جماعة النحل صنوف ثلاثة .. مَملكة النَّحل ..
ومجتمع النحل يتألف من الملكة ، وهي الأنثى الخصيبة ، التي تصنع للخلية الأهل والسكان ثم من ( الشغالة ) ، وأعدادها هائلة ، لأنها تقوم بأشغال المجتمع على كثرتها وتنوعها . ثم الذكور ، وهي أعداد قليلة ، وتقوم باخصاب الملكة الأنثى ، ربة العرش في هذه الجماعة الغريبة .
- ربة العرش ، الملكة
ونقول ربة العرش كما نقول ملكة سبأ ، وكما نقول كيلو بطرة صاحبة تاج مصر قديما .
غير أن ربة العرش في مجتمع النحل لا تكاد تأمر انها تطاع قبل أن تأمر ، لأن الطاعة في الشغالة عادة أنها الغريزة ، والغريزة ثابتة دائما . والانسان سعيد بغريزته ، لأنها تجري مع ارادته في سبيل واحدة وتحتل الملكة من الخلية أوسطها ، وحولها من الشغالة نفر يغذيها ويستجيب لكل مطالبها . وغذاؤها مما تصنع الشغالة ، ويعرف بالفالوذج الملكي وهو غذاؤها الواحد ما ظلت تبيض ، وتصنعه لها « شغالة » النحل وهو غذاء مركز فيه تغذية واشباع .
- عمل الملكة الأول : البيض ، ومد الخلية بسكانها
وعمل الملكة الأول هو البيض . انها تبيض ثم تبيض ثم تبيض . انها تؤمن للخلية سكانها . تدور على بيوتها الصغيرة فترشق في كل بيت بيضة . وهي تخرج البيضة غير الملقحة أو الملقحة على هواها . فعندها حصيلة من البيض الملقح مما جمعت عند التقائها بالفحل الذكر .
والبيضة الملقحة يخرج منها آخر الامر الشغالة والملكات ، وتخرج الشغالة كثيرة ، وتخرج الملكات قليلة. والبيضة غير الملقحة تخرج الذكور .
والملكة تخرج القليل من الذكور ، وقلة الملكات يتفق وصالح المجتمع لما سوف تعلم من واجبات هذه وهذه .
وكثرة الشغالة يتفق كذلك وصالح المجتمع ، لأن الشغالة هي عماد حياته والعمل فيه .
- الشغالة تقوم على طعام الملكة
والملكة تبيض في كثرة قبيل موسم العسل ، وهي عندئذ قد تبيض نحوا من ۲۵۰۰ بيضة في اليوم الواحد. فاذا انتهى موسم العسل انخفض عدد ما تبيض من البيض . وتعلم الشغالة ذلك ، فهي تعطي الملكة الطعام الكثير أثناء كثرة البيض ، وهي تعطيها القليل عندما يقل البيض ، كالأم الحامل يفذوها أهلها الكثير لأنها تأكل ويأكل وليدها .
- الملكة تملك ، ولا تحكم
وقد تحسب أن أمر البيض وعدده تتحكم فيه الملكة . وعندئذ تخطىء حسابا . ان الذي يحدد عدد البيض انما هي الشغالة ، بتحديدها طعام الملكة . وهي تحدده وفقا لحالة المجتمع من السكان .
واهتدى النحل الى تحديد النسل بل تنظيمه ،
وعجز عن ذلك الانسان .
ومن هذا ترى أن الملكة الحاكمة محكومة . وأن الحكومة في جماعة النحل ديمقراطية في اصدق معانيها ، ودع المعاني الزائفة . ان الملكة تملك ولا تحكم .
ومن هذا أيضا انت لاشك مدرك أن الملكة تبذل في المجتمع جهدا لا يقل عن جهد يبذله سائر السكان .
والشغالة قد لا تصبر على العمل غير بضفة اسابيع. ولكن الملكة أكثر صبرا ، وأطول على العمل مدى ، فهي قد تعيش خمس سنوات فما فوقها .
- مجتمع النحل لا ياذن الا بملكة واحدة
وذكرنا الملكة ، وذكرنا أنها تلقحت . ولتلقيحها
هذا قصة : انها عندما يتم خلقها تخرج ملكة شابة تتنسم نسائم هذه الدنيا أول مرة . وأول شيء تصنعه أن تشيد ملكا لنفسها . وجماعة النحل لا تتعدد ملكاتها . أنها ملكة واحدة في الجماعة الواحدة وهنا يبدأ الصراع بين الملكة والملكة . وتتنازل الاثنتان فقاتلة ومقتولة . والملكة تقتل الملكة بزبان لا تستخدمه في قتل شيء الا أن يكون ملكة .
- طيرة العرس
والملكة لا تلبث في يوم صاح ضاح أن تطير عن خليتها تطلب النحل الذكر ، وتعرف هذه بطيرة العرس وتجمع من لقاح فحلها الشيء الكثير ، ثم هي تعود ، ولكن وحدها . فلم يعد بها الى الذكر حاجة .
