السَّكتة المُخِّيَّة
هي مرض مخي ، يحدث فجأة، من أعراضه الظاهرة عجز في حركة الجسم الارادية ، وضياع في الحس قد يبلغ فقدان الوعي .
ويسميه العرب بالسكتة ، وعلى الأخص بالسكتة المخية . وهو لفظ معبر عن المرض . انه السكوت يأتي من بعد ضجة .
ويسميه الافرنج بالخبطة Stroke ، كما تخبط رجلا بعصا على رأسه فتفقده الوعي . وهو لفظ معبر كذلك.
والاسم الطبي لهذا المرض هو Apoplexia وهو اسم اعطاه له قديما الطبيب الاغريقي الأول ابقراط Hippocrates ومعناه الضربة او الخبطة ، ومنه اتخذ الافرنج الاسم الدارج لهذا المرض .
- أسباب المرض ؛
في المرضى بقلوبهم قد يحدث أن يتخثر الدم في خزانة من خزانات القلب أو فوق صمام من صماماته ، ثم يحمل هذه الخثرة ( أو الدمة كما يسمونها أحيانا ، أو الجلطة وهو تعريب للفظ الانجليزي Clot ) ، ثم يحمل هذه الخثرة تيار الدم ، حتى اذا جاءت المخ ، تراءى لها ان تستقر في أحد أوعيته الدموية ، فتسده ، وينتج عن ذلك أن يمتنع الدم فلا يصل الى جزء المخ الذي كان يزوده هذا الوعاء الدموي بالغذاء وبالأكسجين ، فيتعطل عمل هذا الجزء من المخ . وتتعطل كل الوظائف في الجسم الذي كان هذا الجزء من المخ مصدرها .
وانسداد هذا الوعاء Embolism يقع بغتة ، وعلى الفور تظهر كل أعراض السكتة المخية .
فهذا أحد الأسباب التي تقع السكتة بسببها .
والأشياخ ، حيث الأوعية الدموية قد شاع فيها المرض ، وحيث الدورة الدموية قد ضعفت ، يصابون بنوع من السكتة يحل بهم أكثر تدرجا . وهذا يقع بسبب تخثر في الدم يقع في داخل الوعاء الدموي في المخ نفسه فينسد به الوعاء Thrombosis .
وهذه الحالات من المرض هي عادة أهون وأكثر أملا في الشفاء من تلك السكتة التي تحدث بسبب نزيف في المخ نشأ عن تمزق وعاء دموي فيه .
ان اخطر صور للسكتة المخية ، واكثرها شيوعا ، تلك التي تحدث بسبب تمزق وعاء دموي في المخ . وان كثيرا ممن يكتبون في الطب الحديث يقصرون معنى لفظ السكتة المخية Apoplexia على تلك السكتة التي سببها انفجار شريان في المخ .
ان الأوعية الدموية التي بالمخ ، يجري عليها ما يجري على الأوعية الدموية بسائر الجسم ، وعلى هذا يصيبها تغيرات تفسدها بعد انتصاف العمر . وهي تغيرات تصيب الأوعية الصغيرة كما تصيب الكبيرة ، تجعلها سهلة المكسر ، وتنقص من مقدار وفائها بتغذية المخ . ومعنى هذا أن مادة المخ المجاورة لهذه الأوعية يصيبها الفساد وتصبح لينة . وهذا الحال يرتد الى الأوعية نفسها اذ تفقد الصلابة التي كانت تعمدها من حولها ، فتميل هنا وهناك الى التوسع والتمدد والتورم Aneurism ومعنى هذا آخر الأمر خروج الدم من الوعاء
وانسياحه في المخ .
وهذا النزيف قد يكون قليل المقدار ، وقد يكون في موضع من المخ لا يسبب اضطرابا كبيرا . ولكن اذا كان النزيف بسبب انفجار وعاء دموي كبير ، وعلى الأخص اذا ارتشح الدم النازف الى التراكيب الهامة الموجودة في
( عندما يصيب الفساد شرايين المخ تصبح متهيئة لأحد أمرين ، اما لانسدادها بخثرة ( جلطة ) دموية كالتي تراها في الشكل ، أو لتمزقها والسياح الدم منها في المخ ، وفي كلتا الحالتين يفقد جزء المخ ، الذي كان يرويه الشريان ، زاده من الدم ، واذن تقع السكنة المخية ، ويكون منها عادة شلل نصف الجسم الآخر المقابل لنصف المخ الذي وقع فيه الانسداد أو النزيف )
قاعدة المخ ، حدثت بذلك السكتة المخية ، وقد يعقبها الموت بعد مدة قصيرة . ولكن كذلك قد يحدث أن الدم الراشح يأخذ المخ يمتصه ، أو هو يحيطه بكبسولة يصنعها من مادة المخ التي تحيط به حصرا لضرره، وعندئذ لا تزداد الحالة سوءا . ويأخذ يجني المريض بسبب ذلك . ولكن حتى مع هذا يبقى غالبا بعض الشلل الذي كان وعدا هذا فقد تصاب تغذية هذا الجانب من المخ من جراء ذلك بعطب يبلغ حدا تصبح معه عودة الانفجار والنزيف محتملة شيئا من الشفاء .. وبالطبع يقل الأمل في الحياة بتكرر هذه الاصابات .
