الصُّـداع
⏺الصداع ليس واحدا وانما هي أصدعة .
⏺الصداع قد يكون من عين أو أذن أو أنف .
⏺الصداع قد يكون من ورم في الرأس خبيث .
⏺الصداع قد يكون من هم في البيت مقيم .
⏺الصداع له مستشفيات خاصة .
لا يا سيدتي ..
ولا يا سيدي .
لا أستطيع أن أقضي فيما وصفتها من أوجاع رؤوس ، حتى يكون ( الجسم حاضرا ) لا أنا ، ولا أي طبيب يحترم مهنته يستطيع أن يشخص الداء على البعد ، دع أن يطب له ، لا سيما والواصف غير طبيب .
لهذا أحدثكما . واحدث غيركما ممن سأل ، حديثا عاما في وجع الرأس ، أحسب أنه ينفع كل من لم يكن سبق فسمعه أو علمه .
ليس أحد عاش هذه الحياة الا عرف ما وجع الرأس ، انه كالسعال وكالعطس ، بعض ظواهر هذه الحياة .
- الصداع العارض ؛
ووجع الرأس ، أو الصداع ، عرض لمرض . وقد تحس به فتقوم الى زجاجة تأخذ منها قرصا ، وتتعاطاه، وتنتظر دقائق خمسا أو عشرا ، تنتظر النتيجة . ثم لعلك تنسى أنك تنتظر ، وتنسى الصداع لأنه زال ، وتنهمك في العمل فتنسى حتى متى بدأ ، ومتى انتهى .
هذا هو الصداع العارض الذي يحسه أكثر الناس وأسبابه تافهة ، لا تكاد تأتي حتى تذهب .
- الصداع المُلحّ
ولكن من الصداع الملح الذي لا يزول هكذا سريعا . وعندئذ لا يكفيه القرص أو القرصان . وعندئذ لا بد من التوغثل لاستطلاع أسبابه . وبعد الفحص قد تخرج عن سبب له بسيط ، وقد تخرج عن سبب له مركب . وعن سبب لا يفزع أو عن آخر مفزع . فيجب أن لا تنسى أن الصداع ليس الا عرضا يكون لأمراض عدة ، في مواضع في الجسم عدة .
- الصداع أصدعة ، لها صفات متعددة ؛
والصداع نفسه أنواع ، من حيث زمانه ومكانه ، وصنفه ، فهو صنوف . يجب أن تحصي من أمر الصداع زمانه ، هل هو يصيب كل يوم ، أو لا يصيب ؟ هل يصيبنا عند اليقظة ؟ هل هو يزيد مع تقدم النهار أو ينقص ؟
ويجب أن تحصي مكانه ، في أي موضع من الراس :
هل هو في المقدمة ؟ هل في الصدغ ؟ هل في الفود أو الفودين ؟ هل حول العين ؟ أم هو وجع في قمة الرأس ؟ أم هو في المؤخرة ؟ ويجب أن نحصي صنفه ، كما وكيفا . أقليل هو أو كثير ؟ أنابض هو ؟ أحاد" هو كالسهم ؟ أثاقب هو كخارقة الفلين ؟ أم هو غليظ منتشر لا حد له ولا سن .
وشيء آخر يجب أن نذكره عند الملاحظة . يجب أن نكشف عن العوامل التي تزيد في الصداع ، في قوته ، أو في زمنه . ويجب أن ترقبه خاصة عندما نقرأ ، أو عندما ننهمك في العمل . وفي الجلبة والمكان الزائط الصارخ . وعندما نقوم أو نقعد أو ننحني .. وعندما يسوؤنا حادث من أحداث الزمان ، وما أكثر ما يسوء .
- صداع مصدره العين ؛
فقد يكون من أسباب الصداع اجهاد العين . وهو من الأسباب الشائعة . وهو عادة من النوع غير الحاد . ويجيء من بعد قراءة أو بعد خياطة ، لا سيما والنور ضعيف . وموضعه مقدمة الرأس عادة . وقد ينسبه صاحبه الى مؤخر العين . والعين ذاتها قد تتألم ، ويتألم الجفن ويثقل .
- صداع مصدره الاعياء ؛
وقد يكون من أسباب الصداع التعب الشديد . وصفته تكون كصفة الصداع الذي ينشأ من اجهاد العين. وهو يبدأ عادة في ضحى النهار ثم يزيد . والمجهود العقلي اذا اتصل يأتي بوجع قد يشكوه صاحبه فيقول انه كالحمل الثقيل يحمله الرأس من فوقه . أو هو كالنطاق دائر حول رأسه يشد على جبهته .
