قلم الرصاص "رسول الفنون" القادم من زمن الذكاء الطبيعي
بدأت أهميته مع الطفولة والمدرسة وانتقلت إلى عوالم مهمة مثل الطب والفضاء والبحوث تحت الماء
أحد الموظفين يحمل إبريقاً من أقلام الرصاص في متحف بريطاني شمال غربي لندن (أ ف ب)
هشام اليتيم صحافي أردني @AlyateemHisham
الأحد 3 مارس 2024م
ملخص:
مع تزايد أهمية قلم الرصاص بات رجال الفضاء يستخدمون أنواعاً منه في رحلاتهم لأنها لا تتأثر بعوامل الجاذبية الأرضية والضغط الجوي وتقاوم تقلبات المناخ أيضاً.
حافظ قلم الرصاص على وجوده في زمن الذكاء الاصطناعي والتقنيات، وذلك بسبب مرونته العالية، ومنافسته للآلة في كيفية تنفيذ بعض المهام اليدوية الدقيقة، التي لا تزال مستخدمة في مختلف العلوم والفنون الإنسانية المعاصرة والتي لم تتمكن الآلة من اقتحامها بعد.
وتميز هذا القلم عن بقية الأنواع الأخرى من الأقلام التي من أشهرها قلم الحبر والأقلام الشحمية (أقلام التلوين الشمعية) بميزات عدة، لكن أهمها كونه متعدد الاستخدامات، نظراً إلى إمكانية تفنن الإنسان في صناعة حشوته، وتغييرها أو تطويرها إن لزم ذلك، وفقاً لتطور العلوم وبما يوائم مرور الوقت والزمن، مما منح خط الكتابة والرسم بقلم الرصاص ميزات عدة ودرجات لونية دقيقة، إذ بدأت حشوة قلم الرصاص قبل مئات السنين بمادة الرصاص السامة، التي كانت تغلف بمواد ثمينة ومنها الفضة، ثم تغيرت الحشوة إلى الجرافيت وحده، مع تغير الغلاف إلى الخشب والبلاستيك، وذلك في مطلع العصور الوسطى.
وفي وقتنا هذا استقرت الحشوة على الجرافيت والطمي أو الطين، وتخلط هاتان المادتان وفق نسب محددة، وهو ما يمنح القلم الصلابة المناسبة وتعدد الألوان بين الأبيض والرمادي والأسود، إلى جانب وجود تدرجات مختلفة في الصلابة والليونة تصل إلى أكثر من 20 درجة.
استخدامات جميلة:
لا تجد لقلم الرصاص أية استخدامات حربية قاتلة أو مدمرة للبيئة أو للإنسان على رغم ارتباطه باسم مادة الرصاص السامة، فضلاً عن عراقته وقدرته على البقاء ضمن مختلف الظروف والأزمنة، بل يمكن القول إنه القلم الوحيد الذي جذب إلى عالمه دائماً أهل الحرف الدقيقة والفنون الجميلة، من شتى أنواع التخصصات العلمية والإبداعية المعاصرة والقديمة، إذ يحتاج إليه الطفل في سنوات الدراسة الأولى، كما يحتاج إليه الرسام المحترف، نظراً إلى الدقة مهمته وأدائه السلس على الورقة.
وأخيراً دخل هذا القلم إلى عوالم مهمة مثل عالم الطب من أوسع أبوابه، فهو موجود داخل غرفة العمليات إلى جانب أدق أدوات الجراحات التجميلية والعادية، وبلغت ذروة استخدامه حديثاً، لكونه تأقلم مع أجواء لا يمكن لأي قلم آخر أن يعمل خلالها، فأصبح وسيلة الباحثين في البحار للكتابة تحت الماء، ورفيقاً لأشهر رجال الفضاء في رحلاتهم الطويلة إلى كواكب بعيدة، وذلك نظراً إلى كونه يترك الأثر المطلوب على الأجسام ويمكن محو ذلك الأثر وتعديله، ومع ذلك يقاوم الخط المكتوب بقلم الرصاص عوامل الجاذبية والضغط الجوي وكل تغيرات المناخ.
