الجمهور المغربي يستكشف السينما الأوروبية في أسابيع الفيلم الأوروبي
الأفلام المعروضة تقرب الجمهور المغربي من الإنتاج السينمائي الأوروبي الحائز على جوائز وتساهم في تعزيز الجسور الثقافية بين ضفتي البحر المتوسط.
الاثنين 2024/02/26
ShareWhatsAppTwitterFacebook
تبادل للخبرات السينمائية بين المغرب وأوروبا
الرباط- توافد عشاق الفن السابع في مدينة الرباط، منذ الجمعة، بكثافة على سينما النهضة، التي تحتضن الدورة الثلاثين لأسابيع الفيلم الأوروبي.
وتتيح هذه الدورة، المنظمة من 14 فبراير الجاري إلى الفاتح من مارس المقبل في العديد من مدن المغرب، للجمهور المغربي فرصة اكتشاف أفضل ما أنتجته السينما الأوروبية من خلال عرض 8 أفلام روائية حديثة من 11 بلدا من الاتحاد الأوروبي، والتي سبق لها أن توجت بجوائز ضمن المهرجانات السينمائية الكبرى في العالم، بالإضافة إلى الأفلام القصيرة الثلاثة من جنوب البحر المتوسط، والمتوجة في أوروبا وأفريقيا.
وقال المدير الفني لأسابيع الفيلم الأوروبي علي حجي إن هذه التظاهرة الفنية تنظم بمبادرة من بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب في إطار الحوار بين الثقافات القائم بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مبرزا أن “خصوصية هذه الدورة تكمن في كون ستة من الأفلام المعروضة هي من إخراج نسائي”.
◙ أسابيع الفيلم الأوروبي، التي تستقطب حوالي 12 ألف متفرج كل عام، تعكس التميز الأوروبي والمغربي والمتوسطي في مجال الفن والثقافة
وأضاف أنه بالموازاة مع عروض الأفلام يتضمن برنامج الدورة ورشات سينمائية موجهة للجمهور المهتم بمهن السينما، موضحا أن هذه الورشات سينشطها عدد من مهنيي القطاع، من ممثلين ومخرجين ومديري التصوير ومنشطين في تقنية إيقاف الحركة “ستوب موشن”.
من جهته قال مروان فشان، المدير العام لمؤسسة “هبة”، إن هذه التظاهرة الثقافية تكتسي أهمية خاصة بالنسبة إلى سينما النهضة، باعتبارها سينما الرباط التاريخية، وكذلك بالنسبة إلى جمهور مدينة الرباط.
وأوضح أن الأفلام المعروضة تمكن من تقريب الجمهور المغربي، وخاصة جمهور الرباط، من الإنتاج السينمائي الأوروبي الحائز على جوائز، وتساهم في تعزيز الجسور الثقافية بين ضفتي البحر المتوسط.
وأكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى المغرب باتريشيا لومبارت كوساك أن أسابيع الفيلم الأوروبي تهدف إلى السماح للثقافات المختلفة بالتلاقي والتوفر على نظرة منفتحة تتجاوز “الأفكار المسبقة والصور النمطية”، ولاسيما في الوقت الحالي الذي يتسم بكثرة النزاعات.
وقالت “إننا نريد من خلال لحظات المشاركة هذه، حيث يشكل الفن والثقافة وسيلتين قويتين للحوار، تعزيز هذا التعاون وهذا الانفتاح وهذا الاحترام”، موضحة أن الأفلام المنتقاة في النسخة الثلاثين تسلط الضوء على أفضل ما أنتجته السينما الأوروبية، مع إبداء اهتمام خاص بالأفلام التي هي من إخراج نسائي.
وأشارت إلى أن التظاهرة تشكل “حلقة وصل” بين ضفتي البحر المتوسط، مضيفة أنها تهدف أيضا إلى “تحفيز الشباب على الاهتمام بالسينما” مع تنظيم جولات كل سنة، وعروض بالمدارس وورشات لاكتشاف مهن السينما، قصد “تنمية حس وفضول الاكتشاف لدى الشباب” وتعريفهم بالفرص المتاحة في هذا القطاع.
وذكرت أن هذا العمل يجمع بين الشباب والثقافة، ويرتكز على الغنى الثقافي للمغرب، كل ذلك وفق رؤية مستنيرة تروم جعل الثقافة رافعة للتنمية، ومصدرا للعمل اللائق بالنسبة إلى الشباب.
وقد أتيحت لجمهور سينما النهضة فرصة مشاهدة الشريط الطويل “تشريح سقطة” لمخرجته جوستين تريي، المتوج بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، وبجائزة “غولدن غلوب” لأفضل سيناريو وأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية.
وتعكس أسابيع الفيلم الأوروبي، التي تستقطب حوالي 12 ألف متفرج كل عام، التميز الأوروبي والمغربي والمتوسطي في مجال الفن والثقافة، وتوفر فرصة فريدة لتشجيع وتعزيز الحوار بين الثقافات، من خلال عروض الأفلام واللقاءات بين السينمائيين المغاربة والأوروبيين، وورشات موجهة لاكتشاف مهن السينما لدى الشباب.
وتقترح هذه الدورة باقة متنوعة من الأفلام، على غرار “تشريح سقطة” لمخرجته جوستين تريي (فرنسا)، و“لا كيميرا” لأليس روهرواشر (إيطاليا)، و”نادي الصفر” لجيسيكا هوسنر (النمسا، ألمانيا، فرنسا، المملكة المتحدة، الدنمارك)، و”شرح لكل شيء” لغابور ريسز (المجر، سلوفاكيا)، و“الأوراق الميتة” لآكي كوريسماكي (فنلندا)، و“قاعة الأساتذة” لإلكر كاتاك (ألمانيا)، و“عشرون ألف نوع من النحل” لإستيباليز أوريسولا سولاغورين (إسبانيا)، و“سيروكو ومملكة التيارات الهوائية” لبينوا شيو (بلجيكا، فرنسا).
أما في فئة الأفلام القصيرة فسيكون عشاق السينما على موعد لاكتشاف أفلام “أيور” للمخرجة زينب واكريم (المغرب)، و“على قبر أبي” للمخرجة جواهن زنتار (المغرب)، و“إذا الشمس غرقت في بحر الغمام” لوسام شرف (لبنان).
وتنظم أسابيع الفيلم الأوروبي منذ سنة 1991 من قبل بعثة الاتحاد الأوروبي في المغرب، بالشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمركز السينمائي المغربي ومؤسسة هبة والمدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش.