الأسبرين .. في عامه الخامس والسبعين .. كتاب في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأسبرين .. في عامه الخامس والسبعين .. كتاب في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

    الأسبرين .. في عامه الخامس والسبعين ..

    نحتفل بذكرى الرجال العاملين . فلم لا نحتفل بذكرى : الأسبرين في عامه الخامس والسبعين .

    ٢٧ مليون رطل من الأسبرين تستهلكها الولايات المتحدة سنويا .

    الأسبرين أكثر العقاقير شيوعا بين الناس ، له قصة :

    وليس هو أكثر العقاقير شيوعا بين الناس فحسب ، فلعله كذلك أرخص العقاقير . وسوف تباع الحبة منه في مصر بملليم .

    يكفي لهذا أن تذكر أنك لا تصاب بصداع الا وتطلب قرص الأسبرين ، في بيتك ، أو من صاحبك ، أو جارك ، ذلك أن الأسبرين أصبح بعض عقارات البيت الدائمة ، في الأمم المتمدينة ، وهي الأمم التي بها من مشاغل الحياة ومن همها ما يورث أهلها بالنصيب الفخم من صداعها .

    - ۲۷ مليون رطل في العام ؛

    ويحصون ما تستهلك الولايات المتحدة من الأسبرين سنويا فيجدون أنها تصنع منه في العام ٢٧ مليون رطل ، لو عبرنا عنها عدد أقراص لبلغت ١٦ بليون قرص . والبليون في أمريكا وفرنسا غيره في انجلترا. فهو في أمريكا و فرنسا مليون مليون . وهو المقدار الذي يصنع أقراصا للرجال والنساء ، ولكن مثل هذا المقدار يصنع لأهداف أخرى : كأقراص صغيرة للأطفال ، ولمساحيق مركبة منه ومن غيره ، وغير ذلك .

    ونحن نذكر الولايات المتحدة لأنها البلد الأول في العالم الذي يعنى بالاحصاءات وينشرها . ثم لأنها البلد الأكثر صناعة ، وصناعتها في عمومها أكثر تقدما . ثم هي البلد الذي يمثل الرخاء الانساني النسبي في أعلى مدارجه . قولة حق لا مراء فيها .

    - الأسبرين : للآلام ، والحمى ، والروماتزم ؛

    والمشهور أن الأسبرين لصداع الرأس . ولكن غير المشهور أنه يكاد يكون لكل صنوف الألم التي تعتري الانسان ، فهو يذهب بها .

    ومن غير المشهور بين الناس استخدامه في الحمى .

    وله فيها فعلان : يهبط بحرارتها ، ويذهب بألمها .

    ولعل الأخطر من هذا وهذا استعمالا ، يعرفه المصابون بالأمراض الروماتزمية . وله فيها كذلك فعلان: يهبط بحرارة المفاصل والعضل الملتهب ، ويذهب بآلامها . ويقف كذلك تقدم الداء . وهو في هذه الشئون لا يزال سيد العقاقير .

    - الأسبرين لا يشفي ؛

    ولا تعجب من بعد هذا اذ تسمعنا نقول : ان الأسبرين ، هذا العقار الخطير ، لا يشفي من مرض . ذلك أن الألم والحمى عرض ، فهو يذهب بالعرض ، ولكنه لا يذهب بأسبابه ، بالمرض .

    - الأسبرين لا ندري كيف يفعل ؛

    وتسأل : وكيف يفعل في الجسم ؟
    وسوف تعجب مرة أخرى : ذلك لأن العلماء ، على الرغم من نحو الخمس والسبعين من السنين أو أكثر التي مضت على تداوله بين الناس ، وعلى الرغم من البحوث الجارية ، على الرغم من ذلك لا يعرف العلماء من فعله في الجسم الا القليل . ولهذا قصة .

    - عند أبقراط ؛

    ولعل القصة تبدأ عند أبقراط أبي الطب كان أبقراط يصف خلاصة لحاء شجر الصفصاف ليتعاطاها المريض لتذهب عنه بالألم والحمى .

    والهنود الحمر ذكر عنهم أنهم كانوا يغلون لحاء الصفصاف ويعطونه لمرضى الملاريا ليخفف عنهم نوباتها .
    وفي عام ١٧٦٣ صنع قسيس انجليزي اسمه ادوارد ستون Stone شايا من شجر الصفصاف ووجد أنه يخفف من أوجاع الملاريا حقا .
    ولا بد انك أدركت من هذا وجود مركب فعال في لحاء الصفصاف هو الذي يذهب بالحمى فيخفض من درجتها ، وهو الذي يذهب بآلامها ، ويخفف منها .

