الكَبِد
هي أعظم غدة في الجسم ، وهي تزن في الرجل البالغ نحوا من جزء من أربعين من وزنه . فان قلنا انها تزن ما بين ٣ و ٤ أرطال ، لم نذهب بعيدا .
- موضع الكبد من الجسم :
وموضعها من الجسم في البطن ، على يمين الرجل ، تحت الحجاب الحاجز مباشرة ، وهي لصيقة به ، وفي المستوى الأسفل منها تأتي ثنية القولون الصاعد حين يصبح المستقيم المستعرض ، ووراءها تختفي الكلية اليمني . وعلى يسار الرجل ، في مقابلة الكبد ، توجد . ويمتد طرف الكبد الأيسر ( فصها الأصغر ، فهي المعدة تتألف من فصين ) فيغطي المعدة .
والكبد تتألف من خلايا كبيرة خصيصة بها . ولونها أحمر بني داكن .
وتحتوي الكبد على نحو ربع دم الشخص والشخص مستريح . فاذا تحرك وعمل ، تدفق الدم منها الى سائر الجسم .
- الدم له الى الكبد سبيلان :
والدم يصل الى الكبد عن طريقين أصليين، ( الشريان الكبدي ) Hepatic Artery ، ويأتي للكبد بما يغذيها
( صورة توضح موضع الكبد من الأحشاء
١ - الفم ٢ - اللسان ٣وه - الغدد اللعابية ٤ - البلعوم ٦- المريء ٧ - المعدة ٨ - الكبد ۹- الاثنا عشري ، والى اليسار الحويصلة الصفراوية ١٠ - البنكرياس ١١ - المعي الغليظ ١٢ - الزائدة الدودية ١٣ - المستقيم ١٤ - الاست .
ويحييها شأن سائر الأعضاء . ثم ( وريد الباب ) Portal Vein ويحمل اليها الدم القادم من المعدة والأمعاء بما امتصه من أغذية لتصنع به الكبد ما تصنع قبل أن يبلغ الدورة العامة فيصبح للجسم غذاء تاما .
- الكبد مختبر كيماوي فخم :
وهنا يجب أن نقول ان الكبد هي مختبر الجسم الأكبر ، فيه تجري من التغيرات الكيماوية رغم تعقدها ، على بساطة وفي سهولة تحمر لها خجلا سائر المختبرات العلمية الكيماوية التي صنعها الانسان . فالكبد تصلح الطعام الواصل اليها ، ومنه تصنع ما يحتاج الجسم لبعض بنائه من لبنات ، وهي تطيح ببعض ذرات من جزئيات مواد تأتيها ، لو أنها بقيت كما هي ، لعملت في الجسم عمل السم فانطفأت بذلك شعلة الحياة .
والعمليات التي تقوم بها الكبد كثيرة نشير منها الى ما يلي :
(١) السكر والسكريات والنشا في الجسم تستحيل في الهضم الى جلوكوز يستخدم وقودا لابقاء شعلة الجسم مشتعلة . ولكن الانسان يأكل أكثر مما يحتاج لساعته ، واذن تقوم الكبد باختزان الفائض ، لا على صورة جلوكوز سكر العنب ) ولكن على صورة سكري يصنع بدمج جزيئات الجلوكوز معا ويعرف باسم جليكوجين Glycogen وهذا تختزنه الكبد الى حين يحتاجه الجسم فترده اليه.
(۲) ان ( الوريد البابي ) يأتيها من المعنى الدقيق مثلا باللحم وسائر البروتينات مهضومة جاهزة ، ومعنى ذلك أنها تكون عندئذ على صورة أحماض عضوية أمينية . فالكبد تعود فتصنع من هذه بروتينات جديدة شبيهة بالتي كانت عليها وهي أطعمة . وهذه البروتينات الجديدة يحتاج الجسم ليبني منها نفسه . انها البروتينات التي منها تتألف بلزمة الخلايا في الجسم . وكذلك يصنع الألبومين ( الزلال ) وكذا الجلوبيولين Globulin .
