هذا يحدث في بعض حجاج بيت الله، والصيف على أشده . ويسعفون بوضعهم على الفور في حمامات ، بها الماء والثلج معا ، أقامها أولو الأمر هناك في الطريق الى عرفات .
- العرق عرقان : عرق احترار ، وعرق انفعال ،
أما عرق الاحترار ، فذلك ما قد وصفنا .
وأما عرق الانفعال فلا يكون بسبب الحر .
واذا أردت أن تطلب مثلا هينا سهلا كعرق الانفعال فادخل قاعة امتحان ، لا سيما امتحان آخر العام ، وتحسس باطن أكف الطلبة والطالبات وهم يكتبون . انها بواطن أكف عرقة ، خرج عرقها بسبب ما يبذل الطالب والطالبة من مجهود عقلي وهما في أزمة انفعال نفسي شديد .
وكذلك يندى الكفان وصاحبهما في موقف محرج . ويندى كفا المراهق والمراهقة عند بدئهما ممارسة الحياة . انه الخجل ، أو لعله الخوف ، أو لعله الاضطراب أمام الموقف الجديد . ويكتب المراهق والمراهقة فتبتل أوراق الكراسة مما يتساقط من عرق كفيهما . وقد يبقى هذا معهما ما بقيت المراهقة .
وكباطن الكف باطن القدم . كذلك يندى باطن القدم في أزمات الانفعال .
وقد تزيد الأزمة الانفعالية النفسية فيظهر العرق كذلك في الوجه ، وعلى الجبهة خاصة .
وتهدأ النفس ، وتسترخي ، فتجف كل مواقع هذا العرق في الجسم .
- رائحة الأجسام ، مصدرها العرق ، ولكن من نوع ؛
بقي أمر الغدد الأكبر ، تلك التي ذكرناها في أول هذه الكلمة . انها تعطي الأجسام روائحها .
انها أشبه بتلك الغدد التي تعطي الحيوانات روائحها .
انها تفرز سائلا عكرا نتيجة اهتياج عام ، أو الشهوة مثارة ، أو الم قائم .
وهو سائل يخرج لا رائحة له في أول الأمر ، ولكنه لا يلبث أن يكتسب تلك الرائحة التي تعرف للأجسام ، وتكره في المجتمع . وهي تنتج من فعل البكتير بهذا السائل .
وهذه الرائحة الكريهة ، في العرف ، تخف عند
بعض الناس ، من رجال ونساء وتشتد عند بعضهم .
ونقول انها كريهة في العرف ، وهذا يوحي بأنها غير كريهة « في الطبع » . واذن لكان شأن بني الناس فيها شأن الحيوانات
يعزز هذا الرأي ما يحكيه بعض علماء علم الانسان
والأجناس ، أنه يوجد من الناس ، في بعض بقاع الأرض ، من تعذب في أنوفهم هذه الرائحة . حتى أن المرأة منهم، اذا أرادت أن تغاضب زوجها ، عمدت الى الاستحمام ، فغسل هذه الرائحة عن جسمها .
- كيف تتخلص المرأة ، ويتخلص الرجل من رائحة عرق الابط ؛
والحال غير هذا في سائر العالم المتمدن . وقد بذل أهل الخبرة الكثير من الجهود لاستنباط طريقة لازالة هذه الرائحة عن الجسم . وخير طريقة ، على ما يبدو ، انما هي متابعة غسل الابط بالصابون ، وحلق الشعر الذي هناك . وكل هذا لخفض فعل المكروب ، لا لخفض العرق . وتستخدم من بعد ذلك عدة أشياء هدفها الأول التطهير من المكروب .
من ذلك مثلا غسل الابط بالصابون الذي به المركب الكيماوي المطهر هكساكلوروفان Hexachlorophane فمن بعد الغسل بهذا ، يبقى من هذا المركب أثر يقلل من فعل البكتير .
وهناك مستحضرات أخرى تدخلها مركبات الألمنيوم وأشهرها كلور الألمنيوم .
وبعض ينصح ببلع أقراص كتلك التي تحتوي على اليخضور النباتي ، الكلوروفيل ، ولكن لم يتضح بعد أن لهذه الأقراص قيمة تذكر في أداء هذا الغرض .
لا نقول جديدا اذا نحن قلنا : ان العرق ماء يفرزه جسم الانسان ، يخرج من ثقوب في الجلد تعرف بالمسام . ووراء هذه الثقوب غدد تستخلص من الدم الماء وما به ، فيخرج من هذه الثقوب ، فنقول انه العرق .
