ذكاء الانسان ذكاء قاصر ..
وما الانسان بغاية ، في ذكاء ، ولا في وعي .
يؤكد ذلك ، ذلك العالم الذي يبذل من ذكائه كله ، فلا يبلغ من فهم الطبيعة والطبائع الا نزرا . ويؤكد لك ذلك علماء المجتمع والاجتماع أولئك الذين يصفون لك الانسان في مجتمعه كيف يجب أن يكون ، ثم يصفون ما هو عليه كائن ، فيوحون لك ، بذلك ، بأن الانسان لم يصعد من سلم الذكاء غير درجات قليلة .
( من الكلب ( الابيض ) ومخيخه ( كالشجرة ) والنخاع وهو يمتد منها في فقار الظهر الى يمين )
(مخ الانسان ومخيخه والنخاع ، ما أشبهها بالذي للكلب من ذلك ، لولا الوضع والحجم وزيادة اختصاص )
ويؤكد لك ، لا فطنة الانسان ، ولكن غباءه ، ما في هذه الدنيا من خلط ، وما فيها من تخريب وحروب .
ان سلم الذكاء "سلم طويل رفيع . أن يكون النمل صعد عليه عشر درجات ، فقد صعد عليه سائر الأحياء العشرات والمئات . وصعد الانسان الف درجة. ولكن بهذه السلم درجات بلايين .
- للحيوانات كما للناس ، أمخاخ وأعصاب
والذكاء أنما هو فهم ، وانفعال بالفهم . والفهم فهم بيئة يعيش الحي فيها . والذي ينقطع ما بينه وبين بيئته لا يمكن أن يكون له فهم ويكون ذكاء فالأعمى الأصم ، الذي لا يحس ، ولا يشم ، ولا يتذوق ، منقطع عن بيئته ، فمنقطع عن ذكاء .
الحواس اذن دليل الذكاء في حيوان وانسان .
والأحاسيس تنقلها أعصاب .
والمخ هو المصب الذي تنصب فيه الأحاسيس ، ومنه تنبع الأفعال .
فالحواس ، والأعصاب ، والمخ ، ثلاثة اشياء لا بد منها لذكاء . ووجودها في الحي دليل تهيئه ،
والذكاء يكون بمقدار نصيب الحي منها .
وما أكثر الأحياء التي لها مخ ، ولها أعصاب ! حتى الحشرات لها من هذه الثلاثة نصيب ما . حتى
لذكاء السمك ، وكل ذي فقار .
وتلك الحيوانات التي هبطت في سلم الأحياء ، التي لم يكن لها من هذه الثلاثة نصيب ، فيها وسائل للاحساس أخرى .
أن الـ ۹۰۰۰۰۰ من أنواع الأحياء التي تعيش فوق سطح هذه الأرض لا يمكن أن تمارس العيش على نحو ما ، الا أن يكون لها شيء من الادراك ، على قدرها .
- الأميبة
حتى الأميبة ، وهي جسم يتألف من خلية واحدة ، بينها جسم الانسان يتألف من ملايين ملايين الخلايا ، هذه الأميبة تحس . وهي تدرك ما ينفعها من الطعام وما لا ينفع . وهي ، حيث تسبح في الماء ، تلف جسمها حول النافع من الطعام فاذا احتوته ابتلعته ، ثم هضمته .
فكيف نصف هذا ؟ اليس ادراكا ؟ اليس ذكاء على نحو ما ؟
والذبابة وهي بعض الحشرات ، لا تبصر من الأشياء مثل ما يبصر الرجال . ان الرجال تبصر الأشياء دقيقة ، وتبصرها واضحة ، أضواء وظلالا . والذبابة تبصر الأشياء جملة لا تفصيلا . وهي لها مخ ، ولكنه من النمو بقدر حاجاتها .
- النحلة
والنحلة لها عين تفرق بها بين لون ولون ، ولكن لا كما يفرق الانسان ، لا من حيث ما يفرق من ألوان ، ولا من حيث عمق الاحساس بها ولا صفر الفروق التي بينها . ولها من فهو يكفيها . فلها اذن ذكاء ، بمقدار ، وعلى قدر حاجاتها .