- صداع مصدره الامساك ؛
وقد يكون من أسباب الصداع الامساك ، وهو كثير الوقوع . وصاحبه يقوم عن فراشه صباحا بصداعه ، وهو غير حاد ، يصحبه اختلال مزاج ورغبة عن الطعام . وينظر صاحبه في أمره فيجد انه قد فوت على نفسه زيارة بيت الخلاء . أو هو صداع يأتيه من بعد ليلة أسرف فيها في طعام أو شراب ، عصت على أثرها أمعاؤه فلم تفرغ .
- وللروماتزم صداع ؛
والروماتزم قد يكون وراء الصداع ، فهو من اعراضه . وفي هذه الحالة يكون الصداع غالبا في مؤخر الرأس والعنق . ويصحبه احساس بتعب عام وقلة ارتياح .
- الصداع المرضي؛
ومن الأصدعة أصدعة تعرف بالأصدعة المرضية .
وسميت كذلك لأنها تعجز صاحبها فلا يستطيع أن يواصل عملا ، أو هي تحد من كفايته ومن أسمائها الأصدعة الصفراء ، والأصدعة النصف الجمجمية ، وهي بالا فرنجية مجران . وصفاتها تختلف باختلاف الفرد ، ولكن تجمعها صفات عامة .
وتصف مثالا نموذجيا منها فنقول انه صداع يصحبه غثيان . فهو يأتي نوبات ، يفرق بينها اسبوع أو شهر أو زمن أطول . وهو يبدأ عادة باضطراب في البصر ، فيرى صاحبه أضواء ترقص . وقد يرى نقاطا الوانا . وقد يعمى عمى طارئا قصيرا ، فلا يرى أشياء في أوسط مجال البصر ، أو أشياء على الجانب . وقد يأتي بعد ذلك ألم في الرأس غاية في الشدة ، ينحصر في نصف واحد من الرأس ومن أجل هذا سمي النصفي. وصاحبه يمشط شعره من فوقه فيتألم كثيرا. والمصاب يحس باختلال مزاج واسترخاء . ويحس بالدوار . ويمتنع عليه العمل كان ما كان . وينتهي الدور بأن يفرغ المريض ما في المعدة .
ثم هو يسقط على الفراش لينام .
- صداع مصدره الأنف ؛
وقد يرد الصداع الى الأنف، بسبب التهاب فيه . والألم هنا نابض ، وموضعه عظمة الوجنة ، أو هو فوق العينين مباشرة . ويختلف الألم باختلاف وضع الجسم . مثال ذلك أن انحناء الرأس الى الأمام يزيد المريض سوءا .
- صداع مصدره ورم في المخ ؛
وأصدعة أخرى تنشأ من أسباب هي في الرأس ذاته . هي في المخ . ورم فيه ، أو خراج ، أو التهاب سحاء . وفي أول المرض يخف الألم . وموضعه الذي يحس فيه يكون أي موضع في الجمجمة . ويكون الألم في الصباح عادة ، ثم يخف كلما تقدم النهار . ويزيد فيه الانحناء أو التوتر . أو حمل شيء ، أو حتى السعال . ومن خصائص هذه الحال التقيو . وباطراد المرض يبلغ صاحبه حالا يشتد فيها الألم فلا يجد سبيلا للخلاص الا الرقاد في سكون كامل .
- صداع نفساني ؛
هذه بعض اختلالات في الجسم يصحبها الصداع ، عرضا . جئت منها بالقليل الدارج ، وأغفلت الكثير .
ومن الكثير الذي أغفلته ، وهو خطير ، صداع له أسباب نفسانية .
قص علي طبيب نفساني صديق مثلا واضحا مما أعني : فتاة جاءته تشكو صداعا مستمرا . وتتعاطى أقراصا أنواعا علها تذهب به فما يذهب . ودام الحال سنتين . وفحص الطبيب جسمها فلم يجد فيه ما يعزو اليه الصداع . فاتجه يفحص نفسها ، فعرف أنها متزوجة ، وأن لها حماة تكرهها . وتتدخل في أمورها فتعكر عليها صفوها . وهذه الحماة بدأت حياة هذه الفتاة الزوجية باهدار كرامة الزوجة اعلانا في جمع من صواحبها ، وظل هذا الحادث حيا في ذاكرتها لا تستطيع نسيانه أبدا .
واذ اطلع الطبيب على كل هذا عمل على تفادي أسبابه .
وعندئذ فقط انقطع صداع الفتاة ، فلم يعد اليها.
وهذا صداع نفسي كان من السهل اكتشاف أسبابه ، ولكن ما هكذا يسهل اكتشاف أسباب أخرى أعمق ، وأعقد ، وأخفى .
وأوضاع الحياة التي تأتي بهذا الصداع وأشباهه كثيرة .
