صدد" مدينة على عتبة الصحراء

صدد" مدينة على عتبة الصحراء
-------------------------------------------
صدد..أيتها العتيقة الغنية
........................................
عندما تتحدث عن قرية صدد الحمصية، فأنت تتحدث عن(2000)عام قبل الميلاد، فصدد بلدة قديمة وعريقة، ذُكرت في سفر العدد من العهد القديم الذي يعود تاريخه إلى(1452) ق.م.
.
و هي واحدة من المدن السورية القديمة والتي تتبع لمحافظة حمص، وتقع على عتبة الصحراء، وهي واقعة خارج خط المطر في البلاد .وبالتالي ممنوع فيها الزراعة حيث تبيّن أن الكميات الهاطلة في القرية غير مناسبة للزراعة
يحد البلدة:
▪︎ من الشرق سلسلة الجبال التدمرية
▪︎ومن الغرب سلسلة جبال لبنان الشرقية
.
دخلت الديانة المسيحية اليها عام 184 ميلادى بواسطة المبشرين بالدين المسيحي.
وعرف سكانها بمغالاتهم بمعتقداتهم وجنسيتهم وتشبثهم بها..
.
وقد تجمع أهلها حول نبع ماء تفجر في الصخر يسقي بساتينها وحقولها حيث جذب السكان وأقاموا قرية "صدد"...
.
تبعد"صدد" عن مدينة "حمص" حوالي /60/ كم، و/100/ كم شمال شرق "دمشق"و يعود ذكرها في العهد القديم من الكتاب المقدس لأكثر من خمسة آلاف عام ..ويحدها:
▪︎ من الغرب بلدة حسياء(18 كلم)،
▪︎ ومن الشرق مهين (17كلم)،
▪︎ومن الشمال بلدة النعامية(14كلم)
▪︎ومن الجنوب بلدة الحفر (7كلم). .
يسكن في صدد حوالي 15 الف نسمة، يؤمها في الصيف الاف الزوار الذين ، يحيون ليالي صدد في الحفلات والمناسبات والسهرات طوال أشهر الصيف..
.
وتدل الشواهد الأثرية على أنّها كانت مأهولة منذ أقدم العصور، وكانت من ضمن أرض كنعان، إضافة لهذا فقد كانت المدينة محطة مهمة للقوافل التجارية.
.
"صدد" كلمة سريانية وهي قديمة العهد وتعتبر من الأسماء السامية، وقد اختلفت التراجم حول معنى الاسم باللغة الآرامية..
• ويُعتقد بأنّ معناه القرية الوادعة بجانب الجبل، وهو موقع يحكى بأنّه كان عبارة عن برجٍ يقع على الحدود الكنعانية الشمالية، وهذه هي التسمية الجغرافية للمدينة.
• اما التسمية التجارية لها فيقال بأن معناه هو الجوهرة الثمينة.
.
• اما اسم "صدد" كما ورد في المعاجم فهو يعني مقابل الشيء، فنقول بيتي صدد بيتك أي مقابله، ويظن أنها سميت كذلك لأنها مقابل امتداد سلسلة (جبال لبنان الشرقية)
.
وقد سكنها الشعب الآرامي منذ نشأتها عام (1454 ق.م) والشعب الآرامي هو من أقدم الشعوب في سورية، و تقول نظرية أخرى أن أصل سكانها عربي بدوي نظرا لوجودها في قلب البادية السورية...
ويرجع تاريخ المدينة الفعلي إلى الألفية الثانية قبل الميلاد،.
.
.في صدد الكثير من الآثار مما يجب أن نطلعك عليها.. منها:
• برج صدد المهدوم:
-----------------------------
برجٌ رومانيٌ قديم شُيد لمراقبة القوافل التجارية حوالي عام(400م)،وكان هذا البرج يتألف من عدة طبقات ومبني من أحجار كلسية كبيرة مكعبة وضخمة على غرار الأهرامات و الحصون و الأبراج المنيعة.. يبلغ طوله (10) أمتار وعرضه ( أمتار وارتفاعه (22) م،
.
وكان هذا البرج يرتبط بتل أثري مبني من الحجارة و الطين عن طريق نفق تحت الأرض استخدم لمراقبة الغزو المحتمل على البلدة في العهود الماضية ثم بدأ يتعرض للسقوط بسبب العواصف و الرياح الهوجاء التي هدمت جزءاً منه وذهب ضحيته 15 رجلاً من أهل البلدة عبر حوادث متكررة و بعد ذلك وتحديداً في عام (1919م) طالب أهل البلدة بترميمه فرفضت حكومة الإنتداب الفرنسي آنذاك هذا الامر فاضطر الأهالي لهدمه خوفاً من وقوع كوارث أخرى.
.
• تل صدد:
------------------------
هذا التل الذي يبلغ ارتفاعه (10)م مبني من اللبن والحجارة القديمة وكانت تتم من عليه المراقبة أما اليوم فيوجد على سفحه مركز بلدية صدد.
• قبر أبو فراس الحمداني:
--------------------------------
لجأ الأمير الشاعر أبو فراس الحمداني إلى صدد هربا من ابن عمه سيف الدولة الذي أرسل عددا من رجاله ليقتلوه وفعلا قصدوا صدد وأبو فراس لم يصل إليها بعد فعلى الطريق قتلوه وحملوا رأسه إلى ابن عمه وتركوا جثته في البرية حتى دفنها بعض الأعراب وقيل لو أنه وصل صدد لما قتلوه ومؤخراً تم نقل رفاة الأمير إلى حمص حيث أقيمت ساحة باسمه.
