عقار ..
يُوَلِّدُ بَعْضَ النِّسَاءِ العقيمات
مثنى وثلاث ورباع وخماس
ليس خبر يثير الناس ، كخبر يتصل بوفاة أو ميلاد . لا سيما اذا خالف هذا عرف السواد .
وخبر اليوم ، الذي ترددت أصداؤه ، أن عقارا جديدا ، لطبيب سويدي ، تعاطته زوجة لا تحمل ، في الركن البعيد الأبعد من الأرض ، بزيلندة الجديدة ، فأنتجت خمسة من التوائم .
وان هذا العقار نفسه ، عقار الطبيب السويدي ، تعاطته زوجة أخرى لا تحمل في نفس بلد الطبيب الباحث فأولدها توائم خمسة .
وتقاربت الحادثتان زمنا ، فكانتا أقوى اثارة . وحدثتا والطبيب المعالج ، بعيدا عن جامعته ، يصطاف في جزيرة في بحر البلطيق .
وليس هذان الحادثان فريدين ، فقد سبقتهما ولادات أولد فيها العقار النساء التوائم مثنى وثلاث .
- الطبيب الباحث ؛
ونبدأ بالطبيب الباحث .
انه الدكتور جمتسل Carl-Axel Gemzell في الخامسة والخمسين من عمره ، له شهرة قبل هذا الفتح واسعة . وهو أستاذ في جامعة أبسالا Upsala ، أستاذ علم الولادة وأمراض النساء بها . ومن شهرته السابقة أنه مبدع كاشف الحمل ، المعروف باسمه ، وبه يكتشف باكرا ان كانت المرأة حاملا أو غير حامل .
ومن الغريب ، أن الطبيب ، ميسر الولادة للأسر ، هو نفسه عديم الخلف .
زاره صحفي ، وأراد أن يعرف الحافز الذي حفزه الى هذا البحث الطريف ، وسأله ، فلم يجب . أدرك الطبيب أن جواب هذا السؤال يتصل بكشف حالته هو شخصيا، وهو يأبى أن يتحدث عن شخصه، ولا أن يتدخل احد في خصوصياته . ولكن جاء الجواب منه في سياق الحديث بعد ذلك على غير عمد قال انه تزوج زوجته الحاضرة ، منذ ٢٩ عاما ، ولم يرزق ببنين أو بنات . وقال انه ود لو فعل . فأدرك الزائر الحافز الذي عنه سأل .
- ليس كل عقم يرجى شفاؤه ؛
ان النساء العقائم يرجع سبب عقمهن الى أسباب كثيرة ، منها الأورام ، ومنها عدم اكتمال النمو ، ومنها انسداد المسالك ، الى آخر ما هناك من أسباب . ولكن نحو ٥ في المائة منهن يرجع عقمهن الى عدم كفاية ما تصنع أجسامهن من هرمونات جنسية .
ويرجع هذا القصور الى الغدة النخامية Pituitary gland وعملها في الحمل ، وحثه .
ان الغدة النخامية جسم صغير ، موضعه تحت المخ. وهو يفرز افرازات عدة ، أي هرمونات ، لها آثار مختلفة في وظائف الجسم المختلفة .
( الرسم الأول : امرأة أنتج مبيضها بيضة واحدة ، تخصب لتعطي جنيناً واحداً. الرسم الثاني : امرأة كانت عقيما ، ثم حقنت بالمنشط فأنتج أحد المبيضين بويضتين والثاني ثلاثاً، لقحت فأنتجت خمسة توائم )
ومن هذه الهرمونات هرمونان جنسيان ، أحدهما يعرف اختصارا بالحروف الثلاثة .F.S.H وهي اختصار ، Follicle Stimulating Hormone أو بالعربية هو الهرمون المنشط للحويصلة ( وهي الكيس الذي فيه تنضج بويضة المرأة وهي في مبيضها ) .
أما الهرمون الثاني ، فيعرف اختصارا بالحرفين ،L.H. وهما اختصار للكلمتين Luteinising Hormone أو هرمون الأجسام الصفراء في المبيض ، وله آثار عدة منها تنشيط الخلايا الداخلية في مبايض النساء .
والنقص في هذين الهرمونين ، في المرأة يسبب عقمها، فلا تنضج في مبيض لها بيضة ، ولا تأتيها العادة الشهرية اذن .
- استخلاص الهرمونات من حيوانات ؛
ان العلماء الذين سبقوا ، بدأوا بحوثهم بالحيوانات كالخراف والخنازير ، انهم انتزعوا من هذه الحيوانات غددها النخامية ، ومن هذه الفدد استخلصوا الهرمونات المطلوبة وحقنوها في النساء ، ولكن أجسامهن أبت أن تتقبل هرمونات تجيء من حيوانات .
