البَبَّغاوات .. كتاب في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البَبَّغاوات .. كتاب في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

    البَبَّغاوات ..

    البَبَّغاوات تثير ، عند من يتاح له الوقت ، وتتاح الفرصة للتفكير فيها ، تثير معاني كثيرة ، ليس كلها الواضح .

    من أمثلة ذلك أني أذكر منذ سنوات زرت صديقا في بلد أجنبي ، له أسرة كبيرة ، وببغاء . وعلمت من زوجة صاحبنا أن الببغاء يجيد الكلام .
    قالت : اسأله ، يجب . . .
    قلت : ماذا أسأل ؟
    قالت : اسأله كيف هو ؟ فسألت كيف أنت ؟ فاذا
    به يجيبني : وكيف أنت ؟
    لم أعجب لهذا الجواب ، لأني أعرف أنهم هكذا علموه .

    واذا بصبي يلقي عليه نفس السؤال : كيف أنت ؟
    واذا بالببغاء نفسه يجيب ، بلغة تلك البلاد : عليك اللعنة . من هنا كان العجب . السؤال واحد ، واختلف الجوابان .

    - في الريف ، في بيت عالم نفساني

    وتحدثت عن هذا لرجل عالم نفساني ، يبحث في نفسانية الحيوانات . وكان في داره الريفية عديد منها من كل صنف . فأخذني الى ببغاء كان يؤويه . قال هذا الببغاء علمناه ما لو سمعته لحسبت أن له من الذكاء بعض ما للانسان . وأشار الى تابع له ، فخرج التابع ، واذا به يدق جرس الباب الخارجي . واذا بالببغاء يصيح ، عند سماع الجرس ، ويقول : تفضل ، أهلا وسهلا ( بلغة تلك البلاد أيضا ) . وخرج صاحبي النفساني من حجرة الببغاء ، وكانت هي هي حجرة الطعام في المنزل ، وأشار الى الببغاء بيده مودعا ، كأنه مفارق ، ومعه قبعته ، فاذا بالببغاء يصيح : مع السلامة .

    قال العالم النفساني : قد تظن أن هذا الببغاء يفهم ، وان به ذكاء .

    قلت : لا أظن بل أوقن أن في الحيوانات جميعا ذكاء ، وفيها فهما ، ولكني ما أحسب أن فهمهم يبلغ هذه الغاية ، وانما هو تعليم وتدريب .

    قال صاحبي : نعم . هو تعليم وتدريب ، وهي أقوال يقولها الببغاء في المناسبات الصحيحة ، ولكن هذا يدل على أن له ، على الأقل ، من الذكاء ما يربط به بين الكلام الذي ينطق به والظرف المناسب الذي يقال فيه .

    قلت : لا بد كذلك من تدريب الببغاء على المناسبات والا ما نطق .

    قال صاحبي : نعم ، لا بد من تعليم لربط ما ينطق
    به بمناسباته . أما اذا أنت تركته يسمع ما يسمع ، ويقول ما يقول ، فهو سوف ينطق بالذي يسمع ، من حسن أو قبيح ، ولا يبالي . وهو كثيرا ما يفضح أهل البيت ، فينقل عنهم ما قد يقولون في خلواتهم ، فيكشف عنهم الستر من حيث لا ينتظرون .

    قلت : وجود الببغاء منه نفع اذ يعلم الناس الأدب .

    قال صاحبي : يعلمهم الحيطة . واستطرد صاحبي عالم الحيوان النفساني يقول :
    - الببغاوات لا تقلد الا صوت الانسان

    والغريب في أمر هذه الببغاوات - من يجيد منها الكلام ، فليست كلها تجيده - الغريب في أمرها أنها لا تتكلم وهي طليقة في غاباتها . انها تصوت ، وتصوت ، وتصك الآذان بصراخها ، ولكنها لا تقلد أصوات غيرها من الطيور أو الحيوانات . لا بد من البيت ، ومع بني آدم ، لتقول كلاما مما يقول الناس . الأسر أولا في البيت ، وصحبة الانسان تحت سقف البيت ، ثم تقليد صوته .

    قلت : انها ألفة الانسان تعلمها الكلام .