- مرض السن المتقدمة ؛
وهذا المرض يمكن اعتباره مرض السن المتقدمة وهكذا اعتبره ابو قراط فقال انه يحدث عادة بين سن الأربعين والستين . وصدق الطب الحديث على ما قال أبو قراط منذ أكثر من ۱۳ قرنا . ومع هذا هو قد يحدث في أي سن .
وهو أكثر وقوعا في الرجال منه في النساء .
- السبب المباشر لهذا الداء ؛
ولا بأس من القول أن السبب المباشر لهذا الداء هو على العموم كل شيء يميل بضغط الدم في المخ الى الارتفاع . ونضرب لهذا مثلا الغلو في الطعام والشراب ، الجهد الزائد يبذله الجسم أو يبذله العقل ، والانفعال العنيف ، وحتى الانحناء ، والحجرة التي ازداد دفؤها ، والتعرض لحرارة الشمس ، كل هذه قد تسبب الانفجار. فالسكتة المخية .
وكثيرا ما عرفنا هذا الداء يجيء المسنين وهم يبذلون جهدا شاقا ، أو وهم يجرون ليلحقوا بقطار قام ، أو حتى وهم يحزقون في بيت الراحة بسبب الامساك الشديد .
- أعراض السكتة المخية ؛
الأعراض تختلف باختلاف شدة المرض ، والسبب، ومقداره ، وكذلك في أعقابه ، ولكن نستطيع أن نصف أعراضا لاصابة ظاهرة محددة المعالم فنقول ان الاصابة تأتي المريض في العادة فجأة أو نحو ذلك ، فيفقد المريض على الفور وعيه وكل حركة ارادية . ويرقد وكأنما هو نائم عميق النوم ، وجهه ذو حمرة ، وضربات قلبه بطيئة، وتنفسه شخيري ، وحدقتا عينيه لا يؤثر فيهما الضوء ، وقد ضاقا.
والشلل يشمل عادة أحد جانبيه ، ودليله رفع الذراع مثلا ، والمريض فاقد الوعي ، فهي عندئذ تسقط اذا تركها حاملها كما يسقط الحجر .
وفي أثناء فقدان الحس هذا قد يحدث الموت بعد ساعات قليلة ، أو قد يعود المريض بالتدرج الى وعيه ، وفي هذه الحالة يبقى الجانب المشلول على شلله Hemiplegia . وأحيانا يلاحظ أن بعض القوى العقلية قد تلفت ، دليل تلف وقع للمخ نفسه .
ولكن الاصابة قد تحدث ولا يفقد المريض وعيه . شلل يصيب نصف الجسم يكون هو كل العرض . وأحيانا ، عندما يقع النزيف في المخ متدرجا ، تظهر الأعراض متدرجة كذلك حتى لتستغرق عدة ساعات Ingravescent apoplexy .
ان أخطر وقت للسكتة المخية هو اليومان أو الثلاثة الأيام التي تعقب الاصابة ، وأخطر ما في هذه الساعات الأربعة والعشرون الأولى . ففي هذه المدة قد يزيد النزيف ، وقد يعود بعد أن كان قد انقطع وذلك بسبب تحريك المريض أو ازعاجه ازعاجا ترفضه الحكمة . أو بسبب نقله مسافة بعيدة . ان الخطر يظل باقيا ثلاثة أسابيع أو نحوها .
- العلاج ؛
أما والمريض فاقد الوعي فلا يمكن عمل شيء الا التمريض والعناية . ثم السكون التام والجسم راقد ، والرأس مرفوع على وسادة غير مرتفعة . والدفء ضروري لسطح الجسم ، والبرودة للرأس نافعة .
وهذا كله ضروري حتى اذا عاد المريض الى وعيه .
أما سائر العلاج فللطبيب ، يصرفه حسب الحالة اذا حضر . ولا بد من استدعائه على عجل .