- استخلاص الهرمونات من آدميات ؛
عندئذ خطر الخاطر لصاحبنا ، الدكتور جمتسل ، بأن يأتي بهذه الهرمونات من النساء . من آدميات بدلا من حيوانات . من نساء عقب موتهن مباشرة .
وفعل ، وجرب ، وحقن . وكانت هذه النتائج التي ذكرنا . وهو بدأ بحوثه ، مع فرقته السويدية ، منذ عام ١٩٠٨ .
- اسم العقار ؛
واسم العقار الذي يحقنه الدكتور جمتسل جنادو تروفين Gonadotrophine ، والمقطع الأول ، جونادو Gonado ، نسبة الى الغدد التناسلية ، والمقطع الثاني تروفين Trophine ، مقطع يضاف للعقاقير فيه معنى التنشيط .
واذن فمعنى اسم العقار المنشط التناسلي ، وهو اسم قمين بأهدافه . وهو اسم عام متداول بين الاطباء ليس فيه جديد .
- فکرتان تورقان الطبيب الباحث ؛
ومع هذا ظلت فكرتان تؤرقان الدكتور جمتسل ومن أتبع خطته في علاج هذا النوع من العقم .
أول الفكرتين صعوبة الحصول على هذا العقار . انه من رؤوس نساء تموت . ونعم ، تأتيه اليوم من أقاصي الدنيا غدد نخامية كثيرة منزوعة من رؤوس نساء ماتت ولكن ، كم تحتاج الثلاث عشرة من الحقنات اللازمة للمرأة لتحمل ، من هذه الغدد النخامية ؟
انها تحتاج الى مائة غدة ! الى مائة امرأة تموت .
أما الفكرة الثانية التي تؤرقه فهي أنه انما أراد بهذا العقار أن تأتي المرأة بطفل واحد ، لا أن تأتي بهن رباع وخماس .
ان الطفلة الأنثى تولد وبمبيضها مئات الألوف من خلايا جنسية ، يحتمل انضاج الواحدة منها بعد الواحدة، لتخرج من المبيض بعد نضوج ، بيضة تامة النمو فتجري في قناة البيض وغايتها دخول الرحم . وهي في هذه الأثناء تلتقي بالحيوان المنوي ، يأتي من الرجل ، فتتلقح . وبيضة واحدة هي التي تنضج في الشهر الواحد . وقد تنضج اثنتان ، وهذا نادر . أما أن تأتي الأم ، بعدة من توائم ، فاحتمال في الاحصاء المعروف بعيد . انه واحد من عدة ملايين .
والعقار الجديد يجعل من هذا النادر شيئا سويا . ومن من الناس يود أن يكون له كل عام خمسة أو ستة من الأطفال ؟ انهم اذن ستون بعد عشرة أعوام أو اثني عشر عاما . فمن أين لهم الطعام ، ومن أين الكساء و اين السقف ، وأين البلد التي تحتمل كل هؤلاء ، والى أي درك من الفقر ينزلون .
ثم كم من أرحام النساء تحتمل حمل التوائم خمسة، خمسة . ان أكثرها تموت اذ تولد .
والمرأة السويدية التي ولدت توائم خمسة ، مات منهم أربعة ، وبقي واحد حاول الأطباء ابقاءه حيا .
على أن الطبيب العالم يأمل أن يجد لكل عقبة وثبة تتخطاها . والعقبة الأولى التي لا بد له ، ولأمثاله أن يتخطوها ، انما هي تقدير الجرعة اللازمة لكل عقيم على حدة . فالظاهر أن الجرعة التي تزيد ولو قليلا تكون لها آثار بعيدة ، توائم عدة .
والدكتور جمتسل ذو أمل كبير . انه يأمل أن يجد علاجا لعقم الرجال كذلك ! انه يقول ان هذا النقص في الهرمونات يسبب عقم الرجال ، وان ٥٠ في المائة من عقم الأسر مرده الى عقم الرجال لا النساء .
والدكتور الايطالي :
و دكتور آخر سلك نفس السبيل ، ثم اختلف . انه الدكتور بيير دونيني Piero Donini انه مدیر مختبر بحوث سيرونا » بروما . فهو ايطالي .
وعقاره يسمى برجونال Pergonal وهو الآن في الولايات المتحدة ، يختبره ، بحاثها .
والدكتور الايطالي بدأ بحوثه أيضا بأجسام الموتى يطلب غددها النخامية . ولكنه تحول . وصار يستخلص هذه الهرمونات من بول النساء اللاتي بلغن سن اليأس .
وعقاره هذا هو الآن في الولايات المتحدة ، يجربونه ويختبرونه . وهو يقول انه أيسر وآمن من عقار صاحبه . وقد عالج الطبيب الايطالي ، بعقاره هذا ، نحو ألف من النساء ، أكثرهن في روما .