    قال : بل لعل الوحشة .. وحشة الأسر ، تعلمها الألفة . أن الأنفس ، وأنفس الحيوانات منها ، لا تزال في أفهامنا ديجورا من دياجير الظلام . أن الأنفس لها روابط بعضها ببعض . والوحدة تقطع هذه الروابط . والأنفس تأبى قطعها ، فهي تمد بأطراف هذه الروابط المقطوعة ، على الوحدة ، لترتبط بأي نفس أخرى ، ولو كانت نفس انسان .

    - محاولات في اللغة فاشلة

    واستطرد صاحبي يقول :

    ومن تلك الروابط رابطة الصوت . ان الصوت عند كل حيوان تعبير . الكلب ينبح لغاية . يريد أن يقول شيئا ، أن يفهمك ويفهمني شيئا. والقطة تهر عند الغضب ، ولو كانت انسانا لشتمت . وهي تطلب الطعام فتصوت صوتا خفيفا فيه معنى التوسل والاسترحام . انها تريد أن تقول ، ولكنها لا تستطيع . وهكذا سائر الأصوات . محاولات في اللغة فاشلة ولكنها ذات معنى . وهي فشلت لأن الحيوانات لم يكن لها ما للانسان من اجهزة الكلام : فم أجوف ، وبه لسان ، من ورائه حلق ، يتصل بأنف ، من ورائها جميعا صدر للهواء نافخ . عضلات تتحرك في تجاويف ، تحدث ، وفقا لعلم الصوت، الكلام : حروفا ساكنة ، وحروفا للعلة . وقد أمكننا أن نسجل أصوات الببغاوات على أشرطة تبينا منها أن في أفواهها وحلوقها مقدرة على ابداع الساكنات من الحروف ولكن تعذر عليها ابداع العلات . وبالطبع وراء الكلام المخ لربط الأصوات بالمعاني . المهم أن الببغاوات - من يحسن منها الكلام - انما يحسنه لما أعطاه الله في حلقه من أدوات اقرب ما تكون تشكلا وتهيؤاً لاحداث الأصوات .

    قلت : حسبت أن بعض القردة تنطق كلاما .

    قال : نوع واحد من القردة استطاع أن ينطق كلمتين أو ثلاثا ، بجهد جاهد . ذلك الأورانج أوتان .

    - أنس الانسان بالحيوان : أنس متبادل

    قلت : أعود الى الببغاء فأسأل ، ما الذي يحمله على الكلام وهو آكل شارب هانيء ؟

    قال صاحبي العالم النفساني : الوحدة . أذكر أن أكثر بني الناس الذين يتعلقون بالحيوانات ، يؤوونها ، ويصطحبونها ويصادقونها ، من قطط ، ومن كلاب ، ومن نحو خمسين أخرى من مستأنس الحيوان ، انما هم المتوحدون المستوحشون ، والمتوحدات المستوحشات ، من بني الانسان . عانس أو أرملة تعيش وحيدة ، تؤوي قطة أو كلبا . امرأة عجوز ، رجل شيخ . كل هؤلاء يوحشهم سكوت البيت وسكونه ، فيطلبون الحركة يرونها ، ويطلبون الحركة يسمعونها ، فتكون الألفة التي تقوم بين انسان و حيوان .

    ومن هذه الفة الببغاوات . قرأت أن امرأة نيفت على الثمانين ، عاشت ، وحيدة مع ببغائها ، يونس وحدتها ، وتؤنس وحدته ، فلما ماتت أوقفت عليه بيتها ومالا لمعاشه حتى يموت . ووقف البيت في سبيل البلدية بلدية مدينة منترول بكندا على ما اذكر . لا يستطيع أحد هدمه لاستحداث طريق حتى يموت الببغاء وما أطول عمره .

    قلت : ذكرت يا صاحبي ألفة تقوم بين الانسان والحيوان .

    قال : نعم ، نعم ، ألفة مشتركة . ان الببغاوات اكثر كلاما عندما يغيب صاحبها أو صاحبتها . ففي غيبة الصاحب يونس الببغاء وحشته بالكلام . أن الكلام صوت والصوت ايناس .

    ومضى صاحبي النفساني يشابه بين الببغاء من الطير والطفل من بني الناس . فالطفل كذلك يتحدث لنفسه ، وبصوت ، في غيبة أمه ، طلبا للأنس من وحشة .