• الكنائس في صدد:
-----------------------------
في صدد العديد من الكنائس والأديرة على مر التاريخ منها ما اندثر والآخر ماثل حتى يومنا هذا..و يبلغ عددها (10) كنائس. أقدم هذه الكنائس هي (كنيسة مارجرجس الخضر) (1740)م.
.
وقد تمكنت البعثات الأثرية من الكشف عن معبدِ وثني يعود لإله الآراميين (حدد) ويعود تاريخه إلى أعوام ما قبل ميلاد المسيح، وكان هذا المعبد يقع بعيداً عن العمران بين الحقول والبساتين، حيث كان يعتقد بأنّه كان معبداً لآلهة الخصب، وتم بناؤه على عدة مراحل:
▪︎ المرحلة الأولى كانت بناء الهيكل والذي كان عبارة عن قبة عالية بُنيت من حجارة كبيرة، وقد كانت عريضة الجُدران تأخذ شكل الدائرة، وقد تحول فيما بعد إلى كنيسة..
▪︎أما المرحلة الثانية فقد بُنيت بأعمدة ضخمة ومجموعة من الأقواس التي تشكل في النهاية سقفاً معقوداً من الحجارة..
▪︎بينما كانت المرحلة الثالثة والأخيرة من خلال إنشاء عدد من القناطر من جنوب المعبد إلى شماله مع سقفٍ خشبي ينتهي بفتحة تطلُ على الغرب وهي باب الكنيسة..
.
وقد تم بناء كنيسة (مار جرجس أو كنيسة الخضر) على أنقاض هذا المعبد، ولا تزال الكنيسة موجودة حتى اليوم.
.
وتم فرش الأرض بالبلاط الحديث سنة 1955 م ويوجد فوق جرن المعمودية حجر بازلتية مكتوب عليها بالحرف اليوناني كتابات تشير الى قدم الكنيسة..
.
ولعل أبدع ما في الكنيسة هي مجموعة الرسومات الدينية التي رسمها الفنان الأسقف "إبراهيم اليازجي" في القرن الثامن عشر وتعتبر هذه اللوحات في "صدد" من أغنى الآثار التي يقصدها السواح و تمثل بعضاً من الأحداث الدينية وصوراً للآباء والقديسين وهي رسومات فريدة من نوعها بالعالم.
.
• النواويس والقبور الحجرية:
----------------------------------------
تحوي صدد على عدد من النوواييس أي القبور الحجرية القديمة الى الشمال الغربي منها ، وتحديداً في منطقة تدعى جزيرة "عُمُرو" وهي كلمة سريانية تعني "الدير" ،وقد كان في هذه الجزيرة (اي المنطقة المرتفعة) دير كان يطلق عليه قديماً اسم "مار ماما"، (وهو قديس سرياني ظل طويلاً حتى استطاع الكلام ولما تكلم كانت أول كلمة قالها ماما لذا سمي مارماما).
وكان الدير بمثابة كاتدرائية يتم فيها تخريج أساقفة ورهبان وبقي الدير عامراً حتى سنة (1715)م، لكنه اندثر بفعل عاديات الزمان وغزوات البدو.. و عثر في اثاره على عدد من التوابيت الحجرية لمشاهير وعظماء كان لهم أثر في تاريخ المنطقة
.
كما عثر على كهف فيه هياكل عظمية بشرية وإلى جانب كل منها إبريق و صحن من الفخار . يتوقع تاريخها إلى ألف سنة قبل الميلاد
.
◘ التعليم في صدد
----------------------------
صدد أم المتعلمين، وفيها أم المدارس في المنطقة الشرقية،حيث
يوجد في المدينة أقدم ثانوية في المحافظات السورية، وقد تمّ إنشاؤها عام 1962م،..
صدرت "صدد" أساتذة ومعلمين ودكاترة ومهندسين ومحامين وقضاة ورجال أمن،الى كل انحاء سورية والعالم.. ناهيك عن الأساتذة الحاصلين على شهادة "البروفسور" من أعلى الجامعات في العالم.
وخرج من بلدة صدد العريقة التاريخية بكل مقوماتها وأصالتها وتاريخها، مثقفون بكل درجاتهم وتخصصاتهم ومنهم من استقر في المدن الكبرى .. ومنهم من أسسوا قرى جديدة وحارات داخل المدن الكبرى مثل(فيروزة - زيدل - الفحيلة - الحفر - المشرفة - مسكنة)..ومنهم من هاجر..
.
و يعود التعليم المدرسي المنهجي في صدد إلى أوائل القرن الماضي،..
.
ومما هو جدير بالذكر ان كنائس صدد كانت وماتزال جامعات إيمان ونور وسلام، وتفتح مدارسها الصيفية لكل من أحب تعلم اللغة السريانية الأرامية القديمة مجانا.
.
الاقنية الرومانية
-----------------------------
لقد كان المسافر بين بغداد ودمشق يمر بين الأشجار الوارفة الظلال ويأكل من ثمرها وأهمها:
▪︎ قناة "الحفر" و تعود الى عام (1835م)
▪︎و قناة "الرحيبة"
▪︎و قناة "صدد" التي كانت مزرعة ضخمة تضم فواكه متنوعة ومنتزها جميلا إلا أنها جفت منذ عام (1975م)
.
و هناك أقنية لم يتم تعزيلها واستثمارها بعد و منها:
قناة "جب نهيش" و "أم حارتين" وغيرها وهذا ما يفسر كثرة انتشار الأقنية الرومانية في بعض أرجاء القرية.
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××
من عدة مصادر