الموسيقار الفلسطيني يحيى اللبابيدي (1900- 1943) وطاقم إذاعة القدس أثناء زيارة ليافا (مواقع التواصل)
شام مصطفى
23/11/2023م
القدس ذاكرة فنية".. كيف جسدت الأغنية العربية فصول القضية الفلسطينية؟
"طلبت مديرية الأوقاف في العاصمة الأردنية عمان من المديرية العامة للأوقاف في دمشق المساعدة لصهر الرصاص لأجل صيانة المسجد الأقصى المبارك، وقد وافقت المديرية العامة للأوقاف بدمشق على هذا الطلب، وستُجلب كمية من الرصاص إلى دمشق لتصهر في فرن المسجد الأموي".
بهذا الخبر الصحفي المقتضب، والذي نقلته صحيفة سورية محلية في خمسينيات القرن الماضي، يختتم الباحث والصحفي السوري محمد منصور كتابه "القدس ذاكرة فنية وعربية" مكنّيا ارتباط الذاكرتين الفنيتين الفلسطينية والسورية بعملية "صهر الرصاص التي تمت في دمشق من أجل القدس" ومؤكدا بذلك على تقاطع هاتين الذاكرتين وانصهارهما في بوتقة واحدة عبر التاريخ كما صُهر رصاص الأقصى في المسجد الأموي قبل عقود من اليوم.
وربما كان هذا الخبر بمثابة خلاصة مكثّفة دلاليا لما حاول منصور إثباته عبر آخر فصلين من كتابه البحثي الصادر حديثا عن دار موزاييك للدراسات والنشر، والمكون من بابين كل منهما يضم فصلين والممتد إلى 180 صفحة من القطع المتوسط، إذ حفر الباحث في الأرشيف الفني العربي عامة والفلسطيني والسوري خاصة ليثبت للقارئ وحدة الوجدان العربي المعبَّر عنه فنيا نحو كل ما يخص القضية الفلسطينية، وليبرز محورية القدس كمدينة في الذاكرة الفنية العربية.
كتاب "القدس ذاكرة فنية وعربية" للباحث والصحفي محمد منصور (الجزيرة)
وإلى جانب هذا التأكيد على وحدة الوجدان العربي تجاه القضية الفلسطينية، قدم الباحث ما يشبه دليلا للإنتاج الفني الموسيقي والغنائي العربي الموجه للقضية والمواكب لتطوراتها عبر 6 عقود منذ نكبة عام 1948 ولغاية عام 2010، ووقف من خلال التحليل النقدي على أبرز التحولات التي رافقت ذلك الإنتاج مبرزا تطور العناصر الفنية والإنتاجية، ومساهمة بعض المشاريع الموسيقية في ترسيخ القضية في وجدان الشعوب العربية.
تعليق