(۳) وهذه الأحماض الأمينية التي ذكرنا في (۲) ، منها ما يحتاجه الجسم وقودا للحياة . واذن وجب على الكبد ان تخلصه من الجزء الأميني الذي به ( ذرة آزوت معها ذرتان من الادروجين أي زيدم وذلك بأن تحوله إلى بولينة Urea ( زيد٢ . ك أ . زيد٢ ) لا الى نشادر ( زید٢ ) : فالنشادر سم ، والبولينة يحتملها الجسم بمقدار حتى تخلصه منها الكليتان .
(٤) والكبد تصنع المرارة . وليس بالمرارة أنزيم هاضم ، وانما بها ما يساعد على هضم الغذاء وهو المعنى الدقيق .
والمرارة تحتبس حويصلة الصفراء منها نحو العشر. وقد سبق أن عالجنا أمر الحويصلة الصفراوية كذلك بما فيه الكفاية فلا نعود هنا الى ذكرها .
وانما قد نزيد فنقول ان حويصلة الصفراء هذه لا توجد في كل الحيوانات الفقارية . فهي لا توجد في الحصان ولا في الفئران ، ولا في الأيلات وأخرى غيرها . وحتى في الانسان ، قد تمتلىء الحويصلة بالحصى ( هو غالبا ما يكون من الكولسترول Cholestrol ) فيضطر الانسان الى استئصالها ويعيش بعدها في راحة من الحياة .
(٥) الكبد تهيىء الدهون الغذائية كيماويا ليسهل احتراقها عندما تذهب الى الخلايا ويستفاد منها وقودا للجسم . وذلك بتحويلها الى مركبات غير مشبعة .
(٦) والكبد تصنع مركب الهيبارين Heparin ، وهو المركب الذي يجري طبعا في الدم فيمنع من تجلطه وتخثره، وسد منافذه .
(۷) والكبد تصنع المواد المضادة للامراض العفنة لوقاية الجسم منها .
والكبد تصنع وتصنع ...
التعديد سهل .
ولكن أطرف منه ما يجب أن يفهم الكيماوي من ذلك كله ، انه يعلم ما يجري . ويفهم ما يجري . ويعجز عن اجراء كثير مما يجري . والذي نجح في اجرائه من ذلك سبقته الكبد بأنها تصنع ما تصنع بدون مصابيح ولا قوارير ولا مضخات ولا مصاهر ولا مقطرات ولا مرشحات . وتصنعه على الصمت وعند الكبد كل الفهم ، وكل الحذق .
عندها ؟ عند من ؟
- الكبد تجدد نفسها :
ومن عجيب أمر الكبد أنها تجدد نفسها .
قطعوا نحو ٩٠ في المائة من كبد كلب ، فأخذت العشرة الباقية تنتج المرارة على نحو المعدل الجاري . وقطعوا ثلاثة أرباعها وظل الربع الباقي تتقسم وتتكاثر خلاياه بسرعة حتى تعود الكبد الى ما يقارب حجمها الأول بعد ستة أسابيع أو ثمانية !
- الكبد عند الشعراء :
وأقرأ للشاعر العربي المحب يشكو فيقول :
ولي كبد مقروحة من يبيعني
بها كبدا ليست بذات قروح
أباها علي الناس لا يشترونها
ومن يشتري ذا علة بصحيح
وأقرأ لغيره فأجد أن القدماء اعتقدوا أنه في الكبد تنتج الأصول التي تصنع للانسان صحته وتصنع مزاجه . والأمزجة كانت عندهم أربعة وسموها أخلاطا أربعة ، هي الدم والبلغم والصفراء والسوداء . والحب عندهم كان فشلا أنتج فيهم المزاج الصفراوي .
والحق أنه ، لا الحب ، ولا الفرح ولا الحزن ، ولا شيء من ذلك له صلة بالكبد، الا أن يمرض الجسم فتمرض الكبد لأنها بعضه .
هي أعظم غدة في الجسم ، وهي تزن في الرجل البالغ نحوا من جزء من أربعين من وزنه . فان قلنا انها تزن ما بين ٣ و ٤ أرطال ، لم نذهب بعيدا .
- موضع الكبد من الجسم :
وموضعها من الجسم في البطن ، على يمين الرجل ، تحت الحجاب الحاجز مباشرة ، وهي لصيقة به ، وفي المستوى الأسفل منها تأتي ثنية القولون الصاعد حين يصبح المستقيم المستعرض ، ووراءها تختفي الكلية اليمني . وعلى يسار الرجل ، في مقابلة الكبد ، توجد . ويمتد طرف الكبد الأيسر ( فصها الأصغر ، فهي المعدة تتألف من فصين ) فيغطي المعدة .
والكبد تتألف من خلايا كبيرة خصيصة بها . ولونها أحمر بني داكن .
وتحتوي الكبد على نحو ربع دم الشخص والشخص مستريح . فاذا تحرك وعمل ، تدفق الدم منها الى سائر الجسم .
- الدم له الى الكبد سبيلان :
والدم يصل الى الكبد عن طريقين أصليين، ( الشريان الكبدي ) Hepatic Artery ، ويأتي للكبد بما يغذيها
( صورة توضح موضع الكبد من الأحشاء
١ - الفم ٢ - اللسان ٣وه - الغدد اللعابية ٤ - البلعوم ٦- المريء ٧ - المعدة ٨ - الكبد ۹- الاثنا عشري ، والى اليسار الحويصلة الصفراوية ١٠ - البنكرياس ١١ - المعي الغليظ ١٢ - الزائدة الدودية ١٣ - المستقيم ١٤ - الاست .
ويحييها شأن سائر الأعضاء . ثم ( وريد الباب ) Portal Vein ويحمل اليها الدم القادم من المعدة والأمعاء بما امتصه من أغذية لتصنع به الكبد ما تصنع قبل أن يبلغ الدورة العامة فيصبح للجسم غذاء تاما .
- الكبد مختبر كيماوي فخم :
وهنا يجب أن نقول ان الكبد هي مختبر الجسم الأكبر ، فيه تجري من التغيرات الكيماوية رغم تعقدها ، على بساطة وفي سهولة تحمر لها خجلا سائر المختبرات العلمية الكيماوية التي صنعها الانسان . فالكبد تصلح الطعام الواصل اليها ، ومنه تصنع ما يحتاج الجسم لبعض بنائه من لبنات ، وهي تطيح ببعض ذرات من جزئيات مواد تأتيها ، لو أنها بقيت كما هي ، لعملت في الجسم عمل السم فانطفأت بذلك شعلة الحياة .
والعمليات التي تقوم بها الكبد كثيرة نشير منها الى ما يلي :
(١) السكر والسكريات والنشا في الجسم تستحيل في الهضم الى جلوكوز يستخدم وقودا لابقاء شعلة الجسم مشتعلة . ولكن الانسان يأكل أكثر مما يحتاج لساعته ، واذن تقوم الكبد باختزان الفائض ، لا على صورة جلوكوز سكر العنب ) ولكن على صورة سكري يصنع بدمج جزيئات الجلوكوز معا ويعرف باسم جليكوجين Glycogen وهذا تختزنه الكبد الى حين يحتاجه الجسم فترده اليه.
(۲) ان ( الوريد البابي ) يأتيها من المعنى الدقيق مثلا باللحم وسائر البروتينات مهضومة جاهزة ، ومعنى ذلك أنها تكون عندئذ على صورة أحماض عضوية أمينية . فالكبد تعود فتصنع من هذه بروتينات جديدة شبيهة بالتي كانت عليها وهي أطعمة . وهذه البروتينات الجديدة يحتاج الجسم ليبني منها نفسه . انها البروتينات التي منها تتألف بلزمة الخلايا في الجسم . وكذلك يصنع الألبومين ( الزلال ) وكذا الجلوبيولين Globulin .
