تعرفوا على تاريخ الحروب الصليبية ... (124) The History Of The Crusades​

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعرفوا على تاريخ الحروب الصليبية ... (124) The History Of The Crusades​


    التاريخ

    24-4-2022م ·
    تاريخ الحروب الصليبية ... (124)
    The History Of The Crusades
    ----------------------------------------------------
    آخر ما سبق :
    في العام 1167م حاصر الوزير الفاطمي شاور و حليفه الملك الصليبي عمورى الأول مدينة الإسكندرية و بها صلاح الدين و جنوده ...
    علم أسد الدين شيركوه الخطر الذي سيتعرض له ابن أخيه فتحرك من صعيد مصر صوب الإسكندرية لنجدته .
    عندئذ لجأ الطرفان المتحاربان للتفاوض على أن ينسحب شيركوه و صلاح الدين من الإسكندرية و كل مصر .
    غادر صلاح الدين الإسكندرية على الرغم مما أصاب السكان من ضيق لرحيله، .
    على أن متاعب السكان لم تنته، فلم يكد أتباع شاور يدخلون المدينة حتى ألقوا القبض على كل من جرى الاشتباه في أنه تعاون مع صلاح الدين وقد احتج هذا الأخير لدى عموري الأول الذي نصح شاور بأن يطلق سراح الأسرى .
    وكانت هذه هي المّرة الثانية التي يغدر شاور وقد علمَّت صلاح الدين درساً قاسياً، حتى إنه لم يتركها تتكرر، واقتصَّ بنفسه من شاور عندما عادت القوات الشامية إلى مصر عام 564ﻫ/1168م .
    -----------------------------------------
    الحماية الصليبية على مصر :
    غادر كل من أسد الدين شيركوه وصلاح الدين مصر في شهر ذي القعدة / شهر أيلول في حين تأخر عموري الأول لبضعة أسابيع، لأنه مَّر بالقاهرة ليثبَّت الحماية الصليبية على الدولة الفاطمية وشاور،
    وكان أهم مظاهرها :
    - دفع جزية سنوية قدرها مائة ألف دينار للصليبيين.
    - بقاء قوة من فرسانهم تحمي أبواب القاهرة، لتدفع نور الدين محمود إن كرَّر محاولة الهجوم.
    -إقامة مندوب عن الملك الصليبي في القاهرة يشارك في شؤون الحكم .
    والراجح أن فكرة تملُّك مصر كانت نشطة في تفكير عموري الأول السياسي، ولم يعد بوسعه أن يتخلى عنها، وهو ينوي العودة بعد إقرار الأمور في بلاد الشام، وذلك طمعاً في ثروتها وحماية لكيانه في بلاد الشام، ثم عاد الملك إلى فلسطين .
    وبهذه الإجراءات تأكدت الحماية على مصر، وترتَّب على هذا استمرار التنافس بين نور الدين محمود وعموري .
    -------------------------------------
    الحملة النورية الثالثة على مصر :
    عام 564ﻫ ؛ 1168م
    سبب هذه الحملة أن الفرنجة كانوا قد تركوا لهم فرقة في القاهرة، وتسلموا أبوابها، وحكموا المسلمين حكماً جائراً، فلما رأوا أنه ليس في البلاد من يردهم، أرسلوا إلى ملكهم - عموري - في القدس، يستدعونه ليملك مصر، وهونوا عليه أمرها، فتردد خوفاً من سوء العاقبة، ..
    ثم سار مع فرسانهم على كره منه حتى وصلوا بلبيس مستهل صفر ونهبوها، وقتلوا وأسروا من فيها، ثم ساروا إلى "الفسطاط" .فأمر شاور بإحراقها وأمر أهلها بالانتقال منها إلى القاهرة،
    وأمر أن تنهب البلد خوفاً من أن يملكها الإفرنج، فنهبت المدينة وبقيت النار تحرقها أربعة وخمسين يوماً ..
    ثم حاصر الفرنجة القاهرة وضيقوا على أهلها، وكان شاور هو المتولي للعساكر والقتال فضاق به الأمر وضعف عن ردهم، فأخلد إلى الحيلة وراسل ملكهم عموري ووعده بمال عظيم ألف ألف دينار مصرية يعجل بعضها الآن،...
