دواءٌ جديد لشلل الأطفال
يُعطى بالفم !
جربوه في خمسة ملايين شخص لم يُصَبْ منهم بسبب الفيروس أحد
إنه الداء المريع ، الذي يصيبك بالشلل بين عشية وضحاها ، فيعجزك طفلا كنت أو غير طفل .
انه هو الداء الذي أصاب روزفلت رئيس الولايات المتحدة الراحل ، فأعجزه شابا ، واشتفى منه فلم يسر به الداء الى آخر المطاف ، أعني الموت ، ولكن بقیت به آثاره ، عجزا عن القيام الا على سند ، وعجزا عن المشي . ومن أجل ذلك لم نره في الحرب العالمية الماضية ، الا جالسا ، أو واقفا ، أو في سيارة .
- قصة قديمة ؛
هذا الداء المريع كانوا كشفوا له دواء ، مادة تحقن في جسم السليم فتقيه من الداء اذا هو تعرض لمكروبه ... لفيروسه
والمادة التي تحقن هكذا في الجسم هي من الفيروس نفسه ، ولكنه الفيروس الميت، يدخل الى الدورة الدموية فيوقظ عوامل الجسم التي تقوم تدفع كلما دخلت الجسم جراثيم داء . وهذه العوامل تصنع مواد على الفور تغالب بها الفيروس الداخل ولو كان ميتا .
هذه قاعدة عامة ، لا في هذا الداء ولكن في الأدواء جميعا .
وأسموا هذه الأجسام ، التي يصنعها الجسم ليتسلح بها لدخول المعركة فالدفاع ، بالأضداد .. بالأجسام الأضداد ، لأنها تفعل ضد الفيروس أو المكروب كائنا ما كان .
واسموا هذه الحقنة ، حقنة الفيروس الميت لداء شلل الأطفال باسم صانعها الدكتور سلك «Salk» ، فهي فكسين « سلك » أو « لقاح سلك » .
وهذه قصة قديمة .
- قصة جديدة ؛
ومنها ننتقل الى القصة الجديدة .
قصة اللقاح الجديد .
انه لقاح به فيروس المرض ، مرض شلل الاطفال ، لا شك في هذا .
ولكنه من الفيروس الحي . نعم الحي ، ولكن بعد اضعافه ، والا كان التلقيح به انما هو تلقيح بالداء ، فاصابة الجسم بالشلل .
( يزداد في أمريكا )
( تزايد داء شلل الأطفال في الولايات المتحدة ، وينتظر أن يبلغ القمة من انتشاره في ختام الصيف وأوائل الخريف. وقد دفع هذا السلطات الصحية المحلية الى فتح عيادات التلقيح بلقاح ( سلك ) . وحدث نتيجة ذلك أن زاد طلب اللقاح زيادة كبرى . تحاول المصانع التي تصنع اللقاح أن تفي به على عجل )
- لقاح يعطى بالفم ؛
والميزة الكبرى التي فيه - غير أن به بعض حياة فيرجى أن يكون أفضل في اثارة الجسم الى ايقاظ عوامل الدفاع فيه - هذه الميزة هي أنه يعطى بالفم .
يعطى أقراصا .
أو يعطى لعقة من سائل في ملعقة .
أو يعطى بخة من بخاخة في فم الولد أو الرجل أو المرأة وهو مفتوح .
اذن فهو لا يحتاج الى حقنة .
واذن فهو لا يحتاج الى طبيب يحقن ولا الى ممرض فني أو ممرضة .
انه لا يحتاج الا الى شخص عادي ، ذي ذكاء ، يقوم بتذريره في الأفواه .
حقنة (( سلك )) تعطي وقاية لا شك فيها !
بسبب تزايد نسبة الاصابات بمرض شلل الأطفال في الولايات المتحدة في عام ١٩٥٩ عن سائر الأعوام ، على الرغم من شيوع حقنة (( سلك )) التي تقي منه بين الناس ، وهي تصنع من الفيروس الميت أخذت المؤسسة القومية العامة تدرس كم تعطي هذه الحقنة من وقاية .
