شروط الحياة .. في الأرض والبحر
شروط الحياة واحدة ، في بحر أو على أرض .
ولكن الحياة ، على الأرض ، واسعة الحيلة .
تحتمل البرد وتحتمل الحر ... ولكن في حدود .
تحتمل النور وتحتمل الظلام ... ولكن في حدود . ولهواء الأرض ضغط على أجسام الأحياء ، ويزيد ويخف ، وتحتمله الحياة على الأرض ، ولكن في حدود .
وقبل أن نتحدث عن الحياة في البحر ، والأحياء ، يجب أن نصف شروط الحياة هذه ، كم منها يوجد في البحر ، وكم أعوز .
- الحرارة والبرودة في المحيطات
حرارة سطح البحر تقارب حرارة سطح الأرض . وهي تختلف باختلاف موقعه من خط الاستواء شمالا وجنوبا وانت تغطس في البحر فتجد أن حرارته قد قلت.
وانت تزداد هبوطا في الماء ، فتزيد الحرارة قلة ،
وتتقارب .
وهي على عمق ۴۰۰۰ متر تكاد تبلغ الصفر المئوي الا درجتين ، وقد تهبط بعد ذلك الى الصفر المئوي ، ومن دونه ، ولا يتجمد الماء ، لأن به ملحا وعليه ضغط عظيم .
- في أعماق المحيطات هدوء كهدوء القبور
وسطح البحر يهيج ثم يسكن . يرتفع فيه الموج يوما ويهدأ يوما .
ويصل اضطراب سطح البحر الى أسفل هذا السطح ، فيحس الى عمق ستين مترا أو نحو ذلك ، ثم لا يكاد يحس منه بعد ذلك شيء . ان هناك الهدوء شامل انه هدوء كهدوء القبور .
ولكن لا يمنع هذا من أن تتحرك في الماء كتل كبيرة مكان كتل كبيرة أخرى ، بسبب اختلاف درجات الحرارة واذن فبسبب اختلاف الكثافات .
ومن أخطر هذه التحركات المائية الكبيرة تحرك الماء عند القطبين : يبرد الماء هناك ، وفيه اكسجين ذائب مع الهواء ، فيسقط ، ويذهب في سقوطه الى أعماق من الماء بعيدة ، تحتاج الحياة فيها الى التزود بالاكسجين ، أكسجين الهواء .
- وفي أعماق المحيطات ظلام أشد من ظلام الليل
وعلى سطح البحر نور ، هو نور الشمس وتغطس أنت في الماء فيقل نوره ، حتى اذا بلغ البالغ نحوا من ٤٥٠ مترا ، اختفى النور كله فلا تكاد تحسه
العين .
لا تحس العين بعد ذلك شيئا ، ولكن يوجد بعد ذلك آثار من ضوء ، لا تحس بها العين ، ولكن تتأثر بها الأفلام الفوتغرافية . وهي تتأثر حتى لو نزلنا بها الى نحو ضعف هذا العمق الفائت . أي الى نحو ۹۰۰ متر من سطح البحر .
فالبحار ، من نحو عمق ٤٥٠ مترا ( وهذا يختلف بعض اختلاف بسبب صفاء الماء وعكره ) ، ظلام دامس .
- على سطح الأرض ضغط جو واحد ، وفي أعماق البحار ألف ضغط
ان ضغط الهواء فوق سطح الأرض يبلغ ثقل عمود من الزئبق طوله ٧٦ سنتيمترا . يعلم هذا طلبة المدارس الثانوية .
فعلى هذا الضغط وتناغما معه ، صيغ جسم
الانسان ، وجسم الحيوان ، وصنعت وظائفه .
والانسان يحتمل قلة الضغط فوق الجبال ، الى حد . ولكنه لا يحتملها في الطائرات العالية حيث يخف ضغط الهواء جدا ، لهذا هم يزودونها بضغط هواء يريح المسافرين ..
والفواصون وراء اللؤلؤ ، لا يحتملون زيادة ضغط الماء اذا ذهبوا في الماء بعيدا .
والغواصون المحترفون يلبسون على رؤوسهم الخوذات ، وعلى أجسامهم الكساوى من المطاط، ويضبخ. لهم الهواء من مضخات في سفن فوق سطح الماء ، ومع هذا هم لا يستطيعون البقاء في الماء طويلا . ان أبعد مكان تحت سطح الماء وصل اليه غاطس محترف بلغ عمقه ٥٠٠ قدم أي نحو ١٥٠ مترا .
وقد شاع حمل الهواء مضغوطا في اسطوانات على ظهر الفاطس ، يتنفس منه ، وقناع فوق وجهه ، ثم هو يسبح في الماء حرا طليقا ، في لباس استحمام . فهؤلاء بلغوا في الأعماق الى ۳۰۰ قدم أي ۹۰ مترا .
وغير الضغط يعاني الغاطس البرد .
