جَمَلك .. أيها العربي .. سيارة الصحراء كمْ تَعرفُ عَنْه ؟ ..
الخيل ، الأبقار ، الجمال ، الماعز ، الشياه ، القطط والكلاب ، وسائر ما هنالك ، مما يألف الانسان ، وتقع عليه عين الانسان ، خطفا أحيانا ، وتحديقا مليا أحيانا ، هذه الحيوانات من خلق الله ، لا تقع عيني على أحدها ، فتحس نفسي بالحزن ، كما عندما تقع على جمل ، لا سيما عندما تلتقي عيني
بعينه .
لو كان الحزن ماء لتقطر من عين جمل .
وارى الجمل جاثما على الأرض ، بجرمه العظيم . وقد مس الأرض بكلكله ، فأحسب أنه الصبر قد رقد على الأرض فأثقلها .
ويدعوه صاحبه للقيام من رقاد ، فيخرج صوتا كأنما يحتج به الى صاحبه من استناخة لم تطل ، وما گفت . ولعل احتجاجه دعاه على الأكثر اليه أنه ليس في حكم الجمال أن تعصي اذا طلب اليها أن تفعل .
سألت بوذيا ذات مرة عن الجمل ، قال : لعله كان انسانا ثم عصى ، وتناسخت الأرواح فصار جملا ، يحمل معه أوزار حياة ماضية .
- لماذا نتحدث عن الجمل
وتسألني لماذا نتحدث عن الجمل .
وجوابي انا نتحدث عن الجمل لأنه بعض هذه الحياة . انه شيء من أشيائها . وهو من أشيائها الحية . فمعرفته معرفة بالحياة .
وجوابي كذلك أن الانسان منا لا يطلب معرفة الحياة وأشيائها لعلة انه يرى الشيء منها ، فيهدف اليه ، ويأخذ يتأمل ويتفحص ، ويعي .
وهو لا يسأل فيم كانت لذاذته انها لذاذة لا يفكر لم هدف ، ويلتذ علما الطبع . والطبع لا يسأل معه الانسان عن علل . وهداية الطبع لا تزال الى اليوم خير هداية .
وجواب ثالث . ان الجمل فينا ، مخلوق حي
مثلنا . مثلنا في الكثير . ما من عضو في خلقه الا له في خلقنا مثيل . وكذا الثور . وكذا الفرس . وكذا الشاة وكذا الجدي . وكذا كل مخلوق ، صعودا في دوحة الخلق أو هبوطا فيها . ففي المخلوق الواحد نرى ، من أعاجيب الخلق ودقته ، وانتظامه واتساقه وتكامله ، مثل الذي نراه في خلق الانسان وفي استعراض هذه المخلوقات مجتمعة ، والكشف عن تصاميم للخلق فيها مشتركة ، هي تصاميم المهندس قبل البناء ، نرى فيها من وحدة التخطيط ما يهدينا الى أن المهندس واحد ، والمخطط واحد ، وأن هذا الخلق جميعه ، على اختلاف أنواعه ، و اختلاف أصقاعه وأهوائه ، لو أنه أشكال وتصاوير من حجر ، لقلنا انها ما عمل بها الا ازميل واحد ، حملته يد ماهرة لصانع حاذق واحد .
بعض منها تم واكتمل ، فهذا هو الانسان . وبعض لم يتم ولم يكتمل ، ولفه الناحت لفا ، حتى يبقى وحدة كاملة بذاته ، واكتفى .
والانسان منا في حياته يتلمس غاية ، وهذه الحقيقة التي تتكشف للانسان عن المخلوقات مجتمعة ، بالدرس ، هي في حياته غاية الغايات .
ان الانسان في دنياه مخلوق مسكين ، ضعيف ، حائر . كل ضعفه من حيرته . وهو يمد يديه أمامه يتلمس الهدي في الظلام . وأكثر ما يمسك به القش .
ثم هو آخر الأمر يلمح شعاعة من نور ، يتتبعها ، فاذا الشعاعة شعاعات ، ثم اذا هو حيث الضوء غمر ، كضوء الشمس في غمرته ، ولكنه لا يعمي . انه ضوء من ضياء الله .
