المالوف.. فن أندلسي عريق يصارع الزوال في قسنطينة بالجزائر
في قسنطينة اليوم مجموعة من الموسيقيين تحث الخطى في محاولة قد تكون الأخيرة لإنقاذ موسيقى المالوف.
محمد سلحاني
29/4/2023
الجزائر- إلى عهد قريب كان الزائر إلى حاضرة الشرق الجزائري "قسنطينة" يشعر بمجرد أن تطأ قدماه أرضها أن هذه المدينة العريقة تتنفس فن المالوف.
وكانت جولة بالأحياء القديمة لسيرتا (الاسم القديم لقسنطينة) وأزقتها حيث تنبعث إيقاعات تلك الموسيقى الأندلسية من المحلات والمقاهي المتراصة تجعلك تدرك أن المالوف يشكل خلفية سمعية، ويزداد هذا الشعور عند رؤية صور سلطان فن المالوف الراحل محمد الطاهر الفرقاني حاملا آلة الكمان تزين الجدران وواجهات المحلات.
ولكن ذلك العهد وتلك الأجواء يبدو أنها ولت أو تكاد أمام طغيان الأغاني الخفيفة المحلية، الغربية على ميولات الأجيال الجديدة.
فن أندلسي عريق:
طيلة 6 قرون ظل فن المالوف الأندلسي يؤثث لسهرات وأفراح وأعياد ويوميات سكان قسنطينة ومدن أخرى محاذية لها كعنابة وميلة وسوق أهراس وسكيكدة.
وتعود جذور المالوف إلى الأندلس وتحديدا مدينة إشبيلية حيث حمله المورسكيون معهم حين فروا من بطش محاكم التفتيش إلى المغرب العربي، فبقي يؤنس وحشتهم في منفاهم الجديد ليتحول مع مرور السنوات إلى تراث وجزء أصيل متجذر من الميراث الثقافي لقسنطينة التي احتضنه فنانوها وهذبوه وطوروه وبلغ أوجّه في العهد العثماني.
وينتمي المالوف إلى الموسيقى الكلاسيكية، وينحدر من المدرسة الإشبيلية، وتم تناقلها شفهيا من جيلٍ إلى آخر.
ويتكون المالوف من الشعر والموشحات والأزجال، وهو نوع تغذى بالألحان الصوفية والعيساوية المحلية، واسمه مشتق من كلمة "مألوف" وتعني الوفيّ للتقاليد.
ويتفرع المالوف القسنطيني لعدة طبوع منها العيساوة، وكذلك ما يعرف بالفقيرات والوصفان.
ويغنى المالوف على شكل نوبات مع إيقاع متغير (الذيل، الرصد، الماية، رمل الماية، الحسين، الزيدان، الرمل الكبير، السيكاه، المزموم، المجنبة).
ويسمى المقام الموسيقي في المالوف "النوبة" لتناوب المقامات الواحد تلو الآخر، ويصل عددها إلى 24 نوبة لكن لم يصل منها إلى عصرنا سوى 12 فقط.
والنوبة مزيج من الموسيقى العربية والأندلسية، ويبلغ عدد عازفيها 30 موسيقيا، يستخدمون آلة العود العربية فضلا عن الكمان ومجموعة من الآلات الإيقاعية مثل الدربُكة وآلتي القانون والمزمار (الغايطة).
ويتغنى هذا الفن بالطبيعة وجمال المرأة والحب والفراق، وهو عموما يتكون من قسمين: الأول دنيوي تكون موضوعاته مرتبطة بالأحداث والأماكن، والآخر رباني متصل بالمدائح الدينية الصوفية.
وقد برزت عدة أسماء في فن المالوف على مر العقود الماضية، منهم قدور درسوني، حمو فرقاني، شيخ حسونة، الشيخ ريمون، محمد الطاهر فرقاني، أمحمد الكرد، عمر شقلاب، زهور فرقاني، عبد الكريم بسطانجي، أليس
وقد برزت عدة أسماء في فن المالوف على مر العقود الماضية، منهم قدور درسوني، حمو فرقاني، شيخ حسونة، الشيخ ريمون، محمد الطاهر فرقاني، أمحمد الكرد، عمر شقلاب، زهور فرقاني، عبد الكريم بسطانجي، أليس فيتوسي، عبد المؤمن بن طوبال، عباس ريغي، سليم فرقاني، أحمد عوابدية.
تعليق