لا جديد في هذا .
ونزيد فنقول ؛
وانما نزيد فنقول : ان هذه الغدد صغيرة جدا فهي
لا تكاد ترى الا بالعدسة اذ تكبرها .
ونزيد فنقول : ان هذه الغدد منتشرة في جسم. الانسان كله تقريبا . ويبلغ عددها ما بين مليونين الى ٣ ملايين غدة .
ونزيد فنقول ان الانسان تميز عن سائر الحيوانات في عمومها ، بكثرة غدده هذه ، فبكثرة مسامه . يشاركه في ذلك الحصان .
ونزيد فنقول : ان العرق نعمة ، وان كان ظاهره النقمة ، لا سيما اذا احتر الصيف ، وتبللت به الملابس ما بطن منها وما ظهر .
ونزيد فنقول : ان غدد العرق في جسم الانسان نوعان : غدد صغيرة مكرسكوبية ، هي التي يخرج العرق المعروف منها ، وغدد أخرى ، لم نتحدث عنها بعد ، وسوف نتحدث عنها في نهاية هذا البحث ، وهي غدد أكبر ، موجودة على الأكثر في الابط ، تفرز من العرق نوعا عكرا كالمستحلب ، هو الذي يعطي الأجسام رائحتها .
- العرق ضرورة ؛
ان العرق ضرورة لأن تفاعلات الجسم الكيماوية ، التي تعطيه الحياة ، انما هي احتراق دائم . والحريق حرارة . والحرارة لا بد من أن تتسرب والا ارتفعت بها درجة حرارة الجسم الى ما لا يأتلف مع اتمام تلك التفاعلات الكيماوية على أوفق حال .
والجسم يفقد من حرارته بالاشعاع .
والجسم يفقد من حرارته بالعرق ، اذ يظهر على الجلد بللا ، ثم يتبخر ، وبالتبخر يحمل معه الكثير من الحرارة . والجسم به من العقل والتعقل ما يدفعه الى افراز الكثير من العرق اذا زاد خزينه من الحرارة ، والى افراز القليل من العرق اذا قل خزينه منها .
والجسم يفقد من حرارته بالتهوية ، ولذلك يستخدم الانسان المراوح ، وهي تحرك الهواء حول الجلد ، فيحمل عنه حرارته . ولو كان عرق ، حمل كذلك العرق بخارا فكان أفعل أثرا .
- الكلاب لا تعرق ،
والكلاب لا تعرق ، لأنه ليس بجسمها مسام . واذن هي تلهث . ويخرج ماء فمها باللهث فيصير بخارا يحمل معه الكثير من الحرارة .
والرجل منا يستطيع أن يلهث كما يلهث الكلب ، فيتخفف من حره . ولكنه لا يلبث أن يتعب فيكف .
- العرق ماء وملح ؛
والعرق ماء وملح . وآخر لسانك على عرق جلدك، أو الحسنه من بعد جفاف ، تذق ملحه . وبسبب هذا الملح قد يلحق ضرر كبير بالانسان .
مثال ذلك العمال الذين يعملون بأجسامهم في محيط حار ، يعرقون كثيرا ، ويفقدون بهذا العرق مقدارا من الملح كبيرا قد يصل الى ۲۰ جراما في اليوم . ويصاب العامل نتيجة ذلك بتقبض في عضلات هيكل الجثمان مؤلم ، ويمنع من هذا الحال أن يضاف الملح بواقع جرام في كل لتر من ماء الشرب . والطعام يملح تمليحا فوق العادة . وهناك أقراص للملح خاصة تبلع مع الماء بلعا .
- الفرانون والعدانون ،
ومن أمثلة هؤلاء العمال الفرانون القائمون عند افرانهم ساعات كثيرة . وكذلك العدانون الذين يعملون في مناجمهم في باطن الأرض .
- وضربة الشمس ،
او هم يسمونها ضربة الحر ، والمعنى واحد ، فالشمس انما تضرب بحرها .
وتتلخص في ارتفاع درجة حرارة الجسم في الرجل الذي يبذل مجهودا جثمانيا في وقدة الشمس أو في المحيط الحار . وسبب ذلك تعطل يصيب غدد العرق فيقل افرازها أولا ، اذ تتعب من طول افراز ، ثم تكف عن افراز بالمرة .