و خرجت على أن الـ ٤٩ من الملايين من الأطفال ، دون الخامسة ( وهم أكثر فئات الأعمار سقوطا للداء ) ، أولئك الذين لم يحقنوا فلم تعط لهم وقاية أصلا ، أصاب الداء منهم ۲۹۸ طفلا ، أي بمعدل ٦ في كل ۱۰۰۰.۰۰ طفل .
أما الـ ١٠،٤ من الملايين ، في نفس هذه الفئة من الأعمار ، . أولئك الذين حقنوا ٣ حقنات فأكثر ، هؤلاء أصاب الداء منهم ٥٢ طفلا فقط بمعدل ٠،٥ في كل ۱۰۰۰۰۰۰ طفل .
فالحقنة حقنة (( سلك )) أعطت وقاية من الداء لا شك فيها . وبمثل هذه النتيجة خرجت المؤسسة من فحص الفئة التي تلي هذه الأعمار ما بين الخامسة الى التاسعة عشرة ، وهي الأكثر سقوطا للداء بعد تلك . فكانت نسبة الاصابة ٣ في كل ۱۰۰۰.۰۰ ممن لم يتحصنوا بالحقنة قط ، و ٢٥، ٠ في كل ۱۰۰۰۰۰۰۰ ممن تحصنوا بالعدد الكامل من حقنة (( سلك )) .
- حصنوا به ه ملايين نسمة ؛
واذن فهذا اللقاح ، الذي يعطى بالفم ، هو أوفق لقاح يحصن الملايين العديدة من الأمم المتخلفة في كل من آسيا وأفريقيا ، حيث لا تكفي أعداد الأطباء والممرضين . وذلك ، بأقل جهد فني ، وأقل نفقة .
ومن أجل هذا هم جربوه في عشرين حقلا من حقول التجربة في بقاع كثيرة من الأرض ، وحصنوا به الى الآن نحوا من ٥ ملايين من رجال ونساء وأطفال ولم يحدث أن أحدا منهم أصابه الداء بسبب هذا اللقاح .
وهذا هو الخوف الذي كان يخافه الأطباء ، أن يكون اللقاح بالمكروب الحي ... بالفيروس الحي ، ولو ضعيفا مضعفا ، سبيلا الى اعطاء الداء نفسه .
- مؤتمر من أطباء ؛
واجتمع ٦١ من الأطباء العلماء ، من ١٧ أمة ، اجتمعوا لينظروا في أمر هذا اللقاح الحي الجديد ، وبعد نقاش في أمر هذا الداء العالمي الوبيل ولقاحه ، اتخذوا قرارا حاسما :
« لم يظهر في التجارب التي أجريت ، وقد اشتملت على نحو مليون نسمة ، تعاطت بالفم لقاح شلل الأطفال هذا الحي ، أن هذا اللقاح كان سببا في اصابة أحد ممن تعاطوه بالشلل أو بمرض تسبب منه » .
قال أحد العلماء :
ان هذا اللقاح يذهب من الفم الى المعدة فالأمعاء. وهو لا يصل الى الأمعاء حتى يصيب صاحبها بالداء ، فكأنما قد أصابه فعلا . ولكنها اصابة غاية في الخفة تثير الجسم الى الدفاع فيدفع .
فاذا جاءه الداء بالعدوى بعد ذلك بشرته المعهودة عرف الجسم كيف يصمد له، ويتغلب عليه وهو في ابانه ! وهو لقاح لا يتغير بالخزن ولا بالنقل الى شتى بقاع الأرض . وكلفته عشر كلفة لقاح « سلك »
ومما يستطاب ذكره أن الألقحة التي خرجت الى التجربة ثلاثة ، لثلاثة بحاث ، يعملون في مختبرات مختلفة في الولايات المتحدة ، تمولهم جمعيات علمية ، وبيوت للعقاقير تجارية .
ومع ذلك فللآن لا يجوز قانونا صناعة الألقحة الحية في الولايات المتحدة .
ومن أجل هذا كانت تجربة هذا اللقاح الحي الجديد في الولايات المتحدة في قلة من الناس ، وفي حدود ضيقة جدا .
( هذا الطبيب بيده رشاشة ، يرش بها الفيروس الحي في فم هذه المرأة الافريقية كيلا تصاب بالداء بعد ذلك )
يُعطى بالفم !