    - أسرة من مركبات ؛

    والحق أن هناك ، لا مركبا واحدا فعالا ، ولكن أسرة. من المركبات ، أبوها وجدها وأصلها ، الذي عنه تفرعت وتتفرع ، هو حامض عرف بحامض الساليسيل ، فصله الكيماويون من أصله النباتي عام ١٨٤٠ . وهذا الاسم ، الساليسيل ، مشتق من الاسم الاغريقي لشجرة الصفصاف ، وهو ساليسيس Salicis ، ولو أننا أسميناه بحامض الصفصاف ما أبعدنا .

    ووجدوا لهذا الحامض خواص طيبة . الا أنه كان له مع هذه آثار في الجسم غير طيبة .

    - ميلاد الأسبرين ؛

    وتمضي السنون ، حتى اذا جاء عام ١٨٥٣ قام الكيماوي جرهارد Gerhardt ، وموطنه استراسبورج عاصمة الألزاس ، يدرس في مختبره الكيماوي حامض الساليسيل شتى الدراسات التي يتوخاها عادة كل كيماوي ليزيد عرفانا بكل مركب جديد. وأدخل في تركيب هذا الحامض جزءاً هاما من حامض الخل العادي المعروف ، وكانت النتيجة خروج مركب جديد ، ينسب الى حامض الساليسيل ، وكذلك الى الخل . وفيه خواص من حامض الساليسيل وبه منافعه وليس به مضاره .

    بلورات بيضاء جميلة .
    ولم يكن هذا خروج مركب جديد كالآلاف التي تخرج ، بل كان ميلاد عقار عظيم . انه الأسبرين . ولكن واأسفاه . صاحبنا جرهارد لم يتنبه لمنافعه ، كان كيماويا قحا ، ولم يكن طبيبا . ولم يكن من أولئك الكيماويين الذين يجرون وراء المركبات الكيماوية التي يصنعونها جديدة ، يطلبون ما يحتمل أن يكون بها من شفاء .

    ومضى ما قارب الأربعين عاما قبل أن يلتقط كيماوي آخر طرف الخيط الذي انقطع عند جرهارد .

    - اكتشاف الأسبرين من جديد ، وتسمية المولود ؛

    كان هذا الكيماوي فيلكس هفمان Felix Hofman‏ كيماوي الماني يعمل في شركة باير الألمانية .

    كان أبو هفمان مريضا بالروماتزم . وجرب هفمان في أبيه هذا المركب ، مركب جرهارد ، خلي الساليسيل . فراعه أنه ذهب بآلام أبيه .

    وأخبر بذلك رئيسه في الشركة ، هينرش دريسر Dresser‏ فلما تحقق من ذلك أسمى هذا المركب الجديد ‏بالاسم الشهير المعروف الى اليوم : الأسبرين (1) ‏Aspirin . وسجله في براءة تجارية . ومن بعد تسجيله صنعوه واطلقوه في الأسواق . فعمره الآن ٧٤ عاما (٢) وفي العام القادم يحين عيد ذكراه الخامسة والسبعين .

    فلم لا نحتفل بأمثال هذه العقاقير احتفالنا بالرجال وهي صنعت ما لم يكد أن يصنع الكثير من الرجال . وامتد صنيعها الطيب الى العديد من الأجيال . ولو أحصينا المرضى الذين خفف عنهم هذا الأسبرين أوجاعهم ما استطعنا لهم عدا . وفي الحاضر أعداد ، وفي المستقبل أعداد ، كلها لا تحصى . والعجيب ، أن الأسبرين انتشر أول ما انتشر ، بحسبانه دواء للروماتزم ، وهو كذلك الى اليوم . وكثيرا ما عرف الأطباء عن طريق مرضاهم أنه يذهب بالصداع أيضا .

    الأسبرين ليس عقار انتحار واللطيف في أمر الأسبرين أنه لا يدفع متعاطيه الى ادمانه ، كما تدفع الخمر والحشيش . ان المريض يتعاطاه ، فاذا بلغ منه غرضا ، قطعه . ثم نسيه .

    وليس كذلك المورفين ، وهو العقار الآخر الذاهب بآلام الناس .

    والمنتحرون لا يطلبون الأسبرين ليتخلصوا من حياتهم ، كما يفعلون ببعض العقاقير المنومة . ذلك لأن الأكثرية الكبرى من الناس تستطيع أن تأخذ من الأسبرين مقادير أكثر كثيرا من جرعاته العادية ولا يموتون .

