الأسبرين .. في عامه الخامس والسبعين ..
نحتفل بذكرى الرجال العاملين . فلم لا نحتفل بذكرى : الأسبرين في عامه الخامس والسبعين .
٢٧ مليون رطل من الأسبرين تستهلكها الولايات المتحدة سنويا .
الأسبرين أكثر العقاقير شيوعا بين الناس ، له قصة :
وليس هو أكثر العقاقير شيوعا بين الناس فحسب ، فلعله كذلك أرخص العقاقير . وسوف تباع الحبة منه في مصر بملليم .
يكفي لهذا أن تذكر أنك لا تصاب بصداع الا وتطلب قرص الأسبرين ، في بيتك ، أو من صاحبك ، أو جارك ، ذلك أن الأسبرين أصبح بعض عقارات البيت الدائمة ، في الأمم المتمدينة ، وهي الأمم التي بها من مشاغل الحياة ومن همها ما يورث أهلها بالنصيب الفخم من صداعها .
- ۲۷ مليون رطل في العام ؛
ويحصون ما تستهلك الولايات المتحدة من الأسبرين سنويا فيجدون أنها تصنع منه في العام ٢٧ مليون رطل ، لو عبرنا عنها عدد أقراص لبلغت ١٦ بليون قرص . والبليون في أمريكا وفرنسا غيره في انجلترا. فهو في أمريكا و فرنسا مليون مليون . وهو المقدار الذي يصنع أقراصا للرجال والنساء ، ولكن مثل هذا المقدار يصنع لأهداف أخرى : كأقراص صغيرة للأطفال ، ولمساحيق مركبة منه ومن غيره ، وغير ذلك .
ونحن نذكر الولايات المتحدة لأنها البلد الأول في العالم الذي يعنى بالاحصاءات وينشرها . ثم لأنها البلد الأكثر صناعة ، وصناعتها في عمومها أكثر تقدما . ثم هي البلد الذي يمثل الرخاء الانساني النسبي في أعلى مدارجه . قولة حق لا مراء فيها .
- الأسبرين : للآلام ، والحمى ، والروماتزم ؛
والمشهور أن الأسبرين لصداع الرأس . ولكن غير المشهور أنه يكاد يكون لكل صنوف الألم التي تعتري الانسان ، فهو يذهب بها .
ومن غير المشهور بين الناس استخدامه في الحمى .
وله فيها فعلان : يهبط بحرارتها ، ويذهب بألمها .
ولعل الأخطر من هذا وهذا استعمالا ، يعرفه المصابون بالأمراض الروماتزمية . وله فيها كذلك فعلان: يهبط بحرارة المفاصل والعضل الملتهب ، ويذهب بآلامها . ويقف كذلك تقدم الداء . وهو في هذه الشئون لا يزال سيد العقاقير .
- الأسبرين لا يشفي ؛
ولا تعجب من بعد هذا اذ تسمعنا نقول : ان الأسبرين ، هذا العقار الخطير ، لا يشفي من مرض . ذلك أن الألم والحمى عرض ، فهو يذهب بالعرض ، ولكنه لا يذهب بأسبابه ، بالمرض .
- الأسبرين لا ندري كيف يفعل ؛
وتسأل : وكيف يفعل في الجسم ؟
وسوف تعجب مرة أخرى : ذلك لأن العلماء ، على الرغم من نحو الخمس والسبعين من السنين أو أكثر التي مضت على تداوله بين الناس ، وعلى الرغم من البحوث الجارية ، على الرغم من ذلك لا يعرف العلماء من فعله في الجسم الا القليل . ولهذا قصة .
- عند أبقراط ؛
ولعل القصة تبدأ عند أبقراط أبي الطب كان أبقراط يصف خلاصة لحاء شجر الصفصاف ليتعاطاها المريض لتذهب عنه بالألم والحمى .
والهنود الحمر ذكر عنهم أنهم كانوا يغلون لحاء الصفصاف ويعطونه لمرضى الملاريا ليخفف عنهم نوباتها .
وفي عام ١٧٦٣ صنع قسيس انجليزي اسمه ادوارد ستون Stone شايا من شجر الصفصاف ووجد أنه يخفف من أوجاع الملاريا حقا .
