التناسل في العناكب
أمر العناكب في هذا عجيب ايضا .
خذ الأنثى مثلا . أن لها مبيضين ، ولها قناة للبيض ، ولها رحم ، ولو انه قصير جدا ، وهو ينفتح في البطن ، في اسفلها ، بين فتحتي التنفس اللتين قد ذكرنا .
وكذلك الذكر من العنكبوت ، له خصيتان ، وزوجان من قنوات كالتي تنقل المني في الانسان ، ثم الى
قناة للقذف .
والتقاء الحيوان المنوي ببويضة الأنثى له في
العناكب طريق خاص ، لا يهمنا تفصيله الآن .
ولكن المهم هو المخطط العام . اسسه واحدة في
العناكب والانسان .
شيء واحد يختلف فيه ذكر العناكب وأنثاها عن
ذكر الناس والأنثيات :
دنيا الناس دنيا رجال ..
اما دنيا العناكب فدنيا نساء .
دنيا العناكب لا خطر للذكر فيها الا في تلقيح البيضة ثم هو لا شيء من بعد ذلك . فالأنثى هي التي تنسج حول البيضة كساء يقيها ، وهي التي تعنى بأطفالها . وذكور العناكب بها غدد تفرز النسيج ، ولكن ما أقل ما تنسج . وهي تصيد صيدها وحدها . وهي أصغر من اناتها . وكثير من الذكور يلقى حتفه بعد التلقيح .
( هذه هي الغدد الموجودة داخل بطن العنكبوت ، وهي تفرز السائل الذي يتحول الى خيوط من حرير ، بمجرد مسه الهواء . وهذا السائل يجري من الغدد في قنوات تنتهي عند المغزل الواحد بانابيب رفيعة عدة هي الأنابيب الفازلة مكبرة في الصورة التالية )
( الأنبوبة الغازلة التي تنتهي بها القناة التي تحمل السائل من غدده الى الهواء فيتحول الى خيوط عند مسه )
إن العنكبوتة الأنثى تلتهمه . ولا تلتهم النساء الرجال . السعيدة فيهن التي لا تلتهم .
- للعناكب أثداء كأثداء النساء ولكنها لا تدر اللبن وانما تنضج بالحرير الناعم
واخيرا نأتي على خصيصة العنكبوت الاولى ، تلك التي تكاد تخصه دون سائر حيوان الأرض ، تلك هي نسج العنكبوت .
- مغازل
للعناكب مغازل موضعها في البطن ، في مؤخرتها ، وترى من أسفل عند الاست ، وهي عادة ثلاثة أزواج أو أربعة أزواج ( انظر الشكل المرفق ) .
وكل مغزل من هذه به ثقوب عدة .
وهذه الثقوب تتصل من الداخل بالغدد التي تفرز السائل الذي يستحيل الى حرير بمجرد مسه هواء الجو . واتصال هذه الثقوب بالغدد يكون عن طريق قنوات .
و هذه الثقوب تتصل من الخارج بأنابيب رفيعـــة
جدا ، كالشعرة رقة ، يخرج منها السائل الحريري الآتي من الغدد عن طريق القنوات ( انظر الشكل المرفق ) .
ومع الشكلين السابقين شكل آخر ثالث ، هو للأنبوبة الفازلة ، واتصالها من الداخل بالقناة الحاملة للحرير السائل . وهو شكل مكبر تكبيرا عظيما .
وهذا الجهاز الذي نسميه المغزل في العنكبوت : أشبه بالجهاز الذي نسميه الثدي في المرأة . ذلك أن ثدي المرأة حلمة من ورائها قنوات تنتهي بغدد هي التي تصنع اللبن من الدم . بينما مفازل العناكب تصنع الحرير .
انها مخططات في الخليقة أساليبها واحدة ، حتى
وان اختلفت الغايات منها .
المرأة تصنع اللبن ، وفي تركيبه البروتين . والعنكبوت يصنع الحرير ، وهو من بروتين .