    يستثنى من ذلك الأطفال. فالجرعة الكبيرة قد تقتل .

    - الأسبرين ، وأصحاب القرح المعدية ؛

    والأسبرين ، كسائر العقاقير النافعة ، لا يخلو من أضرار في بعض الحالات .

    فمن ذلك أنه يميل الى اهاجة الغشاء المخاطي من المعدة ، وهذا يضر بالطبع بمن عنده في معدته قرحة . انه يهيجها ، ويعطيه من آلام في البطن فوق الألم الذي أراد أن يزيله من رأسه . وقد يصل الأمر الى أن يخرج الدم من جدار المعدة عند القرحة ، وقد يتخرق جدارها .

    فعلى أصحاب القرح المعدية تجنب الأسبرين .
    كذلك في بعض الناس حساسية تجاه الأسبرين :
    حتى والجرعة عادية . فتصيبهم دوخة ، وميل للتهوع .
    وقد يظهر على جلدهم رشح ، وقد تصيبهم نوبة ربو .
    ولكن هذه كلها حالات شاذة .
    والنفع كل النفع في الأسبرين ، أشهر العقاقير ، وأكثرها انتشارا، ولعله كذلك أرخصها .

    ( ١ ) جاء باسم أسبرين من اسم قديم الحامض الساليسيل هو حامض أسبيري Spirae ، وهو لفظ لاتيني يطلق على جنس من أجناس النبات يعرف بالأسبيري أو الاكليلي .

    ( ۲ ) كتب هذا البحث عام ١٩٦٤ .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٣-٠٣-٢٠٢٤ ٢١.٤٩_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	122.1 كيلوبايت 
الهوية:	194901 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٣-٠٣-٢٠٢٤ ٢١.٤٩_1(2).jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	97.2 كيلوبايت 
الهوية:	194902 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٣-٠٣-٢٠٢٤ ٢١.٤٩_1(3).jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	90.2 كيلوبايت 
الهوية:	194903 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٣-٠٣-٢٠٢٤ ٢١.٥٢_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	80.9 كيلوبايت 
الهوية:	194904 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٣-٠٣-٢٠٢٤ ٢١.٥٢_1(2).jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	80.9 كيلوبايت 
الهوية:	194905

  • #2
    Aspirin... in its seventy-fifth year...


    We celebrate the memory of working men. So why not celebrate the anniversary of aspirin in its seventy-fifth year.

    27 million pounds of aspirin are consumed in the United States annually.

    Aspirin is the most common drug among people,
    He has a story:

    Not only is it the most common drug among people, it is also perhaps the cheapest. will
    One pill is sold in Egypt for millimeters.

    It is sufficient for this to mention that you never get a headache unless you ask for an aspirin tablet, in your home, or from your friend, or your neighbor, because aspirin has become some of the permanent real estate of the house, in civilized nations, which are nations that have the preoccupations of life and whose concern is that their people inherit a luxurious share. From her headache.

    - 27 million pounds per year;

    They count the amount of aspirin the United States consumes annually and find that it manufactures 27 million pounds of it every year. If we expressed it as a number of pills, it would amount to 16 billion pills. A billion in America and France and another billion in England. In America and France, there are a million million. This is the amount that makes tablets for men and women, but such an amount is made for purposes
    Others: such as small tablets for children, and powders composed of it and others, and so on.

    We mention the United States because it is the first country in the world that is concerned with and publishes statistics. Then because it is the most industrialized country, and its industry in general is more advanced. Then it is the country that represents relative human prosperity at its highest levels. An unquestionably true statement.

    - Aspirin: for pain, fever, and rheumatism;

    It is well known that aspirin is used for headaches. But what is not known is that it applies to almost every type of pain that afflicts a person, so it eliminates it.

    It is not popular among people to use it for fever.

    It has two effects on it: it reduces its heat, and takes away its pain.

    Perhaps the most dangerous use of this and this is known
    People with rheumatic diseases. It also has two effects: it reduces the heat of the joints and inflamed muscles, and it relieves their pain. The progression of the disease also stops. In these matters, he is still the master of drugs.

    - Aspirin does not cure;

    Do not be surprised after this when you hear us say: Aspirin, this dangerous drug, does not cure a disease. This is because pain and fever are a symptom, so it goes away by the symptom, but it does not go away by its cause, by disease.