وينتج عن ذلك أضرار في المخ ذاته ، تؤدي الى
الموت .
وكان هذا يحدث في بعض حجاج بيت الله، والصيف على أشده . ويسعفون بوضعهم على الفور في حمامات ، بها الماء والثلج معا ، أقامها أولو الأمر هناك في الطريق الى عرفات .
- العرق عرقان : عرق احترار ، وعرق انفعال ،
أما عرق الاحترار ، فذلك ما قد وصفنا .
وأما عرق الانفعال فلا يكون بسبب الحر .
واذا أردت أن تطلب مثلا هينا سهلا كعرق الانفعال فادخل قاعة امتحان ، لا سيما امتحان آخر العام ، وتحسس باطن أكف الطلبة والطالبات وهم يكتبون . انها بواطن أكف عرقة ، خرج عرقها بسبب ما يبذل الطالب والطالبة من مجهود عقلي وهما في أزمة انفعال نفسي شديد .
وكذلك يندى الكفان وصاحبهما في موقف محرج . ويندى كفا المراهق والمراهقة عند بدئهما ممارسة الحياة . انه الخجل ، أو لعله الخوف ، أو لعله الاضطراب أمام الموقف الجديد . ويكتب المراهق والمراهقة فتبتل أوراق الكراسة مما يتساقط من عرق كفيهما . وقد يبقى هذا معهما ما بقيت المراهقة .
وكباطن الكف باطن القدم . كذلك يندى باطن القدم في أزمات الانفعال .
وقد تزيد الأزمة الانفعالية النفسية فيظهر العرق كذلك في الوجه ، وعلى الجبهة خاصة .
وتهدأ النفس ، وتسترخي ، فتجف كل مواقع هذا العرق في الجسم .
- رائحة الأجسام ، مصدرها العرق ، ولكن من نوع ؛
بقي أمر الغدد الأكبر ، تلك التي ذكرناها في أول هذه الكلمة . انها تعطي الأجسام روائحها .
انها أشبه بتلك الغدد التي تعطي الحيوانات روائحها .
انها تفرز سائلا عكرا نتيجة اهتياج عام ، أو الشهوة مثارة ، أو الم قائم .
وهو سائل يخرج لا رائحة له في أول الأمر ، ولكنه لا يلبث أن يكتسب تلك الرائحة التي تعرف للأجسام ، وتكره في المجتمع . وهي تنتج من فعل البكتير بهذا السائل .
وهذه الرائحة الكريهة ، في العرف ، تخف عند
بعض الناس ، من رجال ونساء وتشتد عند بعضهم .
ونقول انها كريهة في العرف ، وهذا يوحي بأنها غير كريهة « في الطبع » . واذن لكان شأن بني الناس فيها شأن الحيوانات
يعزز هذا الرأي ما يحكيه بعض علماء علم الانسان
والأجناس ، أنه يوجد من الناس ، في بعض بقاع الأرض ، من تعذب في أنوفهم هذه الرائحة . حتى أن المرأة منهم، اذا أرادت أن تغاضب زوجها ، عمدت الى الاستحمام ، فغسل هذه الرائحة عن جسمها .
- كيف تتخلص المرأة ، ويتخلص الرجل من رائحة عرق الابط ؛
والحال غير هذا في سائر العالم المتمدن . وقد بذل أهل الخبرة الكثير من الجهود لاستنباط طريقة لازالة هذه الرائحة عن الجسم . وخير طريقة ، على ما يبدو ، انما هي متابعة غسل الابط بالصابون ، وحلق الشعر الذي هناك . وكل هذا لخفض فعل المكروب ، لا لخفض العرق . وتستخدم من بعد ذلك عدة أشياء هدفها الأول التطهير من المكروب .
من ذلك مثلا غسل الابط بالصابون الذي به المركب الكيماوي المطهر هكساكلوروفان Hexachlorophane فمن بعد الغسل بهذا ، يبقى من هذا المركب أثر يقلل من فعل البكتير .
وهناك مستحضرات أخرى تدخلها مركبات الألمنيوم وأشهرها كلور الألمنيوم .
وبعض ينصح ببلع أقراص كتلك التي تحتوي على اليخضور النباتي ، الكلوروفيل ، ولكن لم يتضح بعد أن لهذه الأقراص قيمة تذكر في أداء هذا الغرض .
تعليق