    ودفع لهم منها " مائة ألف دينار" وسألهم الرحيل عنه ليجمع لهم المال، فرحلوا قريباً، وجعل يجمع لهم المال فلم يستطيع أن يجمع إلا خمسة آلاف دينار حيث أن المصريين كانوا قد احترقت دورهم، ونهبت أموالهم .
    -----------------------------------
    الخليفة الفاطمي العاضد يستنجد بنور الدين محمود :
    كان حاكم مصر العاضد عقيب حريق مصر أرسل إلى نور الدين يستغيث به ويعَّرفه ضعف المسلمين عن الفرنج وأرسل في الكتب شعور النساء وقال له :
    هذه شعور نسائي من قصري يستغثن بك لِتُنقِذهُنَّ من الفرنج
    وعرض على نور الدين مقابل إنقاذ البلاد من الصليبيين :
    - منحه ثلث بلاد مصر.
    - منح قادته الإقطاعات.
    - يسمح ليشيركوه بأن يقيم في مصر .
    ------------------------------------
    أسد الدين شيركوه يزحف إلى مصر ويدخل القاهرة :
    شرع نور الدين في تجهيز الجيوش وأعدادها أعداداً قوياً وأعطى قائد الحملة (شيركوه) مائتي ألف دينار، سوى الثياب والدواب والأسلحة، وحكمه في العسكر والخزائن، يأخذ حاجته فاختار من العسكر ألفي فارس، وجمع من فرسان التركمان ستة آلاف .
    وسار نور الدين وشيركوه إلى باب دمشق، ورحلوا إلى رأس الماء ، وأعطى نور الدين كل فارس منهم عشرين ديناراً، معونه غير محسوبة وأضاف إلى شيركوه جماعة أخرى من الأمراء، منهم صلاح الدين الأيوبي ..
    وسار أسد الدين مجداً فلما قارب مصر، رحل الفرنجة إلى بلادهم بخفي حنين، خائبين مما أملوا
    وسمع نور الدين بعودتهم فسره ذلك، وأمر بضرب البشائر في بلاد ولما وصل أسد الدين القاهرة، دخلها واجتمع بالعاضد، الذي خلع عليه وفرح به أهل مصر، وأجريت على عساكره الجرايات الكثيرة .
    -------------------------------------
    مقتل شاور :
    وأما شاور فلم يفصح عما في نفسه، وشرع يماطل أسد الدين فيما وعد به من المال، ورواتب الجند، وعزم على الغدر أيضاً، فقرر أن يقيم وليمة لأسد الدين وأمرائه ثم يغدر بهم ويقتلهم !!!
    فنهاه ابنه الكامل عن ذلك وقال له :
    ولله لئن عزمت على هذا الأمر لأُعرَّفَنَّ أسد الدين.
    فقال له أبوه : والله لئن لم أفعل لنقتلن جميعاً.
    فقال : صدقت، ولئن نُقتل ونحن مسلمون والبلاد بين المسلمين خير من أن نقتل وقد ملكها الفرنج، فليس بينك وبين عود الفرنج إلا أن يسمعوا بالقبض على شِركوه، وحينئذ لومشى العاضد إلى نور الدين لم يرسل فارساً واحداً ويملكون البلاد،فترك ما كان عزم عليه ،
    وأخيراً اتفق صلاح الدين وبعض الأمراء على التخلص من هذا الخائن المراوغ شاور فأسروه، وسمع العاضد بذلك فأرسل إلى شيركوه يطلب رأسه، وأذن أسد الدين بقتله فقتل، وأرسل رأسه إلى العاضد في السابع عشر من ربيع الآخرة، عام 643ﻫ .
    ----------------------------------
    تولي أسد الدين الوزارة للعاضد :
    ودخل أسد الدين القاهرة، وقصد قصر العاضد فخلع عليه الوزارة، ولقبه الملك المنصور، وأمير الجيوش، واستعمل على الأعمال من يثق به من أصحابه وأقطع البلاد لعساكره، ..