ولا بد انك أدركت من هذا وجود مركب فعال في لحاء الصفصاف هو الذي يذهب بالحمى فيخفض من درجتها ، وهو الذي يذهب بآلامها ، ويخفف منها .
- أسرة من مركبات ؛
والحق أن هناك ، لا مركبا واحدا فعالا ، ولكن أسرة. من المركبات ، أبوها وجدها وأصلها ، الذي عنه تفرعت وتتفرع ، هو حامض عرف بحامض الساليسيل ، فصله الكيماويون من أصله النباتي عام ١٨٤٠ . وهذا الاسم ، الساليسيل ، مشتق من الاسم الاغريقي لشجرة الصفصاف ، وهو ساليسيس Salicis ، ولو أننا أسميناه بحامض الصفصاف ما أبعدنا .
ووجدوا لهذا الحامض خواص طيبة . الا أنه كان له مع هذه آثار في الجسم غير طيبة .
- ميلاد الأسبرين ؛
وتمضي السنون ، حتى اذا جاء عام ١٨٥٣ قام الكيماوي جرهارد Gerhardt ، وموطنه استراسبورج عاصمة الألزاس ، يدرس في مختبره الكيماوي حامض الساليسيل شتى الدراسات التي يتوخاها عادة كل كيماوي ليزيد عرفانا بكل مركب جديد. وأدخل في تركيب هذا الحامض جزءاً هاما من حامض الخل العادي المعروف ، وكانت النتيجة خروج مركب جديد ، ينسب الى حامض الساليسيل ، وكذلك الى الخل . وفيه خواص من حامض الساليسيل وبه منافعه وليس به مضاره .
بلورات بيضاء جميلة .
ولم يكن هذا خروج مركب جديد كالآلاف التي تخرج ، بل كان ميلاد عقار عظيم . انه الأسبرين . ولكن واأسفاه . صاحبنا جرهارد لم يتنبه لمنافعه ، كان كيماويا قحا ، ولم يكن طبيبا . ولم يكن من أولئك الكيماويين الذين يجرون وراء المركبات الكيماوية التي يصنعونها جديدة ، يطلبون ما يحتمل أن يكون بها من شفاء .
ومضى ما قارب الأربعين عاما قبل أن يلتقط كيماوي آخر طرف الخيط الذي انقطع عند جرهارد .
- اكتشاف الأسبرين من جديد ، وتسمية المولود ؛
كان هذا الكيماوي فيلكس هفمان Felix Hofman كيماوي الماني يعمل في شركة باير الألمانية .
كان أبو هفمان مريضا بالروماتزم . وجرب هفمان في أبيه هذا المركب ، مركب جرهارد ، خلي الساليسيل . فراعه أنه ذهب بآلام أبيه .
وأخبر بذلك رئيسه في الشركة ، هينرش دريسر Dresser فلما تحقق من ذلك أسمى هذا المركب الجديد بالاسم الشهير المعروف الى اليوم : الأسبرين (1) Aspirin . وسجله في براءة تجارية . ومن بعد تسجيله صنعوه واطلقوه في الأسواق . فعمره الآن ٧٤ عاما (٢) وفي العام القادم يحين عيد ذكراه الخامسة والسبعين .
فلم لا نحتفل بأمثال هذه العقاقير احتفالنا بالرجال وهي صنعت ما لم يكد أن يصنع الكثير من الرجال . وامتد صنيعها الطيب الى العديد من الأجيال . ولو أحصينا المرضى الذين خفف عنهم هذا الأسبرين أوجاعهم ما استطعنا لهم عدا . وفي الحاضر أعداد ، وفي المستقبل أعداد ، كلها لا تحصى . والعجيب ، أن الأسبرين انتشر أول ما انتشر ، بحسبانه دواء للروماتزم ، وهو كذلك الى اليوم . وكثيرا ما عرف الأطباء عن طريق مرضاهم أنه يذهب بالصداع أيضا .