    - Aspirin, we do not know how it works;

    You ask: How does it work in the body?
    And you will be amazed again: This is because scientists, despite the seventy-five years or more that have passed since its circulation among people, and despite the ongoing research, despite this, scientists know only a little about its effect on the body. This has a story.

    - According to Hippocrates;

    Perhaps the story begins with Hippocrates, the father of medicine. Hippocrates used to prescribe an extract of willow tree bark for the patient to take to relieve pain and fever.

    The Native Americans were reported to have boiled bark
    They give it to malaria patients to relieve their attacks.
    In 1763, an English priest named Edward Stone made tea from willow trees and found that it actually relieved the pain of malaria.
    You must have realized from this that there is an effective compound in willow bark that eliminates fever and reduces its degree, and that eliminates its pain and alleviates it.

    - beds of vehicles;

    The truth is that there is not one effective compound, but a family. Of the compounds, its father, grandfather, and origin, from which it branched and branched, is an acid known as salicylic acid, which chemists separated from its plant origin in 1840. This name, salicyl, is derived from the Greek name for the willow tree, which is Salicis, and if we had called it salicylic acid, it would not have alienated us.

    They found that this acid has good properties. But it was
    Along with these, it has undesirable effects on the body.

    - The birth of aspirin;

    Years passed, until the year 1853 came, and the chemist Gerhardt, whose home town was Strasbourg, the capital of Alsace, studied salicylic acid in his chemical laboratory, conducting various studies that every chemist usually seeks to increase his knowledge of every new compound. A significant portion of the well-known ordinary acetic acid was included in the composition of this acid, and the result was the emergence of a new compound, attributed to salicylic acid, as well as to vinegar. It contains properties of salicylic acid and has benefits and no harms.

    Beautiful white crystals.
    This was not the emergence of a new boat like the thousands that have come
    He graduated, but it was the birth of a great drug. It's aspirin. But alas. Our friend Gerhard did not realize its benefits.
    He was a shameless chemist, and he was not a doctor. He was not one of those chemists who run after new chemical compounds that they create, seeking what might be a cure for them.

    Nearly forty years passed before another chemist picked up the end of the thread that Gerhard had broken.

    - The discovery of aspirin again, and the naming of the newborn;

    This chemist, Felix Hofman, was a German chemist working for the German company Bayer.

    Abu Hofman was sick with rheumatism. Hoffman tried this compound on his father, Gerhardt's compound, salicylic acid. He was terrified that he had lost his father's pain.

    He informed his boss at the company, Heinrich Dresser, of this. When he verified this, he named this new compound by the famous name known to this day: Aspirin. He registered it in a commercial patent. After recording it, they produced it and released it on the market. He is now 74 years old (2), and next year will be his seventy-fifth anniversary.

    So why do we not celebrate drugs like these as we celebrate men, since they have done what many men have hardly done? Her good deeds extended to many generations. If we counted the patients whose pain was relieved by this aspirin, we would not be able to count them. There are numbers in the present, and in the future there are numbers, all of them countless. The strange thing is that aspirin first became popular because it was considered a medicine for rheumatism, and it remains so to this day. Doctors often learned from their patients that it also relieves headaches.

    Aspirin is not a suicide drug, and the nice thing about aspirin is that it does not push its users to become addicted to it, the way alcohol and hashish do. The patient takes it, and if he achieves his goal, he stops it. Then he forgot it.

    Nor is morphine, the other go-to drug
    With people's pain.

    Suicidal people do not ask for aspirin to end their lives, as they do with some sleeping drugs. This is because the vast majority of people can take much more than their normal doses of aspirin and not die.

    Children are excluded. A large dose may kill.

    - Aspirin, and those with infectious ulcers;

    Aspirin, like all other beneficial drugs, is not without its side effects
    Damage in some cases.

    It is because it tends to irritate the mucous membrane
    The stomach, and this of course harms those who have a stomach ulcer. It irritates him, giving him stomach pain on top of the pain he wanted to get out of his head. It may come to the point that blood comes out of the stomach wall at the ulcer, and its wall may break.

    People with contagious ulcers should avoid aspirin.
    Also, some people have an allergy to aspirin:
    Even the dose is normal. They experience dizziness and a tendency to panic.
    Their skin may develop a runny nose, and they may have an asthma attack.
    But these are all anomalies.
    The greatest benefit lies in aspirin, the most famous and widely used drug, and perhaps also the cheapest.

    (1) The name aspirin comes from an old name for salicylic acid, Spirae, which is a Latin word given to a genus of plants known as asperi or corona.

    (2) This research was written in 1964.

    تعليق

    يعمل...
    X