وفي الحديث الأحدث من الأيام هبط الانسان الى
أعماق بعيدة ، ولكن في خزانات مغلقة أتم الغلق ، يقعد فيها الرجل والرجلان . ويرقبان البحر من نوافذ تشف عما يجري فيه . ولكن ليس هذا مجال الحديث عنها . ويكفي أن نقول انهم بأمثال هذه الخزانات بلغوا بعض قيعان البحار .
- أحياء البحار
وصفنا على عجل ، وفي ايجاز شديد ، حال البحار من حيث أنها بيئات تمهدت لعيش الأحياء فيها .
والآن نواصل ، على عجل كذلك ، وفي ايجاز شديد وصف ما في هذا الماء من حياة .
( رسم ايضاحي للمحيط ، وكيف يتدرج الى الأعماق )
ان الحياة في البحر ، كالحياة في الأرض ، لهما الاثنتين شروط واحدة ، وقوانين واحدة ، وتسود فيهما على العموم ، نظم واحدة .
- النبات أصل كل غذاء
واذا نحن تحدثنا عن الغذاء وجدنا حيوانات الأرض جميعا تعتمد في حياتها - في غذائها - على نباتات الأرض أصلا.
الأرض تنبت النبت ، الذي تأكله آكلات العشب من الحيوانات ، كالخراف والأبقار والغزلان . ثم تأتي الجارحات ، التي تعيش على اللحم ، فتأكل الخراف والأبقار والغزلان . هكذا يفعل الذئب ، ويفعل النمر ، ويفعل الأسد . وهكذا يفعل الانسان . والانسان يجمع بين أكل نبات الأرض ، وحيوان الأرض الذي يعيش على نباتها .
- والنبات أصل كل غذاء في البحر
الأصل اذن النبات ، فوق بر ، أو داخل ماء بحر .
والنبات يحتاج ، فيما يحتاج الى ضوء الشمس. ففي البحار ينبت النبات ، وتكثر الخضرة ، في السواحل الضحلة ، تنبت في تربة الأرض تحت الماء ، تلك التي تتألف منها أرفف القارات . ان النبات ينبت بكثرة تحت الماء ، في تربة هذه الأرفف ، ويمتد الى حيث يبلغ ضياء الشمس في الماء عمقا .
ثم يكون في الأعماق ظلام ، فلا يكون نبات .
( هائمات ) البحار
ولكن في مياه البحار جميعا احياء دقيقة جدا ،
بعضها المجهري ، وهي طليقة تهيم في الماء ، بعضها يدخل زمرة النباتات ، وبعضها يدخل زمرة الحيوانات ، وسموها الهائمات Plankton .
وفي الماء منها مقادير هائلة .
فهذه النباتات منها ما يصعد في النهار الى سطوح البحار ، فيتزود بشمسها ، وينمو ، ثم هو يهبط الى
الأعماق ، غذاء طيبا لساكنيها .
ثم في الأعماق تجري الحياة صراعا ، كما وصفنا من أمر جريانها على الأرض اليابسة . الكبير من
الحيوانات ، على العموم ، يأكل الصغير ، والصغير يأكل الأصفر . والقوي يأكل الضعيف . والضعيف يأكل الأضعف .
- أحياء البحر ليست كلها سمكا
واحياء البحار ليست كلها سمكا . فالحوت ليس بسمك . وعجل البحر ليس بسمك .
وكذا في البحر حيوانات قشرية . كبراغيث البحر المعروفة بالجنبري أو الربيان Shrimps وهي ليست بسمك . والجلنبو أو الكابوريا أو السلطعون كما يسمونه بالشام Crab ، وهو ليس بسمك .
وكذلك في البحر حيوانات رخوة تعرف بالرخويات ، كالأخطبوط . وغير ذلك .
ومن أجل هذا لا نقول أن بالبحار سمكا فحسب ، ولكن نقول ان بها أحياء مائية ، لنجمع بين السمك وغير السمك .
شروط الحياة واحدة ، في بحر أو على أرض .
ولكن الحياة ، على الأرض ، واسعة الحيلة .
تحتمل البرد وتحتمل الحر ... ولكن في حدود .
تحتمل النور وتحتمل الظلام ... ولكن في حدود . ولهواء الأرض ضغط على أجسام الأحياء ، ويزيد ويخف ، وتحتمله الحياة على الأرض ، ولكن في حدود .
وقبل أن نتحدث عن الحياة في البحر ، والأحياء ، يجب أن نصف شروط الحياة هذه ، كم منها يوجد في البحر ، وكم أعوز .
- الحرارة والبرودة في المحيطات
حرارة سطح البحر تقارب حرارة سطح الأرض . وهي تختلف باختلاف موقعه من خط الاستواء شمالا وجنوبا وانت تغطس في البحر فتجد أن حرارته قد قلت.
وانت تزداد هبوطا في الماء ، فتزيد الحرارة قلة ،
وتتقارب .
وهي على عمق ۴۰۰۰ متر تكاد تبلغ الصفر المئوي الا درجتين ، وقد تهبط بعد ذلك الى الصفر المئوي ، ومن دونه ، ولا يتجمد الماء ، لأن به ملحا وعليه ضغط عظيم .
