هل يتحكم الإنسان في ذريته ..
فَيَأْتِي بالبنين إن شاء وياتي ، إن شاء ، بالبنات ؟!
الجواب
نعم ، ان صح ما قالوا بالأمس القريب ان العلم استطاع أن يفصل من ماء الرجل الحيوان المنوي الذي يعطي الذكر ، وذلك الحيوان المنوي الآخر الذي يعطي الأنثى .
ولفهم هذا يجب أن نبدأ بشرح الحيوان المنوي بالرجل ، كيف تكون .. وبشرح بيضة المرأة ، كيف هي تكونت ..
- خلايا النساء :
ان خلية المرأة ، أي خلية في جسمها ، لو عالجها عالم معالجة مرسومة معروفة ، ثم سكب على ما بها صبغا، لتراءت له في الخلية جسيمات ٤٨ ، ما كانت لترى لولا هذا الصبغ الذي مازجها . من أجل هذا سميت بالجسيمات الملونة ، أو بلغة العلم كروموسومات ، و کرومو ( تفيد معنى اللون ، و ( سوما ) تفيد معنى الجسم أو الجسيم .
- خلايا الرجال :
وخلية الرجل ، أي خلية في جسمه ، لو عالجها العالم مثل هذه المعالجة ، لكشف فيها عن مثل الذي کشفه في خلية المرأة ، ٤٨ كروموسومات ، تتراءى تحت المجهر ، وتراها عينه . وليس فيما ترى العين ريبة .
- خلية الانسال كيف تتكون عند المرأة :
والمرأة تتولد في جسمها البيضة الصغيرة الضئيلة التي تتلقح فيكون منها الولد أو تكون البنت . وهذه البيضة تتخلق بالطبع من خلايا بجسمها خاصة بها ، ككل خلايا الجسم ، كما ذكرنا ٤٨ كروموسوما ، مختلفة أشكالا وأوزانا ، كل اثنين منها متشابهان . وكل اثنين منها مؤتلفان ملتصقان . فهذه الكروموسومات الـ ٤٨ تؤلف ٢٤ زوجا من الكروموسومات . وتتفاعل الأزواج المؤتلفة،
ف ٢٤ كروموسوما تذهب الى اليمين ، و ٢٤ كروموسوما تذهب الى اليسار ، وتنشق الخلية الى خليتين جنسيتين » ، هما بيضتان متشابهتان ، كروموسومات هذه ، ثم كروموسومات تلك ، عددا ونوعا .
فهذه هي البيضة المتهيئة للتلقيح ، وهي حصة المرأة في عملية انتاج الذراري .
- خلايا الانسال كيف تتكون عند الرجال :
كذلك في الرجل يحدث نفس الشيء ، ٤٨ كروموسوما ( جسيما ملونا ) ، مصطفة ٢٤ زوجا ، كل زوج يتألف من اثنين من الكروموسومات متشابهين . ثم يحال بين الأزواج ، فـ ٢٤ كروموسوما تذهب الى اليمين ، ومثلها الى اليسار ، وينتج من خلية الجسم الواحدة ، خليتان ، هما حيوانان منويان ، بكل منهما ٢٤ كروموسوما .
- الفرق بين كروموسومات البيضة وكروموسومات الحيوان المنوي :
الفرق هو فرق في الزوج الأخير من الأربعة والعشرين من الأزواج التي تتألف منهما بيضة المرأة ، أو يتألف منها الحيوان المنوي عند الرجل .
ان هذا الزوج الأخير عند المرأة يتألف من كروموسومين متشابهين ، لا فرق بينهما من حيث الأداء .
ولكن انظر في هذا الزوج الأخير عند الرجل . انه يتألف من كروموسومين ، نعم ، ولكنهما غير متشابهين أحدهما س ، لا شك في هذا . والثاني صغير قليل لا يتكافأ مع س. انه ص .
وعندما تتفاصل أزواج الكروموسومات لتكوين الخلية الجنسية في الرجل ، يخرج نوعان من الحيوانات المنوية ، نوع به الكروموسوم س ، والآخر به الكروموسوم ص .
المرأة يتقسم فيها الـ ٢٤ زوجا من الكروموسومات فيخرج من ذلك بيضتان ، سيان عندهما انتاج الذكر أو الأنثى .
( رأسان من رؤوس الحيوان المنوي للرجل . الى اليمين رأس استطال بالذي فيه من كروموسومات ، فهذا ينتج الأنثى . والرأس الآخر قد تكور ، فهذا ينتج الذكر )
أما الرجل فيتقسم فيه الـ ٢٤ زوجا من الكروموسومات فيخرج من ذلك حيوانان منويان . أما الذي به الكروموسوم س ، فهو اذا لقح البيضة أخرج الأنثى . أما الذي به الكروموسوم ص ، فهو اذا لقح البيضة اخرج الذكر .