- الثور
والثور له بصر وله أحاسيس ، ولكن أين هي من أبصار الناس وحواسهم . ولكني ذكرت الثور لأقرن بين جسمه ، وجسم الانسان . الا شتان ما بين جسم الثور آلة ، وجسم الانسان آلة .
ان الثور له جسم ، من حيث الحركة ، كاد أن يكون من خشب .
ان الثور لا يستطيع أن يهش الذباب عن ظهره الا بذيله ، بقدر ما طال . وهو لا يستطيع أن يحك ظهره ، ويستطيع الانسان .
والثور يجري ولا يستطيع أن يدور كما يدور الانسان . ان جسمه لیس به مرونة جسم الانسان . الثور ليس له اليد التي تمسك بالسيف فتدفع ولا بالقلم فتكتب ، وللانسان يد تحمل السيف وتكتب بالقلم . وكالثور سائر ذوات الأربع من الحيوان .
- جسم الانسان المرن بعض وسائله الى الذكاء
ان جسم الانسان آلة مرنة ، بها من الأعضاء ما يعين على شتيت الأعمال ، هو عون على تمديد ذكاء الانسان وهو عون بالعمل على كسبه .
فالذكاء انما هو ذكاء دنيا ، ذكاء دنيانا هذه ومعرفة ما فيها من أشياء ، وفهمها ، وفهم خواصها ، وهذا لا يكون الا بجسم يتقلب لشتى الأمور ، ويتكيف لشتى الأوضاع ، يجد لكل مطلب جوابا ، ولكل حاجة سدا .
- ذكاء الأحياء متواصل
ان وجود أدوات الذكاء ، في الأحياء ، دليل على وجود الذكاء فيها ، وعلى تهيئتها له .
انه الذكاء ، وانها الفطنة ، لكل المخلوقات منهما حظ . يبدأ من الصفر حيث الجماد ، ويخطو فوق الصفر قليلا في المكروب والفيروس ، ثم هو يمتد صاعدا حتى يبلغ القردة ، ومن القردة يمتد الى الانسان .
اتصال غير منقطع ، دليل وحدة هذه المخلوقات . وحدة هي بعض وحدة هذا الوجود . وهي من وحدة الله .
- التعليم يزيد الانسان والحيوان ذكاء وفطنة
وليس أدل على ذكاء الحيوان ، من ناطق ومن أعجم ، انه يقبل التعليم .
ان التعلم ، والقدرة عليه ، من دلائل الذكاء التي لا مراء فيها .
ولكم تعلم الحيوان من الأشياء ما تعلم الانسان ولكم ، بحكم جسمه ، أو بحكم نموه ، قد فاقه .
وتجربة من التجارب الكثيرة التي أجراها العلماء : قرد طفل مما يعرف بالشمبنزي ، نشأوه منذ ولادته ، مع طفل من بني الناس ، منذ ولادته كذلك .
عوملا معاملة واحدة ، والبسا لباسا واحدا .
ويحسنان عملا ، فيجزيان جزاء واحدا ویسیئان فيعاقبان عقابا واحدا .. ولكن الشمبنزي يهدف الى
البلوغ أسرع مما يهدف بنو الناس من أجل هذا فاق الشمبنزي الطفل ، طفل بني الناس ، في اشياء كثيرة ، في ختام السنة الأولى .
فبينا استجاب الشمبنزي ، ذو العام الواحد ، الى ما أمره معلموه ، من أوامر شفوية ، مثل « اقفل
الباب » ، و « افتح الباب » ، و « صافحني » ، بلغ عددها العشرين ، لم يستجب الطفل لغير ثلاثة من
مثل ذلك واحسن الشمبنزي الشرب من الكأس ، والأكل بالملعقة ، ولم يحسن الطفل مثل احسانه .
والسرك ، ذلك المعرض التربوي لما يستطيع الحيوان أن يصنعه بالتدريب ، شاهد على ما نقول من أن الحيوان ذو ذكاء فيه أصيل ، وأنه ذكاء يشتد ظهورا بالتعليم : ويزيد تماما كما يزيد ذكاء الحيوان ، من بني الناس ، في حجرة درس بمدرسة ، أو في قاعة محاضرة بجامعة .
