التاريخ بالعربية - Historia En Árabe
٢٣ أبريل،2022 م ·
محمد علي باشا، المُلقّب بالعزيز أو عزيز مصر، هو مؤسس مصر الحديثة وحاكمها ما بين سنتيّ 1805 - 1848م، واستطاع أن يعتلي عرش مصر سنة 1805م بعد أن بايعه أعيان البلاد ليكون والياً عليها، بعد أن ثار الشعب على سلفه خورشيد باشا، ومكّنه ذكاؤه واستغلاله للظروف المحيطة به من أن يستمر في حكم مصر لكل تلك الفترة، ليكسر بذلك العادة العثمانية التي كانت لا تترك والياً على مصر لأكثر من عامين.
خاض محمد علي في بداية فترة حكمه حرباً داخلية ضد المماليك والإنجليز إلى أن خضعت له مصر بالكليّة، ثم خاض حروباً بالوكالة عن الدولة العلية في جزيرة العرب ضد الوهابيين وضد الثوار اليونانيين الثائرين على الحكم العثماني في المورة، كما وسّع دولته جنوباً بضمه للسودان، وبعد ذلك تحوَّل لمهاجمة الدولة العثمانية حيث حارب جيوشها في الشام والأناضول، وكاد يسقط الدولة العثمانية، لولا تعارض ذلك مع مصالح الدول الغربية التي أوقفت محمد علي وأرغمته على التنازل عن معظم الأراضي التي ضمها.
خلال فترة حكم محمد علي، استطاع أن ينهض بمصر عسكرياً وتعليمياً وصناعياً وزراعياً وتجارياً، مِمّا جعل من مصر دولة ذات ثقل في تلك الفترة، إلّا أن حالتها تلك لم تستمر بسبب ضعف خلفائه وتفريطهم في ما حقّقه من مكاسب بالتدريج إلى أن سقطت دولته في 18 يونيو سنة 1953م، بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية في مصر.
أصيب محمد علي باشا في أيامه الأخيرة بحالة من جنون الارتياب، وأخذ يُصبح مشوش التفكير شيئاً فشيئاً، ويُعاني من صعوبة في التذكّر، ومن غير المؤكّد إن كان هذا نتيجة جهده الذهني خلال حرب الشام، أو حالة طبيعية نتيجة تقدمه بالسن، أو كان تأثير نترات الفضة التي نصحه أطباؤه بتعاطيها منذ زمن لعلاج نفسه من مرض الزحار.
توفي محمد علي باشا في قصر رأس التين بمدينة الإسكندرية بتاريخ 2 أغسطس سنة 1849م، الموافق فيه 13 رمضان سنة 1265هـ، فنُقل جثمانه إلى القاهرة حيث دُفن في الجامع الذي كان قد بناه قبل زمن في قلعة المدينة.