الأَسماك .. كتاب في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأَسماك .. كتاب في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

    الأَسماك

    انت قد تتناول الشيء بيدك ، وتفعل به بأصابعك ما تفعل ، ثم تدعه ، وفكرك غائب عنه فما يكاد يتصل به الا مساً .

    وهكذا تفعل المرأة بالسمكة عندما تهيئها للطبخ . انها تشقها ، لتخرج ( خبثها ) ، لتلقيه في المزبلة ، وتفعل ذلك في ثوان ، وقد تكون تتحدث أثناء ذلك مع امرأة أخرى ، أو مع طفل أو طفلة . وتتبع السمكة السمكة ، و فكر المرأة ، وقد تكون ربة البيت ، أبعد ما يكون عما تصنع . لعلها تفكر في شيء أخطر .

    ان تركز فكر المرء في شيء ، انما يضعف ويشتد بمقدار خطورة هذا الشيء . وما خطر اخراج هذه القاذورة من بطن السمكة من بعد شق عند من همه من السمك انما هو اللحم كل اللحم ؟ السمكة عند الطابخ والطابخة غذاء ، ومذاق ولعق شفاه ، وطق اشداق .

    والسمكة غير ذلك للطالب الدارس الأسماك في مختبره . والحشا ( القذر ) الذي تسرع المرأة الطابخة في اخراجه فرميه بحسبانه شيئا غير مرغوب فيه ، هو عند هذا الطالب الشيء الذي فيه الرغبة كل الرغبة .

    ورجل همه بالسمكة أكبر من هم الطالب ، ذلك الذي نما عقلا ، واتسع فكرا ، وامتد أفقا ، واحتوى الكون كله ، أو ما استطاع أن يحتويه منه ، واحتوى خلق الله جملة ، أو حاول أن يفعل ، فهو يقف عند هذه السمكة سفيرة ، تسفر له عن جانب من ألف ألف جانب من تلك القوة الهائلة المبثوثة في الطبيعة ، المسيطرة عليها . القوة الواحدة ، التي تنظم هذه الخلائق جميعا ، في أرض ، أو في بحر أو في هواء ، في نظام واحد من قوانين لا تختلف أصولها أبدا . تلك القوة التي تتمثل في عقل العربي فتملؤه عندما يقول الله ربي ، وتتمثل في عقل كل أعجمي فتملؤه عندما ينطق باسم الرحمن باللغة التي درج عليها هو وآباؤه .

    وهي نفس القوة المهيمنة التي تتمثل في مخيلة الرجل المسلم والمرأة المسلمة عندما يقرأ وتقرأ في القرآن :
    فأينما تولوا فثم وجه الله وعندما يقرأ وتقرأ : ما يكون نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ، ولا خمسة ، الا هو سادسهم ، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر الا هو معهم أينما كانوا . وعندما يقرأ : الله نور السموات والأرض .
    ووددت لو استطعت أن أقتبس مثل هذا من كتاب
    كل موحد بالله وله كتاب .

    - عندما تكون دراسة العلم عبادة

    ان دارس العلم أحد رجلين .
    رجل يدرس ليعلم ، وليجمع عن الشيء الواحد
    الحقائق ، ليقوم بعد ذلك بتعليمها الناس ، سبيلا لكسب معاشه . فهو كالنجار يتعلم ما أصناف الأخشاب وما أوصافها وخصائصها ، وأدوات النجارة وأجهزتها ، ليصنع من كل ذلك ما يبيعه . وكذا الحداد ، وكذا الكواء . وشيخ الحارة أو ( المختار » يدرس في الناحية شوارعها وحاراتها وأزقتها ، وأبناء آدم الساكنين فيها ليكون دليلا نافعا للحكومة ، فيدل ويكسب لقمته . وهلم جرا .

