"توني موريسون: القطع التي أنا عليها" وثائقي يروي سيرة حميمية لأبرز كاتبة أميركية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "توني موريسون: القطع التي أنا عليها" وثائقي يروي سيرة حميمية لأبرز كاتبة أميركية


    "توني موريسون: القطع التي أنا عليها" وثائقي يروي سيرة حميمية لأبرز كاتبة أميركية


    الفيلم سيرة ذاتية تحكي فيه موريسون عن أدبها وأفكارها ورؤاها العميقة وتتحدث بشكل مبهر عن حياتها الحميمية.
    الجمعة 2024/03/01

    كاتبة شكلت أفكارها بصبرمحمد ناصر المولهي


    الشارقة – احتفاء بإرث أيقونة الأدب توني موريسون (1931 – 2019) استضاف معهد أفريقيا وجامعة الدراسات العالمية في الشارقة ندوة لمدة يومين، الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من فبراير الماضي، اختتمت في يومها الثاني بعرض الفيلم الوثائقي “توني موريسون: القطع التي أنا عليها”.

    وسبقت عرض الفيلم ملاحظات تمهيدية قدمتها الأستاذة المشاركة في اللغة الإنجليزية بجامعة أكرون فيلاثيا بولتون، طرحت خلالها فكرة عن حياة الكاتبة الأميركية توني موريسون وخلفياتها الفكرية، مؤكدة أن “توني عرضت طريقا لفهم الماضي وكيف نعيش في حاضر أكثر تحررا”.

    وبينت بولتون أن موريسون كانت ناشطة وكاتبة مبدعة ومنظرة أيضا، وتتحدث عن المجتمعات المخالفة، إذ لم ينحصر حديثها في العبودية ومجتمع السود والميز العنصري خاصة في أميركا.

    وشددت على أن الفيلم هو في الحقيقة سيرة ذاتية عن توني موريسون، ومفاهيم قصصها وحبها للقراءة التي لا تراها فعلا سهلا، لذا فالعمل منصة لنقل أفكارها.



    احتلت توني موريسون أغلب مشاهد الفيلم الوثائقي الذي أخرجه تيموثي قرينفيلد ساندرز، إما صوتا وصورة أو صوتا فقط، كما اعتمد المخرج على لقاءات تلفزيونية سابقة مع الكاتبة، وعلى فيديوهات قديمة لها، كذلك كان هناك حضور لعدد من أشهر النقاد الأميركيين إضافة إلى مقدمي البرامج التلفزيونية الذين عاشروا الكاتبة على غرار أوبرا وينفري، كما دعم ما تحكيه الكاتبة موريسون بعدد من اللوحات وحتى من الأفلام السينمائية القديمة التي كانت تحتوي مشاهد عنصرية، علاوة على اعتماده الكبير على الصور الفوتوغرافية، التي تسرد تاريخا مظلما عاشه سود أميركا، ولوحات تشكيلية تعود حتى إلى استقدام العبيد من أفريقيا.

    تتآلف جل عناصر الفيلم لتحكي سيرة كاتبة استثنائية في تاريخ الأدب العالمي، إذ كانت أول امرأة أميركية سوداء تتوج بأكبر جائزة أدبية عالمية، نوبل للآداب عام 1993، ولا يتوقف العمل عند الاحتفاء بالتتويج بل يذهب مع الكاتبة في أحاديث شيقة يختلط فيها المزاح والمواقف الطريفة مع الأسف أحيانا، ومع أفكارها حول الحياة والإنسان والاستعباد والمجتمع والاقتصاد والسياسة وغيرها.

    في الفيلم تحكي موريسون عن الأدب وبشكل خاص عن روايتها التي فتحت لها عالم الأدب وشكلت منطلق أفكارها “العيون الأكثر زرقة” التي اعتبرت خطابا ناقدا بشدة لنظرة البيض من المجتمع الأميركي إلى السود، ومثلت بداية تأسيس خطاب مضاد للخطابات العنصرية الظاهرة والدفينة، إذ لا تعالج الكاتبة القضية من خلال الصراخ العالي أو المباشرة وكأنها خطاب سياسي، بل تنشئ ببراعة منقطعة النظير عوالم متداخلة، نفهم فيها تعقيد ظاهرة العنصرية وضرورة معالجتها من جذورها.

    ولعل أبرز نقاط الفيلم ليس ما يتعلق بأدب موريسون ونظرتها إليه بقدر ما هو حياتها الحميمة، علاقتها بأبيها وعائلتها وأصدقاء طفولتها وزواجها وتجربتها في الحياة، التي منها أسست صوتها الذي لا يهادن وهو يرفع قضاياه بأسلوب أدبي واع ومتمكن.



    موريسون المرأة القوية والكاتبة التي تنحت عوالمها بصبر وهي تكتب بالقلم على الكراسات لا على آلة الكتابة، نجدها في الفيلم تلك الإنسانة التي عاشت تقلبات العصر، وكافحت لنشر أفكارها حول العرق والهوية والطبقية والنوع الاجتماعي ودور الأدب القوي في حمل مثل تلك القضايا والتعريف بها.

    يحسب لموريسون أنها أعادت من خلال أدبها تعريف الهوية الأميركية بل والتأسيس لهوية متماسكة، تتجاوز تاريخ الاستعباد والميز العنصري، ونفهم قوة أدبها ونحن نشاهدها في الفيلم إنسانة ملتزمة بما تكتب، إنسانة ببساطتها في ضحكها ولهوها والتزامها وحياتها العائلية واحتكاكها التلقائي بالناس، كل هذا صنع منها ذلك الصوت القوي والمؤثر وصاحبة البصيرة التي أعلت قيم العدالة الاجتماعية، وعالجت تاريخا أسود من الظلم الذي تعرض له السود الأميركيون.
يعمل...
X