    - في الببغاوات : خضرة وصفرة وحمرة

    ولنترك حديث الصديق العالم النفساني لنعود الى الكلام فيما يثيره النظر الى الببغاوات ، وتأملها ، في الانسان ، من معان ليس كلها بالواضح .

    ومن ذلك الوانها : الحمرة والزرقة والخضرة والصفرة ، كلها يجاور بعضها بعضا ، في تناسق معجب مريح .

    والحيوانات جميعا ليس فيها ما هو أزهى لونا ، وأكثر زواقا من الببغاوات .

    وأذكر من ذات الألوان في الحيوانات الأسماك .

    ( هذان زوجان من نفس الفصيلة ، فصيلة الماكو ، كبيرة الحجم ، طويلة الذيل ، زاهية الألوان . وترى من تقارب الزوجين معنى ظاهرا من الولاء الزوجي الذي هو شيمة الببغاوات . ولا يفوتنا أن نذكر ان فصيلة الماكو تتألف من نحو ١٥ جنسا . وموطنها البرازيل والباراجواي )

    وأذكر من ذات الألوان في الحيوانات المرجانيات .

    ولكن أين هي جميعا من الوان الببغاوات ؟! ويتراءى في أمر اللون معنيان غامضان ، معنى يتصل بصناعة هذه الألوان ، في هذه الأجسام خاصة ، ومعنى يتصل بأهدافها .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	٢٠٢٤٠٢٢٨_٢٣٣٥١٩.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	92.4 كيلوبايت  الهوية:	193354 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٢٨-٠٢-٢٠٢٤ ٢٣.٣٥_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	86.5 كيلوبايت  الهوية:	193355 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٢٨-٠٢-٢٠٢٤ ٢٣.٣٥_1(2).jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	86.0 كيلوبايت  الهوية:	193356 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٢٨-٠٢-٢٠٢٤ ٢٣.٤٠_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	81.2 كيلوبايت  الهوية:	193357 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٢٨-٠٢-٢٠٢٤ ٢٣.٤٠_1(2).jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	74.7 كيلوبايت  الهوية:	193358

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٢٨-٠٢-٢٠٢٤ ٢٣.٤٣_1.jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	121.4 كيلوبايت 
الهوية:	193360

    Parrots..

    Parrots excite, when they have time,
    Given the opportunity to think about it, it raises many meanings, not all of which are clear.

    An example of this is that I remember years ago visiting a friend in a foreign country who had a large family and a parrot. I learned from our friend's wife that the parrot is good at talking.
    She said: Ask him, you must. . .
    I said: What should I ask?
    She said: Ask him how he is? So I asked how are you? So
    He answers me: How are you?
    I did not like this answer, because I know that is how they taught it.

    And then a boy asked him the same question: How are you?
    And the parrot himself answered, in the language of that country: On you
    the curse . Hence the wonder. The question is the same, the answers are different.

    - In the countryside, in the house of a psychologist

    I talked about this to a psychologist, who researches the psychology of animals. There were many of them of every type in his country house. So he took me to a parrot he was sheltering. This parrot said: We taught him something. If you had heard him, you would have thought that he had some intelligence similar to that of a human. He pointed to a follower of his, so the follower came out, and suddenly he rang the outside doorbell. When he heard the bell, the parrot shouted and said: Here you are, welcome (also in the language of that country). My psychotic companion came out of the parrot's room, which was the dining room in the house, and pointed to the parrot with his hand saying goodbye, as if he was parting, and with him his hat, and then the parrot shouted: Goodbye.

    The psychologist said: You might think that this parrot understands, and that it has intelligence.

    I said: I do not think, but I am certain that all animals have intelligence and understanding, but I do not think that their understanding achieves this goal. Rather, it is education and training.

    My friend said: Yes. It is education and training, and they are sayings that the parrot says on the appropriate occasions, but this indicates that it has, at least, the intelligence with which it links the words it utters to the appropriate circumstance in which they are said.

    I said: The parrot must also be trained for appropriate occasions, otherwise it will not speak.

    My friend said: Yes, there is a need for education to connect what is said
    On his occasions. But if you let him hear what he hears and say what he says, he will say what he hears, whether good or bad, and he will not care. He often exposes the members of the household, quoting from them what they might say in their privacy, thus revealing their cover from where they did not expect it.

    I said: The presence of a parrot is beneficial as it teaches people good manners.