وما الانسان بغاية ، في ذكاء ، ولا في وعي .
يؤكد ذلك ، ذلك العالم الذي يبذل من ذكائه كله ، فلا يبلغ من فهم الطبيعة والطبائع الا نزرا . ويؤكد لك ذلك علماء المجتمع والاجتماع أولئك الذين يصفون لك الانسان في مجتمعه كيف يجب أن يكون ، ثم يصفون ما هو عليه كائن ، فيوحون لك ، بذلك ، بأن الانسان لم يصعد من سلم الذكاء غير درجات قليلة .
( من الكلب ( الابيض ) ومخيخه ( كالشجرة ) والنخاع وهو يمتد منها في فقار الظهر الى يمين )
(مخ الانسان ومخيخه والنخاع ، ما أشبهها بالذي للكلب من ذلك ، لولا الوضع والحجم وزيادة اختصاص )
ويؤكد لك ، لا فطنة الانسان ، ولكن غباءه ، ما في هذه الدنيا من خلط ، وما فيها من تخريب وحروب .
ان سلم الذكاء "سلم طويل رفيع . أن يكون النمل صعد عليه عشر درجات ، فقد صعد عليه سائر الأحياء العشرات والمئات . وصعد الانسان الف درجة. ولكن بهذه السلم درجات بلايين .
- للحيوانات كما للناس ، أمخاخ وأعصاب
والذكاء أنما هو فهم ، وانفعال بالفهم . والفهم فهم بيئة يعيش الحي فيها . والذي ينقطع ما بينه وبين بيئته لا يمكن أن يكون له فهم ويكون ذكاء فالأعمى الأصم ، الذي لا يحس ، ولا يشم ، ولا يتذوق ، منقطع عن بيئته ، فمنقطع عن ذكاء .
الحواس اذن دليل الذكاء في حيوان وانسان .
والأحاسيس تنقلها أعصاب .
والمخ هو المصب الذي تنصب فيه الأحاسيس ، ومنه تنبع الأفعال .
فالحواس ، والأعصاب ، والمخ ، ثلاثة اشياء لا بد منها لذكاء . ووجودها في الحي دليل تهيئه ،
والذكاء يكون بمقدار نصيب الحي منها .
وما أكثر الأحياء التي لها مخ ، ولها أعصاب ! حتى الحشرات لها من هذه الثلاثة نصيب ما . حتى
لذكاء السمك ، وكل ذي فقار .
وتلك الحيوانات التي هبطت في سلم الأحياء ، التي لم يكن لها من هذه الثلاثة نصيب ، فيها وسائل للاحساس أخرى .
أن الـ ۹۰۰۰۰۰ من أنواع الأحياء التي تعيش فوق سطح هذه الأرض لا يمكن أن تمارس العيش على نحو ما ، الا أن يكون لها شيء من الادراك ، على قدرها .
- الأميبة
حتى الأميبة ، وهي جسم يتألف من خلية واحدة ، بينها جسم الانسان يتألف من ملايين ملايين الخلايا ، هذه الأميبة تحس . وهي تدرك ما ينفعها من الطعام وما لا ينفع . وهي ، حيث تسبح في الماء ، تلف جسمها حول النافع من الطعام فاذا احتوته ابتلعته ، ثم هضمته .
فكيف نصف هذا ؟ اليس ادراكا ؟ اليس ذكاء على نحو ما ؟
والذبابة وهي بعض الحشرات ، لا تبصر من الأشياء مثل ما يبصر الرجال . ان الرجال تبصر الأشياء دقيقة ، وتبصرها واضحة ، أضواء وظلالا . والذبابة تبصر الأشياء جملة لا تفصيلا . وهي لها مخ ، ولكنه من النمو بقدر حاجاتها .
- النحلة
والنحلة لها عين تفرق بها بين لون ولون ، ولكن لا كما يفرق الانسان ، لا من حيث ما يفرق من ألوان ، ولا من حيث عمق الاحساس بها ولا صفر الفروق التي بينها . ولها من فهو يكفيها . فلها اذن ذكاء ، بمقدار ، وعلى قدر حاجاتها .
