كتب:مصطفى رعدون..صور من قلب قلعة المضيق.. ميكرو باص جسر الشغور - دمشق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتب:مصطفى رعدون..صور من قلب قلعة المضيق.. ميكرو باص جسر الشغور - دمشق

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1709413583556.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	101.6 كيلوبايت 
الهوية:	193707
    صور من قلب القلعة
    ميكرو باص
    جسر الشغور - دمشق

    صحيت في يفاعتي
    على ميكروباصات جسر الشغور ،
    وهي تمر من الشارع العام
    في قلعة المضيق مسرعة،
    فتشنف بمزاميرها الأسماع طربا ،
    وتحمل الركاب جيئة وذهابا بين
    جسر الشغور ودمشق
    وجميع البلدات والمدن الواقعة بينهما ،
    بأجور رمزية ،
    ومصداقية في العمل ،
    وسرعة في الطريق ،
    وإرتياح في المعاملة ،
    ورجولة في الأداء ،
    و تحمل كل أغراضك
    دون تذمر ، وفي المناسبات
    التي يصير فيها الإزدحام سيد الموقف ،
    فلا تتورع عن حمل ركاب على السطح ،
    وتؤمن لهم ماء الشرب
    البارد ،
    وتلفزيون قرب مقدمة السقف
    ليتسلى الركاب ،
    أو تشنف آذانهم بأغنيات شعبية متعددة ،
    شاؤوا أم أبوا ،
    كأغاني فؤاد فقرو
    وأبو سلمو والهمشري وغيرهم ،
    ولا زال صليل بعضها يطن بأذني حتى اليوم ،
    وقد وصفها الأستاذ وليد بنود قائلا :
    ( سماع صوتها ليلا
    يبعث رسائل الحياة ،
    وتجدد الإنسان ، ،،
    ،الباص هندامه كفرس أصيل ،،،،،،
    مشنشل بالزينة ،
    وألوانه تدخل البهجة ،،
    ،والسرعة كانت للتشويق ،،والخدمة السريعة ،،،،) ،،،
    وتزايدت أعداد السيارت تلك بما
    يتناسب مع حجم العمل ،
    حتى أصبح المرور بين إحداها والأخرى
    لا يتجاوز النصف ساعة ،
    وأحيانا سيارتين في آن واحد ،
    وانتابني شعور أنني أمام أسطول
    من الميكروباصات الجسرية الرائعة ،
    ساعات قليلة وتصل دمشق ،
    فإذا كنت عسكريا تستطيع الوصول لقطعتك
    صباحا في الوقت المحدد ،
    وإذا كنت طالبا تستطيع الوصول لجامعتك في الوقت المناسب ،
    أو كنت موظفا تستطيع الوصول لدائرتك
    كما تشاء ، دون أن ينتابك شعور بفوات الوقت
    عليك في إمتحان أو محاضرة مهمة ،
    أو غير ذلك ،
    وكثيرا ما تستطيع أن تذهب الى العاصمة
    وتقضي عملك تماما ثم تعود
    الى كراجات القابون ،
    ومن ثم تستطيع العودة مساءا الى بلدتك
    بكل إرتياح وطمأنينة،
    واقفا في الوسط
    أو جالسا على المتور ،
    أو يحالفك الحظ بمقعد ،
    فتنزل على مفرق التويني ،
    بحقيبتك وأغراضك ،
    وهناك ينبري الكثير من فاعلي الخير
    لتوصيلك لمنزلك معززا مكرما ،
    بسياراتهم العابرة
    ومتوسكلاتهم الكثيرة ،
    دون مقابل ،
    وإنني ( أنا مصطفى رعدون أعترف
    وأنا بكامل قواي العقلية
    بأن أسطول ميكروباصات جسر الشغور
    له فضل علي كبير ،
    بأن إستطعت أن أكمل دراستي الجامعية
    بوجوده ومساعيه
    وعلى ظهور سياراته )
    فقد كنت أقوم بتدريس نصابي التعليمي
    في مدارس السقيلبية والقلعة
    في أربعة أيام من الأسبوع
    بما في ذلك يوم الجمعة ،
    حيث يوم الجمعة دوام في مدارس السقيلبية ،
    وأوفر ثلاثة أيام أسافر فيها
    الى دمشق لأداوم في كلية الفنون الجميلة
    فهي ذات دوام عملي ،
    بحيث أكون في الكلية عند الساعة الثامنة صباحا ،
    وأتنقل بين محاضراتها ودروسها
    العملية والنظرية لثلاثة أيام كاملات ،
    وبفضل من الله لم أحمل مادة علمية
    واحدة من فصل الى فصل ،
    وتخصصت في قسم العمارة الداخلية ،
    وكنت آخذ علامات عالية و كان
    صديقي وزميلي في الكلية عبد المنعم عيسى
    يقول لي :
    ( بتجينا من البرية وبتاخد الأولية )
    وتخرجت بدرجة عالية ،
    بدون أي رسوب مطلقا ،،،،
    وقد سكنت في الوحدة العاشرة من
    المدينة الجامعية في مساكن برزة ،
    وكان زميلي في الغرفة الدكتور سعيد درويش ،
    ومرة أخرى الأستاذ تيسير الراضي ،
    كان يشدد أزري صديق العمر الطويل
    والأسفار البعيدة الدكتور سمير غنوم ،
    وقد كانت المسافة التي قضيتها خلال فترة دراستي الجامعية
    في ميكروباصات جسر الشغور
    ذهابا وإيابا،
    خلال أربعة سنوات من عمر الدراسة
    ، تعادل رحلة مركبة فضائية إلى القمر ، ،،،
    ولأنني كنت أحب دراستي ومستمتع بها ،
    فقد كنت أتحمل مشاق السفر
    وصعابه بصدر رحب وقوة حديدية ،
    رحم الله ميكروباصات جسر الشغور
    الرائعات ، وتحية كبيرة للعاملين عليها
    خلال تلك السنين من ( شوفيرية ومعاونين ) ،،،
    وأتمنى على الله أن تعود الأيام
    إلى سابق عهدها من سلامة وأمان ،
    وأعود فأسمع زمامير ميكروباصات
    جسر الشغور التي تطرب الأسماع من بعيد ،
    وتقوم بأعمالها كما كانت فتوصل
    الطالب والجندي والموظف والعامل
    والمريض الى أماكنهم
    المرجوة بكل رياحة وسلامة ،
    وحسن أداء وبأرخص الأجور الممكنة ،،،،
    فنحن أبناء سورية الرائعة ،
    وهي تتسع لجميع أبنائها ،
    بفسيفسائهم الجميل المتنوع ،
    بكل طيبة ورضى
    وأمان وحسن سلوك ،،،،،
    مصطفى رعدون
يعمل...
X