    My friend said: He teaches them caution. My friend, the zoopsychologist, went on to say:
    Parrots only imitate the human voice

    What is strange about these parrots - whoever is good at talking, not all of them are good at it - what is strange about them is that they do not speak while they are free in their forests. It sounds, sounds, and silences the ears with its screams, but it does not imitate the sounds of other birds or animals. It is necessary to be at home, and with human beings, to say what people say. Captivity first in the home, the company of a person under the roof of the house, then imitating his voice.

    I said: It is human familiarity that teaches her to speak.

    He said: Perhaps loneliness... the loneliness of captivity, taught by familiarity. That souls, and the souls of animals among them, are still in our minds a gorge of darkness. Souls have connections to each other. Loneliness breaks these ties. Souls refuse to be severed, as they extend the ends of these severed ties, in unity, to connect to any other soul, even if it is a human soul.

    - Failed attempts at language

    My friend went on to say:

    One of those links is the sound link. The sound of every animal is an expression. The dog barks loudly. He wants to say something, to understand you or me. A cat growls when angry, and if it were a human it would curse. She asks for food and makes a soft voice that conveys the meaning of pleading and asking for forgiveness. She wants to say, but she can't. And so are all the sounds. Failed but meaningful attempts at language. It failed because animals did not have the speech apparatus that humans have: a hollow mouth with a tongue, behind it a throat connected to a nose, and behind all of them there is a chest that blows air. Muscles that move in cavities produce, according to the science of phonetics, speech: consonants and vowels. We were able to record the voices of parrots on tapes, showing that their mouths and throats have the ability to create consonants from letters, but they are unable to create vowels. Of course, the brain is behind speech to link sounds to meanings. The important thing is that parrots - those who speak well - do so because God has given them tools in their throats that are most closely shaped and prepared to make sounds.

    I said: I thought some monkeys could speak.

    He said: One type of monkey was able to pronounce two or three words with great effort. That orangutan.

    - Man’s companionship with animals: mutual companionship

    I said: I go back to the parrot and ask: What motivates it to speak when it is a happy eater and drinker?

    My friend, the psychologist, said: Loneliness. I remember that most of the people who cling to animals, shelter them, accompany them, and befriend them, including cats, dogs, and about fifty other domesticated animals, are the lonely, feral ones, and the solitary women, among the human beings. A spinster or widow who lives alone, shelters a cat or a dog. An old woman, an old man. All of these people feel lonely by the silence and stillness of the house, so they seek movement to see it, and seek movement to hear it, thus creating the familiarity that exists between a human and an animal.

    One of these is parrots. I read that a woman who was over eighty lived alone with her parrot, Yunus, her solitude, and his solitude, so when she died, she bequeathed her house to him and money for his livelihood until he died. The house was donated to the municipality by the municipality of the city of Montreal, Canada, as I remember. No one can demolish it to create a road until the parrot dies, and how long its life will be.

    I said: You mentioned, my friend, the intimacy that exists between humans and animals.

    He said: Yes, yes, common familiarity. Parrots are more talkative when their owner or companion is absent. During the absence of his friend, Yunus, the parrot, he missed his words. Speech is sound and sound is Enas.

    My psychological friend went on to compare a parrot to a bird and a child to a human being. The child also speaks to himself, in a voice, in the absence of his mother, seeking comfort from his loneliness.

    - In parrots: green, yellow, and red

    Let us leave the talk of the psychologist friend and return to talking about the meanings that looking at parrots and contemplating them raises in humans, not all of which are clear.

    Among these colors are: red, blue, and green
    And the yellow ones, all of them next to each other, in a pleasant, comfortable harmony.

    And all animals have nothing of the brightest colour.
    And more hiccups than parrots.

    I remember the same colors in animals as fish.

    (These are two pairs of the same species, the mako species. They are large in size, long-tailed, and brightly colored. You can see from the closeness of the spouses an apparent meaning of marital loyalty, which is a characteristic of parrots. We cannot fail to mention that the mako species consists of about 15 genera. Its homeland is Brazil and Paraguay.)

    I remember the same colors in coral animals.

    But where are all the colors of parrots?! There appear to be two ambiguous meanings in the matter of color: a meaning related to the manufacture of these colors, in these objects in particular, and a meaning related to their goals.

    تعليق

    يعمل...
    X