هي مرض مخي ، يحدث فجأة، من أعراضه الظاهرة عجز في حركة الجسم الارادية ، وضياع في الحس قد يبلغ فقدان الوعي .
ويسميه العرب بالسكتة ، وعلى الأخص بالسكتة المخية . وهو لفظ معبر عن المرض . انه السكوت يأتي من بعد ضجة .
ويسميه الافرنج بالخبطة Stroke ، كما تخبط رجلا بعصا على رأسه فتفقده الوعي . وهو لفظ معبر كذلك.
والاسم الطبي لهذا المرض هو Apoplexia وهو اسم اعطاه له قديما الطبيب الاغريقي الأول ابقراط Hippocrates ومعناه الضربة او الخبطة ، ومنه اتخذ الافرنج الاسم الدارج لهذا المرض .
- أسباب المرض ؛
في المرضى بقلوبهم قد يحدث أن يتخثر الدم في خزانة من خزانات القلب أو فوق صمام من صماماته ، ثم يحمل هذه الخثرة ( أو الدمة كما يسمونها أحيانا ، أو الجلطة وهو تعريب للفظ الانجليزي Clot ) ، ثم يحمل هذه الخثرة تيار الدم ، حتى اذا جاءت المخ ، تراءى لها ان تستقر في أحد أوعيته الدموية ، فتسده ، وينتج عن ذلك أن يمتنع الدم فلا يصل الى جزء المخ الذي كان يزوده هذا الوعاء الدموي بالغذاء وبالأكسجين ، فيتعطل عمل هذا الجزء من المخ . وتتعطل كل الوظائف في الجسم الذي كان هذا الجزء من المخ مصدرها .
وانسداد هذا الوعاء Embolism يقع بغتة ، وعلى الفور تظهر كل أعراض السكتة المخية .
فهذا أحد الأسباب التي تقع السكتة بسببها .
والأشياخ ، حيث الأوعية الدموية قد شاع فيها المرض ، وحيث الدورة الدموية قد ضعفت ، يصابون بنوع من السكتة يحل بهم أكثر تدرجا . وهذا يقع بسبب تخثر في الدم يقع في داخل الوعاء الدموي في المخ نفسه فينسد به الوعاء Thrombosis .
وهذه الحالات من المرض هي عادة أهون وأكثر أملا في الشفاء من تلك السكتة التي تحدث بسبب نزيف في المخ نشأ عن تمزق وعاء دموي فيه .
ان اخطر صور للسكتة المخية ، واكثرها شيوعا ، تلك التي تحدث بسبب تمزق وعاء دموي في المخ . وان كثيرا ممن يكتبون في الطب الحديث يقصرون معنى لفظ السكتة المخية Apoplexia على تلك السكتة التي سببها انفجار شريان في المخ .
ان الأوعية الدموية التي بالمخ ، يجري عليها ما يجري على الأوعية الدموية بسائر الجسم ، وعلى هذا يصيبها تغيرات تفسدها بعد انتصاف العمر . وهي تغيرات تصيب الأوعية الصغيرة كما تصيب الكبيرة ، تجعلها سهلة المكسر ، وتنقص من مقدار وفائها بتغذية المخ . ومعنى هذا أن مادة المخ المجاورة لهذه الأوعية يصيبها الفساد وتصبح لينة . وهذا الحال يرتد الى الأوعية نفسها اذ تفقد الصلابة التي كانت تعمدها من حولها ، فتميل هنا وهناك الى التوسع والتمدد والتورم Aneurism ومعنى هذا آخر الأمر خروج الدم من الوعاء
وانسياحه في المخ .
وهذا النزيف قد يكون قليل المقدار ، وقد يكون في موضع من المخ لا يسبب اضطرابا كبيرا . ولكن اذا كان النزيف بسبب انفجار وعاء دموي كبير ، وعلى الأخص اذا ارتشح الدم النازف الى التراكيب الهامة الموجودة في
( عندما يصيب الفساد شرايين المخ تصبح متهيئة لأحد أمرين ، اما لانسدادها بخثرة ( جلطة ) دموية كالتي تراها في الشكل ، أو لتمزقها والسياح الدم منها في المخ ، وفي كلتا الحالتين يفقد جزء المخ ، الذي كان يرويه الشريان ، زاده من الدم ، واذن تقع السكنة المخية ، ويكون منها عادة شلل نصف الجسم الآخر المقابل لنصف المخ الذي وقع فيه الانسداد أو النزيف )
قاعدة المخ ، حدثت بذلك السكتة المخية ، وقد يعقبها الموت بعد مدة قصيرة . ولكن كذلك قد يحدث أن الدم الراشح يأخذ المخ يمتصه ، أو هو يحيطه بكبسولة يصنعها من مادة المخ التي تحيط به حصرا لضرره، وعندئذ لا تزداد الحالة سوءا . ويأخذ يجني المريض بسبب ذلك . ولكن حتى مع هذا يبقى غالبا بعض الشلل الذي كان وعدا هذا فقد تصاب تغذية هذا الجانب من المخ من جراء ذلك بعطب يبلغ حدا تصبح معه عودة الانفجار والنزيف محتملة شيئا من الشفاء .. وبالطبع يقل الأمل في الحياة بتكرر هذه الاصابات .