⏺الصداع ليس واحدا وانما هي أصدعة .
⏺الصداع قد يكون من عين أو أذن أو أنف .
⏺الصداع قد يكون من ورم في الرأس خبيث .
⏺الصداع قد يكون من هم في البيت مقيم .
⏺الصداع له مستشفيات خاصة .
لا يا سيدتي ..
ولا يا سيدي .
لا أستطيع أن أقضي فيما وصفتها من أوجاع رؤوس ، حتى يكون ( الجسم حاضرا ) لا أنا ، ولا أي طبيب يحترم مهنته يستطيع أن يشخص الداء على البعد ، دع أن يطب له ، لا سيما والواصف غير طبيب .
لهذا أحدثكما . واحدث غيركما ممن سأل ، حديثا عاما في وجع الرأس ، أحسب أنه ينفع كل من لم يكن سبق فسمعه أو علمه .
ليس أحد عاش هذه الحياة الا عرف ما وجع الرأس ، انه كالسعال وكالعطس ، بعض ظواهر هذه الحياة .
- الصداع العارض ؛
ووجع الرأس ، أو الصداع ، عرض لمرض . وقد تحس به فتقوم الى زجاجة تأخذ منها قرصا ، وتتعاطاه، وتنتظر دقائق خمسا أو عشرا ، تنتظر النتيجة . ثم لعلك تنسى أنك تنتظر ، وتنسى الصداع لأنه زال ، وتنهمك في العمل فتنسى حتى متى بدأ ، ومتى انتهى .
هذا هو الصداع العارض الذي يحسه أكثر الناس وأسبابه تافهة ، لا تكاد تأتي حتى تذهب .
- الصداع المُلحّ
ولكن من الصداع الملح الذي لا يزول هكذا سريعا . وعندئذ لا يكفيه القرص أو القرصان . وعندئذ لا بد من التوغثل لاستطلاع أسبابه . وبعد الفحص قد تخرج عن سبب له بسيط ، وقد تخرج عن سبب له مركب . وعن سبب لا يفزع أو عن آخر مفزع . فيجب أن لا تنسى أن الصداع ليس الا عرضا يكون لأمراض عدة ، في مواضع في الجسم عدة .
- الصداع أصدعة ، لها صفات متعددة ؛
والصداع نفسه أنواع ، من حيث زمانه ومكانه ، وصنفه ، فهو صنوف . يجب أن تحصي من أمر الصداع زمانه ، هل هو يصيب كل يوم ، أو لا يصيب ؟ هل يصيبنا عند اليقظة ؟ هل هو يزيد مع تقدم النهار أو ينقص ؟
ويجب أن تحصي مكانه ، في أي موضع من الراس :
هل هو في المقدمة ؟ هل في الصدغ ؟ هل في الفود أو الفودين ؟ هل حول العين ؟ أم هو وجع في قمة الرأس ؟ أم هو في المؤخرة ؟ ويجب أن نحصي صنفه ، كما وكيفا . أقليل هو أو كثير ؟ أنابض هو ؟ أحاد" هو كالسهم ؟ أثاقب هو كخارقة الفلين ؟ أم هو غليظ منتشر لا حد له ولا سن .
وشيء آخر يجب أن نذكره عند الملاحظة . يجب أن نكشف عن العوامل التي تزيد في الصداع ، في قوته ، أو في زمنه . ويجب أن ترقبه خاصة عندما نقرأ ، أو عندما ننهمك في العمل . وفي الجلبة والمكان الزائط الصارخ . وعندما نقوم أو نقعد أو ننحني .. وعندما يسوؤنا حادث من أحداث الزمان ، وما أكثر ما يسوء .
- صداع مصدره العين ؛
فقد يكون من أسباب الصداع اجهاد العين . وهو من الأسباب الشائعة . وهو عادة من النوع غير الحاد . ويجيء من بعد قراءة أو بعد خياطة ، لا سيما والنور ضعيف . وموضعه مقدمة الرأس عادة . وقد ينسبه صاحبه الى مؤخر العين . والعين ذاتها قد تتألم ، ويتألم الجفن ويثقل .
- صداع مصدره الاعياء ؛
وقد يكون من أسباب الصداع التعب الشديد . وصفته تكون كصفة الصداع الذي ينشأ من اجهاد العين. وهو يبدأ عادة في ضحى النهار ثم يزيد . والمجهود العقلي اذا اتصل يأتي بوجع قد يشكوه صاحبه فيقول انه كالحمل الثقيل يحمله الرأس من فوقه . أو هو كالنطاق دائر حول رأسه يشد على جبهته .