واختلف البروتينان . ولا يعلم أيهما ما البروتين
الذي يصنع . وان بروتينا صنعه عنكبوت عاش منذ الف عام ، هو بروتين يصنعه العنكبوت اليوم . وان بروتينا يصنعه ثدي المرأة منذ ألف عام ، هو بروتين يصنعه ثديها اليوم .
ويخلق العنكبوت ، ويخلق الثدي ما يخلق ، ويعجز الانسان . ان الانسان الى اليوم ، وفي عصر الذرة
بكل ما امتلات مختبراته الكيماوية من أجهزة ومواد ، ومن حيل ، عجز عن تخليق بروتين ، يستثنى من ذلك الأنسولين ، فقد خلقه الصينيون من عهد غير بعيد .
- بمغازل العنكبوت مئات من الأنابيب الغازلة
ومغازل العناكب بها عدد من الثقوب ، بل عدد من الأنابيب الغازلة ، كبير جدا ، يبلغ أحيانا الألف ، ولكن في البعض الآخر من الأنواع تقل الأنابيب الغازلة عن المائة .
والخيط من الحرير الذي يخرج عادة من هذه الأنابيب الغازلة رفيع جدا ، فقطره يبلغ نحو ثلاثة أعشار ألف من المليمتر ، أو بصيغة أخرى ، يجب أن نصف نحو ۳۳۳۳ خيطا صفا واحدا ليبلغ طول الصف ملليمترا واحدا . والحرير يصنع لأغراض أخرى فيكون جزء من اكثر دقة ورقة .
ونحن نغزل القطن في مصانعنا ، فنجمع بين خيط وخيط وخيط ، لننتج منها خيطا اقوى ، ونجمع بينها اللف ، ليشتد انضمامها ، ونسمي هذا غزلا ، فهكذا يصنع العنكبوت بخيوط حريره ولست أدري ، أمن العنكبوت تعلمنا ، أم تعلم العنكبوت منا ! أم كلانا تعلم مع من وراء جدران .
أمر العناكب في هذا عجيب ايضا .
خذ الأنثى مثلا . أن لها مبيضين ، ولها قناة للبيض ، ولها رحم ، ولو انه قصير جدا ، وهو ينفتح في البطن ، في اسفلها ، بين فتحتي التنفس اللتين قد ذكرنا .
وكذلك الذكر من العنكبوت ، له خصيتان ، وزوجان من قنوات كالتي تنقل المني في الانسان ، ثم الى
قناة للقذف .
والتقاء الحيوان المنوي ببويضة الأنثى له في
العناكب طريق خاص ، لا يهمنا تفصيله الآن .
ولكن المهم هو المخطط العام . اسسه واحدة في
العناكب والانسان .
شيء واحد يختلف فيه ذكر العناكب وأنثاها عن
ذكر الناس والأنثيات :
دنيا الناس دنيا رجال ..
اما دنيا العناكب فدنيا نساء .
دنيا العناكب لا خطر للذكر فيها الا في تلقيح البيضة ثم هو لا شيء من بعد ذلك . فالأنثى هي التي تنسج حول البيضة كساء يقيها ، وهي التي تعنى بأطفالها . وذكور العناكب بها غدد تفرز النسيج ، ولكن ما أقل ما تنسج . وهي تصيد صيدها وحدها . وهي أصغر من اناتها . وكثير من الذكور يلقى حتفه بعد التلقيح .
( هذه هي الغدد الموجودة داخل بطن العنكبوت ، وهي تفرز السائل الذي يتحول الى خيوط من حرير ، بمجرد مسه الهواء . وهذا السائل يجري من الغدد في قنوات تنتهي عند المغزل الواحد بانابيب رفيعة عدة هي الأنابيب الفازلة مكبرة في الصورة التالية )
( الأنبوبة الغازلة التي تنتهي بها القناة التي تحمل السائل من غدده الى الهواء فيتحول الى خيوط عند مسه )
إن العنكبوتة الأنثى تلتهمه . ولا تلتهم النساء الرجال . السعيدة فيهن التي لا تلتهم .