(۳) وهذه الأحماض الأمينية التي ذكرنا في (۲) ، منها ما يحتاجه الجسم وقودا للحياة . واذن وجب على الكبد ان تخلصه من الجزء الأميني الذي به ( ذرة آزوت معها ذرتان من الادروجين أي زيدم وذلك بأن تحوله إلى بولينة Urea ( زيد٢ . ك أ . زيد٢ ) لا الى نشادر ( زید٢ ) : فالنشادر سم ، والبولينة يحتملها الجسم بمقدار حتى تخلصه منها الكليتان .
(٤) والكبد تصنع المرارة . وليس بالمرارة أنزيم هاضم ، وانما بها ما يساعد على هضم الغذاء وهو المعنى الدقيق .
والمرارة تحتبس حويصلة الصفراء منها نحو العشر. وقد سبق أن عالجنا أمر الحويصلة الصفراوية كذلك بما فيه الكفاية فلا نعود هنا الى ذكرها .
وانما قد نزيد فنقول ان حويصلة الصفراء هذه لا توجد في كل الحيوانات الفقارية . فهي لا توجد في الحصان ولا في الفئران ، ولا في الأيلات وأخرى غيرها . وحتى في الانسان ، قد تمتلىء الحويصلة بالحصى ( هو غالبا ما يكون من الكولسترول Cholestrol ) فيضطر الانسان الى استئصالها ويعيش بعدها في راحة من الحياة .
(٥) الكبد تهيىء الدهون الغذائية كيماويا ليسهل احتراقها عندما تذهب الى الخلايا ويستفاد منها وقودا للجسم . وذلك بتحويلها الى مركبات غير مشبعة .
(٦) والكبد تصنع مركب الهيبارين Heparin ، وهو المركب الذي يجري طبعا في الدم فيمنع من تجلطه وتخثره، وسد منافذه .
(۷) والكبد تصنع المواد المضادة للامراض العفنة لوقاية الجسم منها .
والكبد تصنع وتصنع ...
التعديد سهل .
ولكن أطرف منه ما يجب أن يفهم الكيماوي من ذلك كله ، انه يعلم ما يجري . ويفهم ما يجري . ويعجز عن اجراء كثير مما يجري . والذي نجح في اجرائه من ذلك سبقته الكبد بأنها تصنع ما تصنع بدون مصابيح ولا قوارير ولا مضخات ولا مصاهر ولا مقطرات ولا مرشحات . وتصنعه على الصمت وعند الكبد كل الفهم ، وكل الحذق .
عندها ؟ عند من ؟
- الكبد تجدد نفسها :
ومن عجيب أمر الكبد أنها تجدد نفسها .
قطعوا نحو ٩٠ في المائة من كبد كلب ، فأخذت العشرة الباقية تنتج المرارة على نحو المعدل الجاري . وقطعوا ثلاثة أرباعها وظل الربع الباقي تتقسم وتتكاثر خلاياه بسرعة حتى تعود الكبد الى ما يقارب حجمها الأول بعد ستة أسابيع أو ثمانية !
- الكبد عند الشعراء :
وأقرأ للشاعر العربي المحب يشكو فيقول :
ولي كبد مقروحة من يبيعني
بها كبدا ليست بذات قروح
أباها علي الناس لا يشترونها
ومن يشتري ذا علة بصحيح
وأقرأ لغيره فأجد أن القدماء اعتقدوا أنه في الكبد تنتج الأصول التي تصنع للانسان صحته وتصنع مزاجه . والأمزجة كانت عندهم أربعة وسموها أخلاطا أربعة ، هي الدم والبلغم والصفراء والسوداء . والحب عندهم كان فشلا أنتج فيهم المزاج الصفراوي .
والحق أنه ، لا الحب ، ولا الفرح ولا الحزن ، ولا شيء من ذلك له صلة بالكبد، الا أن يمرض الجسم فتمرض الكبد لأنها بعضه .
تعليق