- الرجل هو الفيصل اذن :
الرجل اذن هو الفيصل ، بالذي ينتج من حيوانات منوية ، بها كروموسومات سينية ، أو أخرى صادية ، انه هو الذي يحدد هل يكون النتاج أنثى أو يكون ذكرا .
- السبيل الى انتاج الذكر أو الأنثى :
وضح السبيل اذن لمن يريد أن ينتج الذكر ، أو ينتج الأنثى . ان المرأة تنتج في العادة البيضة الواحدة في الشهر الواحد . وهي على كل حال من نوع واحد ، لا يتدخل مباشرة في انتاج الذكر أو الأنثى . ولكن الرجل ينتج في الافاضة المنوية الواحدة عشرات الملايين من الحيوانات المنوية ، نصف سيني ، ونصف صادي . والسيني ينتج الأنثى . والصادي ينتج الذكر .
المسألة اذن هي فصل السيني عن الصادي ومن اراد انثى لقح خلية المرأة بالسيني من الحيوانات المنوية . ومن أراد الذكر لقح خلية المرأة بالصادي من هذه الحيوانات .
- الخبر المثير :
هنا فقط يمكن أن نفهم وأن نستجلي خطورة هذا الخبر الذي جاءت به الأنباء : أن عالما هو الدكتور شیتلس Shettles بالجامعة الشهيرة جامعة كولومبيا ، نجح في فصل النوعين من الحيوانات المنوية . انه جاء بماء رجل ، و فرش شيئا من حيواناته المنوية على شريحة صغيرة من زجاج . وفرشها رقيقة للغاية . وتركها تجف على الزجاج . ثم نظرها بمكر سكوب خاص من شأنه أنه يريك الأجسام الضئيلة وكأنها هالات بيضاء ومن ورائها سواد جاثم . وبهذا يتوضح شيء من تفاصيلها .
وقد أراه مجهره هذا نوعين من الحيوانات مختلفين أحدهما ذو رأس مكتنز ، كـ « لقمة القاضي » أو « لقمة قادن » ، والآخر ذو رأس متطاول ، على شكل قارب .
وهو وجد هذين النوعين في رؤوس الحيوانات المنوية ، على اختلافها ، وعلى تفاوتها صغرا وكبرا . وعند الدكتور أن الحيوان المنوي ذو الرأس المكور هو الذي به الكروموسوم الذي ينتج الذكر ، وان الحيوان المنوي ذو الرأس المستطيل هو الذي ينتج الأنثى .
- كشف لا شك له ما وراؤه :
فلو أنه أمكن فصل هذين الحيوانين المنويين ، وهما على قيد الحياة ، اذن لأمكن تلقيح الأنثى تلقيحا صناعيا لتنتج الذكر ان أريد الذكر ، أو الأنثى ان هي أريدت .
- تدخل في الطبيعة غير جائز ؟
لعل .. له أضرار ومنافع ، وضرره أكثر ؟
لعل .. هذا في الانسان . ولكن في الحيوان . في الأبقار مثلا. ان الانسان يستحيي نساءها ، ويقتل رجالها . أما الأبقار فتخلف الذي تأتي به . أما الثيران فثور واحد يكفي العشرات من الأبقار . ولكن حتى هنا ، لو تدخل الانسان لتكثير الأبقار دون الثيران لمات الانسان جوعا . ان الثيران تعطي اللحوم وتملأ البطون . من أجل هذا أحسب أن كشف الدكتور شيتلس ، والذي سوف يتلوه من أبحاث سوف لا تؤثر شيئا في انتاج النساء والرجال ، ولا الأبقار والثيران .
لا سيما والطبيعة ، ومن ورائها ارادة الله ، الى اليوم سوت بين انتاج الذكور والاناث . وقد تختلف أعدادهم ، ولكن في حدود ضيقة ، لولا الحروب . والحروب تنتج عن خلل في العقول . فالانسان أحوج الى أن يتدخل لاصلاح عقله منه الى التدخل لتوجيه رحمه .
ومع هذا ، وحتى لو لم يكن في هذا الكشف تحصيل منفعة ، أو دفع مضرة ، فهو كشف فيه من المتعة العقلية شيء كثير . وهو دليل على أن العقل الانساني قوة لا تكاد تقف عند حد . والعقل منحة الله . والله ما منحه اياه الا وقد عرف مداه . فالعلم وما يكشف عنه هو بعض ارادة الله والذي يحد من حرية هذا العقل انما يعوق ارادة الله . وأقول هذا لقوم كثيرا ما يدعون أنهم أقرب
انتسابا من سائر الخلق الى الله فاذا كشف الانسان سرا من أسرار الخليقة انكروا . أو هم رفعوا أكفهم الى السماء فحوقلوا وتعوذوا .