- صداع مصدره الامساك ؛
وقد يكون من أسباب الصداع الامساك ، وهو كثير الوقوع . وصاحبه يقوم عن فراشه صباحا بصداعه ، وهو غير حاد ، يصحبه اختلال مزاج ورغبة عن الطعام . وينظر صاحبه في أمره فيجد انه قد فوت على نفسه زيارة بيت الخلاء . أو هو صداع يأتيه من بعد ليلة أسرف فيها في طعام أو شراب ، عصت على أثرها أمعاؤه فلم تفرغ .
- وللروماتزم صداع ؛
والروماتزم قد يكون وراء الصداع ، فهو من اعراضه . وفي هذه الحالة يكون الصداع غالبا في مؤخر الرأس والعنق . ويصحبه احساس بتعب عام وقلة ارتياح .
- الصداع المرضي؛
ومن الأصدعة أصدعة تعرف بالأصدعة المرضية .
وسميت كذلك لأنها تعجز صاحبها فلا يستطيع أن يواصل عملا ، أو هي تحد من كفايته ومن أسمائها الأصدعة الصفراء ، والأصدعة النصف الجمجمية ، وهي بالا فرنجية مجران . وصفاتها تختلف باختلاف الفرد ، ولكن تجمعها صفات عامة .
وتصف مثالا نموذجيا منها فنقول انه صداع يصحبه غثيان . فهو يأتي نوبات ، يفرق بينها اسبوع أو شهر أو زمن أطول . وهو يبدأ عادة باضطراب في البصر ، فيرى صاحبه أضواء ترقص . وقد يرى نقاطا الوانا . وقد يعمى عمى طارئا قصيرا ، فلا يرى أشياء في أوسط مجال البصر ، أو أشياء على الجانب . وقد يأتي بعد ذلك ألم في الرأس غاية في الشدة ، ينحصر في نصف واحد من الرأس ومن أجل هذا سمي النصفي. وصاحبه يمشط شعره من فوقه فيتألم كثيرا. والمصاب يحس باختلال مزاج واسترخاء . ويحس بالدوار . ويمتنع عليه العمل كان ما كان . وينتهي الدور بأن يفرغ المريض ما في المعدة .
ثم هو يسقط على الفراش لينام .
- صداع مصدره الأنف ؛
وقد يرد الصداع الى الأنف، بسبب التهاب فيه . والألم هنا نابض ، وموضعه عظمة الوجنة ، أو هو فوق العينين مباشرة . ويختلف الألم باختلاف وضع الجسم . مثال ذلك أن انحناء الرأس الى الأمام يزيد المريض سوءا .
- صداع مصدره ورم في المخ ؛
وأصدعة أخرى تنشأ من أسباب هي في الرأس ذاته . هي في المخ . ورم فيه ، أو خراج ، أو التهاب سحاء . وفي أول المرض يخف الألم . وموضعه الذي يحس فيه يكون أي موضع في الجمجمة . ويكون الألم في الصباح عادة ، ثم يخف كلما تقدم النهار . ويزيد فيه الانحناء أو التوتر . أو حمل شيء ، أو حتى السعال . ومن خصائص هذه الحال التقيو . وباطراد المرض يبلغ صاحبه حالا يشتد فيها الألم فلا يجد سبيلا للخلاص الا الرقاد في سكون كامل .
- صداع نفساني ؛
هذه بعض اختلالات في الجسم يصحبها الصداع ، عرضا . جئت منها بالقليل الدارج ، وأغفلت الكثير .
ومن الكثير الذي أغفلته ، وهو خطير ، صداع له أسباب نفسانية .
قص علي طبيب نفساني صديق مثلا واضحا مما أعني : فتاة جاءته تشكو صداعا مستمرا . وتتعاطى أقراصا أنواعا علها تذهب به فما يذهب . ودام الحال سنتين . وفحص الطبيب جسمها فلم يجد فيه ما يعزو اليه الصداع . فاتجه يفحص نفسها ، فعرف أنها متزوجة ، وأن لها حماة تكرهها . وتتدخل في أمورها فتعكر عليها صفوها . وهذه الحماة بدأت حياة هذه الفتاة الزوجية باهدار كرامة الزوجة اعلانا في جمع من صواحبها ، وظل هذا الحادث حيا في ذاكرتها لا تستطيع نسيانه أبدا .
واذ اطلع الطبيب على كل هذا عمل على تفادي أسبابه .
وعندئذ فقط انقطع صداع الفتاة ، فلم يعد اليها.
وهذا صداع نفسي كان من السهل اكتشاف أسبابه ، ولكن ما هكذا يسهل اكتشاف أسباب أخرى أعمق ، وأعقد ، وأخفى .
وأوضاع الحياة التي تأتي بهذا الصداع وأشباهه كثيرة .
تعليق