الجمل والماء
ومن زاد الصحراء الماء ، ولعله أول زاد . وفي جسم الجمل من الاحتياط ما يحفظ به عليه الماء من ذلك أنه لا يعرق أو لا يكاد ومن ذلك أن أنفه متصل بفمه ، والفم يحبس ما يخرج مع هواء التنفس من ماء .
وصاحب الجمل يغري الجمل بشرب المقدار الأكبر من ماء عند القيام بسفر ، ويطعمه الملح ليزيد عطشه فيشرب الأكثر ، وعندئذ هو يستطيع البقاء بلا ماء أياما تتراوح بين ستة وعشرة . وقد يبلغ ما يشربه الجمل ستين لترا من الماء ! أفليس بمعدته خزائن ثلاث ؟ وقيل أن بمعدة الجمل خزانة أو خزانات تمتلىء ماء ، ثم تنغلق ، حتى يكون منه الى الماء حاجة ، وعندها تنفتح . ويقول العلماء اليوم انه لم يقم دليل على ذلك .
- الجمل وقطع الصحراء
والجمل هو دابة الصحراء الواحدة ، تحمل الرجال، وتحمل الأثقال . هكذا كانت منذ أربعين قرنا فما فوقها . ففي الكتاب المقدس عند أهل الكتاب أن ابراهيم عليه
( الجمل ذو السنامين وهو في سجل العلماء باللاتينية Camelus Bactrianus)
السلام ارتحل ومعه شياه وأبقار وجمال . وعندهم أن أيوب كان له ذات يوم ٦٠٠٠ جمل . وما كان لغير الجمل من الحيوانات أن يقطع الصحاري .
وتهيأ الجمل لذلك بخفه ، فهو لا يغرز في الرمل .
وتغرز الحوافر ، في حمر وخيل .
وتهيأ الجمل بقوائمه الطويلة القوية ، فهي صلبة صلدة ، تحمل جسدا ضخما ، فوقه سنام . وأعان ارتفاع قوائم الجمل على تخطي ما يعترضه في الصحراء من أرض قليلة الاستواء .
ويقف الجمل بسنامه فيعلو عن الأرض نحوا من سبعة أقدام ، فلا تطوله الرجال كما تطول الخيل . واذ تعذر على الرجل أن يصعد ، وجب على الجمل أن ينزل . وهو يبرك عندما يؤمر . وهو يتقي خشونة الأرض اذ يرقد عليها بوسادة في صدره ، ووسادة على كل ركبة من ركبه الأربع . وعظمت الركب : وكبرت عظامها ، فهي تلفت عين الناظر اليها .
والجمل يحمل ما بين ۱۷۰ الی ۲۷۰ كيلوجراما ، يسير بها في اليوم ٤٠ كيلومترا بسرعة نحو ٤ كيلومترات في الساعة ، ويثابر على ذلك أربعة أيام .
ومن الجمال ما هي لركوب الرجال خاصة ، وتصل سرعتها عندئذ الى ١٦ كيلومترا في الساعة ، ويقطع الجمل بهذه السرعة في اليوم مسافة تبلغ ما بين ۱۲۰ الى مائتي كيلومتر .
والجمل عندما يسير يرفع رجليه اليُمنيين معا ، ثم اليسريين معا ، ثم اليمنيين ، وهكذا . وراكبه يهتز من فوقه اهتزازا يحتاج احتماله الى تجربة وخبرة . وقد رأيت بعض الشرطة من خفر السواحل تربط نفسها بالجمل ربطا اذا هي خرجت تطارد في الصحراء متسللا .
- ومن سائر أعضاء الجمل ما يذكر
منها عيناه . وأهل الغرب يرون في هاتين العينين جمالا قد لا يراه أهل الشرق . وهم يقولون انهما أجمل ما فيه ، فعندهم أن الجمل ، بجرمه غير المنتظم ، قبيح .
ولعل من هذا ، ما سبق أن أوردناه مفصلا ، عن قصة خلق الحصان والجمل ، التي كتبها شاعر الالمان جوته في مقطوعته الشعرية .
