ساعات الجامع الاموي : براءة اختراع عربية إسلامية

ساعات الجامع الاموي : براءة اختراع عربية إسلامية
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لا شك أن كل من يزور "دمشق" سورياً كان أو عربياً أو أجنبياً، لا شك أنه سيزور "الجامع الأموي" ذلك الصرح الأثري الخالد..
ولكن إذا تساءلنا عن عدد الذين يعرفون الساعات القديمة الموجودة فيه والتي تعود إلى العصر الأموي، فهل سيطابق عددهم عدد الزوار؟ خاصة أن الكثيرين منا لا يدركون حجم الاهتمام الذي كان يوليه العرب قديماً لمسألة الوقت وضبطه،
ولعل أكثر ما هو معروف ضمن هذا السياق هو الساعة التي أهداها الخليفة "هارون الرشيد" للملك "شارلمان" والتي تعتبر أول ساعة تصل أوروبا وقد كانت من صنع عربي،
.
¤يوجد الآن ثلاث (ساعات شمسية) في الجامع الأموي:
▪︎ إحداها موجودة على أحد أعمدة بيت المال،
▪︎ والثانية على أحد الأعمدة الشمالية،
▪︎ والثالثة موجودة على منصة أو شرفة خاصة بها على المئذنة الشمالية (العروس).ويطلق عليها اسم "المزولة" وهي عبارة عن أداة لمعرفة الوقت من خلال ظل الجسم (العصا)، وهذا الظل يتغير بتغير مسار الشمس، وتتحدد الساعة من طول ظل العصا، الذي يكون أقصر ما يمكن عند الظهـيرة
والتي اخترعها "ابن الشاطر" (752 هجرية) الذي قضى معظم حياته في وظيفة التوقيت ورئاسة المؤذنين في الجامع الأموي بدمشق. ليستفيد منها المؤذن لضبط وتحديد أوقات الصلاة نهاراً وكان نظام عملها يعتمد على حركة ظل الشمس على المزوال.
وقد نقلت هذه الساعة إلى المتحف بعد حريق المسجد والزلزال ثم صمم "محمد الطنطاوي" ساعة شبيهة بها وعند تركيبها احتفل أهل الشام بها يوماً كاملا.
.
☆وعن ميزات الساعة الشمسية لـ"ابن الشاطر" :
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت أول ساعة تضبط الوقت نهاراً وكان لها مؤشران، واحد للساعات وآخر للدقائق، حيث تضبط الزمن بالساعة والدقيقة.
.
☆آلية عمل مزولة "ابن الشاطر" :
---------------------------------------------
هناك ثلاث مجموعات أساسية من الخطوط لمزولة "ابن الشاطر":
• انها تحمل خطوطاً للساعات الزمنية ولصلاة العصر.
•كما أن المزولة الصغيرة، في الجهة الجنوبية تحمل خطوطا للساعات الاستوائية لفترة ما قبل الظهر وما بعده، وكذلك لفترة ما بعد شروق الشمس وما قبل غروبها..
• والشاخص المتوازي مع محور القبة السماوية متراصف ببراعة مع الشاخص الأكبر للمزولة الثالثة والرئيسية .
.
كانت تكاليف بناء تلك الساعات الكبيرة باهظة، فقد تكلّفت 40 ألف درهم، وحازت شهرة كبيرة في أنحاء العالم الإسلامي، لذا تسابق الرحّالة على زيارتها والحديث عنها.
.
أقدم إشارة مباشرة وردت عن وجود تلك الساعات أتت في كتاب "خطط دمشق" ل"ابن عساكر"، والذي قال فيه:
"إنما سُمِّي باب الجامع القبلي باب الساعات، لأنه عمل هناك ساعات يُعلم بها كل ساعة تمضي من النهار، عليها صورة عصافير وحيّة وغراب، إذا تمّت الساعة خرجت الحية وصاحت العصافير وسقطت حصاة في الطست، وهو ما أكّد لنا وجود تلك الساعات سنة 300 هـ تقريباً".
.
ظلّت تلك الساعات صامدة 12 عاماً أخرى، واكد وجودها وصلاحيتها للعمل "شمس الدين المقدسي" سنة 376هـ.
لاحقاً، تعرّضت تلك الساعات إلى الضرر خلال الحريق الذي أصاب المسجد الأموي سنة (681هـ/ 1325م)، لكنها جُدّدت بشكلٍ شامل غيّر من شكلها ومن طريقة عملها..
.
¤كان يوجد ايضا (ساعة مائية) تعتمد على "تنقيط الماء"،:
اخترعها "رضوان الساعاتي" في عهد "عماد الدين الزنكي"، وقد كانت معجزة بحد ذاتها ، وكانت موجودة عند باب "جيرون" (النوفرة).
.
وهي عبارة عن مبنى مؤلف من طبقتين يظهر منها للمارة لوح خشبي ويوجد في الوسط 12 قبة تحت كل واحدة منها باب نحاسي نقشت عليه أرقام من 1 إلى 12، وعند مرور ساعة من الوقت يفتح أحد الأبواب فيظهر الرقم الدال عليها، وتنقلب القبة العلوية فيلقي طائران نحاسيان كرة في وعاء لإصدار رنة قوية تعلن مضي ساعة، وإتيان أخرى.
وتحت الأبواب يوجد مؤشر شبيه بالمسطرة للدلالة على كل 5 دقائق،
وفوق القبب دائرة عليها رسوم لأبراج فلكية مرتبطة بالتوقيت الغربي، تدل على فصول السنة وتغيرات الطقس، ويوجد في هذا الجزء مؤشر يدل على مكان الشمس من الشروق إلى الغروب.
اما عن عملها لضبط التوقيت الليلي فتوجد 12 فتحة دائرية تضيء عند مضي كل ساعة ليتم التعرف على الوقت.
.
وقد اتخذت (الساعات المائية) عند المسلمين شكلين:
▪︎ أحدها "صندوق ساعات" وهو قابل للنقل، لذا كان ملوك المسلمين يهدونه إلى أصدقائهم الملوك في شتّى أنحاء العالم.
▪︎ النوع الثاني كان كبير الحجم، يحتاج تشغيله إلى غرفة لا يقل عرْضها عن 20 متراً وارتفاعها عن 10 أمتار، وهو ما يجعل نقلها مستحيلاً.
.
وكما روت لنا كتب التاريخ، فإن المسلمين أنتجوا 21 ساعة مائية ذائعة الصيت، 8 منها اختُرعت في دمشق، أشهرها الساعات المائية الأربعة التي أقيمت على أبواب المسجد الأموي..
.
و هذه الساعات هي اختراع عربي صرف.. غير مأخوذ عن نموذج آخر..
وقد صنع من هذا النموذج ساعتان شبيهتان به، واحدة بالاسكندرية والثانية بألمانيا، لكن ليس بنفس الدقة والوظائف.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
احمد نجم - ضياء القباني - مدونة وطن
محمد المترك
ومصادر اخرى