- مرض السن المتقدمة ؛
وهذا المرض يمكن اعتباره مرض السن المتقدمة وهكذا اعتبره ابو قراط فقال انه يحدث عادة بين سن الأربعين والستين . وصدق الطب الحديث على ما قال أبو قراط منذ أكثر من ۱۳ قرنا . ومع هذا هو قد يحدث في أي سن .
وهو أكثر وقوعا في الرجال منه في النساء .
- السبب المباشر لهذا الداء ؛
ولا بأس من القول أن السبب المباشر لهذا الداء هو على العموم كل شيء يميل بضغط الدم في المخ الى الارتفاع . ونضرب لهذا مثلا الغلو في الطعام والشراب ، الجهد الزائد يبذله الجسم أو يبذله العقل ، والانفعال العنيف ، وحتى الانحناء ، والحجرة التي ازداد دفؤها ، والتعرض لحرارة الشمس ، كل هذه قد تسبب الانفجار. فالسكتة المخية .
وكثيرا ما عرفنا هذا الداء يجيء المسنين وهم يبذلون جهدا شاقا ، أو وهم يجرون ليلحقوا بقطار قام ، أو حتى وهم يحزقون في بيت الراحة بسبب الامساك الشديد .
- أعراض السكتة المخية ؛
الأعراض تختلف باختلاف شدة المرض ، والسبب، ومقداره ، وكذلك في أعقابه ، ولكن نستطيع أن نصف أعراضا لاصابة ظاهرة محددة المعالم فنقول ان الاصابة تأتي المريض في العادة فجأة أو نحو ذلك ، فيفقد المريض على الفور وعيه وكل حركة ارادية . ويرقد وكأنما هو نائم عميق النوم ، وجهه ذو حمرة ، وضربات قلبه بطيئة، وتنفسه شخيري ، وحدقتا عينيه لا يؤثر فيهما الضوء ، وقد ضاقا.
والشلل يشمل عادة أحد جانبيه ، ودليله رفع الذراع مثلا ، والمريض فاقد الوعي ، فهي عندئذ تسقط اذا تركها حاملها كما يسقط الحجر .
وفي أثناء فقدان الحس هذا قد يحدث الموت بعد ساعات قليلة ، أو قد يعود المريض بالتدرج الى وعيه ، وفي هذه الحالة يبقى الجانب المشلول على شلله Hemiplegia . وأحيانا يلاحظ أن بعض القوى العقلية قد تلفت ، دليل تلف وقع للمخ نفسه .
ولكن الاصابة قد تحدث ولا يفقد المريض وعيه . شلل يصيب نصف الجسم يكون هو كل العرض . وأحيانا ، عندما يقع النزيف في المخ متدرجا ، تظهر الأعراض متدرجة كذلك حتى لتستغرق عدة ساعات Ingravescent apoplexy .
ان أخطر وقت للسكتة المخية هو اليومان أو الثلاثة الأيام التي تعقب الاصابة ، وأخطر ما في هذه الساعات الأربعة والعشرون الأولى . ففي هذه المدة قد يزيد النزيف ، وقد يعود بعد أن كان قد انقطع وذلك بسبب تحريك المريض أو ازعاجه ازعاجا ترفضه الحكمة . أو بسبب نقله مسافة بعيدة . ان الخطر يظل باقيا ثلاثة أسابيع أو نحوها .
- العلاج ؛
أما والمريض فاقد الوعي فلا يمكن عمل شيء الا التمريض والعناية . ثم السكون التام والجسم راقد ، والرأس مرفوع على وسادة غير مرتفعة . والدفء ضروري لسطح الجسم ، والبرودة للرأس نافعة .
وهذا كله ضروري حتى اذا عاد المريض الى وعيه .
أما سائر العلاج فللطبيب ، يصرفه حسب الحالة اذا حضر . ولا بد من استدعائه على عجل .
تعليق