    وقد مدح الشعراء أسد الدين شيركوه لما حقق من الانتصارات فقال العماد الكاتب
    بلغت بالجد مالا يبلغ البشر
    ونلت ما عجزت عن نيله القُدَر
    أصبحت بالعدل والإقدام منفرداً
    فقل لنا : أعلي ّ أنت أم عمر؟
    -------------------------------------
    وفاة أسد الدين شيركوه :
    ولم تطل وزارة شيركوه، حيث توفي في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة 564ﻫ فكانت ولايته شهرين وخمسة أيام رحمه الله رحمة واسعة ..وخلفه في الوزارة ابن أخيه صلاح الدين ...
    وكان أسد الدين من أكبر قادة نورالدين، وقد ادخره الملك العادل للخطوة الكبرى التي كان يمهد لها، وهي ضم مصر إلى بلاد الشام وكان رحمه الله كريماً على جنده، صارماً يعرف كيف يقر النظام في عسكره فهابه جنده وأحبوه، وركبوا معه المخاطر في حملات عظيمة ..
    نفع الله بها الإسلام والمسلمين وساهمت في تقوية المشروع المقاوم للغزو الصليبي الذي كان يقوده نور الدين ثم من بعده صلاح الدين وسيتأتي التفصيل بإذن الله عن أسد الدين شيركوه وبني أيوب في حديثنا عن عصر الدولة الأيوبية وسيرة صلاح الدين الأيوبي بإذن الله تعالى.
    --------------------------------------
    وزارة صلاح الدين في مصر والمهام التي أنجزها :
    كان صلاح الدين قد أظهر كفاءة خلال صحبته لعمه، أسد الدين شيركوه، أثناء حملاته على مصر، فتولى الوزارة بعد وفاة عمه، وهو في الحادية والثلاثين من عمره اختاره العاضد، لأنه كان أصغر الأمراء سناً ولعله يكون أكثر طواعيةً له، ..
    إلا أن الملك الناصر كما لقبه العاضد - خيب ظن الفاطميين، فشرع يستميل قلوب الناس إليه كما بذل لهم من الأموال التي قد جمعها عمه، فمال الناس إليه وأحبوه وسيطر على الجند سيطرة تامة ، ..
    وكانت المهام التي أنجزها صلاح الدين في عهد نور الدين عظيمة وضخمة واستطاع القضاء على مراكز القوة :
    1- في مؤامرة مؤتمن الخلافة :
    ------------------------------------
    جرى من الأحداث في مصر بعد تولية صلاح الدين منصب الوزارة، أن البلاد كانت تجتاز مرحلة خطيرة في تاريخها، فالدولة الفاطمية، لازالت موجودة يساندها الجيش الفاطمي وكبار الدولة، والخطر الصليبي لا يزال جاثماً على مقربة من أبواب مصر الشرقية،...
    فكان عليه أن يثبت أقدامه في الحكم ليتفرغ لمجابهة ما قد ينشأ من تطورات سياسية ولم يلبث أن ظهر مقدرة كبيرة في إدارة شؤون الدولة وهو عازم على الاستئثار بكافة الاختصاصات حتى التي تخص منصب الخلافة ونفَّذ عدة تدابير كفلت له الهيمنة التامة منها :
    ☆ استمال قلوب سكان مصر بما بذل لهم من الأموال فأحبوه.
    ☆أخضع مماليك أسد الدين شيركوه، وسيطر بشكل تام على الجند بعد أن أحسن إليهم.
    ☆قوّى مركزه بما كان يمده به نور الدين محمود من المساعدات العسكرية وقد وصل أخوه شمس الدولة توران شاه بن أيوب مع إحدى هذه المساعدات العسكرية .
    وقد أدَّت التدابير التي نفَّذها صلاح الدين إلى تقوية قبضته على مقدرات الدولة، وزادت من تراجع نفوذ العاضد وبالتالي مركز الإمامة .
    أثار ذلك استياء كبير الطواشية، مؤتمن الخلافة، وهو نوبي، وقائد الجند السودان، وقد أدرك أن نهج صلاح الدين في الحكم سوف يقضى في حال استمراره على الدولة الفاطمية إن عاجلاً أو آجلاً ...