وعينا الجمل عليهما رموش ثقيلة ، وهي لمنع الرمال أن تدخل الى عينيه عندما يغمضهما .
وأذنا الجمل كثيرة الشعر ، ولعل هذا لمنع دخول الرمل فيهما .
وأنف الجمل . انما هو شقان ضيقان ، يسهل اغلاقهما عند الحاجة . والجمل يغلقهما حبسا للرمل أن يدخلهما .
كل شيء في خلق الجمل يهدف الى الرمل يتوقاه ، من الخف الى الرأس .
وشفة الجمل العليا مشطورة في الوسط فكأنهما شفتان . وبهما يحس الجمل طعامه ، وبهما يمسكه ويحسنه ، فكأنما هما أصبعان .
والعجيب أن الجمل خالف كل ذوات الفقار من الحيوان ، ومنها الانسان . خالفهما في شكل كراته الحمراء التي في دمه ان هذه الكرات في الانسان وسائر ذوات الفقار من الحيوان ، أقراص مستديرة ، أما في الجمل ، فأقراص اهليلجية ، أي لها الشكل المسمى في العرف بالبيضاوي . ولم كان هذا ؟ لم يتضح بعد . ومن يدري ، لعل له صلة بالصحراء .
- الجمل ذو السنامين
هذا الجمل موطنه آسيا ، وعلى الأخص تركستان الصينية ومنغوليا وسهول جوبي Gobi أو سهوبها . وعند انهارها ، وأكثر هذه السهول في منغوليا .
وشعر هذا الجمل لونه بني أحمر أو أسود . وشعره كثير طويل ، قد يصل فوق العشرين سنتيمترا طولا .
والجمل ، على عادة الجمال جميعا ، يسقط شعره فيهبط منه غزيرا ، ويترك جسمه مشحوبا شائها ، كأنما سلخه سالخ .
ومن شعره ، لا سيما القصير ، تصنع أنعم العباءات والمعاطف مسا ، وأدفأها في شتاء .
والجمل ذو السنامين أقصر من الجمل العربي وأعرض ، وأثقل على الأرض . وهو أكثر احتمالا لبرد : فهو يعيش حيث قد تنزل الثلوج .
- الجمل في مراتب الحيوانات
الجمل اسم ( جنس ) Genus وهو بلغة العلم العالمي ، وهي اللاتينية Camelus وهو ( نوعان ) Species الجمل العربي ذو السنام الواحد Camelus Dromedarius
والجمل ذو السنامين الصيني المنغولي
Camelus Bactrianus .
- اللامة
واللامة جنس من الحيوانات يشبه الجمال ، وهي تعرف بجمل أمريكا ، وأمريكا موطنها . ولهذا يجمعها والجمال فصيلة واحدة .
وفي الصورة نوع منها مستأنس . ارتفاعه عند الكتف ٤ أقدام أو أكثر قليلا . وهو ذو فروة بيضاء ، أو بنية حمراء ، أو سوداء ، أو خليط من كل هذا وفي الصورة الصغرى رأس اللامة ، وبه شبه برأس الجمل كثير ، الا الأذنين فهما كبيرتان .
واللامات توجد في جبال بوليفيا وبيرو ، وغيرهما من اقطار أمريكا الجنوبية . ولا يستغني اهل هذه الجبال والأقطار عن اللامة دابة للحمل .
وليس للامة سنام .
وهي عندما تبرك تسقط ركبتيها الأماميتين على الأرض ، ثم تثني رجليها الخلفيتين ، ثم تسقط بصدرها، وأقدامها جميعا من تحت جسمها .
ومن اللامات نوع يتعرف ( بالألباكا ) ، وهي مصدر الصوف العالمي الجميل المعروف بهذا الاسم .
ان اللامة جديرة بحديث أكثر من هذا ، ولكن بحسبنا أن جمعنا بينها وبين الجمل ، كما جمع العلماء بينها وبينه فأسموا فصيلتهما Camelidea أي فصيلة الأجمال على عادتهم في أسماء الفصائل .