يُوَلِّدُ بَعْضَ النِّسَاءِ العقيمات
مثنى وثلاث ورباع وخماس
ليس خبر يثير الناس ، كخبر يتصل بوفاة أو ميلاد . لا سيما اذا خالف هذا عرف السواد .
وخبر اليوم ، الذي ترددت أصداؤه ، أن عقارا جديدا ، لطبيب سويدي ، تعاطته زوجة لا تحمل ، في الركن البعيد الأبعد من الأرض ، بزيلندة الجديدة ، فأنتجت خمسة من التوائم .
وان هذا العقار نفسه ، عقار الطبيب السويدي ، تعاطته زوجة أخرى لا تحمل في نفس بلد الطبيب الباحث فأولدها توائم خمسة .
وتقاربت الحادثتان زمنا ، فكانتا أقوى اثارة . وحدثتا والطبيب المعالج ، بعيدا عن جامعته ، يصطاف في جزيرة في بحر البلطيق .
وليس هذان الحادثان فريدين ، فقد سبقتهما ولادات أولد فيها العقار النساء التوائم مثنى وثلاث .
- الطبيب الباحث ؛
ونبدأ بالطبيب الباحث .
انه الدكتور جمتسل Carl-Axel Gemzell في الخامسة والخمسين من عمره ، له شهرة قبل هذا الفتح واسعة . وهو أستاذ في جامعة أبسالا Upsala ، أستاذ علم الولادة وأمراض النساء بها . ومن شهرته السابقة أنه مبدع كاشف الحمل ، المعروف باسمه ، وبه يكتشف باكرا ان كانت المرأة حاملا أو غير حامل .
ومن الغريب ، أن الطبيب ، ميسر الولادة للأسر ، هو نفسه عديم الخلف .
زاره صحفي ، وأراد أن يعرف الحافز الذي حفزه الى هذا البحث الطريف ، وسأله ، فلم يجب . أدرك الطبيب أن جواب هذا السؤال يتصل بكشف حالته هو شخصيا، وهو يأبى أن يتحدث عن شخصه، ولا أن يتدخل احد في خصوصياته . ولكن جاء الجواب منه في سياق الحديث بعد ذلك على غير عمد قال انه تزوج زوجته الحاضرة ، منذ ٢٩ عاما ، ولم يرزق ببنين أو بنات . وقال انه ود لو فعل . فأدرك الزائر الحافز الذي عنه سأل .
- ليس كل عقم يرجى شفاؤه ؛
ان النساء العقائم يرجع سبب عقمهن الى أسباب كثيرة ، منها الأورام ، ومنها عدم اكتمال النمو ، ومنها انسداد المسالك ، الى آخر ما هناك من أسباب . ولكن نحو ٥ في المائة منهن يرجع عقمهن الى عدم كفاية ما تصنع أجسامهن من هرمونات جنسية .
ويرجع هذا القصور الى الغدة النخامية Pituitary gland وعملها في الحمل ، وحثه .
ان الغدة النخامية جسم صغير ، موضعه تحت المخ. وهو يفرز افرازات عدة ، أي هرمونات ، لها آثار مختلفة في وظائف الجسم المختلفة .
( الرسم الأول : امرأة أنتج مبيضها بيضة واحدة ، تخصب لتعطي جنيناً واحداً. الرسم الثاني : امرأة كانت عقيما ، ثم حقنت بالمنشط فأنتج أحد المبيضين بويضتين والثاني ثلاثاً، لقحت فأنتجت خمسة توائم )
ومن هذه الهرمونات هرمونان جنسيان ، أحدهما يعرف اختصارا بالحروف الثلاثة .F.S.H وهي اختصار ، Follicle Stimulating Hormone أو بالعربية هو الهرمون المنشط للحويصلة ( وهي الكيس الذي فيه تنضج بويضة المرأة وهي في مبيضها ) .
أما الهرمون الثاني ، فيعرف اختصارا بالحرفين ،L.H. وهما اختصار للكلمتين Luteinising Hormone أو هرمون الأجسام الصفراء في المبيض ، وله آثار عدة منها تنشيط الخلايا الداخلية في مبايض النساء .
والنقص في هذين الهرمونين ، في المرأة يسبب عقمها، فلا تنضج في مبيض لها بيضة ، ولا تأتيها العادة الشهرية اذن .
- استخلاص الهرمونات من حيوانات ؛
ان العلماء الذين سبقوا ، بدأوا بحوثهم بالحيوانات كالخراف والخنازير ، انهم انتزعوا من هذه الحيوانات غددها النخامية ، ومن هذه الفدد استخلصوا الهرمونات المطلوبة وحقنوها في النساء ، ولكن أجسامهن أبت أن تتقبل هرمونات تجيء من حيوانات .