فَيَأْتِي بالبنين إن شاء وياتي ، إن شاء ، بالبنات ؟!
الجواب
نعم ، ان صح ما قالوا بالأمس القريب ان العلم استطاع أن يفصل من ماء الرجل الحيوان المنوي الذي يعطي الذكر ، وذلك الحيوان المنوي الآخر الذي يعطي الأنثى .
ولفهم هذا يجب أن نبدأ بشرح الحيوان المنوي بالرجل ، كيف تكون .. وبشرح بيضة المرأة ، كيف هي تكونت ..
- خلايا النساء :
ان خلية المرأة ، أي خلية في جسمها ، لو عالجها عالم معالجة مرسومة معروفة ، ثم سكب على ما بها صبغا، لتراءت له في الخلية جسيمات ٤٨ ، ما كانت لترى لولا هذا الصبغ الذي مازجها . من أجل هذا سميت بالجسيمات الملونة ، أو بلغة العلم كروموسومات ، و کرومو ( تفيد معنى اللون ، و ( سوما ) تفيد معنى الجسم أو الجسيم .
- خلايا الرجال :
وخلية الرجل ، أي خلية في جسمه ، لو عالجها العالم مثل هذه المعالجة ، لكشف فيها عن مثل الذي کشفه في خلية المرأة ، ٤٨ كروموسومات ، تتراءى تحت المجهر ، وتراها عينه . وليس فيما ترى العين ريبة .
- خلية الانسال كيف تتكون عند المرأة :
والمرأة تتولد في جسمها البيضة الصغيرة الضئيلة التي تتلقح فيكون منها الولد أو تكون البنت . وهذه البيضة تتخلق بالطبع من خلايا بجسمها خاصة بها ، ككل خلايا الجسم ، كما ذكرنا ٤٨ كروموسوما ، مختلفة أشكالا وأوزانا ، كل اثنين منها متشابهان . وكل اثنين منها مؤتلفان ملتصقان . فهذه الكروموسومات الـ ٤٨ تؤلف ٢٤ زوجا من الكروموسومات . وتتفاعل الأزواج المؤتلفة،
ف ٢٤ كروموسوما تذهب الى اليمين ، و ٢٤ كروموسوما تذهب الى اليسار ، وتنشق الخلية الى خليتين جنسيتين » ، هما بيضتان متشابهتان ، كروموسومات هذه ، ثم كروموسومات تلك ، عددا ونوعا .
فهذه هي البيضة المتهيئة للتلقيح ، وهي حصة المرأة في عملية انتاج الذراري .
- خلايا الانسال كيف تتكون عند الرجال :
كذلك في الرجل يحدث نفس الشيء ، ٤٨ كروموسوما ( جسيما ملونا ) ، مصطفة ٢٤ زوجا ، كل زوج يتألف من اثنين من الكروموسومات متشابهين . ثم يحال بين الأزواج ، فـ ٢٤ كروموسوما تذهب الى اليمين ، ومثلها الى اليسار ، وينتج من خلية الجسم الواحدة ، خليتان ، هما حيوانان منويان ، بكل منهما ٢٤ كروموسوما .
- الفرق بين كروموسومات البيضة وكروموسومات الحيوان المنوي :
الفرق هو فرق في الزوج الأخير من الأربعة والعشرين من الأزواج التي تتألف منهما بيضة المرأة ، أو يتألف منها الحيوان المنوي عند الرجل .
ان هذا الزوج الأخير عند المرأة يتألف من كروموسومين متشابهين ، لا فرق بينهما من حيث الأداء .
ولكن انظر في هذا الزوج الأخير عند الرجل . انه يتألف من كروموسومين ، نعم ، ولكنهما غير متشابهين أحدهما س ، لا شك في هذا . والثاني صغير قليل لا يتكافأ مع س. انه ص .
وعندما تتفاصل أزواج الكروموسومات لتكوين الخلية الجنسية في الرجل ، يخرج نوعان من الحيوانات المنوية ، نوع به الكروموسوم س ، والآخر به الكروموسوم ص .
المرأة يتقسم فيها الـ ٢٤ زوجا من الكروموسومات فيخرج من ذلك بيضتان ، سيان عندهما انتاج الذكر أو الأنثى .
( رأسان من رؤوس الحيوان المنوي للرجل . الى اليمين رأس استطال بالذي فيه من كروموسومات ، فهذا ينتج الأنثى . والرأس الآخر قد تكور ، فهذا ينتج الذكر )
أما الرجل فيتقسم فيه الـ ٢٤ زوجا من الكروموسومات فيخرج من ذلك حيوانان منويان . أما الذي به الكروموسوم س ، فهو اذا لقح البيضة أخرج الأنثى . أما الذي به الكروموسوم ص ، فهو اذا لقح البيضة اخرج الذكر .
