تمور مصر في رمضان.. مهرجان لحلو المذاق
المهرجان يقدم هذا العام عروض تخفيض منها علبة تمر فاخر تزن 3 كليوغرامات بسعر 150 جنيها.
الخميس 2024/03/07
أصناف مميزة
مع اقتراب شهر رمضان، يقبل المصريون بكثافة على شراء التمور بأنواعها، في ما يشبه مهرجانا سنويا للمذاق الحلو ونيل الثواب، خاصة أن الكثيرين منهم يتسابقون لنيل ثواب إفطار الصائمين.
القاهرة - تتزين الشوارع في مدن مصر هذه الأيام، بشوادر لبيع التمور، تشهد إقبالا لافتا بفضل أسعار في متناول شرائح عديدة، تتراوح بين 45 وأكثر من 300 جنيه للكيلوغرام (نحو 1 ـ 7 دولارات). وفي حديقة الحرية بحي الزمالك الراقي وسط العاصمة، أُقيم مهرجان القاهرة الدولي الرابع للتمور بين 28 فبراير الماضي و5 مارس الجاري. بحماسة وثقة، استعرض الشاب الثلاثيني محمد رجب، منتجات تمور إحدى الشركات المصرية، مثل عشرات العارضين في المهرجان. وتحدث رجب عن “إقبال كبير للشراء من أول يوم، وهناك أنوع مختلفة من التمور سواء مصرية أو سعودية أو بالشيكولاتة أو غيرها”.
ومشيدا بالتمور المصرية، أضاف أن من بينها صنفا مميزا يُعرف باسم “الصعيدي”، وتتم زراعته في مناطق عدة بالبلاد. وفي أكتوبر الماضي، قال وزير التجارة والصناعة أحمد سمير إن التمور محصول إستراتيجي إذ تحتل مصر المرتبة الأولى عالميا في الإنتاج بحوالي 18 في المئة، وبحصة 24 في المئة من الإنتاج العربي، بعدد نخيل مثمر يتجاوز 16 مليون نخلة. وشدد سمير على اهتمام الدولة بقطاع التمور باعتباره أحد القطاعات الواعدة، مشيرا إلى إنشاء أكبر مزرعة نخيل في العالم بإجمالي 2.3 مليون نخلة في منطقة توشكى والعوينات (شرق).
وبسؤاله عن أسعار التمور في المهرجان، قال رجب إن “هناك كيلو يبدأ من 80 جنيها (حوالي 2.5 دولار) وتمر سعودي يسجل 200 جنيه (نحو 6.5 دولار) للكيلو، وأسعار تصل إلى 300 جنيه (قرابة 9.5 دولار)، بينما تسجل التمور بالشيكولاتة أسعارا بين 100 و150 جنيها (بين 3 و5 دولارات)”.
ومع تميز المعروض وتنوعه، أقبل زوار المعرض على شراء كميات معتبرة من التمور، خاصة أن المهرجان قدم هذا العام عروض تخفيض، منها علبة تمر فاخر تزن 3 كليوغرامات بسعر 150 جنيها بدلا من 180 جنيها (نحو 6 دولارات). ولم يقتصر المهرجان على تمور رمضان فحسب، بل تضمن أيضا العديد من أصناف الياميش والزبيب وجوز الهند والمشمشية. وقال رئيس المهرجان محمود حسن، في تصريحات متلفزة، إن المهرجان شهد هذا العام زخما كبيرا مقارنة بالأعوام الماضية في ظل وجود أصناف مميزة من التمور وحضور كبير من المواطنين.
◙ مصر تحتل المرتبة الأولى عالميا في الإنتاج بحوالي 18 في المئة، وبحصة 24 في المئة من الإنتاج العربي
وشارك في المعرض أكثر من 133 عارضا مصريا، بالإضافة إلى عارضين من السعودية وليبيا والجزائر والأردن، وقلّت الأسعار في المهرجان عن السوق المحلي بنحو 30 في المئة، ما جعل الناس يشترون كميات كبيرة. وإلى جانب المذاق الحلو واتّباع السُنة النبوية، يتسابق الكثيرون في شوارع مصر على نيل ثواب إفطار الصائم، عبر تزويد المارة بأكياس بها تمور وزجاجات مياه، حين يرتفع أذان المغرب يوميا في رمضان.
وتتحرك مصر بقوة على صعيد صادرات التمور بعد أن أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي في نهاية عام 2018 عن إنشاء أكبر مزرعة للتمور في العالم تضم 2.5 مليون نخلة لأفخر أنواع التمور في إطار توجه الدولة لتعزيز الصناعات الغذائية ودعم قدرات مصر من صادرات التمور وإقامة نموذج زراعي – صناعي متكامل.
ووفقا لأرقام معلنة، يقدر عدد النخيل في مصر بنحو 15 مليون نخلة، ويصل إنتاجها من التمور إلى نحو 1.5 مليون طن سنويا، فيما تنتشر زراعة النخيل في ربوع مصر من السلوم حتى أسوان ناهيك عن أرض الفيروز في سيناء وواحة سيوة ومحافظة الدقهلية وهي من المحافظات المصرية التي تنتشر فيها زراعة النخيل بكثافة عالية.
وإذا كان التمر جزءا أصيلا من التقاليد الغذائية الرمضانية فمصر تقدم أجود أنواع التمور للعالم، فيما تفيد بيانات منشورة بأن إجمالي إنتاج الواحات البحرية وحدها من التمر يصل إلى 30 ألف طن سنويا بينما اشتهر “البلح السيوي” المنسوب إلى واحة سيوة التي سماها المصريون القدامى “أرض النخيل” كعلامة دالة في عالم التمور. والنخيل يشكل عصب الاقتصاد المحلي في واحات مصر بقدر ما يشكل عماد تراثها حتى أن أبناء واحة سيوة يقدمون لضيوفهم “الجمار” وهو قلب النخلة تعبيرا عن الحفاوة والترحيب كما أنه يعد جزءا من مهر العروس.
وتشهد بلدة “شالي” التي تعد البلدة الأقدم في واحة سيوة لتكون من أقدم بلدات العالم وهي مبنية “بالطين والملح” عمليات ترميم تراعي في المقام الأول الأبعاد التاريخية والتراثية والبيئية للمكان وينخرط في هذا الجهد الثقافي المعماري خبراء يدركون خصوصية المكان، فضلا عن بنائين من أبناء سيوة يمسكون بأسرار البناء بالطين والملح وأخشاب أشجار الزيتون وجذوع النخل.