السلطات الايرانية تمنع مخرجي فيلم كعكتي المفضلة من حضور مهرجان برلين السينمائي
رحيم الحلي السويد
منعت السلطات الايرانية سفر المخرجة الايرانية "مريم مقدم" والمخرج "بهتاش صناعي" مخرجي فيلم كعكتي المفضلة احد الافلام الرئيسية العشرين في المهرجان والمرشح لجائزة الدب الذهبي من السفر والمشاركة في مهرجان برلين السينمائي في دورته الاخيرة رقم 74 للفترة من 15 الى 25 فبراير 2024 .
بعد وصول الفيلم "كعكتي المفضلة" وعنوانه الاصلي بالفارسية "كيك محبوب مَن" إلى لجنة الاختيار وقبوله وترشيحه ، أصدرت المحكمة الإيرانية قراراً بمنع سفر مخرجي الفيلم لمواكبة فيلمهما. والفيلم من انتاج "غلام رضا موسوي" ويلعب ادوار البطولة "ليلى فرهاد بور" و"اسماعيل محرابي" الفيلم انتاج مشترك بين ايران وفرنسا وألمانيا والسويد ، تم تصوير الفلم في طهران ومدة الفلم 105 دقيقة.
يتناول الفيلم قصة اجتماعية لكنها حساسة بنظر السلطة هي قضية الحرية الشخصية ، فرجال الدين الحاكمون منذ قرابة 45 عاما يتبرمون ويضيقون من كلمة الحرية ويرونها باباً للفساد والتخريب الاجتماعي والسياسي ، فقد فرضوا الحجاب على النساء في بلاد كانت اكثر البلدان الشرق اوسطية انفتاحاً على حقائق العصر الحضارية . وبسبب تطرف رجال الدين وقوانينهم الصارمة تحولت البلاد الى سجن كبير يقف على ابوابه حراس صارمين بافكارهم الموغلة في التاريخ والتي وضعت قائمة كبيرة للمحرمات من اللباس حتى الشراب وقمعت كل اشكال المعارضة وبكل الوانها حتى تلك التي قام بها رجال دين غير متطرفين من امثال محمد خاتمي ومهدي كروبي وعلي محتشمي وغيرهم .
في هذا الفيلم تمضي "ماهين" تجسد دورها الممثلة الايرانية "ليلى فرهادبور" قسماً من وقتها في الطهي لمجموعة من أصدقائها، لكنها لم تنس الحرية التي كانت تتمتع بها خلال شبابها قبل قيام الجمهورية الإسلامية . تلتقي في أحد المطاعم بمتقاعد آخر ، هو سائق سيارة أجرة ، وينشأ إعجاب متبادل بينهما وفي المنزل بعيداً عن أنظار الجيران ، يستمعان إلى الأسطوانات الموسيقية ويرقصان ويشربان نبيذا مهربا. وتبادر ماهين بإغواء صديقها وتناغم هو مع رغبتها ، قصة الفيلم لم ينسجها خيال الكاتب بل هي احدى الصور الواقعية لمايحدث في الواقع الاجتماعي في ايران رغم الخوف والقمع وقائمة المحظورات التي لاتحصى .واعترفت مريم مقدم بأن الفيلم "يتجاوز الكثير من الخطوط الحمر" في مسائل "محظورة في إيران منذ 45 عاما". ورأت في الفلم "قصة امرأة تعيش حياتها، وتريد أن تكون حياتها طبيعية، وهو أمر محظور على النساء في إيران .وما زاد الطين بلة أن الممثلة ليلي فرهادبور، وهي أيضا صحافية ومؤلفة في إيران ، تظهر في الفيلم من دون حجاب. وشرحت الممثلة في مؤتمر صحافي أن النساء الإيرانيات في حياتهن اليومية "لا يضعن الحجاب أثناء النوم أو غسل الملابس"، إلا في الأفلام مما "يجعل الجمهور الإيراني يضحك". وأضافت "أردنا أن يكون هذا الفيلم واقعيا".ولاحظت مريم مقدم أن "شرب الكحول أو الرقص أو مقابلة الحبيب، كل هذا يحدث في إيران، ولكن في الداخل ، خلف الجدران ، لأنه ممنوع في الخارج. أردنا أن نكون صادقين مع الواقع وأن نظهره".وكان الفيلم قيد الإعداد خلال حركة الاحتجاج الواسعة التي شهدتها إيران بعد وفاة الشابة الكردية البالغة 22 عاما مهسا أميني في أيلول سبتمبر 2022 في المستشفى بعد اعتقالها بزعم انتهاكها لقواعد اللباس للنساء في الجمهورية الإسلامية. وقال بهتاش صناعي "الفيلم يتمحور حول النساء والحياة والحرية، لذا كان من واجبنا أن ننجزه".
روى بهتاش صانعي كيف "داهمت الشرطة منزل منتج الفيلم وصادرت كل الأقراص الصلبة وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمشروع". وأضاف "ثم عندما أردنا مغادرة طهران إلى باريس، لإنجاز مرحلة ما بعد التصوير، صادروا منّا جوازَي سفرنا في المطار".
وتخضع السينما الإيرانية التي تحظى بتقدير كبير في المهرجانات الدولية، لرقابة مشددة من قبل النظام، وغالبا ما يتعرض أبرز مخرجيها الذين يتحدون الرقابة للقمع.
ودرج مهرجان برلين السينمائي منذ مدة طويلة على دعم المخرجين الإيرانيين المعارضين. وسبق للمهرجان أن منح جائزته الكبرى "الدب الذهبي" لمخرجين إيرانيين بارزين، من بينهم أصغر فرهادي عن فيلم "انفصال" وجعفر بناهي عن فيلم "تاكسي طهران" ومحمد رسول آف عن فيلم "لا وجود للشيطان".
