قصة خلق عجيبة .. مَملكة النَّحل ..
وتقوم النحلة الملكة تسكن هذه البيوت اسكانا . تضع في كل بيت بيضة . وتقوم الحاضنات من الشغالة على البيض ، في شتى أدواره ، تعنى به وتحميه ويتفقس البيض ، وتخرج منه الدودة ، فتقوم الشغالة . على الدود تغذيه . وهي تغذي ، وهو يكبر ، حتى يملأ البيت ، ذلك البيت المسدس الأركان . وعندئذ تقوم الشغالة من النحل بصنع غطاء تغطي به هذا البيت والدودة فيه . وهو غطاء لا يحبس الهواء حبسا . وهي تغطيه لأن شيئا جللا سيحدث فيه :
ان الدودة عندئذ تأخذ تصنع خيوطا كأنها الحرير دقة وملاسة وهي تلفها على نفسها لفا فاذا بالدودة حبيسة ذلك الثوب الحريري الذي نسميه شرنقة .
وفي هذه الشرنقة يحدث أعجب الخلق .
تتطور الدودة ، ثم اذا بها تثقب الشرنقة فتخرج منها آخر الأمر نحلة كاملة !!
- الايمان الأصيل ، مطلبه عسير
ستقول السحر . وأقول دعك من السحر ، فالسحر خداع . وما في هذا الفن الرائع خدع أبصار أو أسماع .
وأقول لهذا العاهل الذي وقف منذ أسابيع يتحدى الله ، يقول أرني وجهك ان كنت هناك . له أقول ليس الله بكاشف عن وجه ، فلله في ارض وسماء وجوه آلاف. وهذا الذي نصف هو من بعض وجوهه . ان في هذه الشرنقة لعبت أنامل صناع ، هي من أنامل الله . وهي أنامل يراها أهل العلم الحديث اينما نظروا ، وكل ساعة نظروا . فهذا هو الايمان الأصيل ، وهو ينبع من موارده الاولى . لا تقليد فيه ولا لقانة ولكنه ايمان عسير المطلب ، غالي الثمن . سبيله الدراسة الطويلة ، بالنهار، ومواصلة الفكر بليل ، في حشد من السنين طويل. فهذا هو الايمان في أعلى مراقيه . يصعد اليه الرجل درجات بمقدار ما حصل علما ، علما حديثا ، ويهبط عنه درجات بمقدار ما جهل .
- ٢١ يوما من البيضة الى النحلة الكاملة
ولندخل في تفاصيل ذلك الخلق ، ذلك التطور من دودة الى نحلة كاملة ، دخولا أعمق ، ندرك به بعض التفاصيل ، وندركها اجمالا .
ان الدودة ، في أيامها الثلاثة الأولى ، تأكل ذلك الشيء الذي أسميناه ( بالفالوذج الملكي ) ، لان الشغالة تغذي به الملكة خاصة وهي تبيض على ما ذكرنا وشغالة النحل الحاضنات تصنعه كذلك وهو أشبه شيء باللبن الحليب ، تكاد الدودة تعوم فيه عوما وهي في الأيام الثلاثة التالية تظل تأكل ولكن الغذاء يكون قد تحول بعض الشيء . تحول كما وتحول كيفاً . الفالوذج باق ، ولكن تضيف اليه الشغالة الحاضنة شيئا جديدا تصنعه ، يسمى « خبز النحل ) ، تصنعه من لقاح زهر . ثم تتحول الدودة في مخبئها الى ( عروس ) ، ثم تخرج نحلة وهي تقضي في التحول من بيضة الى نحلة كاملة ٢١ يوما.
- الشغالة اناث ، لم تتم أنوثتها
ان النحلة الشغالة أنثى في حقيقة تكوينها ، ولكنها أنثى لم تتم أنوثتها . وجسمها تشكل ليتفق مع واجباتها، وما أكثرها .