بدأت أهميته مع الطفولة والمدرسة وانتقلت إلى عوالم مهمة مثل الطب والفضاء والبحوث تحت الماء
أحد الموظفين يحمل إبريقاً من أقلام الرصاص في متحف بريطاني شمال غربي لندن (أ ف ب)
هشام اليتيم صحافي أردني @AlyateemHisham
الأحد 3 مارس 2024م
ملخص:
مع تزايد أهمية قلم الرصاص بات رجال الفضاء يستخدمون أنواعاً منه في رحلاتهم لأنها لا تتأثر بعوامل الجاذبية الأرضية والضغط الجوي وتقاوم تقلبات المناخ أيضاً.
حافظ قلم الرصاص على وجوده في زمن الذكاء الاصطناعي والتقنيات، وذلك بسبب مرونته العالية، ومنافسته للآلة في كيفية تنفيذ بعض المهام اليدوية الدقيقة، التي لا تزال مستخدمة في مختلف العلوم والفنون الإنسانية المعاصرة والتي لم تتمكن الآلة من اقتحامها بعد.
وتميز هذا القلم عن بقية الأنواع الأخرى من الأقلام التي من أشهرها قلم الحبر والأقلام الشحمية (أقلام التلوين الشمعية) بميزات عدة، لكن أهمها كونه متعدد الاستخدامات، نظراً إلى إمكانية تفنن الإنسان في صناعة حشوته، وتغييرها أو تطويرها إن لزم ذلك، وفقاً لتطور العلوم وبما يوائم مرور الوقت والزمن، مما منح خط الكتابة والرسم بقلم الرصاص ميزات عدة ودرجات لونية دقيقة، إذ بدأت حشوة قلم الرصاص قبل مئات السنين بمادة الرصاص السامة، التي كانت تغلف بمواد ثمينة ومنها الفضة، ثم تغيرت الحشوة إلى الجرافيت وحده، مع تغير الغلاف إلى الخشب والبلاستيك، وذلك في مطلع العصور الوسطى.
وفي وقتنا هذا استقرت الحشوة على الجرافيت والطمي أو الطين، وتخلط هاتان المادتان وفق نسب محددة، وهو ما يمنح القلم الصلابة المناسبة وتعدد الألوان بين الأبيض والرمادي والأسود، إلى جانب وجود تدرجات مختلفة في الصلابة والليونة تصل إلى أكثر من 20 درجة.
استخدامات جميلة:
لا تجد لقلم الرصاص أية استخدامات حربية قاتلة أو مدمرة للبيئة أو للإنسان على رغم ارتباطه باسم مادة الرصاص السامة، فضلاً عن عراقته وقدرته على البقاء ضمن مختلف الظروف والأزمنة، بل يمكن القول إنه القلم الوحيد الذي جذب إلى عالمه دائماً أهل الحرف الدقيقة والفنون الجميلة، من شتى أنواع التخصصات العلمية والإبداعية المعاصرة والقديمة، إذ يحتاج إليه الطفل في سنوات الدراسة الأولى، كما يحتاج إليه الرسام المحترف، نظراً إلى الدقة مهمته وأدائه السلس على الورقة.
وأخيراً دخل هذا القلم إلى عوالم مهمة مثل عالم الطب من أوسع أبوابه، فهو موجود داخل غرفة العمليات إلى جانب أدق أدوات الجراحات التجميلية والعادية، وبلغت ذروة استخدامه حديثاً، لكونه تأقلم مع أجواء لا يمكن لأي قلم آخر أن يعمل خلالها، فأصبح وسيلة الباحثين في البحار للكتابة تحت الماء، ورفيقاً لأشهر رجال الفضاء في رحلاتهم الطويلة إلى كواكب بعيدة، وذلك نظراً إلى كونه يترك الأثر المطلوب على الأجسام ويمكن محو ذلك الأثر وتعديله، ومع ذلك يقاوم الخط المكتوب بقلم الرصاص عوامل الجاذبية والضغط الجوي وكل تغيرات المناخ.
تعليق