جربوه في خمسة ملايين شخص لم يُصَبْ منهم بسبب الفيروس أحد
إنه الداء المريع ، الذي يصيبك بالشلل بين عشية وضحاها ، فيعجزك طفلا كنت أو غير طفل .
انه هو الداء الذي أصاب روزفلت رئيس الولايات المتحدة الراحل ، فأعجزه شابا ، واشتفى منه فلم يسر به الداء الى آخر المطاف ، أعني الموت ، ولكن بقیت به آثاره ، عجزا عن القيام الا على سند ، وعجزا عن المشي . ومن أجل ذلك لم نره في الحرب العالمية الماضية ، الا جالسا ، أو واقفا ، أو في سيارة .
- قصة قديمة ؛
هذا الداء المريع كانوا كشفوا له دواء ، مادة تحقن في جسم السليم فتقيه من الداء اذا هو تعرض لمكروبه ... لفيروسه
والمادة التي تحقن هكذا في الجسم هي من الفيروس نفسه ، ولكنه الفيروس الميت، يدخل الى الدورة الدموية فيوقظ عوامل الجسم التي تقوم تدفع كلما دخلت الجسم جراثيم داء . وهذه العوامل تصنع مواد على الفور تغالب بها الفيروس الداخل ولو كان ميتا .
هذه قاعدة عامة ، لا في هذا الداء ولكن في الأدواء جميعا .
وأسموا هذه الأجسام ، التي يصنعها الجسم ليتسلح بها لدخول المعركة فالدفاع ، بالأضداد .. بالأجسام الأضداد ، لأنها تفعل ضد الفيروس أو المكروب كائنا ما كان .
واسموا هذه الحقنة ، حقنة الفيروس الميت لداء شلل الأطفال باسم صانعها الدكتور سلك «Salk» ، فهي فكسين « سلك » أو « لقاح سلك » .
وهذه قصة قديمة .
- قصة جديدة ؛
ومنها ننتقل الى القصة الجديدة .
قصة اللقاح الجديد .
انه لقاح به فيروس المرض ، مرض شلل الاطفال ، لا شك في هذا .
ولكنه من الفيروس الحي . نعم الحي ، ولكن بعد اضعافه ، والا كان التلقيح به انما هو تلقيح بالداء ، فاصابة الجسم بالشلل .
( يزداد في أمريكا )
( تزايد داء شلل الأطفال في الولايات المتحدة ، وينتظر أن يبلغ القمة من انتشاره في ختام الصيف وأوائل الخريف. وقد دفع هذا السلطات الصحية المحلية الى فتح عيادات التلقيح بلقاح ( سلك ) . وحدث نتيجة ذلك أن زاد طلب اللقاح زيادة كبرى . تحاول المصانع التي تصنع اللقاح أن تفي به على عجل )
- لقاح يعطى بالفم ؛
والميزة الكبرى التي فيه - غير أن به بعض حياة فيرجى أن يكون أفضل في اثارة الجسم الى ايقاظ عوامل الدفاع فيه - هذه الميزة هي أنه يعطى بالفم .
يعطى أقراصا .
أو يعطى لعقة من سائل في ملعقة .
أو يعطى بخة من بخاخة في فم الولد أو الرجل أو المرأة وهو مفتوح .
اذن فهو لا يحتاج الى حقنة .
واذن فهو لا يحتاج الى طبيب يحقن ولا الى ممرض فني أو ممرضة .
انه لا يحتاج الا الى شخص عادي ، ذي ذكاء ، يقوم بتذريره في الأفواه .
حقنة (( سلك )) تعطي وقاية لا شك فيها !
بسبب تزايد نسبة الاصابات بمرض شلل الأطفال في الولايات المتحدة في عام ١٩٥٩ عن سائر الأعوام ، على الرغم من شيوع حقنة (( سلك )) التي تقي منه بين الناس ، وهي تصنع من الفيروس الميت أخذت المؤسسة القومية العامة تدرس كم تعطي هذه الحقنة من وقاية .