انها تمتص رحيق الزهر ، ثم تحوله تحويلا كيماويا الى عسل شهد .
وانها لتجمع لقاح الزهر بشعرات ، على رجليها الخلفيتين ، أشبه بأسنان المشط ، وتلمه في سلة على رجليها .
وانها لتصنع من هذا وذاك طعاما للملكة ، وهو ( الفالوذج الملكي ) ، وهو طعام الدود كذلك .
وانها لتصنع من هذا أو ذاك خبز النحل ، ومنه تطعم الدود .
وانها لتقوم على هذا الدود حاضنة راعية .
وانها لتحول العسل الى شمع ، تبني به الخلية .
وهي تتعلم كيف تبنيها .
وانها لتنظف الخلية ، وتهويها ، وتجففها ، خفقا بأجنحتها .
وانها لتقوم حارسات على خزائن العسل ، الذي هو طعامها وقوام حياتها . أن العسل تصنعه لنفسها لا للناس . كما لبن الأبقار للأبقار ، ثم يأتي الانسان فيغتصبه اغتصابا .
وسبيلها الى الحراسة اللسع ، بزبان موضعه في آخر الجسم . ومع الزبان "كرية منها يخرج السم .
- وفحول النحل لها في الحياة شر حظوظ
ان الفحل اسم لكل ذكر لكل صنف من فحول الحيوان . ففحول النحل ذكورها .
والرجال في المجتمع الانساني لهم اليد العليا والحظ الأوفر . وكأنما أرادت الطبيعة أن تنتقم من رجال بني الناس ، فهدفت الى رجال النحل فخسفت بهم الأرض ، فهم أذلة .
نعم . ان ذكر النحل لم يخلق الا للتلقيح. وأقوى شيء في جسمه أجنحته ، يخرج بها يبحث عن ضالته ، عن ملكة تكون خرجت تطير طيرة العرس تطلب الفحل الذكر . ويلتقيان ساعة ، أن تكن هانئة ، فما اقصرها - من ساعة ، يموت الذكر بعدها . لقد فرغ واجبه في الحياة .
واذا هو لم يجد ملكة ، وجاء الخريف ، طاردته الشغالة من النحل عن العسل ، وكانت قبل ذلك تعنى به و تأذن له بطعام . وعندئذ يموت جوعا .
ان الشغالة شديدة الحس بدنو الشتاء وهي عندئذ لا تطرد الذكور عن العسل فحسب ، بل هي تقوم على الدود الناشيء ولو سوف تخرج منه شغالة من جنسها، تقوم عليه ، وعلى عرائس كانت خرجت منه ، فتتلفها حتى يقل سكان الخلية ، وحتى تتفق أعدادها وما اختزن في الخلية من طعام . وقد تنقص الخلية في الشتاء الى عشر ما كان بها من السكان صيفا .
والفحل الذكر ، اذا أنت فحصته ، عرفت انه خلق للتعطل ، ومع التعطل مسكنة وخنوع . هذا حكم الدنيا . وكيف ترى في فحل للنحل ، مخلوقا قصر لسانه فما يستطيع أن يبلغ رحيق الزهر ولا يستطيع له لعقا ، وخلت رجله مما يجمع به لقاح أزهار ، وخلا جسمه من غدد تصنع الشمع . وليس له حتى الزبان الذي يدفع به عن نفسه .
- العسل الشهد
وأخيرا نأتي على العسل ، عسل النحل ، الذي أسموه شهدا . ولعله أول مصدر للسكر عرفه في تاريخه الانسان .
والسكر عند الناس شيء واحد ، وهو سكر القصب . ولكن بالعنب سكر غير سكر القصب . وبالفواكه سكر غير سكر القصب وسكر العنب . وهما يختلفان عن سكر القصب تركيبا ومذاقا وصفات . وعسل النحل يجمع بين الثلاثة الأنواع وهو أسهل من سكر القصب هضما . ولعله من أجل ذلك سمي شهدا .