الأسبرين ليس عقار انتحار واللطيف في أمر الأسبرين أنه لا يدفع متعاطيه الى ادمانه ، كما تدفع الخمر والحشيش . ان المريض يتعاطاه ، فاذا بلغ منه غرضا ، قطعه . ثم نسيه .
وليس كذلك المورفين ، وهو العقار الآخر الذاهب بآلام الناس .
والمنتحرون لا يطلبون الأسبرين ليتخلصوا من حياتهم ، كما يفعلون ببعض العقاقير المنومة . ذلك لأن الأكثرية الكبرى من الناس تستطيع أن تأخذ من الأسبرين مقادير أكثر كثيرا من جرعاته العادية ولا يموتون .
يستثنى من ذلك الأطفال. فالجرعة الكبيرة قد تقتل .
- الأسبرين ، وأصحاب القرح المعدية ؛
والأسبرين ، كسائر العقاقير النافعة ، لا يخلو من أضرار في بعض الحالات .
فمن ذلك أنه يميل الى اهاجة الغشاء المخاطي من المعدة ، وهذا يضر بالطبع بمن عنده في معدته قرحة . انه يهيجها ، ويعطيه من آلام في البطن فوق الألم الذي أراد أن يزيله من رأسه . وقد يصل الأمر الى أن يخرج الدم من جدار المعدة عند القرحة ، وقد يتخرق جدارها .
فعلى أصحاب القرح المعدية تجنب الأسبرين .
كذلك في بعض الناس حساسية تجاه الأسبرين :
حتى والجرعة عادية . فتصيبهم دوخة ، وميل للتهوع .
وقد يظهر على جلدهم رشح ، وقد تصيبهم نوبة ربو .
ولكن هذه كلها حالات شاذة .
والنفع كل النفع في الأسبرين ، أشهر العقاقير ، وأكثرها انتشارا، ولعله كذلك أرخصها .
( ١ ) جاء باسم أسبرين من اسم قديم الحامض الساليسيل هو حامض أسبيري Spirae ، وهو لفظ لاتيني يطلق على جنس من أجناس النبات يعرف بالأسبيري أو الاكليلي .
( ۲ ) كتب هذا البحث عام ١٩٦٤ .
نحتفل بذكرى الرجال العاملين . فلم لا نحتفل بذكرى : الأسبرين في عامه الخامس والسبعين .
٢٧ مليون رطل من الأسبرين تستهلكها الولايات المتحدة سنويا .
الأسبرين أكثر العقاقير شيوعا بين الناس ، له قصة :
وليس هو أكثر العقاقير شيوعا بين الناس فحسب ، فلعله كذلك أرخص العقاقير . وسوف تباع الحبة منه في مصر بملليم .
يكفي لهذا أن تذكر أنك لا تصاب بصداع الا وتطلب قرص الأسبرين ، في بيتك ، أو من صاحبك ، أو جارك ، ذلك أن الأسبرين أصبح بعض عقارات البيت الدائمة ، في الأمم المتمدينة ، وهي الأمم التي بها من مشاغل الحياة ومن همها ما يورث أهلها بالنصيب الفخم من صداعها .
- ۲۷ مليون رطل في العام ؛
ويحصون ما تستهلك الولايات المتحدة من الأسبرين سنويا فيجدون أنها تصنع منه في العام ٢٧ مليون رطل ، لو عبرنا عنها عدد أقراص لبلغت ١٦ بليون قرص . والبليون في أمريكا وفرنسا غيره في انجلترا. فهو في أمريكا و فرنسا مليون مليون . وهو المقدار الذي يصنع أقراصا للرجال والنساء ، ولكن مثل هذا المقدار يصنع لأهداف أخرى : كأقراص صغيرة للأطفال ، ولمساحيق مركبة منه ومن غيره ، وغير ذلك .
ونحن نذكر الولايات المتحدة لأنها البلد الأول في العالم الذي يعنى بالاحصاءات وينشرها . ثم لأنها البلد الأكثر صناعة ، وصناعتها في عمومها أكثر تقدما . ثم هي البلد الذي يمثل الرخاء الانساني النسبي في أعلى مدارجه . قولة حق لا مراء فيها .
