قلعة صلخد
تقع قلعة صلخد على طرف الضلع الجنوبي للكتلة البركانية لجبل العرب، وتشغل قمة صخرية عالية، على ارتفاع نحو 1550م عن سطح البحر، وتقع جنوب شرقي دمشق بنحو 145كم، وتبعد عن السويداء 35كم جنوباً.
تم تصفيح الصخور التي ترتكز عليها جدران القلعة بحجر بازلتي منحوت، وتحكمت هذه الصخور الطبيعية بذلك السور، فجاء أقرب إلى شكل الدائرة. وكان يحيط بها خندق عرضه نحو 15م وعمقه 7م.
دخل العرب الأنباط منطقة صلخد بعد معارك مع اليونانيين السلوقيين، وتغلبوا عليهم عام 88 ق.م، في موقعة «موثو» جنوبي صلخد، واهتموا بعد استقرارهم هناك ببناء معابد لآلهتهم، وخاصة «اللات»؛ وبناء حصن على إحدى هضاب صلخد الصخرية، فكان فيما بعد محط اهتمام الرومان ومن بعدهم البيزنطيين، لكن قلعة صلخد أخذت شكلها الحقيقي بدءاً من عهد الخليفة الفاطمي المستنصر (428ـ487هـ/1036ـ1094م)، الذي أعطى أمراً بإنشاء حصن صلخد في عام (466هـ/1073م).
كان أول من تولى مقاليد الأمور في القلعة العاهل السلجوقي تتش (471ـ488/1078ـ1095م)، لكن القلعة عرفت فترات ازدهار زمن الحاكم عز الدين أيبك (611ـ645هـ/1214ـ1247م) الذي عمل في توسيعها وتجديدها، ثم في زمن الملك الظاهر بيبرس(659ـ676هـ/1260ـ1277م) الذي قام بإصلاحها وترميمها، خاصة بعد اجتياح المغول الذين هدموا قسماً كبيراً منها، ثم تولاها قادة وحكام عرب ومماليك حتى دخول العثمانيين بلاد الشام عام 923هـ/1517م، بعد ذلك فقدت القلعة أهميتها الاستراتيجية، وهُجرت نحو قرنين من الزمن إلى حين قدوم السكان الحاليين إليها من لبنان و فلسطين في الثلث الأول من القرن التاسع عشر، ثم تحولت بعد ذلك إلى مقر للقوات الفرنسية بين عامي 1920ـ1946.
في عام 1981، قام الباحث الألماني ميشيل ماينكه M.Meinecke بدراسة القلعة وآثارها الاسلامية، ونشر أبحاثاً عدة عنها، وفي أعوام 1990ـ1992 قامت بعثة أثرية وطنية بالتنقيب داخل القلعة، فتوصلت إلى الطبقات المملوكية والأيوبية والبيزنطية والرومانية والنبطية، وعثرت على أوانٍ فخارية وزجاجية وخرز ملون ونقود برونزية، تعود إلى تلك العهود، وتابعت البعثة ذاتها التنقيب خلال الأعوام 2003ـ2005م ضمن مقبرة عائلية اكتشفت على السفح الغربي للقلعة، تضمنت مواضع عدة للدفن. وتتضمن شواهد حجرية نقش عليها أسماء المتوفين باليونانية والنبطية، وتم العثور كذلك على بعض اللقى الفخارية والزجاجية والبرونزية.
أهم المباني التاريخية التي تضمنتها القلعة: المسجد وأبراج القيادة والمراقبة ومهاجع لإقامة الحامية ومستودعات للمؤن ومستلزمات القتال وصالات للطعام وأفران وخزانات وآبار لخزن المياه واستخدامها في أثناء الحصار وإصطبلات للخيول وشبكة من الدهاليز لتأمين الاتصال بين مختلف أقسام القلعة.
تتميز قلعة صلخد بأهمية تاريخية كبيرة، فهي شاهد حي على صد هجمات المعتدين على سورية في مختلف العهود. وزمن الحملات الصليبية خاصة، كما أنها ذات موقع استراتيجي من حيث ارتفاعها و إشرافها على ما يحيط بها لمسافات بعيدة، وكانت تؤمن الحماية لدمشق من الجنوب ولبصرى من الشرق، وهي اليوم معلم سياحي مهم بعد الكشف عنها و ترميم مبانيها.
حسن حاطوم
تم تصفيح الصخور التي ترتكز عليها جدران القلعة بحجر بازلتي منحوت، وتحكمت هذه الصخور الطبيعية بذلك السور، فجاء أقرب إلى شكل الدائرة. وكان يحيط بها خندق عرضه نحو 15م وعمقه 7م.
دخل العرب الأنباط منطقة صلخد بعد معارك مع اليونانيين السلوقيين، وتغلبوا عليهم عام 88 ق.م، في موقعة «موثو» جنوبي صلخد، واهتموا بعد استقرارهم هناك ببناء معابد لآلهتهم، وخاصة «اللات»؛ وبناء حصن على إحدى هضاب صلخد الصخرية، فكان فيما بعد محط اهتمام الرومان ومن بعدهم البيزنطيين، لكن قلعة صلخد أخذت شكلها الحقيقي بدءاً من عهد الخليفة الفاطمي المستنصر (428ـ487هـ/1036ـ1094م)، الذي أعطى أمراً بإنشاء حصن صلخد في عام (466هـ/1073م).
كان أول من تولى مقاليد الأمور في القلعة العاهل السلجوقي تتش (471ـ488/1078ـ1095م)، لكن القلعة عرفت فترات ازدهار زمن الحاكم عز الدين أيبك (611ـ645هـ/1214ـ1247م) الذي عمل في توسيعها وتجديدها، ثم في زمن الملك الظاهر بيبرس(659ـ676هـ/1260ـ1277م) الذي قام بإصلاحها وترميمها، خاصة بعد اجتياح المغول الذين هدموا قسماً كبيراً منها، ثم تولاها قادة وحكام عرب ومماليك حتى دخول العثمانيين بلاد الشام عام 923هـ/1517م، بعد ذلك فقدت القلعة أهميتها الاستراتيجية، وهُجرت نحو قرنين من الزمن إلى حين قدوم السكان الحاليين إليها من لبنان و فلسطين في الثلث الأول من القرن التاسع عشر، ثم تحولت بعد ذلك إلى مقر للقوات الفرنسية بين عامي 1920ـ1946.
مخطط يبين الواجهة الشمالية لقلعة صلخد |
أهم المباني التاريخية التي تضمنتها القلعة: المسجد وأبراج القيادة والمراقبة ومهاجع لإقامة الحامية ومستودعات للمؤن ومستلزمات القتال وصالات للطعام وأفران وخزانات وآبار لخزن المياه واستخدامها في أثناء الحصار وإصطبلات للخيول وشبكة من الدهاليز لتأمين الاتصال بين مختلف أقسام القلعة.
تتميز قلعة صلخد بأهمية تاريخية كبيرة، فهي شاهد حي على صد هجمات المعتدين على سورية في مختلف العهود. وزمن الحملات الصليبية خاصة، كما أنها ذات موقع استراتيجي من حيث ارتفاعها و إشرافها على ما يحيط بها لمسافات بعيدة، وكانت تؤمن الحماية لدمشق من الجنوب ولبصرى من الشرق، وهي اليوم معلم سياحي مهم بعد الكشف عنها و ترميم مبانيها.
حسن حاطوم