الأديبة السورية:لينا هويان الحسن..مضافتهم التي سرقت وخرجت عن الخدمة منذ عام ٢٠١٣م

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأديبة السورية:لينا هويان الحسن..مضافتهم التي سرقت وخرجت عن الخدمة منذ عام ٢٠١٣م

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Screenshot_٢٠٢٤٠٣٠٩-١٦٢١٠٩_Facebook.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	270.7 كيلوبايت 
الهوية:	195145
    صباح الخير: قهوتنا، مضافتنا أبناء العم، الأقارب. . الذكريات.
    اتعلمون معنى وأهمية فكرة "المضافة!؟ في الوقت الذي يتجه في العالم إلى "الفردية السلبية" !؟
    دمّر الغرباء مزرعتنا في صيف ٢٠١٣، تحولت إلى حطام، سرقوها حتى وهي أشلاء: حديدها، قرميدها، احتطبوا شجرها . .كان أوّل ما فكرت فيه المضافة وما حملته من ذكريات! فكرت بالبارودة الفرنسية صنع ١٩١٢ حصلتُ عليها كهدية من أولاد عمّي جاسم " أبو عيد" رحمه الله لمعرفتهم بحجم تعلّقي به وذكرياتي في كنفه، كما يعلم عرب الديرة انه كان إضافة لحضوره القبلي المتوارث، كان " عارفة"، أي قاضي، -كتبت الاهداء له في روايتي بنات نعش- كان ملهمًا استثنائيًّا، حفلت ذاكرتي بجلسات " الطْلبات" أو كما يسميّها البدو "جلسات الخلاص،" وهي محاكمات قضائية تعاقب المذنب دون سجون!؟ العرف العشائري لقبائل بلاد الشام، لمن لايعرف أرقى ما عرفته البشرية، وأتخيّل ماذا لو أنّ ميشيل فوكو تعرّف عليه قبل أن يكتب عمله الشهير ( المراقبة والمعاقبة) !؟ وهنا الحديث يطول، . .
    أعود إلى موضوعي:
    إنه بابا "هويان" الجميل، صاحب الروح القوية، أعاد الروح إلى أرضه، أرض أجداده، لم يستسلم، استصلح ما سلم من شجر وحجر، تفوح روائح الهال والقهوة والشاي الخمير فجر كل صباح، مع حميمية، نار المدفأة، وحديثه اليومي لذكريات عن زمن البداوة الصرفة. نعم، لا يعود الزمان، أعرف ذلك، فهمت القصة مبكرًا، لهذا تسلحت منذ عقدين من الزمن بالأجندات المكتوبة، أدوّن كل ما أسمعه من نوادرهم كم فتنتني قصص الصقور و الرحلات الطويلة إلى منغوليا ومغامراتهم رغم أنهم لايجيدون اللغات الأجنبية، لكنهم كانوا يصلون مبتغاهم ويجلبون أندر أنواع الصقور التي كانت تُباع للخليج العربي، بأثمان تحولهم إلى أثرياء بين ليلة وضحاها. من منكم يعرفُ أين كان سوق الصقور في دمشق القديمة!؟
    نعم، يمكننا أن نصنع الذكريات الجديدة ونمنح الجدران القصص لتسمعها وتخزنها، فالمنازل تشّع بذاكرتها. .

    الصورة 1 : بينما أقف على حافة حطام ما كان سابقًا مسبحًا. . وله حكايات وقصص مع الثعالب عندما قررنا ذات يوم أن نحوّله الى بركة ونربي فيه الأسماك.
    هذه هي الحياة أن يكون لكل حجر في أرضك قصّة
    2: في مضافتنا الجديدة.
    3 : ابن عمّي أحمد الشامان وهو حاليّا أبرع من يحضر القهوة المرة في ديرة الشمبل.

    قبيل اقتحام المزرعة في ٢٠١٢ من قبل مسلحين مجهولين، حاول بعض أقاربنا تهريب بعض ما كانت تزدان به جدران المضافة، لم تزل محفوظة في أمانتهم رغم بعدهم الجغرافي، وسأنتظر بارودة عمّي جاسم، الفرنساوية. . كما أنتظر القادم . .دائمًا.
    #لينا_هويان_الحسن
يعمل...
X