ولم يعد لهذا الذكر بعد ذلك عمل ، ولا وجود . وازدحام الخلية بسكانها قد يدفع الملكة القديمة الى الهجرة هي والكثير من أعوانها ، وتؤسس لها مجتمعا آخر جديدا وتترك القديم لتقوم عليه ملكة أخرى جديدة. وبهذا تتجنب الملكة صراعا قاتلا قد تكون هي ضحيته .
- بيوت النحل
ان مجتمع النحل قد يتألف من عشرة آلاف نحلة ، وقد يزيد الى ۸۰۰۰۰ . وهو على كثرة افراده متعاون متآخ ، لا يفضله في تعاونه وتأخيه غير مجتمع النمل .
وهو والنحل من أقدر المخلوقات على بناء بيت . يبنيه مما يصنع من شمع . وتصنعه الشغالة ، كما تصنع العسل وكل شيء ، من رحيق الزهر . صناعة يعجز عنها في مختبراته ومعامله الانسان . فما أكثر ما بينهما من اختلاف تركيب لا يدركه ، ولا يدرك صعوبة هذا التحول الا عارف دارس لهذه الامور . وهي تصنع هذا ولا تدري ماذا تصنع . انها تصنع الصعب ولا تدرك ما به من صعوبة . أو هو يجري فيها ، تجريه يد حاذقة ليست هي يدها . ويجريه علم ليس هو من علمها .
- هندسة في بناء البيوت بارعة
والشغالة تشكل من الشمع خلايا بها عشرات الألوف من بيوت ، كل بيت صغير منها له أركان ستة واضلاع ستة . تبنيه بيتا مسدس الشكل ، وما تعلمت الشغالة في مدرسة ما المثلث ولا المربع ولا المسدس .
وفي أوسط هذه البيوت بيت الملك ، وفيه تعيش الملكة ويعيش ما يقوم على خدمتها من أعوان وأتباع .
ولم كان بيت الملكة في أوسط الخلية ، ولم يكن
بطرف منها ؟
انه طلب الأمان الذي يطلبه الانسان . ان الملكة مصدر السكان فلابد من تأمين حياتها بوضعها في أوسط الحي ، وحولها الجند ، وهم من الشغالة ، يحمون ويدافعون .
( نحلة جاءت الى زهرة نبات ذي شوك ، تعتصر رحيقها وقد اختفى أنبوبها الماص في زحام الزهرة )
ومجتمع النحل يتألف من الملكة ، وهي الأنثى الخصيبة ، التي تصنع للخلية الأهل والسكان ثم من ( الشغالة ) ، وأعدادها هائلة ، لأنها تقوم بأشغال المجتمع على كثرتها وتنوعها . ثم الذكور ، وهي أعداد قليلة ، وتقوم باخصاب الملكة الأنثى ، ربة العرش في هذه الجماعة الغريبة .
- ربة العرش ، الملكة
ونقول ربة العرش كما نقول ملكة سبأ ، وكما نقول كيلو بطرة صاحبة تاج مصر قديما .
غير أن ربة العرش في مجتمع النحل لا تكاد تأمر انها تطاع قبل أن تأمر ، لأن الطاعة في الشغالة عادة أنها الغريزة ، والغريزة ثابتة دائما . والانسان سعيد بغريزته ، لأنها تجري مع ارادته في سبيل واحدة وتحتل الملكة من الخلية أوسطها ، وحولها من الشغالة نفر يغذيها ويستجيب لكل مطالبها . وغذاؤها مما تصنع الشغالة ، ويعرف بالفالوذج الملكي وهو غذاؤها الواحد ما ظلت تبيض ، وتصنعه لها « شغالة » النحل وهو غذاء مركز فيه تغذية واشباع .
- عمل الملكة الأول : البيض ، ومد الخلية بسكانها
وعمل الملكة الأول هو البيض . انها تبيض ثم تبيض ثم تبيض . انها تؤمن للخلية سكانها . تدور على بيوتها الصغيرة فترشق في كل بيت بيضة . وهي تخرج البيضة غير الملقحة أو الملقحة على هواها . فعندها حصيلة من البيض الملقح مما جمعت عند التقائها بالفحل الذكر .
والبيضة الملقحة يخرج منها آخر الامر الشغالة والملكات ، وتخرج الشغالة كثيرة ، وتخرج الملكات قليلة. والبيضة غير الملقحة تخرج الذكور .
والملكة تخرج القليل من الذكور ، وقلة الملكات يتفق وصالح المجتمع لما سوف تعلم من واجبات هذه وهذه .
وكثرة الشغالة يتفق كذلك وصالح المجتمع ، لأن الشغالة هي عماد حياته والعمل فيه .