- الرجل هو الفيصل اذن :
الرجل اذن هو الفيصل ، بالذي ينتج من حيوانات منوية ، بها كروموسومات سينية ، أو أخرى صادية ، انه هو الذي يحدد هل يكون النتاج أنثى أو يكون ذكرا .
- السبيل الى انتاج الذكر أو الأنثى :
وضح السبيل اذن لمن يريد أن ينتج الذكر ، أو ينتج الأنثى . ان المرأة تنتج في العادة البيضة الواحدة في الشهر الواحد . وهي على كل حال من نوع واحد ، لا يتدخل مباشرة في انتاج الذكر أو الأنثى . ولكن الرجل ينتج في الافاضة المنوية الواحدة عشرات الملايين من الحيوانات المنوية ، نصف سيني ، ونصف صادي . والسيني ينتج الأنثى . والصادي ينتج الذكر .
المسألة اذن هي فصل السيني عن الصادي ومن اراد انثى لقح خلية المرأة بالسيني من الحيوانات المنوية . ومن أراد الذكر لقح خلية المرأة بالصادي من هذه الحيوانات .
- الخبر المثير :
هنا فقط يمكن أن نفهم وأن نستجلي خطورة هذا الخبر الذي جاءت به الأنباء : أن عالما هو الدكتور شیتلس Shettles بالجامعة الشهيرة جامعة كولومبيا ، نجح في فصل النوعين من الحيوانات المنوية . انه جاء بماء رجل ، و فرش شيئا من حيواناته المنوية على شريحة صغيرة من زجاج . وفرشها رقيقة للغاية . وتركها تجف على الزجاج . ثم نظرها بمكر سكوب خاص من شأنه أنه يريك الأجسام الضئيلة وكأنها هالات بيضاء ومن ورائها سواد جاثم . وبهذا يتوضح شيء من تفاصيلها .
وقد أراه مجهره هذا نوعين من الحيوانات مختلفين أحدهما ذو رأس مكتنز ، كـ « لقمة القاضي » أو « لقمة قادن » ، والآخر ذو رأس متطاول ، على شكل قارب .
وهو وجد هذين النوعين في رؤوس الحيوانات المنوية ، على اختلافها ، وعلى تفاوتها صغرا وكبرا . وعند الدكتور أن الحيوان المنوي ذو الرأس المكور هو الذي به الكروموسوم الذي ينتج الذكر ، وان الحيوان المنوي ذو الرأس المستطيل هو الذي ينتج الأنثى .
- كشف لا شك له ما وراؤه :
فلو أنه أمكن فصل هذين الحيوانين المنويين ، وهما على قيد الحياة ، اذن لأمكن تلقيح الأنثى تلقيحا صناعيا لتنتج الذكر ان أريد الذكر ، أو الأنثى ان هي أريدت .
- تدخل في الطبيعة غير جائز ؟
لعل .. له أضرار ومنافع ، وضرره أكثر ؟
لعل .. هذا في الانسان . ولكن في الحيوان . في الأبقار مثلا. ان الانسان يستحيي نساءها ، ويقتل رجالها . أما الأبقار فتخلف الذي تأتي به . أما الثيران فثور واحد يكفي العشرات من الأبقار . ولكن حتى هنا ، لو تدخل الانسان لتكثير الأبقار دون الثيران لمات الانسان جوعا . ان الثيران تعطي اللحوم وتملأ البطون . من أجل هذا أحسب أن كشف الدكتور شيتلس ، والذي سوف يتلوه من أبحاث سوف لا تؤثر شيئا في انتاج النساء والرجال ، ولا الأبقار والثيران .
لا سيما والطبيعة ، ومن ورائها ارادة الله ، الى اليوم سوت بين انتاج الذكور والاناث . وقد تختلف أعدادهم ، ولكن في حدود ضيقة ، لولا الحروب . والحروب تنتج عن خلل في العقول . فالانسان أحوج الى أن يتدخل لاصلاح عقله منه الى التدخل لتوجيه رحمه .
ومع هذا ، وحتى لو لم يكن في هذا الكشف تحصيل منفعة ، أو دفع مضرة ، فهو كشف فيه من المتعة العقلية شيء كثير . وهو دليل على أن العقل الانساني قوة لا تكاد تقف عند حد . والعقل منحة الله . والله ما منحه اياه الا وقد عرف مداه . فالعلم وما يكشف عنه هو بعض ارادة الله والذي يحد من حرية هذا العقل انما يعوق ارادة الله . وأقول هذا لقوم كثيرا ما يدعون أنهم أقرب
انتسابا من سائر الخلق الى الله فاذا كشف الانسان سرا من أسرار الخليقة انكروا . أو هم رفعوا أكفهم الى السماء فحوقلوا وتعوذوا .
تعليق