- الثور
والثور له بصر وله أحاسيس ، ولكن أين هي من أبصار الناس وحواسهم . ولكني ذكرت الثور لأقرن بين جسمه ، وجسم الانسان . الا شتان ما بين جسم الثور آلة ، وجسم الانسان آلة .
ان الثور له جسم ، من حيث الحركة ، كاد أن يكون من خشب .
ان الثور لا يستطيع أن يهش الذباب عن ظهره الا بذيله ، بقدر ما طال . وهو لا يستطيع أن يحك ظهره ، ويستطيع الانسان .
والثور يجري ولا يستطيع أن يدور كما يدور الانسان . ان جسمه لیس به مرونة جسم الانسان . الثور ليس له اليد التي تمسك بالسيف فتدفع ولا بالقلم فتكتب ، وللانسان يد تحمل السيف وتكتب بالقلم . وكالثور سائر ذوات الأربع من الحيوان .
- جسم الانسان المرن بعض وسائله الى الذكاء
ان جسم الانسان آلة مرنة ، بها من الأعضاء ما يعين على شتيت الأعمال ، هو عون على تمديد ذكاء الانسان وهو عون بالعمل على كسبه .
فالذكاء انما هو ذكاء دنيا ، ذكاء دنيانا هذه ومعرفة ما فيها من أشياء ، وفهمها ، وفهم خواصها ، وهذا لا يكون الا بجسم يتقلب لشتى الأمور ، ويتكيف لشتى الأوضاع ، يجد لكل مطلب جوابا ، ولكل حاجة سدا .
- ذكاء الأحياء متواصل
ان وجود أدوات الذكاء ، في الأحياء ، دليل على وجود الذكاء فيها ، وعلى تهيئتها له .
انه الذكاء ، وانها الفطنة ، لكل المخلوقات منهما حظ . يبدأ من الصفر حيث الجماد ، ويخطو فوق الصفر قليلا في المكروب والفيروس ، ثم هو يمتد صاعدا حتى يبلغ القردة ، ومن القردة يمتد الى الانسان .
اتصال غير منقطع ، دليل وحدة هذه المخلوقات . وحدة هي بعض وحدة هذا الوجود . وهي من وحدة الله .
- التعليم يزيد الانسان والحيوان ذكاء وفطنة
وليس أدل على ذكاء الحيوان ، من ناطق ومن أعجم ، انه يقبل التعليم .
ان التعلم ، والقدرة عليه ، من دلائل الذكاء التي لا مراء فيها .
ولكم تعلم الحيوان من الأشياء ما تعلم الانسان ولكم ، بحكم جسمه ، أو بحكم نموه ، قد فاقه .
وتجربة من التجارب الكثيرة التي أجراها العلماء : قرد طفل مما يعرف بالشمبنزي ، نشأوه منذ ولادته ، مع طفل من بني الناس ، منذ ولادته كذلك .
عوملا معاملة واحدة ، والبسا لباسا واحدا .
ويحسنان عملا ، فيجزيان جزاء واحدا ویسیئان فيعاقبان عقابا واحدا .. ولكن الشمبنزي يهدف الى
البلوغ أسرع مما يهدف بنو الناس من أجل هذا فاق الشمبنزي الطفل ، طفل بني الناس ، في اشياء كثيرة ، في ختام السنة الأولى .
فبينا استجاب الشمبنزي ، ذو العام الواحد ، الى ما أمره معلموه ، من أوامر شفوية ، مثل « اقفل
الباب » ، و « افتح الباب » ، و « صافحني » ، بلغ عددها العشرين ، لم يستجب الطفل لغير ثلاثة من
مثل ذلك واحسن الشمبنزي الشرب من الكأس ، والأكل بالملعقة ، ولم يحسن الطفل مثل احسانه .
والسرك ، ذلك المعرض التربوي لما يستطيع الحيوان أن يصنعه بالتدريب ، شاهد على ما نقول من أن الحيوان ذو ذكاء فيه أصيل ، وأنه ذكاء يشتد ظهورا بالتعليم : ويزيد تماما كما يزيد ذكاء الحيوان ، من بني الناس ، في حجرة درس بمدرسة ، أو في قاعة محاضرة بجامعة .
تعليق