- الأسبرين : للآلام ، والحمى ، والروماتزم ؛
والمشهور أن الأسبرين لصداع الرأس . ولكن غير المشهور أنه يكاد يكون لكل صنوف الألم التي تعتري الانسان ، فهو يذهب بها .
ومن غير المشهور بين الناس استخدامه في الحمى .
وله فيها فعلان : يهبط بحرارتها ، ويذهب بألمها .
ولعل الأخطر من هذا وهذا استعمالا ، يعرفه المصابون بالأمراض الروماتزمية . وله فيها كذلك فعلان: يهبط بحرارة المفاصل والعضل الملتهب ، ويذهب بآلامها . ويقف كذلك تقدم الداء . وهو في هذه الشئون لا يزال سيد العقاقير .
- الأسبرين لا يشفي ؛
ولا تعجب من بعد هذا اذ تسمعنا نقول : ان الأسبرين ، هذا العقار الخطير ، لا يشفي من مرض . ذلك أن الألم والحمى عرض ، فهو يذهب بالعرض ، ولكنه لا يذهب بأسبابه ، بالمرض .
- الأسبرين لا ندري كيف يفعل ؛
وتسأل : وكيف يفعل في الجسم ؟
وسوف تعجب مرة أخرى : ذلك لأن العلماء ، على الرغم من نحو الخمس والسبعين من السنين أو أكثر التي مضت على تداوله بين الناس ، وعلى الرغم من البحوث الجارية ، على الرغم من ذلك لا يعرف العلماء من فعله في الجسم الا القليل . ولهذا قصة .
- عند أبقراط ؛
ولعل القصة تبدأ عند أبقراط أبي الطب كان أبقراط يصف خلاصة لحاء شجر الصفصاف ليتعاطاها المريض لتذهب عنه بالألم والحمى .
والهنود الحمر ذكر عنهم أنهم كانوا يغلون لحاء الصفصاف ويعطونه لمرضى الملاريا ليخفف عنهم نوباتها .
وفي عام ١٧٦٣ صنع قسيس انجليزي اسمه ادوارد ستون Stone شايا من شجر الصفصاف ووجد أنه يخفف من أوجاع الملاريا حقا .
ولا بد انك أدركت من هذا وجود مركب فعال في لحاء الصفصاف هو الذي يذهب بالحمى فيخفض من درجتها ، وهو الذي يذهب بآلامها ، ويخفف منها .
- أسرة من مركبات ؛
والحق أن هناك ، لا مركبا واحدا فعالا ، ولكن أسرة. من المركبات ، أبوها وجدها وأصلها ، الذي عنه تفرعت وتتفرع ، هو حامض عرف بحامض الساليسيل ، فصله الكيماويون من أصله النباتي عام ١٨٤٠ . وهذا الاسم ، الساليسيل ، مشتق من الاسم الاغريقي لشجرة الصفصاف ، وهو ساليسيس Salicis ، ولو أننا أسميناه بحامض الصفصاف ما أبعدنا .
ووجدوا لهذا الحامض خواص طيبة . الا أنه كان له مع هذه آثار في الجسم غير طيبة .
- ميلاد الأسبرين ؛
وتمضي السنون ، حتى اذا جاء عام ١٨٥٣ قام الكيماوي جرهارد Gerhardt ، وموطنه استراسبورج عاصمة الألزاس ، يدرس في مختبره الكيماوي حامض الساليسيل شتى الدراسات التي يتوخاها عادة كل كيماوي ليزيد عرفانا بكل مركب جديد. وأدخل في تركيب هذا الحامض جزءاً هاما من حامض الخل العادي المعروف ، وكانت النتيجة خروج مركب جديد ، ينسب الى حامض الساليسيل ، وكذلك الى الخل . وفيه خواص من حامض الساليسيل وبه منافعه وليس به مضاره .
بلورات بيضاء جميلة .
ولم يكن هذا خروج مركب جديد كالآلاف التي تخرج ، بل كان ميلاد عقار عظيم . انه الأسبرين . ولكن واأسفاه . صاحبنا جرهارد لم يتنبه لمنافعه ، كان كيماويا قحا ، ولم يكن طبيبا . ولم يكن من أولئك الكيماويين الذين يجرون وراء المركبات الكيماوية التي يصنعونها جديدة ، يطلبون ما يحتمل أن يكون بها من شفاء .