رحيم الحلي السويد
منعت السلطات الايرانية سفر المخرجة الايرانية "مريم مقدم" والمخرج "بهتاش صناعي" مخرجي فيلم كعكتي المفضلة احد الافلام الرئيسية العشرين في المهرجان والمرشح لجائزة الدب الذهبي من السفر والمشاركة في مهرجان برلين السينمائي في دورته الاخيرة رقم 74 للفترة من 15 الى 25 فبراير 2024 .
بعد وصول الفيلم "كعكتي المفضلة" وعنوانه الاصلي بالفارسية "كيك محبوب مَن" إلى لجنة الاختيار وقبوله وترشيحه ، أصدرت المحكمة الإيرانية قراراً بمنع سفر مخرجي الفيلم لمواكبة فيلمهما. والفيلم من انتاج "غلام رضا موسوي" ويلعب ادوار البطولة "ليلى فرهاد بور" و"اسماعيل محرابي" الفيلم انتاج مشترك بين ايران وفرنسا وألمانيا والسويد ، تم تصوير الفلم في طهران ومدة الفلم 105 دقيقة.
يتناول الفيلم قصة اجتماعية لكنها حساسة بنظر السلطة هي قضية الحرية الشخصية ، فرجال الدين الحاكمون منذ قرابة 45 عاما يتبرمون ويضيقون من كلمة الحرية ويرونها باباً للفساد والتخريب الاجتماعي والسياسي ، فقد فرضوا الحجاب على النساء في بلاد كانت اكثر البلدان الشرق اوسطية انفتاحاً على حقائق العصر الحضارية . وبسبب تطرف رجال الدين وقوانينهم الصارمة تحولت البلاد الى سجن كبير يقف على ابوابه حراس صارمين بافكارهم الموغلة في التاريخ والتي وضعت قائمة كبيرة للمحرمات من اللباس حتى الشراب وقمعت كل اشكال المعارضة وبكل الوانها حتى تلك التي قام بها رجال دين غير متطرفين من امثال محمد خاتمي ومهدي كروبي وعلي محتشمي وغيرهم .
في هذا الفيلم تمضي "ماهين" تجسد دورها الممثلة الايرانية "ليلى فرهادبور" قسماً من وقتها في الطهي لمجموعة من أصدقائها، لكنها لم تنس الحرية التي كانت تتمتع بها خلال شبابها قبل قيام الجمهورية الإسلامية . تلتقي في أحد المطاعم بمتقاعد آخر ، هو سائق سيارة أجرة ، وينشأ إعجاب متبادل بينهما وفي المنزل بعيداً عن أنظار الجيران ، يستمعان إلى الأسطوانات الموسيقية ويرقصان ويشربان نبيذا مهربا. وتبادر ماهين بإغواء صديقها وتناغم هو مع رغبتها ، قصة الفيلم لم ينسجها خيال الكاتب بل هي احدى الصور الواقعية لمايحدث في الواقع الاجتماعي في ايران رغم الخوف والقمع وقائمة المحظورات التي لاتحصى .واعترفت مريم مقدم بأن الفيلم "يتجاوز الكثير من الخطوط الحمر" في مسائل "محظورة في إيران منذ 45 عاما". ورأت في الفلم "قصة امرأة تعيش حياتها، وتريد أن تكون حياتها طبيعية، وهو أمر محظور على النساء في إيران .وما زاد الطين بلة أن الممثلة ليلي فرهادبور، وهي أيضا صحافية ومؤلفة في إيران ، تظهر في الفيلم من دون حجاب. وشرحت الممثلة في مؤتمر صحافي أن النساء الإيرانيات في حياتهن اليومية "لا يضعن الحجاب أثناء النوم أو غسل الملابس"، إلا في الأفلام مما "يجعل الجمهور الإيراني يضحك". وأضافت "أردنا أن يكون هذا الفيلم واقعيا".ولاحظت مريم مقدم أن "شرب الكحول أو الرقص أو مقابلة الحبيب، كل هذا يحدث في إيران، ولكن في الداخل ، خلف الجدران ، لأنه ممنوع في الخارج. أردنا أن نكون صادقين مع الواقع وأن نظهره".وكان الفيلم قيد الإعداد خلال حركة الاحتجاج الواسعة التي شهدتها إيران بعد وفاة الشابة الكردية البالغة 22 عاما مهسا أميني في أيلول سبتمبر 2022 في المستشفى بعد اعتقالها بزعم انتهاكها لقواعد اللباس للنساء في الجمهورية الإسلامية. وقال بهتاش صناعي "الفيلم يتمحور حول النساء والحياة والحرية، لذا كان من واجبنا أن ننجزه".
روى بهتاش صانعي كيف "داهمت الشرطة منزل منتج الفيلم وصادرت كل الأقراص الصلبة وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمشروع". وأضاف "ثم عندما أردنا مغادرة طهران إلى باريس، لإنجاز مرحلة ما بعد التصوير، صادروا منّا جوازَي سفرنا في المطار".
وتخضع السينما الإيرانية التي تحظى بتقدير كبير في المهرجانات الدولية، لرقابة مشددة من قبل النظام، وغالبا ما يتعرض أبرز مخرجيها الذين يتحدون الرقابة للقمع.
ودرج مهرجان برلين السينمائي منذ مدة طويلة على دعم المخرجين الإيرانيين المعارضين. وسبق للمهرجان أن منح جائزته الكبرى "الدب الذهبي" لمخرجين إيرانيين بارزين، من بينهم أصغر فرهادي عن فيلم "انفصال" وجعفر بناهي عن فيلم "تاكسي طهران" ومحمد رسول آف عن فيلم "لا وجود للشيطان".