و خرجت على أن الـ ٤٩ من الملايين من الأطفال ، دون الخامسة ( وهم أكثر فئات الأعمار سقوطا للداء ) ، أولئك الذين لم يحقنوا فلم تعط لهم وقاية أصلا ، أصاب الداء منهم ۲۹۸ طفلا ، أي بمعدل ٦ في كل ۱۰۰۰.۰۰ طفل .
أما الـ ١٠،٤ من الملايين ، في نفس هذه الفئة من الأعمار ، . أولئك الذين حقنوا ٣ حقنات فأكثر ، هؤلاء أصاب الداء منهم ٥٢ طفلا فقط بمعدل ٠،٥ في كل ۱۰۰۰۰۰۰ طفل .
فالحقنة حقنة (( سلك )) أعطت وقاية من الداء لا شك فيها . وبمثل هذه النتيجة خرجت المؤسسة من فحص الفئة التي تلي هذه الأعمار ما بين الخامسة الى التاسعة عشرة ، وهي الأكثر سقوطا للداء بعد تلك . فكانت نسبة الاصابة ٣ في كل ۱۰۰۰.۰۰ ممن لم يتحصنوا بالحقنة قط ، و ٢٥، ٠ في كل ۱۰۰۰۰۰۰۰ ممن تحصنوا بالعدد الكامل من حقنة (( سلك )) .
- حصنوا به ه ملايين نسمة ؛
واذن فهذا اللقاح ، الذي يعطى بالفم ، هو أوفق لقاح يحصن الملايين العديدة من الأمم المتخلفة في كل من آسيا وأفريقيا ، حيث لا تكفي أعداد الأطباء والممرضين . وذلك ، بأقل جهد فني ، وأقل نفقة .
ومن أجل هذا هم جربوه في عشرين حقلا من حقول التجربة في بقاع كثيرة من الأرض ، وحصنوا به الى الآن نحوا من ٥ ملايين من رجال ونساء وأطفال ولم يحدث أن أحدا منهم أصابه الداء بسبب هذا اللقاح .
وهذا هو الخوف الذي كان يخافه الأطباء ، أن يكون اللقاح بالمكروب الحي ... بالفيروس الحي ، ولو ضعيفا مضعفا ، سبيلا الى اعطاء الداء نفسه .
- مؤتمر من أطباء ؛
واجتمع ٦١ من الأطباء العلماء ، من ١٧ أمة ، اجتمعوا لينظروا في أمر هذا اللقاح الحي الجديد ، وبعد نقاش في أمر هذا الداء العالمي الوبيل ولقاحه ، اتخذوا قرارا حاسما :
« لم يظهر في التجارب التي أجريت ، وقد اشتملت على نحو مليون نسمة ، تعاطت بالفم لقاح شلل الأطفال هذا الحي ، أن هذا اللقاح كان سببا في اصابة أحد ممن تعاطوه بالشلل أو بمرض تسبب منه » .
قال أحد العلماء :
ان هذا اللقاح يذهب من الفم الى المعدة فالأمعاء. وهو لا يصل الى الأمعاء حتى يصيب صاحبها بالداء ، فكأنما قد أصابه فعلا . ولكنها اصابة غاية في الخفة تثير الجسم الى الدفاع فيدفع .
فاذا جاءه الداء بالعدوى بعد ذلك بشرته المعهودة عرف الجسم كيف يصمد له، ويتغلب عليه وهو في ابانه ! وهو لقاح لا يتغير بالخزن ولا بالنقل الى شتى بقاع الأرض . وكلفته عشر كلفة لقاح « سلك »
ومما يستطاب ذكره أن الألقحة التي خرجت الى التجربة ثلاثة ، لثلاثة بحاث ، يعملون في مختبرات مختلفة في الولايات المتحدة ، تمولهم جمعيات علمية ، وبيوت للعقاقير تجارية .
ومع ذلك فللآن لا يجوز قانونا صناعة الألقحة الحية في الولايات المتحدة .
ومن أجل هذا كانت تجربة هذا اللقاح الحي الجديد في الولايات المتحدة في قلة من الناس ، وفي حدود ضيقة جدا .
( هذا الطبيب بيده رشاشة ، يرش بها الفيروس الحي في فم هذه المرأة الافريقية كيلا تصاب بالداء بعد ذلك )
تعليق