***
الخيل ، الأبقار ، الجمال ، الماعز ، الشياه ، القطط والكلاب ، وسائر ما هنالك ، مما يألف الانسان ، وتقع عليه عين الانسان ، خطفا أحيانا ، وتحديقا مليا أحيانا ، هذه الحيوانات من خلق الله ، لا تقع عيني على أحدها ، فتحس نفسي بالحزن ، كما عندما تقع على جمل ، لا سيما عندما تلتقي عيني
بعينه .
لو كان الحزن ماء لتقطر من عين جمل .
وارى الجمل جاثما على الأرض ، بجرمه العظيم . وقد مس الأرض بكلكله ، فأحسب أنه الصبر قد رقد على الأرض فأثقلها .
ويدعوه صاحبه للقيام من رقاد ، فيخرج صوتا كأنما يحتج به الى صاحبه من استناخة لم تطل ، وما گفت . ولعل احتجاجه دعاه على الأكثر اليه أنه ليس في حكم الجمال أن تعصي اذا طلب اليها أن تفعل .
سألت بوذيا ذات مرة عن الجمل ، قال : لعله كان انسانا ثم عصى ، وتناسخت الأرواح فصار جملا ، يحمل معه أوزار حياة ماضية .
- لماذا نتحدث عن الجمل
وتسألني لماذا نتحدث عن الجمل .
وجوابي انا نتحدث عن الجمل لأنه بعض هذه الحياة . انه شيء من أشيائها . وهو من أشيائها الحية . فمعرفته معرفة بالحياة .
وجوابي كذلك أن الانسان منا لا يطلب معرفة الحياة وأشيائها لعلة انه يرى الشيء منها ، فيهدف اليه ، ويأخذ يتأمل ويتفحص ، ويعي .
وهو لا يسأل فيم كانت لذاذته انها لذاذة لا يفكر لم هدف ، ويلتذ علما الطبع . والطبع لا يسأل معه الانسان عن علل . وهداية الطبع لا تزال الى اليوم خير هداية .
وجواب ثالث . ان الجمل فينا ، مخلوق حي
مثلنا . مثلنا في الكثير . ما من عضو في خلقه الا له في خلقنا مثيل . وكذا الثور . وكذا الفرس . وكذا الشاة وكذا الجدي . وكذا كل مخلوق ، صعودا في دوحة الخلق أو هبوطا فيها . ففي المخلوق الواحد نرى ، من أعاجيب الخلق ودقته ، وانتظامه واتساقه وتكامله ، مثل الذي نراه في خلق الانسان وفي استعراض هذه المخلوقات مجتمعة ، والكشف عن تصاميم للخلق فيها مشتركة ، هي تصاميم المهندس قبل البناء ، نرى فيها من وحدة التخطيط ما يهدينا الى أن المهندس واحد ، والمخطط واحد ، وأن هذا الخلق جميعه ، على اختلاف أنواعه ، و اختلاف أصقاعه وأهوائه ، لو أنه أشكال وتصاوير من حجر ، لقلنا انها ما عمل بها الا ازميل واحد ، حملته يد ماهرة لصانع حاذق واحد .
بعض منها تم واكتمل ، فهذا هو الانسان . وبعض لم يتم ولم يكتمل ، ولفه الناحت لفا ، حتى يبقى وحدة كاملة بذاته ، واكتفى .
والانسان منا في حياته يتلمس غاية ، وهذه الحقيقة التي تتكشف للانسان عن المخلوقات مجتمعة ، بالدرس ، هي في حياته غاية الغايات .
ان الانسان في دنياه مخلوق مسكين ، ضعيف ، حائر . كل ضعفه من حيرته . وهو يمد يديه أمامه يتلمس الهدي في الظلام . وأكثر ما يمسك به القش .
ثم هو آخر الأمر يلمح شعاعة من نور ، يتتبعها ، فاذا الشعاعة شعاعات ، ثم اذا هو حيث الضوء غمر ، كضوء الشمس في غمرته ، ولكنه لا يعمي . انه ضوء من ضياء الله .
***
تعليق