    ورجل آخر يدرس العلم ، لنفس الغرض الذي توخاه دارس العلم الأول ، ولكنه لا يلبث أن يجد أن ما يدرس يمس الحياة في جذورها الأولى . ولا يلبث أن يجد أنها أنظمة واحدة أو متشابهة ثابتة ولو اختلفت فروع العلم عند دارسيها ، وأنها جميعا ، سواء اتصلت بالعيش العابر للاحياء ، أو بالحال الدائمة المقيمة للأشياء ، فهي جميعا واحدة . ويهديه النظر والتأمل الى أنها جميعا مترابطة ، في أرض ، وفي سماء . ويخرج به التفكير عن نطاق الحياة المحصورة التي يحياها كل الناس ، الى حياة لا يحياها الا أمثاله من العلماء ، ويأخذ ينجذب بطبعه الى هذا المجهول الذي بعضه الطبيعة ولكنه يمتد الى ما أسموه وراء الطبيعة . وهو كلما درس ازداد فهما ، وازدادت الأمور مع الفهم عليه انبهاما ، ولكن شيء واحد يأخذ يتردد على فكره ، يطل من كل ظاهرة يتلقاها ، تلك هي الحقيقة التي نسجت عليها الأديان وجودها : تلك وحدة الكون الكاملة الشاملة . تلك الوحدة التي هي من وحدة الله .

    فنحن اذ ندرس في العلم الوحدة القائمة بين خلق
    الله انما ندرس وحدة الله .

    - ونعود الى السمك

    لقد اتخذنا ، واتخذ الدارسون جميعا ، الانسان . مثلا للخلق هو أشد سائر الخلائق اكتمالا .

    ودراسة المخلوقات ، بقصد الهدف الذي نرمي اليه تتخذ وجهات ثلاثا مختلفة :

    ١ - الوجهة الأولى دراسة الكائن الحي وحده ،
    واظهار ما فيه من حنكة ، وما بين أجزائه وأعضائه من مظاهر تعاون وتناسق عجيب ، ترمي كلها الى تحقيق وحدة حياة فيه متكاملة غير متنافرة . وأتم حياة متكاملة انما تحققت في جسم الانسان .

    ٢ - الوجهة الثانية دراسة الكائن الحي ، أي كائن ، منسوبا الى الانسان ، لاظهار مقدار ما اكتمل من حياة هذا الكائن ، ثم كشف ما بينه وبين الانسان من وحدة في الخلق من حيث أن أساليبها واحدة ، وغاياتها واحدة ، واذن فالمهندس صاحب تخطيطها لا بد أن يكون واحدا .

    ٣ - الوجهة الثالثة دراسة الكائنات الحية ، منسوبا بعضها الى بعض ، ومنسوبة كلها الى الانسان ، لاظهار ما يكون بينهما من اختلاف ، واظهار سبب هذا الاختلاف ، والحكمة منه لتبيان ان الوحدة ليست وحدة جامدة ولكنها وحدة تتغير مع الظروف لتأتلف معها. وهكذا المهندس الذي يخطط لبيت صيف أو بيت شتاء ، أو بيت على جبل أو في واد أو على بحر ، يغير منه ، بما يأتلف مع الظرف الجديد ، مع احتفاظه بأسس التخطيط .
    ولنبدأ بالسمك ، نقارنه بالانسان ، ثم نذكر بماذا اختلف ، ولماذا . وهكذا يفعل المرء في دراسة كل كائن حي غير السمك .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ٢١.٢١_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	139.5 كيلوبايت 
الهوية:	192738 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ٢١.٢١_1(2).jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	95.8 كيلوبايت 
الهوية:	192739 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ٢١.٢١_1(3).jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	87.5 كيلوبايت 
الهوية:	192740 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ٢١.٢٥_1.jpg 
مشاهدات:	8 
الحجم:	86.0 كيلوبايت 
الهوية:	192741 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ٢١.٢٥_1(2).jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	120.4 كيلوبايت 
الهوية:	192742

  • #2
    Fish

    You might take something in your hand, do with your fingers what you do with it, then let it go, and your mind is absent from it, so it barely contacts it except by touching it.

    This is what a woman does with fish when she prepares it for cooking. She rips it open, to take out (its dross), to throw it in the dustbin, and she does that in seconds, and during that time she may be talking to another woman, or to a boy or girl. The fish follows the fish, and the woman’s thoughts, and she may be the housewife, are far removed from what she does. Maybe she is thinking of something more dangerous.

    If a person's mind is focused on something, it weakens and intensifies according to the seriousness of this thing. What is the danger of removing this filth from the belly of a fish after cutting it for someone whose only interest in fish is meat? For the cook and the cook, the fish is food, a taste, licking lips, and uttering excitement.

    The fish is different for the student studying fish in his laboratory. The (dirty) tampon, which the cooking woman rushes to take out and throws away, considering it something undesirable, is, according to this student, the thing in which desire is all desire.

    A man whose concern for the fish is greater than the concern for the student, is the one whose mind has developed, his thought has expanded, his horizons have expanded, he has contained the entire universe, or what he was able to contain of it, and he has contained God’s creation as a whole, or he has tried to do so, so he stands with this fish as an ambassador, which will bring him One out of a thousand aspects of that enormous power spread throughout nature, controlling it. The one force that organizes all of these creatures, on land, in the sea, or in the air, in one system of laws whose origins never differ. That power is represented in the mind of the Arab and fills it when he says, “God is my Lord.” It is represented in the mind of every non-Arab and fills it when he pronounces the name of the Most Gracious in the language to which he and his fathers are accustomed.

    It is the same dominant force that is represented in the imagination of the Muslim man and Muslim woman when he recites and recites in the Qur’an:
    Wherever they turn, there is the face of God, and when he recites and recites: There is no confidentiality of three but He is the fourth of them, nor of five but He is the sixth of them, and there is nothing less than that or more but He is with them wherever they are. And when he reads: God is the light of the heavens and the earth.
    I wish I could quote something like this from a book
    Everyone is united in God and has a book.

    - When studying science is worship

    The student of knowledge is one of two men.
    A man who studies to learn, and to gather about one thing
    The facts, then taught to people, as a way to earn a living. Like a carpenter, he learns the types of wood, their descriptions and characteristics, and carpentry tools and equipment, in order to make from all of that what he sells. The same applies to the blacksmith, as well as the ironing machine. The sheikh of the neighborhood or (the chosen one) studies the streets, alleys, and alleys of the district, and the children of Adam who live there, so that he can be a useful guide for the government, guide and earn his living, and so on.

    Another man studies science, for the same purpose as the first student of science, but he soon finds that what he studies touches life at its first roots. He soon finds that they are the same or similar, fixed systems, even if the branches of science differ among those who study them, and that they are all one, whether they are connected to the transient life of living things, or to the permanent, permanent state of things, they are all one. Consideration and contemplation guide him to the fact that they are all interconnected, on earth and in the sky. He takes his thinking outside the scope of the confined life that all people live, to a life that only people like him from scientists live, and he begins to be naturally drawn to this unknown, some of which is nature, but extends to what they call beyond nature. The more he studied, the more he understood, and the more things fascinated him with understanding, but one thing began to come back to his mind, emerging from every phenomenon he received. This is the truth upon which religions have based their existence: that is the complete and comprehensive unity of the universe. That unity which is part of the unity of God.

    As we study in science the unity that exists between creation
    We study the unity of God.

    - And back to the fish

    We have taken, and all scholars have taken, the human being. An example of creation is the most complete of all creation.

    The study of created beings, with the aim of achieving the goal we aim for, takes three different directions:

    1 - The first destination is to study the living organism alone,
    And to show the sophistication within it, and the wonderful aspects of cooperation and harmony between its parts and members, all of which aim to achieve a unity of life in it that is integrated and not discordant. He completed an integrated life that was achieved in the human body.

    2 - The second approach is to study the living organism, i.e. a being, attributed to man, in order to show how much of this being’s life has been completed, and then to reveal the unity in creation between it and man in that its methods are the same, and its goals are the same. Therefore, the engineer who planned it must have be one.

    3 - The third destination is the study of living organisms, Some of them are attributed to each other, and all of them are attributed to man, to show the difference that exists between them, and to show the reason for this difference, and the wisdom behind it is to show that unity is not a static unity, but rather a unity that changes with circumstances to harmonize with them. Thus, the engineer who plans a summer house or a winter house, or a house on a mountain or in a valley or on the sea, changes it to suit the new circumstances, while maintaining the foundations of planning.
    Let's start with fish, compare them to humans, then mention how they differ, and why. This is how one does in studying every living creature other than fish.

    تعليق

    يعمل...
    X