ومضى ما قارب الأربعين عاما قبل أن يلتقط كيماوي آخر طرف الخيط الذي انقطع عند جرهارد .
- اكتشاف الأسبرين من جديد ، وتسمية المولود ؛
كان هذا الكيماوي فيلكس هفمان Felix Hofman كيماوي الماني يعمل في شركة باير الألمانية .
كان أبو هفمان مريضا بالروماتزم . وجرب هفمان في أبيه هذا المركب ، مركب جرهارد ، خلي الساليسيل . فراعه أنه ذهب بآلام أبيه .
وأخبر بذلك رئيسه في الشركة ، هينرش دريسر Dresser فلما تحقق من ذلك أسمى هذا المركب الجديد بالاسم الشهير المعروف الى اليوم : الأسبرين (1) Aspirin . وسجله في براءة تجارية . ومن بعد تسجيله صنعوه واطلقوه في الأسواق . فعمره الآن ٧٤ عاما (٢) وفي العام القادم يحين عيد ذكراه الخامسة والسبعين .
فلم لا نحتفل بأمثال هذه العقاقير احتفالنا بالرجال وهي صنعت ما لم يكد أن يصنع الكثير من الرجال . وامتد صنيعها الطيب الى العديد من الأجيال . ولو أحصينا المرضى الذين خفف عنهم هذا الأسبرين أوجاعهم ما استطعنا لهم عدا . وفي الحاضر أعداد ، وفي المستقبل أعداد ، كلها لا تحصى . والعجيب ، أن الأسبرين انتشر أول ما انتشر ، بحسبانه دواء للروماتزم ، وهو كذلك الى اليوم . وكثيرا ما عرف الأطباء عن طريق مرضاهم أنه يذهب بالصداع أيضا .
الأسبرين ليس عقار انتحار واللطيف في أمر الأسبرين أنه لا يدفع متعاطيه الى ادمانه ، كما تدفع الخمر والحشيش . ان المريض يتعاطاه ، فاذا بلغ منه غرضا ، قطعه . ثم نسيه .
وليس كذلك المورفين ، وهو العقار الآخر الذاهب بآلام الناس .
والمنتحرون لا يطلبون الأسبرين ليتخلصوا من حياتهم ، كما يفعلون ببعض العقاقير المنومة . ذلك لأن الأكثرية الكبرى من الناس تستطيع أن تأخذ من الأسبرين مقادير أكثر كثيرا من جرعاته العادية ولا يموتون .
يستثنى من ذلك الأطفال. فالجرعة الكبيرة قد تقتل .
- الأسبرين ، وأصحاب القرح المعدية ؛
والأسبرين ، كسائر العقاقير النافعة ، لا يخلو من أضرار في بعض الحالات .
فمن ذلك أنه يميل الى اهاجة الغشاء المخاطي من المعدة ، وهذا يضر بالطبع بمن عنده في معدته قرحة . انه يهيجها ، ويعطيه من آلام في البطن فوق الألم الذي أراد أن يزيله من رأسه . وقد يصل الأمر الى أن يخرج الدم من جدار المعدة عند القرحة ، وقد يتخرق جدارها .
فعلى أصحاب القرح المعدية تجنب الأسبرين .
كذلك في بعض الناس حساسية تجاه الأسبرين :
حتى والجرعة عادية . فتصيبهم دوخة ، وميل للتهوع .
وقد يظهر على جلدهم رشح ، وقد تصيبهم نوبة ربو .
ولكن هذه كلها حالات شاذة .
والنفع كل النفع في الأسبرين ، أشهر العقاقير ، وأكثرها انتشارا، ولعله كذلك أرخصها .
( ١ ) جاء باسم أسبرين من اسم قديم الحامض الساليسيل هو حامض أسبيري Spirae ، وهو لفظ لاتيني يطلق على جنس من أجناس النبات يعرف بالأسبيري أو الاكليلي .
( ۲ ) كتب هذا البحث عام ١٩٦٤ .
تعليق