وتقوم النحلة الملكة تسكن هذه البيوت اسكانا . تضع في كل بيت بيضة . وتقوم الحاضنات من الشغالة على البيض ، في شتى أدواره ، تعنى به وتحميه ويتفقس البيض ، وتخرج منه الدودة ، فتقوم الشغالة . على الدود تغذيه . وهي تغذي ، وهو يكبر ، حتى يملأ البيت ، ذلك البيت المسدس الأركان . وعندئذ تقوم الشغالة من النحل بصنع غطاء تغطي به هذا البيت والدودة فيه . وهو غطاء لا يحبس الهواء حبسا . وهي تغطيه لأن شيئا جللا سيحدث فيه :
ان الدودة عندئذ تأخذ تصنع خيوطا كأنها الحرير دقة وملاسة وهي تلفها على نفسها لفا فاذا بالدودة حبيسة ذلك الثوب الحريري الذي نسميه شرنقة .
وفي هذه الشرنقة يحدث أعجب الخلق .
تتطور الدودة ، ثم اذا بها تثقب الشرنقة فتخرج منها آخر الأمر نحلة كاملة !!
- الايمان الأصيل ، مطلبه عسير
ستقول السحر . وأقول دعك من السحر ، فالسحر خداع . وما في هذا الفن الرائع خدع أبصار أو أسماع .
وأقول لهذا العاهل الذي وقف منذ أسابيع يتحدى الله ، يقول أرني وجهك ان كنت هناك . له أقول ليس الله بكاشف عن وجه ، فلله في ارض وسماء وجوه آلاف. وهذا الذي نصف هو من بعض وجوهه . ان في هذه الشرنقة لعبت أنامل صناع ، هي من أنامل الله . وهي أنامل يراها أهل العلم الحديث اينما نظروا ، وكل ساعة نظروا . فهذا هو الايمان الأصيل ، وهو ينبع من موارده الاولى . لا تقليد فيه ولا لقانة ولكنه ايمان عسير المطلب ، غالي الثمن . سبيله الدراسة الطويلة ، بالنهار، ومواصلة الفكر بليل ، في حشد من السنين طويل. فهذا هو الايمان في أعلى مراقيه . يصعد اليه الرجل درجات بمقدار ما حصل علما ، علما حديثا ، ويهبط عنه درجات بمقدار ما جهل .
- ٢١ يوما من البيضة الى النحلة الكاملة
ولندخل في تفاصيل ذلك الخلق ، ذلك التطور من دودة الى نحلة كاملة ، دخولا أعمق ، ندرك به بعض التفاصيل ، وندركها اجمالا .
ان الدودة ، في أيامها الثلاثة الأولى ، تأكل ذلك الشيء الذي أسميناه ( بالفالوذج الملكي ) ، لان الشغالة تغذي به الملكة خاصة وهي تبيض على ما ذكرنا وشغالة النحل الحاضنات تصنعه كذلك وهو أشبه شيء باللبن الحليب ، تكاد الدودة تعوم فيه عوما وهي في الأيام الثلاثة التالية تظل تأكل ولكن الغذاء يكون قد تحول بعض الشيء . تحول كما وتحول كيفاً . الفالوذج باق ، ولكن تضيف اليه الشغالة الحاضنة شيئا جديدا تصنعه ، يسمى « خبز النحل ) ، تصنعه من لقاح زهر . ثم تتحول الدودة في مخبئها الى ( عروس ) ، ثم تخرج نحلة وهي تقضي في التحول من بيضة الى نحلة كاملة ٢١ يوما.
- الشغالة اناث ، لم تتم أنوثتها
ان النحلة الشغالة أنثى في حقيقة تكوينها ، ولكنها أنثى لم تتم أنوثتها . وجسمها تشكل ليتفق مع واجباتها، وما أكثرها .
انها تمتص رحيق الزهر ، ثم تحوله تحويلا كيماويا الى عسل شهد .
