التعالق بين الأدب والموسيقا دراسة للكاتب معين العماطوري
تاريخ النشر: الإثنين, 12-02-2024
السويداء – طلال الكفيري:
آثر الكاتب معين العماطوري أن يقدم في كتابه الذي يحمل عنواناً: “التعالق بين الأدب والموسيقا”، ويبدو للوهلة الأولى أنه غريب بعض الشيء، دراسة مستفيضة استمرت رحلة إعدادها وإخراجها للعلن خمس سنوات، لتبيان الرابط الفني بين الأدب والموسيقا..
ويتحدث الكاتب لـ”تشرين” أنه أراد من خلال كتابه هذا أن يقدم شيئاً مختلفاً، عما صدر من مؤلفات تظهر مدى العلاقة الفنية بين الأجناس الأدبية، كالشعر والموسيقا مثلاً، وبين الأدب بأجناسه /قصة، رواية، شعراً، مسرحاً/ إلخ .. لكن هذه الدراسة كانت نتاج عمل ليس للتوصل لنتيجة واحدة، بل ربما هي سؤال يترك للباحثين الأكثر قدرة على إغناء مكتبتنا العربية بالمؤلفات العلمية والبحثية في الأدب والموسيقا.
حيث يذكر الدكتور عبد النبي اصطيف “أنه ليس ثمة من يبحث اليوم في أهمية الصلة الوثيقة بين الأدب والموسيقا، فهذه الصلة لا تستند إلى علاقة القربى بين فنين ينتميان إلى أسرة الفنون الجميلة وحسب، بل ثمة وشائج عريقة تجمع بينهما تشمل الاشتراك في المكونات (كما في الشعر والموسيقا)، والاستلهام المتبادل الذي طالما اغتنى به كل منهما، والتزاوج والتفاعل الحميم اللذان عادا ويعودان بالفائدة على كلا الفنين. ولكن العلاقة بين النقد الأدبي والموسيقا ليست على تلك الدرجة من وثاقة الصلة”.
وقد قسم الكاتب الكتاب المنجز إلى أربعة أبواب؛ تضمن الباب الأول الموسيقا والأدب، مركزاً فيه على الموشحات، والإيقاع في الموسيقا والشعر، والموسيقا في العصر العباسي والأندلسي وغيرها.
أما الباب الثاني فتناول من خلاله الكاتب موضوعاً آخر قد يكون لغة العصر الحالي وعلاقته بالعمل المدروس وهو الفن وثورة الاتصالات، حيث قدمت آراء لباحثين وكتاب ونقاد في الأدب والموسيقا حول الموسيقا والأغنية العربية، وماهية التطريب في الموسيقا العربية مع الفرق بين التطريب الغريزي والنفسي، وكيف عمل عمالقة الموسيقا على إيضاح كل نوع على شكل أعمال فنية.
بينما تحدث الكاتب في الباب الثالث من كتابه هذا عن التمرد الفني، وقد اختار سوريين ممن شكلوا علامة فارقة فعلاً في العلم الموسيقي، علماً أن هناك الكثير في هذا الباب من الذين لم يشر إليهم ربما تقصير في التوصل إلى معلومات عنهم بشكل يخدم الدراسة أمثال: انطوان زابيطة، وممدوح الجابري، وعلي الدرويش، وأحمد الأوبري، وعزيز غنام، ورفيق شكري، ونجيب السراج وغيرهم الكثيرون، وقد آثر الكاتب تقديم إضاءة على الموسيقار فريد الأطرش، وما قدمه من أعمال خاصة به، وأيضاً على من استطاع أن ينتزع لقب ملك الكمان وهو الموسيقار توفيق الصباغ، وهو من أصل سوري وأبدع في الموسيقا وشكل رقماً في تاريخ الفن ولقب بأمير الكمان سامي الشوا، وآخر علم من أعلام التمرد هو أمير البزق محمد عبد الكريم المعروف في الأوساط الثقافية والفنية في سورية وخارجها.
وختم الكاتب كتابه بالباب الرابع متضمناً دراسة خاصة عن الموسيقا العربية ودور الإعلام في الإبداع والنقد والمهارات والرؤية النقدية لعصر الطرب الجميل.
لعل الإضاءة على مواضيع شتى قد تساهم في إغناء هذا النوع من العلم والدراسة والتي بات التعالق بين الأدب والموسيقا موضوع يحمل من الدلالات الأدبية والنقدية الكثير..
وهذا الكتاب يعد منجزاً مهماً في ربط الأدب بالموسيقا من خلال تطورها وربطها بالكلمة الأدبية الجميلة.
الكتاب: التعالق بين الأدب والموسيقا.
الكاتب: معين العماطوري.
الناشر: دار الغانم للثقافة.