ومن زاد الصحراء الماء ، ولعله أول زاد . وفي جسم الجمل من الاحتياط ما يحفظ به عليه الماء من ذلك أنه لا يعرق أو لا يكاد ومن ذلك أن أنفه متصل بفمه ، والفم يحبس ما يخرج مع هواء التنفس من ماء .
وصاحب الجمل يغري الجمل بشرب المقدار الأكبر من ماء عند القيام بسفر ، ويطعمه الملح ليزيد عطشه فيشرب الأكثر ، وعندئذ هو يستطيع البقاء بلا ماء أياما تتراوح بين ستة وعشرة . وقد يبلغ ما يشربه الجمل ستين لترا من الماء ! أفليس بمعدته خزائن ثلاث ؟ وقيل أن بمعدة الجمل خزانة أو خزانات تمتلىء ماء ، ثم تنغلق ، حتى يكون منه الى الماء حاجة ، وعندها تنفتح . ويقول العلماء اليوم انه لم يقم دليل على ذلك .
- الجمل وقطع الصحراء
والجمل هو دابة الصحراء الواحدة ، تحمل الرجال، وتحمل الأثقال . هكذا كانت منذ أربعين قرنا فما فوقها . ففي الكتاب المقدس عند أهل الكتاب أن ابراهيم عليه
( الجمل ذو السنامين وهو في سجل العلماء باللاتينية Camelus Bactrianus)
السلام ارتحل ومعه شياه وأبقار وجمال . وعندهم أن أيوب كان له ذات يوم ٦٠٠٠ جمل . وما كان لغير الجمل من الحيوانات أن يقطع الصحاري .
وتهيأ الجمل لذلك بخفه ، فهو لا يغرز في الرمل .
وتغرز الحوافر ، في حمر وخيل .
وتهيأ الجمل بقوائمه الطويلة القوية ، فهي صلبة صلدة ، تحمل جسدا ضخما ، فوقه سنام . وأعان ارتفاع قوائم الجمل على تخطي ما يعترضه في الصحراء من أرض قليلة الاستواء .
ويقف الجمل بسنامه فيعلو عن الأرض نحوا من سبعة أقدام ، فلا تطوله الرجال كما تطول الخيل . واذ تعذر على الرجل أن يصعد ، وجب على الجمل أن ينزل . وهو يبرك عندما يؤمر . وهو يتقي خشونة الأرض اذ يرقد عليها بوسادة في صدره ، ووسادة على كل ركبة من ركبه الأربع . وعظمت الركب : وكبرت عظامها ، فهي تلفت عين الناظر اليها .
والجمل يحمل ما بين ۱۷۰ الی ۲۷۰ كيلوجراما ، يسير بها في اليوم ٤٠ كيلومترا بسرعة نحو ٤ كيلومترات في الساعة ، ويثابر على ذلك أربعة أيام .
ومن الجمال ما هي لركوب الرجال خاصة ، وتصل سرعتها عندئذ الى ١٦ كيلومترا في الساعة ، ويقطع الجمل بهذه السرعة في اليوم مسافة تبلغ ما بين ۱۲۰ الى مائتي كيلومتر .
والجمل عندما يسير يرفع رجليه اليُمنيين معا ، ثم اليسريين معا ، ثم اليمنيين ، وهكذا . وراكبه يهتز من فوقه اهتزازا يحتاج احتماله الى تجربة وخبرة . وقد رأيت بعض الشرطة من خفر السواحل تربط نفسها بالجمل ربطا اذا هي خرجت تطارد في الصحراء متسللا .
- ومن سائر أعضاء الجمل ما يذكر
منها عيناه . وأهل الغرب يرون في هاتين العينين جمالا قد لا يراه أهل الشرق . وهم يقولون انهما أجمل ما فيه ، فعندهم أن الجمل ، بجرمه غير المنتظم ، قبيح .
ولعل من هذا ، ما سبق أن أوردناه مفصلا ، عن قصة خلق الحصان والجمل ، التي كتبها شاعر الالمان جوته في مقطوعته الشعرية .