- للعناكب أثداء كأثداء النساء ولكنها لا تدر اللبن وانما تنضج بالحرير الناعم
واخيرا نأتي على خصيصة العنكبوت الاولى ، تلك التي تكاد تخصه دون سائر حيوان الأرض ، تلك هي نسج العنكبوت .
- مغازل
للعناكب مغازل موضعها في البطن ، في مؤخرتها ، وترى من أسفل عند الاست ، وهي عادة ثلاثة أزواج أو أربعة أزواج ( انظر الشكل المرفق ) .
وكل مغزل من هذه به ثقوب عدة .
وهذه الثقوب تتصل من الداخل بالغدد التي تفرز السائل الذي يستحيل الى حرير بمجرد مسه هواء الجو . واتصال هذه الثقوب بالغدد يكون عن طريق قنوات .
و هذه الثقوب تتصل من الخارج بأنابيب رفيعـــة
جدا ، كالشعرة رقة ، يخرج منها السائل الحريري الآتي من الغدد عن طريق القنوات ( انظر الشكل المرفق ) .
ومع الشكلين السابقين شكل آخر ثالث ، هو للأنبوبة الفازلة ، واتصالها من الداخل بالقناة الحاملة للحرير السائل . وهو شكل مكبر تكبيرا عظيما .
وهذا الجهاز الذي نسميه المغزل في العنكبوت : أشبه بالجهاز الذي نسميه الثدي في المرأة . ذلك أن ثدي المرأة حلمة من ورائها قنوات تنتهي بغدد هي التي تصنع اللبن من الدم . بينما مفازل العناكب تصنع الحرير .
انها مخططات في الخليقة أساليبها واحدة ، حتى
وان اختلفت الغايات منها .
المرأة تصنع اللبن ، وفي تركيبه البروتين . والعنكبوت يصنع الحرير ، وهو من بروتين .
واختلف البروتينان . ولا يعلم أيهما ما البروتين
الذي يصنع . وان بروتينا صنعه عنكبوت عاش منذ الف عام ، هو بروتين يصنعه العنكبوت اليوم . وان بروتينا يصنعه ثدي المرأة منذ ألف عام ، هو بروتين يصنعه ثديها اليوم .
ويخلق العنكبوت ، ويخلق الثدي ما يخلق ، ويعجز الانسان . ان الانسان الى اليوم ، وفي عصر الذرة
بكل ما امتلات مختبراته الكيماوية من أجهزة ومواد ، ومن حيل ، عجز عن تخليق بروتين ، يستثنى من ذلك الأنسولين ، فقد خلقه الصينيون من عهد غير بعيد .
- بمغازل العنكبوت مئات من الأنابيب الغازلة
ومغازل العناكب بها عدد من الثقوب ، بل عدد من الأنابيب الغازلة ، كبير جدا ، يبلغ أحيانا الألف ، ولكن في البعض الآخر من الأنواع تقل الأنابيب الغازلة عن المائة .
والخيط من الحرير الذي يخرج عادة من هذه الأنابيب الغازلة رفيع جدا ، فقطره يبلغ نحو ثلاثة أعشار ألف من المليمتر ، أو بصيغة أخرى ، يجب أن نصف نحو ۳۳۳۳ خيطا صفا واحدا ليبلغ طول الصف ملليمترا واحدا . والحرير يصنع لأغراض أخرى فيكون جزء من اكثر دقة ورقة .
ونحن نغزل القطن في مصانعنا ، فنجمع بين خيط وخيط وخيط ، لننتج منها خيطا اقوى ، ونجمع بينها اللف ، ليشتد انضمامها ، ونسمي هذا غزلا ، فهكذا يصنع العنكبوت بخيوط حريره ولست أدري ، أمن العنكبوت تعلمنا ، أم تعلم العنكبوت منا ! أم كلانا تعلم مع من وراء جدران .
تعليق