    ويبدو أنه كان من بين الطامعين في خلافة شاور،
    ولما لم يفلح راح يحيك الدسائس للإطاحة بصلاح الدين وحاول الاتصال بعموري الأول ملك بيت المقدس، لتحريضه على مهاجمة مصر، آملاً في حالة الاستجابة أن يخرج صلاح الدين إلى لقائه، فيقبض هو على من يبقى من أصحابه في القاهرة ويثبت على منصب الوزارة ويتقاسم البلاد مع الصليبيين
    ☆ غير أن صلاح الدين علم بخيوط المؤامرة حين أرتاب أحد أتباعه في شكل الخفين اللذين اتّخذهما رسول مؤتمن الخلافة إلى عموري الأول، فأخذهما ونزع خياطتها، فاكتشف الرسالة بداخلها، فقبض على مؤتمن الخلافة وانتهز الفرصة للتخلص منه،
    غير أن أنباء اهتزاز مركزه في مصر شجعت النصارى على القيام بمحاولة أخرى لمهاجمة مصر .
    وقد قام صلاح الدين بأبعاد جميع الخدم من السودان عن قصر الخلافة واستعمل على الجميع في القصر، بهاء الدين قراقوش، فكان لا يجري في القصر صغير ولا كبير إلا بحكمه وأمره .
    ☆ وقعة السودان ( الأحباش ) :
    و لما قتل الطَّواشي مؤتمن الخلافة الخادم الحبشُّي، وعزل بقية الُخدَّام غضبوا لذلك واجتمعوا قريباً مِن خمسين ألفاً، فاقتتلوا هم وجيش الملك صلاح الدين بين القَصْرَين فقتل خلق كثير من الفريقين، وكان العاضد ينظر من القصر إلى المعركة، ....
    وقد قُذِْفَ الجيشُ الشامُّي من القصر بحجارة، وجاءهم منه سهامٌ، فقيل: كان ذلك بأمر العاضد وقيل : لم يكن بأمره، ....
    ثم إن أخا الناصر - صلاح الدين - شمس الدولة تورانشاه وكان حاضراً للحرب قد بعثه نور الدين إلى أخيه ليُشدَّ أزره - أمر بإحراق منظرة العاضد، ففتح الباب ونُودِى : إن أمير المؤمنين بأمركم أن تخرجوا هؤلاء السُّودان من بين أظهركم، ومن بلادِكم فقوى الشاميون وضعف جأش السودان جدَّاً،،
    وأرسل الملك الناصر إلى محلتهم المعروفة بالمنصورة التي فيها دورُهم وأهلوُهم بباب زويلة فأحرقها فولَّوا عند ذلك مُدبرين، وركبهم السيف فقتل خلقاً كثيراً، ..
    ثم طلبُوا الأمان من الملك صلاح الدين، فأجابهم إلى ذلك، وأخرجهم إلى الجيزة، ثم خرج إليهم شمسُ الدول تورانشاه أخو الملك صلاح الدين فقتل أكثرهم ولم يبق منهم إلا القليل .
    ويبدو أن حاكم مصر الفاطمي كان في ذلك الوقت على علم بمؤامرة مؤتمن الخلافة، لأنه ليس من المتصور أن يجري ذلك في قصره وبدون علمه،
    ويؤكد ذلك أن قوات صلاح الدين يوسف بن أيوب تعرضت وهي تصفي أطراف المؤامرة، لهجمات بالحجارة والسهام صادرة من قصر الحاكم، بل إن العاضد كان يراقب المعركة من القصر .
    كان اكتشاف المؤامرة من مسؤوليات ديوان الإنشاء وبالذات القاضي الفاضل الذي كان العقل المفكر للقضاء على النفوذ الفاطمي في مصر وتثبيت المذهب السني وسيأتي الحديث عنه مفصلاً بإذن الله في حديثنا عن الدولة الأيوبية.
    ☆ كان القاضي الفاضل يراقب كتّاب ديوان الإنشاء والمسّرحين منهم بصورة خاصة، وكانت العيون مبثوثة في كل ناحية ومنطقة وزاوية، في القصور وبين العساكر، وعلى الحدود، وعلى كل محطة من محَطات البريد أو محَّطات الاتصال بين مصر والفرنج ..
    وقد كانت هذه العيون على اتصّال مباشر بالقاضي الفاضل تزوده بتقريرها بواسطة الرسل وعلى أجنحة حمام الزاجل .
    --------------------------------------------------------------------
    ما نزال مع الحروب الصليبية - عصر نور الدين زنكى .
    تابعونا #الحروب_الصليبية_جواهر

يعمل...
X