وعينا الجمل عليهما رموش ثقيلة ، وهي لمنع الرمال أن تدخل الى عينيه عندما يغمضهما .
وأذنا الجمل كثيرة الشعر ، ولعل هذا لمنع دخول الرمل فيهما .
وأنف الجمل . انما هو شقان ضيقان ، يسهل اغلاقهما عند الحاجة . والجمل يغلقهما حبسا للرمل أن يدخلهما .
كل شيء في خلق الجمل يهدف الى الرمل يتوقاه ، من الخف الى الرأس .
وشفة الجمل العليا مشطورة في الوسط فكأنهما شفتان . وبهما يحس الجمل طعامه ، وبهما يمسكه ويحسنه ، فكأنما هما أصبعان .
والعجيب أن الجمل خالف كل ذوات الفقار من الحيوان ، ومنها الانسان . خالفهما في شكل كراته الحمراء التي في دمه ان هذه الكرات في الانسان وسائر ذوات الفقار من الحيوان ، أقراص مستديرة ، أما في الجمل ، فأقراص اهليلجية ، أي لها الشكل المسمى في العرف بالبيضاوي . ولم كان هذا ؟ لم يتضح بعد . ومن يدري ، لعل له صلة بالصحراء .
- الجمل ذو السنامين
هذا الجمل موطنه آسيا ، وعلى الأخص تركستان الصينية ومنغوليا وسهول جوبي Gobi أو سهوبها . وعند انهارها ، وأكثر هذه السهول في منغوليا .
وشعر هذا الجمل لونه بني أحمر أو أسود . وشعره كثير طويل ، قد يصل فوق العشرين سنتيمترا طولا .
والجمل ، على عادة الجمال جميعا ، يسقط شعره فيهبط منه غزيرا ، ويترك جسمه مشحوبا شائها ، كأنما سلخه سالخ .
ومن شعره ، لا سيما القصير ، تصنع أنعم العباءات والمعاطف مسا ، وأدفأها في شتاء .
والجمل ذو السنامين أقصر من الجمل العربي وأعرض ، وأثقل على الأرض . وهو أكثر احتمالا لبرد : فهو يعيش حيث قد تنزل الثلوج .
- الجمل في مراتب الحيوانات
الجمل اسم ( جنس ) Genus وهو بلغة العلم العالمي ، وهي اللاتينية Camelus وهو ( نوعان ) Species الجمل العربي ذو السنام الواحد Camelus Dromedarius
والجمل ذو السنامين الصيني المنغولي
Camelus Bactrianus .
- اللامة
واللامة جنس من الحيوانات يشبه الجمال ، وهي تعرف بجمل أمريكا ، وأمريكا موطنها . ولهذا يجمعها والجمال فصيلة واحدة .
وفي الصورة نوع منها مستأنس . ارتفاعه عند الكتف ٤ أقدام أو أكثر قليلا . وهو ذو فروة بيضاء ، أو بنية حمراء ، أو سوداء ، أو خليط من كل هذا وفي الصورة الصغرى رأس اللامة ، وبه شبه برأس الجمل كثير ، الا الأذنين فهما كبيرتان .
واللامات توجد في جبال بوليفيا وبيرو ، وغيرهما من اقطار أمريكا الجنوبية . ولا يستغني اهل هذه الجبال والأقطار عن اللامة دابة للحمل .
وليس للامة سنام .
وهي عندما تبرك تسقط ركبتيها الأماميتين على الأرض ، ثم تثني رجليها الخلفيتين ، ثم تسقط بصدرها، وأقدامها جميعا من تحت جسمها .
ومن اللامات نوع يتعرف ( بالألباكا ) ، وهي مصدر الصوف العالمي الجميل المعروف بهذا الاسم .
ان اللامة جديرة بحديث أكثر من هذا ، ولكن بحسبنا أن جمعنا بينها وبين الجمل ، كما جمع العلماء بينها وبينه فأسموا فصيلتهما Camelidea أي فصيلة الأجمال على عادتهم في أسماء الفصائل .
تعليق