منير علوان يدخل العوالم الخفية لمرضى السرطان في المغرب
"نفس" رواية سينمائية تبعث الأمل والتفاؤل في نفوس المصابين بأمراض خطيرة.
الاثنين 2024/02/26
ShareWhatsAppTwitterFacebook
مخرج يغامر بمواضيع حساسة
يكشف المخرج المغربي منير علوان في حوار مع "العرب" أهم المحطات في رحلته كمخرج يسعى إلى دخول عوالم شديدة الحساسية ليوجه رسالة إلى جميع المرضى تلهمهم الأمل، مؤكدا أنه طالما هناك حياة فهناك أمل، ومسلطا الضوء على قوة الإرادة في الشفاء من مرض السرطان.
الرباط- يعتبر السرطان واحدا من أكثر الأمراض التي تشكل تحديا كبيرا للبشرية في العصر الحالي. إنها معركة شخصية وصراع وجودي يتطلب القوة الجسدية والعقلية للتغلب عليه. وفي مواجهة هذا التحدي الضخم يمكن أن تكون الأفلام وسيلة فعالة لإبراز قوة الإرادة التي تمكن الأفراد من مواجهة المرض والتغلب عليه، فهي ليست مجرد أفلام ترفيهية بل هي أيضا أداة إلهام وتشجيع تواجه التحديات الصعبة.
وتستطيع الروايات السينمائية أن تلامس القلوب والعقول بشكل عميق، من خلال عرض قصص حياة مرضى السرطان وتحدياتهم على الشاشة الفضية، عبر طرح الصراع الداخلي والخارجي الذي يواجهه هؤلاء الأفراد، وإبراز الروح القتالية والإصرار الذي يمكن أن يدفعهم إلى التغلب على المرض.
ومن خلال عرض قصص نجاح أو حكايات شخصيات تتغلب على الصعوبات وتتحدى الظروف، تظهر الأفلام قوة الإرادة البشرية والقدرة على التغلب على المصاعب بالإصرار والإيمان، وهذا يشكل مصدرا ملهما يمكن أن يساعد في بناء الأمل والتفاؤل لدى الذين يواجهون هذا التحدي الصعب.
وتساهم الأفلام أيضا في زيادة الوعي والتثقيف حول مرض السرطان، عبر عرض المعلومات الطبية بشكل مبسط وقصص النجاح والتحديات التي يواجهها المرضى، ويمكن للأفلام أن تسهم في تحسين فهم الجمهور لهذا المرض والطرق التي يمكن من خلالها مواجهته والتعامل معه بشكل فعال.
خاض المخرج المغربي منير علوان هذه التجربة، حيث دخل عالم مرضى السرطان في المغرب وتفاصيله المغيبة في فيلمه السينمائي “نفس” والذي تدور أحداثه حول الصحافية نجمة عزالدين التي تستمتع بحياة روتينية هادئة، لكن تنقلب حياتها رأسا على عقب عندما تجد نفسها محاصرة في لعبة غامضة لا يمكن فهمها، إذ تبدأ ظواهر غريبة في الظهور عندما تكتشف وجود كائن غريب يلاحقها فيحول حياتها إلى كابوس مرعب، ثم تتوالى المشاهد الغامضة والمثيرة بعد أن تكتشف نجمة أن هناك من يراقب ويتلاعب بأقدارها، فتبدأ في الشك والبحث عن الحقيقة لمواجهة هذا الوجود الغامض، وتدخل في صراع معه لم يخطر لها على بال، حيث تتصاعد حدة التوتر والغموض وتبدأ رحلتها نحو البحث عن نفس جديدة.
الفيلم من سيناريو وإخراج منير علوان، وإنتاج فاطمة الزهراء أحرار عن شركة راني فيزيون، وبطولة كل من فاطمة الزهراء أحرار ومحمد دوباج، وسيشارك الفيلم في مهرجان الإمارات للأفلام بدبي الذي من المقرر أن يُقام في الفترة ما بين 29 فبراير الجاري و3 مارس المقبل.
منير علوان: أعالج مرض السرطان بشكل مختلف؛ حيث دخلت العوالم الخفية للمرضى وعاينت كيف يصارعون من أجل الانتصار
يتحدث المخرج المغربي منير علوان لصحيفة “العرب” عن كواليس فكرة قصة الصحافية نجمة عزالدين وسبب الاشتغال عليها كشخصية رئيسية في فيلمه قائلا “وددت معالجة مرض السرطان بشكل مختلف عما هو مألوف، حيث دخلت عوالم المرضى الخفية وعاينت كيف يصارعون من أجل الانتصار على ذلك القاتل الصامت الذي يطمح لانتزاع كل شيء جميل من ضحاياه. أما اختياري للشخصية الرئيسية فلم يكن عشوائيًا، فأنا أعلم جيدًا مدى معاناة الصحافيين من ضغوط العمل اليومية لإيصال المعلومة الصحيحة وتبليغ رسالتهم النبيلة، واسم نجمة يرمز إلى الضوء والتوهج، وعزالدين يرمز إلى قوة الإيمان، فعندما نربط الاسم بأحداث الفيلم نجد أن ذلك المرض الذي تم تشخيصه على أنه شبح شرير يود إطفاء تلك النجمة الساطعة والقضاء على إيمانها بالشفاء بفضل من الله”.
الأحداث الغامضة والظواهر الغريبة في الفيلم هي من نسج خيال علوان الذي أكد هذا بقوله “رغبت في إضفاء الطابع الميتافيزيقي على الفيلم لتكون له نكهة جديدة، وقد كان للمدرسة الهتشكوكية (نسبة إلى ألفريد هيتشكوك) دور كبير في ذلك”.
وفي حديثه عن أهداف الفليم يوجه المخرج المغربي رسالة مفادها: “يجب على كل فرد منا أن يتحلى بالصبر والعزيمة والإيمان بالله، وألا يستسلم للمرض وأن يواجهه بشجاعة، فالقوة تأتي من الداخل ومن عقلنا الباطن الذي يصدق كل شيء، وما دامت هناك حياة فهناك أمل”.
ويوازن منير علوان في فيلمه بين عناصر الرعب والإثارة، وقد أشار إلى أن ذلك تم “من خلال الخبرة والتجربة الطويلة في الإخراج والكتابة، والانسجام بين الطاقمين التقني والفني، وتفاني بطلة الفيلم الفنانة فاطمة الزهراء أحرار في أداء شخصية نجمة عزالدين، كما طورت مهاراتي في إبراز عنصر التشويق في أفلام سابقة كفيلم ‘الطفل الدمية’ وفيلم ‘المفاجأة’ وفيلم ‘سارق الذاكرة’ وغيرها من الأفلام، ولم أجد صعوبة في ذلك”.
ويتمكن المخرج المغربي من توجيه الممثلين لتجسيد شخصياتهم في سياق القصة من خلال اختيار مهنيين محترفين؛ حيث يوضح “لم أجد صعوبات كبيرة في توجيه الممثلين، حيث اشتغلنا كفريق عمل ناجح يجيد التواصل والحوار، فلم نجد مشاكل في استدعاء المشاعر المطلوبة في العمل، إذ كانت حاضرة وبقوة، ففاطمة الزهراء أحرار ومحمد دوباج عندهما ردة فعل سريعة كانت قادرة على التكيف مع المواقف الجديدة والمتغيرة وفق تغير الأحداث”.
ويضيف “جاءت الأفكار من خلال دراستي وتجاربي السابقة التي راكمتها طيلة سنوات، ومشاهدتي المتنوعة للبرامج التلفزيونية والأفلام الكرتونية، مثل فيلم ‘الجميلة والوحش’ وأنا صغير السن، هذا التنوع هو عبارة عن مزيج من الزمن الجميل الذي يجمع بين الدراما والرعب والخيال العلمي، كما أن مشاهدة الفيلم تختلف من شخص إلى آخر، لكنني أؤمن إيمانا راسخا بأنهم سيخوضون تجربة سينمائية حقيقية، فهناك مجموعة من الرموز التي تدعم اللغة السينمائية، لذلك اخترت رموزا سينمائية بسيطة تسهّل على المتفرج إدراك المضمون المقدم له، مثل رمز السمكة والدرج، وفتح وإغلاق المصعد في وجه البطلة، واستخدام المذياع، وغير ذلك من الرموز”.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
عبدالرحيم الشافعي
كاتب مغربي
"نفس" رواية سينمائية تبعث الأمل والتفاؤل في نفوس المصابين بأمراض خطيرة.
الاثنين 2024/02/26
ShareWhatsAppTwitterFacebook
مخرج يغامر بمواضيع حساسة
يكشف المخرج المغربي منير علوان في حوار مع "العرب" أهم المحطات في رحلته كمخرج يسعى إلى دخول عوالم شديدة الحساسية ليوجه رسالة إلى جميع المرضى تلهمهم الأمل، مؤكدا أنه طالما هناك حياة فهناك أمل، ومسلطا الضوء على قوة الإرادة في الشفاء من مرض السرطان.
الرباط- يعتبر السرطان واحدا من أكثر الأمراض التي تشكل تحديا كبيرا للبشرية في العصر الحالي. إنها معركة شخصية وصراع وجودي يتطلب القوة الجسدية والعقلية للتغلب عليه. وفي مواجهة هذا التحدي الضخم يمكن أن تكون الأفلام وسيلة فعالة لإبراز قوة الإرادة التي تمكن الأفراد من مواجهة المرض والتغلب عليه، فهي ليست مجرد أفلام ترفيهية بل هي أيضا أداة إلهام وتشجيع تواجه التحديات الصعبة.
وتستطيع الروايات السينمائية أن تلامس القلوب والعقول بشكل عميق، من خلال عرض قصص حياة مرضى السرطان وتحدياتهم على الشاشة الفضية، عبر طرح الصراع الداخلي والخارجي الذي يواجهه هؤلاء الأفراد، وإبراز الروح القتالية والإصرار الذي يمكن أن يدفعهم إلى التغلب على المرض.
ومن خلال عرض قصص نجاح أو حكايات شخصيات تتغلب على الصعوبات وتتحدى الظروف، تظهر الأفلام قوة الإرادة البشرية والقدرة على التغلب على المصاعب بالإصرار والإيمان، وهذا يشكل مصدرا ملهما يمكن أن يساعد في بناء الأمل والتفاؤل لدى الذين يواجهون هذا التحدي الصعب.
وتساهم الأفلام أيضا في زيادة الوعي والتثقيف حول مرض السرطان، عبر عرض المعلومات الطبية بشكل مبسط وقصص النجاح والتحديات التي يواجهها المرضى، ويمكن للأفلام أن تسهم في تحسين فهم الجمهور لهذا المرض والطرق التي يمكن من خلالها مواجهته والتعامل معه بشكل فعال.
خاض المخرج المغربي منير علوان هذه التجربة، حيث دخل عالم مرضى السرطان في المغرب وتفاصيله المغيبة في فيلمه السينمائي “نفس” والذي تدور أحداثه حول الصحافية نجمة عزالدين التي تستمتع بحياة روتينية هادئة، لكن تنقلب حياتها رأسا على عقب عندما تجد نفسها محاصرة في لعبة غامضة لا يمكن فهمها، إذ تبدأ ظواهر غريبة في الظهور عندما تكتشف وجود كائن غريب يلاحقها فيحول حياتها إلى كابوس مرعب، ثم تتوالى المشاهد الغامضة والمثيرة بعد أن تكتشف نجمة أن هناك من يراقب ويتلاعب بأقدارها، فتبدأ في الشك والبحث عن الحقيقة لمواجهة هذا الوجود الغامض، وتدخل في صراع معه لم يخطر لها على بال، حيث تتصاعد حدة التوتر والغموض وتبدأ رحلتها نحو البحث عن نفس جديدة.
الفيلم من سيناريو وإخراج منير علوان، وإنتاج فاطمة الزهراء أحرار عن شركة راني فيزيون، وبطولة كل من فاطمة الزهراء أحرار ومحمد دوباج، وسيشارك الفيلم في مهرجان الإمارات للأفلام بدبي الذي من المقرر أن يُقام في الفترة ما بين 29 فبراير الجاري و3 مارس المقبل.
منير علوان: أعالج مرض السرطان بشكل مختلف؛ حيث دخلت العوالم الخفية للمرضى وعاينت كيف يصارعون من أجل الانتصار
يتحدث المخرج المغربي منير علوان لصحيفة “العرب” عن كواليس فكرة قصة الصحافية نجمة عزالدين وسبب الاشتغال عليها كشخصية رئيسية في فيلمه قائلا “وددت معالجة مرض السرطان بشكل مختلف عما هو مألوف، حيث دخلت عوالم المرضى الخفية وعاينت كيف يصارعون من أجل الانتصار على ذلك القاتل الصامت الذي يطمح لانتزاع كل شيء جميل من ضحاياه. أما اختياري للشخصية الرئيسية فلم يكن عشوائيًا، فأنا أعلم جيدًا مدى معاناة الصحافيين من ضغوط العمل اليومية لإيصال المعلومة الصحيحة وتبليغ رسالتهم النبيلة، واسم نجمة يرمز إلى الضوء والتوهج، وعزالدين يرمز إلى قوة الإيمان، فعندما نربط الاسم بأحداث الفيلم نجد أن ذلك المرض الذي تم تشخيصه على أنه شبح شرير يود إطفاء تلك النجمة الساطعة والقضاء على إيمانها بالشفاء بفضل من الله”.
الأحداث الغامضة والظواهر الغريبة في الفيلم هي من نسج خيال علوان الذي أكد هذا بقوله “رغبت في إضفاء الطابع الميتافيزيقي على الفيلم لتكون له نكهة جديدة، وقد كان للمدرسة الهتشكوكية (نسبة إلى ألفريد هيتشكوك) دور كبير في ذلك”.
وفي حديثه عن أهداف الفليم يوجه المخرج المغربي رسالة مفادها: “يجب على كل فرد منا أن يتحلى بالصبر والعزيمة والإيمان بالله، وألا يستسلم للمرض وأن يواجهه بشجاعة، فالقوة تأتي من الداخل ومن عقلنا الباطن الذي يصدق كل شيء، وما دامت هناك حياة فهناك أمل”.
ويوازن منير علوان في فيلمه بين عناصر الرعب والإثارة، وقد أشار إلى أن ذلك تم “من خلال الخبرة والتجربة الطويلة في الإخراج والكتابة، والانسجام بين الطاقمين التقني والفني، وتفاني بطلة الفيلم الفنانة فاطمة الزهراء أحرار في أداء شخصية نجمة عزالدين، كما طورت مهاراتي في إبراز عنصر التشويق في أفلام سابقة كفيلم ‘الطفل الدمية’ وفيلم ‘المفاجأة’ وفيلم ‘سارق الذاكرة’ وغيرها من الأفلام، ولم أجد صعوبة في ذلك”.
ويتمكن المخرج المغربي من توجيه الممثلين لتجسيد شخصياتهم في سياق القصة من خلال اختيار مهنيين محترفين؛ حيث يوضح “لم أجد صعوبات كبيرة في توجيه الممثلين، حيث اشتغلنا كفريق عمل ناجح يجيد التواصل والحوار، فلم نجد مشاكل في استدعاء المشاعر المطلوبة في العمل، إذ كانت حاضرة وبقوة، ففاطمة الزهراء أحرار ومحمد دوباج عندهما ردة فعل سريعة كانت قادرة على التكيف مع المواقف الجديدة والمتغيرة وفق تغير الأحداث”.
ويضيف “جاءت الأفكار من خلال دراستي وتجاربي السابقة التي راكمتها طيلة سنوات، ومشاهدتي المتنوعة للبرامج التلفزيونية والأفلام الكرتونية، مثل فيلم ‘الجميلة والوحش’ وأنا صغير السن، هذا التنوع هو عبارة عن مزيج من الزمن الجميل الذي يجمع بين الدراما والرعب والخيال العلمي، كما أن مشاهدة الفيلم تختلف من شخص إلى آخر، لكنني أؤمن إيمانا راسخا بأنهم سيخوضون تجربة سينمائية حقيقية، فهناك مجموعة من الرموز التي تدعم اللغة السينمائية، لذلك اخترت رموزا سينمائية بسيطة تسهّل على المتفرج إدراك المضمون المقدم له، مثل رمز السمكة والدرج، وفتح وإغلاق المصعد في وجه البطلة، واستخدام المذياع، وغير ذلك من الرموز”.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
عبدالرحيم الشافعي
كاتب مغربي