جامع ومدرسة السلطانية بحلب
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
تقع المدرسة السلطانية أمام المدخل الرئيسي ل"قلعة حلب" يتقدمها طريق جانبي يتألف من (8)درجات تؤدي الى المدخل الرئيسي
و تعد من أهم وأروع الآثار الإسلامية، حيث ترجع في بنائها إلى العصر الأيوبي وتعد من أجمل ما خلفه ذلك العصر
.
تتفق المصادر و المراجع على أن مؤسس هذه المدرسة هو الملك "الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي" الذي توفي (613هـ /1216م) ولم تكن قد انتهت بعد، فبقيت مدة بعد وفاته حتى أتمها "شهاب الدين طغرل" سنة (620هـ/1223م) في أيام الملك "العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي" و كانت مخصصة للمذهبين "الشافعي" و "الحنفي" وهناك نص فوق باب المدخل و آخر على إفريز الواجهة يؤكدون ذلك.
.
وقد ظلت المدرسة بحالة جيدة على ما يبدو إلى أن خرج "تغري برمش" نائب حلب عن طاعة "الظاهر سيف الدين جقمق" (842هـ/1438م) وكل مماليكه برمي القلعة من داخل هذه المدرسة، فرمى عليهم أهل القلعة فتأثر حائط المدرسة ،ولكن هذا لم يؤثر على سير التدريس فيها فظل على أكمل حال حتى محنة "تيمورلنك".
.
ويبدو أن هذه المدرسة قد خضعت لأعمال ترميم في العهد المملوكي سنة (874هـ/1469م.) فأضيفت المئذنة ورممت الأجزاء العليا من الجدران بحجارة صغيرة. وهناك نص يشير إلى ذلك على جدار المدفن الشمالي جنوب شرقي الصحن. .
.
استمر ازدهار المدرسة وشهرتها إلى القرن العاشر الهجري حيث تعرضت المدرسة لكوارث الطبيعة والرمي بالمنجنيق أثناء الحروب واضمحل حالها وضاعت معظم أوقافها وأل أمرها إلى التعطيل والإهمال . إلى أن سعى أهل الخير بترميم بعض جدرانها . .
.
كان حرم المدرسة عبارة عن غرفة ذات شكل مربع مسقوفة بقبة مميزة جداً، وكانت مبنية بالحجارة الهرقلية المحكمة . ومحرابها من أعاجيب الدنيا في حسنه وإتقانه وأراد "تيمورلنك" أن يأخذه فقيل له لا يتركب على حالته الأولى فأبقاه
وكان هذا المحراب يعد من المحاريب النادرة من حيث التركيب ونوعية الرخام، وتم زخرفته بأنواع عديدة من الحجارة والرخام، كما احتوى على أعمال نحت دقيقة جداً، وكذلك احتوى على أعمدة ذات تيجان كورنثية مصنوعة من الرخام تقوم على جانبي المحراب.
.
وتُعد محارب هذا المسجد من سلسلة المحاريب الحلبية التي تعود إلى نفس العصر والأسلوب ك"محراب الفردوس" و"جامع الرومي".
.
وأما جدار القبلية المطل على صحن المدرسة فقد أصابه الوهن فاهتم جميل باشا ( كان واليا على حلب سنة1297هـ -1879م في عهد السلطان العثماني عبد الحميد) في إصلاحه.
.
أما الجانب الشرقي من القبلية فيوجد فيه قبران أحدهما للغازي بن صلاح الدين بن أيوب والآخر فيه بعض أخصائه. هذه المدرسة قد أمر بعمارتها وإنشائها تكية وتربة وجعلها مدرسة للفريقين ومقراً للمشتغلين بعلوم الشريعة من الطائفتين الشافعية والحنفية
.
وفي عام 1979م أنشأت مديرية الأوقاف فيها الصالة الكبيرة إلى الشرق من الصحن مكان غرف الطلبة المهدمة. كما أنشأت غرفاً في الجهة الشمالية الشرقية .
.
الوصف الهندسي:
*****************
☆المدخل :
يقع في الجهة الشمالية للجامع . وهو عبارة عن باب خشبي حديث العهد مزخرف بزخارف هندسية جميلة . عرضه 165سم وفوق الباب لوحة حجرية كتب عليها آيات قرآنية .
أما بهو المدخل فابعاده(3.5x3.6) وهو مسقوف بقبو سريري ، ويتقدم الباب الرئيسي ردهة صغيرة أبعادها(2.3x 3.5) م. وفوق المدخل توجد مئذنة الجامع .
.
وعلى يمين المدخل من الداخل توجد حجرتان صغيرتان أبعادها (4.5x2.5)م. إحداهما مستخدمة للوضوء ، وجانب هاتين الحجرتين توجد حجرة للخدمات الصحية سقفها عبارة عن قبو متقاطع . أبعاد الحجرة (8.2x3.5) م.
.
أما على يسار المدخل فهناك ثلاث حجرات صغيرة. الوسطى أعرض من الجانبيتين بقليل . وتسقيف هذه الحجرات عبارة عن قبو مستمر . وأبواب هذه الحجرات مفتوحة على الصحن الداخلي للجامع .
.
☆صحن الجامع:
واسع نسبياً مستطيل الشكل،.مبلط بتباليط حجرية .
وفي الجهة الغربية منه حديقة.مزروعة بالأشجار دائمة الخضرة .
كما توجد في وسط الصحن أربعة أحواض مزروعة بالأشجار ..
أما النوافذ والأبواب لباقي الأقسام فهي مفتوحة على الصحن .
.
☆ الحجازية :
هي حجرة حديثة العهد مستطيلة الشكل..مقسومة إلى قسمين :
• الأساسية كبيرة أبعادها (5.2x6.35) م.
• والثانية (4.25x5.25) م.
مفصولة عن الجدار الخارجي بممر عرضه /1/م.
.
وفي الزاوية الشمالية الشرقية هناك غرفة أبعادها (5.9x6 م). يلحظ فيها درج عرضه متر واحد يؤدي إلى غرفة الإمام .. وهي أيضاً مبنية حديثاً.
الجدران الخارجية للحجازية بعرض 1.1م وفيها بعض الخزائن الجدارية .
وسقف هذا القسم من البيتون المسلح وهو عبارة عن سقف مستوي.. وتتصل الحجازية مع حجرة الضريح عن طريق ممر ومع الباب الشرقي للجامع .
☆القبلية :
مستطيلة الشكل أبعادها (20x6.75) م. يتم الدخول إليها من الصحن عن طريق باب خشبي عرضه متر واحد . وعلى طرفيه وفوقه نافذة من كل جانب .
وهذه النوافذ مع الباب محصورة بقوس مدبب محمول على ركيزتين .
عرض القوس 4.6م.
.
وفي القسم الغربي من القبلية هناك الموضأ سقفه قبو متقاطع..
أما وسط القبلية فسقفها عبارة عن قبة محمولة على مثمن باثني عشر ضلعاً . وكذلك الحال بالنسبة لسقف حجرة الضريح الموجودة في القسم الشرقي من القبلية . وهي حجرة مربعة الشكل، يوجد فيها ضريح الشيخ "محمد بن عبد الله الشامي" رحمه الله .
.
وبجانب الضريح من الطرف الغربي توجد أربعة مصاطب حجرية أبعاد كل واحدة(1.1x1.5) م.
.
☆أما "المحراب" :
فهو بديع جداً مؤلف من ثلاث عشرة حجرة من الرخام الملون . وهو مكسي بالخشب يحيط به من الجانبين عمودين من الرخام الأسود ويعلوه قوس مدبب مزخرف بزخارف جميلة وهي عبارة عن دوائر متضافرة وأشرطة حجرية متداخلة بأشكال هندسية متشابكة على أجمل وجه وهو من أهم الآثار العربية القديمة في حلب
.
☆المئذنة:
متوسطة الارتفاع تقع فوق المدخل الرئيسي . يبلغ ارتفاعها (7.7) م. عن سطح المدخل .
وتتميز المدرسة بالمئذنة المثمنة الشكل التي تقوم فوق قاعدة مكعبة مبنية من الحجارة الصغيرة والانتقال من المربع إلى المثمن يتم بواسطة كتلة نصف هرمية في كل زاوية من زوايا القاعدة المربعة. وتنتهي في الأعلى بصفين تتناوب فيهما المثلثات الكروية البسيطة يعلو هذه المقرنصات (شرفة المئذنة) التي كان يقف عليها المؤذن وفوقها (الجوسق) ف(المظلة المعدنية) التي تسقف الشرفة ثم تعلوها (قبة صغيرة)..
وفي داخل المئذنة درج حجري حلزوني يؤدي إلى شرفة المئذنة
.
وللمدرسة واجهات داخلية وخارجية بعدد الجهات الأربع.
.
كما احتوت المدرسة على مساكن للطلاب والتي تنقسم إلى مجموعتين يفصل بينهما الباب الرئيسي، كل قسم يختص لطلاب احد المذهبين الحنفي والشافعي، ويتم الصعود لكل قسم عن طريق أدراج في الزاويتين الشمالية الغربية والشرقية
------------------------------------------------------------------------
( مصدر المعلومات : موقع جنة سوريا )
(الصور القديمة : صور من أثرية من أوائل القرن العشرين )
الصور الملونة من Google
-----------------------
مساجد حلب القديمة