- الشغالة تقوم على طعام الملكة
والملكة تبيض في كثرة قبيل موسم العسل ، وهي عندئذ قد تبيض نحوا من ۲۵۰۰ بيضة في اليوم الواحد. فاذا انتهى موسم العسل انخفض عدد ما تبيض من البيض . وتعلم الشغالة ذلك ، فهي تعطي الملكة الطعام الكثير أثناء كثرة البيض ، وهي تعطيها القليل عندما يقل البيض ، كالأم الحامل يفذوها أهلها الكثير لأنها تأكل ويأكل وليدها .
- الملكة تملك ، ولا تحكم
وقد تحسب أن أمر البيض وعدده تتحكم فيه الملكة . وعندئذ تخطىء حسابا . ان الذي يحدد عدد البيض انما هي الشغالة ، بتحديدها طعام الملكة . وهي تحدده وفقا لحالة المجتمع من السكان .
واهتدى النحل الى تحديد النسل بل تنظيمه ،
وعجز عن ذلك الانسان .
ومن هذا ترى أن الملكة الحاكمة محكومة . وأن الحكومة في جماعة النحل ديمقراطية في اصدق معانيها ، ودع المعاني الزائفة . ان الملكة تملك ولا تحكم .
ومن هذا أيضا انت لاشك مدرك أن الملكة تبذل في المجتمع جهدا لا يقل عن جهد يبذله سائر السكان .
والشغالة قد لا تصبر على العمل غير بضفة اسابيع. ولكن الملكة أكثر صبرا ، وأطول على العمل مدى ، فهي قد تعيش خمس سنوات فما فوقها .
- مجتمع النحل لا ياذن الا بملكة واحدة
وذكرنا الملكة ، وذكرنا أنها تلقحت . ولتلقيحها
هذا قصة : انها عندما يتم خلقها تخرج ملكة شابة تتنسم نسائم هذه الدنيا أول مرة . وأول شيء تصنعه أن تشيد ملكا لنفسها . وجماعة النحل لا تتعدد ملكاتها . أنها ملكة واحدة في الجماعة الواحدة وهنا يبدأ الصراع بين الملكة والملكة . وتتنازل الاثنتان فقاتلة ومقتولة . والملكة تقتل الملكة بزبان لا تستخدمه في قتل شيء الا أن يكون ملكة .
- طيرة العرس
والملكة لا تلبث في يوم صاح ضاح أن تطير عن خليتها تطلب النحل الذكر ، وتعرف هذه بطيرة العرس وتجمع من لقاح فحلها الشيء الكثير ، ثم هي تعود ، ولكن وحدها . فلم يعد بها الى الذكر حاجة .
ولم يعد لهذا الذكر بعد ذلك عمل ، ولا وجود . وازدحام الخلية بسكانها قد يدفع الملكة القديمة الى الهجرة هي والكثير من أعوانها ، وتؤسس لها مجتمعا آخر جديدا وتترك القديم لتقوم عليه ملكة أخرى جديدة. وبهذا تتجنب الملكة صراعا قاتلا قد تكون هي ضحيته .
- بيوت النحل
ان مجتمع النحل قد يتألف من عشرة آلاف نحلة ، وقد يزيد الى ۸۰۰۰۰ . وهو على كثرة افراده متعاون متآخ ، لا يفضله في تعاونه وتأخيه غير مجتمع النمل .
وهو والنحل من أقدر المخلوقات على بناء بيت . يبنيه مما يصنع من شمع . وتصنعه الشغالة ، كما تصنع العسل وكل شيء ، من رحيق الزهر . صناعة يعجز عنها في مختبراته ومعامله الانسان . فما أكثر ما بينهما من اختلاف تركيب لا يدركه ، ولا يدرك صعوبة هذا التحول الا عارف دارس لهذه الامور . وهي تصنع هذا ولا تدري ماذا تصنع . انها تصنع الصعب ولا تدرك ما به من صعوبة . أو هو يجري فيها ، تجريه يد حاذقة ليست هي يدها . ويجريه علم ليس هو من علمها .
- هندسة في بناء البيوت بارعة
والشغالة تشكل من الشمع خلايا بها عشرات الألوف من بيوت ، كل بيت صغير منها له أركان ستة واضلاع ستة . تبنيه بيتا مسدس الشكل ، وما تعلمت الشغالة في مدرسة ما المثلث ولا المربع ولا المسدس .
وفي أوسط هذه البيوت بيت الملك ، وفيه تعيش الملكة ويعيش ما يقوم على خدمتها من أعوان وأتباع .
ولم كان بيت الملكة في أوسط الخلية ، ولم يكن
بطرف منها ؟
انه طلب الأمان الذي يطلبه الانسان . ان الملكة مصدر السكان فلابد من تأمين حياتها بوضعها في أوسط الحي ، وحولها الجند ، وهم من الشغالة ، يحمون ويدافعون .
( نحلة جاءت الى زهرة نبات ذي شوك ، تعتصر رحيقها وقد اختفى أنبوبها الماص في زحام الزهرة )
تعليق