- استخلاص الهرمونات من آدميات ؛
عندئذ خطر الخاطر لصاحبنا ، الدكتور جمتسل ، بأن يأتي بهذه الهرمونات من النساء . من آدميات بدلا من حيوانات . من نساء عقب موتهن مباشرة .
وفعل ، وجرب ، وحقن . وكانت هذه النتائج التي ذكرنا . وهو بدأ بحوثه ، مع فرقته السويدية ، منذ عام ١٩٠٨ .
- اسم العقار ؛
واسم العقار الذي يحقنه الدكتور جمتسل جنادو تروفين Gonadotrophine ، والمقطع الأول ، جونادو Gonado ، نسبة الى الغدد التناسلية ، والمقطع الثاني تروفين Trophine ، مقطع يضاف للعقاقير فيه معنى التنشيط .
واذن فمعنى اسم العقار المنشط التناسلي ، وهو اسم قمين بأهدافه . وهو اسم عام متداول بين الاطباء ليس فيه جديد .
- فکرتان تورقان الطبيب الباحث ؛
ومع هذا ظلت فكرتان تؤرقان الدكتور جمتسل ومن أتبع خطته في علاج هذا النوع من العقم .
أول الفكرتين صعوبة الحصول على هذا العقار . انه من رؤوس نساء تموت . ونعم ، تأتيه اليوم من أقاصي الدنيا غدد نخامية كثيرة منزوعة من رؤوس نساء ماتت ولكن ، كم تحتاج الثلاث عشرة من الحقنات اللازمة للمرأة لتحمل ، من هذه الغدد النخامية ؟
انها تحتاج الى مائة غدة ! الى مائة امرأة تموت .
أما الفكرة الثانية التي تؤرقه فهي أنه انما أراد بهذا العقار أن تأتي المرأة بطفل واحد ، لا أن تأتي بهن رباع وخماس .
ان الطفلة الأنثى تولد وبمبيضها مئات الألوف من خلايا جنسية ، يحتمل انضاج الواحدة منها بعد الواحدة، لتخرج من المبيض بعد نضوج ، بيضة تامة النمو فتجري في قناة البيض وغايتها دخول الرحم . وهي في هذه الأثناء تلتقي بالحيوان المنوي ، يأتي من الرجل ، فتتلقح . وبيضة واحدة هي التي تنضج في الشهر الواحد . وقد تنضج اثنتان ، وهذا نادر . أما أن تأتي الأم ، بعدة من توائم ، فاحتمال في الاحصاء المعروف بعيد . انه واحد من عدة ملايين .
والعقار الجديد يجعل من هذا النادر شيئا سويا . ومن من الناس يود أن يكون له كل عام خمسة أو ستة من الأطفال ؟ انهم اذن ستون بعد عشرة أعوام أو اثني عشر عاما . فمن أين لهم الطعام ، ومن أين الكساء و اين السقف ، وأين البلد التي تحتمل كل هؤلاء ، والى أي درك من الفقر ينزلون .
ثم كم من أرحام النساء تحتمل حمل التوائم خمسة، خمسة . ان أكثرها تموت اذ تولد .
والمرأة السويدية التي ولدت توائم خمسة ، مات منهم أربعة ، وبقي واحد حاول الأطباء ابقاءه حيا .
على أن الطبيب العالم يأمل أن يجد لكل عقبة وثبة تتخطاها . والعقبة الأولى التي لا بد له ، ولأمثاله أن يتخطوها ، انما هي تقدير الجرعة اللازمة لكل عقيم على حدة . فالظاهر أن الجرعة التي تزيد ولو قليلا تكون لها آثار بعيدة ، توائم عدة .
والدكتور جمتسل ذو أمل كبير . انه يأمل أن يجد علاجا لعقم الرجال كذلك ! انه يقول ان هذا النقص في الهرمونات يسبب عقم الرجال ، وان ٥٠ في المائة من عقم الأسر مرده الى عقم الرجال لا النساء .
والدكتور الايطالي :
و دكتور آخر سلك نفس السبيل ، ثم اختلف . انه الدكتور بيير دونيني Piero Donini انه مدیر مختبر بحوث سيرونا » بروما . فهو ايطالي .
وعقاره يسمى برجونال Pergonal وهو الآن في الولايات المتحدة ، يختبره ، بحاثها .
والدكتور الايطالي بدأ بحوثه أيضا بأجسام الموتى يطلب غددها النخامية . ولكنه تحول . وصار يستخلص هذه الهرمونات من بول النساء اللاتي بلغن سن اليأس .
وعقاره هذا هو الآن في الولايات المتحدة ، يجربونه ويختبرونه . وهو يقول انه أيسر وآمن من عقار صاحبه . وقد عالج الطبيب الايطالي ، بعقاره هذا ، نحو ألف من النساء ، أكثرهن في روما .
تعليق