إبراهيم العريس باحث وكاتب
السبت 1 يوليو 2023م
أوغوست كونت أثار حفيظة ماركس باكتشافه ثورة الصورة الجمالية
كتاب جديد يقترح أسباباً دفعت صاحب "رأس المال" لكراهية الفيلسوف الفرنسي
أوغوست كونت: اكتشف قوة الصورة... (الموسوعة البريطانية)
لم يكن المفكر الفرنسي ريمون آرون يسارياً ولا ماركسياً. بل كان التقدميون يعتبرونه رجعياً إلى درجة أنهم كانوا يقولون إنهم يفضلون أن "يكونوا على خطأ مع جان بول سارتر من أن يكونوا على صواب مع ريمون آرون". وكان هذا القول ناتجاً من التناحر الذي قام دائماً بين سارتر وآرون حتى منذ كانا رفيقي دراسة كطالبين ثانويين يتجه أولهما يساراً فيما يتجه الثاني يميناً. ومع ذلك لو أن كارل ماركس عاش في زمنهما لفضّل اليميني آرون على اليساري سارتر. وربما على الأقل لأن آرون وضع دراسة عن صاحب "رأس المال" وموقعه في الفكرين الاجتماعي والاقتصادي في التاريخ الفكري الحديث اعتبرت دائماً من أكثر الدراسات إنصافاً لمؤسس الفكر الماركسي. ففي ذلك النص/ المحاضرة التي شكلت لاحقاً فصلاً بأكمله من كتابه العمدة "مراحل الفكر السوسيولوجي"، لم يتوان آرون عن اعتبار ماركس واحداً من كبار المفكرين الاجتماعيين في الأزمنة الحديثة محللاً فكره في هذا المجال بصرف النظر عن مكانته النضالية – الأيديولوجية التي كانت تستهوي سارتر من دون أن تستهويه هو (أي آرون).
ولكن، في المقابل وأيضاً لو عاش ماركس في زمن آرون كان سيأخذ عليه كونه قد جعله تالياً لفيلسوف فرنسي سابق عليه كان يكرهه بشدة. وهذا الفيلسوف هو أوغوست كونت الذي اعتبره آرون حلقة الوسط بين مونتسكيو وماركس. وهو أمر كان من الصعب على هذا الأخير قبوله. ولكن ربما لأسباب غير علمية على أية حال، كما يخبرنا كتاب ألماني صدر في عام 2010 للباحث وولف ليبينيس بعنوان "أوغوست كونت، قوة العلامات". صحيح أن الكتاب لم يأت مخصصاً لبحث أسباب كراهية ماركس لكونت، لكنه توقف عندها بشكل ملحوظ كما تفيدنا عروض ألمانية عديدة للكتاب!
تعليق