وانها لتجمع لقاح الزهر بشعرات ، على رجليها الخلفيتين ، أشبه بأسنان المشط ، وتلمه في سلة على رجليها .
وانها لتصنع من هذا وذاك طعاما للملكة ، وهو ( الفالوذج الملكي ) ، وهو طعام الدود كذلك .
وانها لتصنع من هذا أو ذاك خبز النحل ، ومنه تطعم الدود .
وانها لتقوم على هذا الدود حاضنة راعية .
وانها لتحول العسل الى شمع ، تبني به الخلية .
وهي تتعلم كيف تبنيها .
وانها لتنظف الخلية ، وتهويها ، وتجففها ، خفقا بأجنحتها .
وانها لتقوم حارسات على خزائن العسل ، الذي هو طعامها وقوام حياتها . أن العسل تصنعه لنفسها لا للناس . كما لبن الأبقار للأبقار ، ثم يأتي الانسان فيغتصبه اغتصابا .
وسبيلها الى الحراسة اللسع ، بزبان موضعه في آخر الجسم . ومع الزبان "كرية منها يخرج السم .
- وفحول النحل لها في الحياة شر حظوظ
ان الفحل اسم لكل ذكر لكل صنف من فحول الحيوان . ففحول النحل ذكورها .
والرجال في المجتمع الانساني لهم اليد العليا والحظ الأوفر . وكأنما أرادت الطبيعة أن تنتقم من رجال بني الناس ، فهدفت الى رجال النحل فخسفت بهم الأرض ، فهم أذلة .
نعم . ان ذكر النحل لم يخلق الا للتلقيح. وأقوى شيء في جسمه أجنحته ، يخرج بها يبحث عن ضالته ، عن ملكة تكون خرجت تطير طيرة العرس تطلب الفحل الذكر . ويلتقيان ساعة ، أن تكن هانئة ، فما اقصرها - من ساعة ، يموت الذكر بعدها . لقد فرغ واجبه في الحياة .
واذا هو لم يجد ملكة ، وجاء الخريف ، طاردته الشغالة من النحل عن العسل ، وكانت قبل ذلك تعنى به و تأذن له بطعام . وعندئذ يموت جوعا .
ان الشغالة شديدة الحس بدنو الشتاء وهي عندئذ لا تطرد الذكور عن العسل فحسب ، بل هي تقوم على الدود الناشيء ولو سوف تخرج منه شغالة من جنسها، تقوم عليه ، وعلى عرائس كانت خرجت منه ، فتتلفها حتى يقل سكان الخلية ، وحتى تتفق أعدادها وما اختزن في الخلية من طعام . وقد تنقص الخلية في الشتاء الى عشر ما كان بها من السكان صيفا .
والفحل الذكر ، اذا أنت فحصته ، عرفت انه خلق للتعطل ، ومع التعطل مسكنة وخنوع . هذا حكم الدنيا . وكيف ترى في فحل للنحل ، مخلوقا قصر لسانه فما يستطيع أن يبلغ رحيق الزهر ولا يستطيع له لعقا ، وخلت رجله مما يجمع به لقاح أزهار ، وخلا جسمه من غدد تصنع الشمع . وليس له حتى الزبان الذي يدفع به عن نفسه .
- العسل الشهد
وأخيرا نأتي على العسل ، عسل النحل ، الذي أسموه شهدا . ولعله أول مصدر للسكر عرفه في تاريخه الانسان .
والسكر عند الناس شيء واحد ، وهو سكر القصب . ولكن بالعنب سكر غير سكر القصب . وبالفواكه سكر غير سكر القصب وسكر العنب . وهما يختلفان عن سكر القصب تركيبا ومذاقا وصفات . وعسل النحل يجمع بين الثلاثة الأنواع وهو أسهل من سكر القصب هضما . ولعله من أجل ذلك سمي شهدا .
تعليق