- في أعماق المحيطات هدوء كهدوء القبور
وسطح البحر يهيج ثم يسكن . يرتفع فيه الموج يوما ويهدأ يوما .
ويصل اضطراب سطح البحر الى أسفل هذا السطح ، فيحس الى عمق ستين مترا أو نحو ذلك ، ثم لا يكاد يحس منه بعد ذلك شيء . ان هناك الهدوء شامل انه هدوء كهدوء القبور .
ولكن لا يمنع هذا من أن تتحرك في الماء كتل كبيرة مكان كتل كبيرة أخرى ، بسبب اختلاف درجات الحرارة واذن فبسبب اختلاف الكثافات .
ومن أخطر هذه التحركات المائية الكبيرة تحرك الماء عند القطبين : يبرد الماء هناك ، وفيه اكسجين ذائب مع الهواء ، فيسقط ، ويذهب في سقوطه الى أعماق من الماء بعيدة ، تحتاج الحياة فيها الى التزود بالاكسجين ، أكسجين الهواء .
- وفي أعماق المحيطات ظلام أشد من ظلام الليل
وعلى سطح البحر نور ، هو نور الشمس وتغطس أنت في الماء فيقل نوره ، حتى اذا بلغ البالغ نحوا من ٤٥٠ مترا ، اختفى النور كله فلا تكاد تحسه
العين .
لا تحس العين بعد ذلك شيئا ، ولكن يوجد بعد ذلك آثار من ضوء ، لا تحس بها العين ، ولكن تتأثر بها الأفلام الفوتغرافية . وهي تتأثر حتى لو نزلنا بها الى نحو ضعف هذا العمق الفائت . أي الى نحو ۹۰۰ متر من سطح البحر .
فالبحار ، من نحو عمق ٤٥٠ مترا ( وهذا يختلف بعض اختلاف بسبب صفاء الماء وعكره ) ، ظلام دامس .
- على سطح الأرض ضغط جو واحد ، وفي أعماق البحار ألف ضغط
ان ضغط الهواء فوق سطح الأرض يبلغ ثقل عمود من الزئبق طوله ٧٦ سنتيمترا . يعلم هذا طلبة المدارس الثانوية .
فعلى هذا الضغط وتناغما معه ، صيغ جسم
الانسان ، وجسم الحيوان ، وصنعت وظائفه .
والانسان يحتمل قلة الضغط فوق الجبال ، الى حد . ولكنه لا يحتملها في الطائرات العالية حيث يخف ضغط الهواء جدا ، لهذا هم يزودونها بضغط هواء يريح المسافرين ..
والفواصون وراء اللؤلؤ ، لا يحتملون زيادة ضغط الماء اذا ذهبوا في الماء بعيدا .
والغواصون المحترفون يلبسون على رؤوسهم الخوذات ، وعلى أجسامهم الكساوى من المطاط، ويضبخ. لهم الهواء من مضخات في سفن فوق سطح الماء ، ومع هذا هم لا يستطيعون البقاء في الماء طويلا . ان أبعد مكان تحت سطح الماء وصل اليه غاطس محترف بلغ عمقه ٥٠٠ قدم أي نحو ١٥٠ مترا .
وقد شاع حمل الهواء مضغوطا في اسطوانات على ظهر الفاطس ، يتنفس منه ، وقناع فوق وجهه ، ثم هو يسبح في الماء حرا طليقا ، في لباس استحمام . فهؤلاء بلغوا في الأعماق الى ۳۰۰ قدم أي ۹۰ مترا .
وغير الضغط يعاني الغاطس البرد .
وفي الحديث الأحدث من الأيام هبط الانسان الى
أعماق بعيدة ، ولكن في خزانات مغلقة أتم الغلق ، يقعد فيها الرجل والرجلان . ويرقبان البحر من نوافذ تشف عما يجري فيه . ولكن ليس هذا مجال الحديث عنها . ويكفي أن نقول انهم بأمثال هذه الخزانات بلغوا بعض قيعان البحار .
- أحياء البحار
وصفنا على عجل ، وفي ايجاز شديد ، حال البحار من حيث أنها بيئات تمهدت لعيش الأحياء فيها .
والآن نواصل ، على عجل كذلك ، وفي ايجاز شديد وصف ما في هذا الماء من حياة .
( رسم ايضاحي للمحيط ، وكيف يتدرج الى الأعماق )
ان الحياة في البحر ، كالحياة في الأرض ، لهما الاثنتين شروط واحدة ، وقوانين واحدة ، وتسود فيهما على العموم ، نظم واحدة .
- النبات أصل كل غذاء
واذا نحن تحدثنا عن الغذاء وجدنا حيوانات الأرض جميعا تعتمد في حياتها - في غذائها - على نباتات الأرض أصلا.
الأرض تنبت النبت ، الذي تأكله آكلات العشب من الحيوانات ، كالخراف والأبقار والغزلان . ثم تأتي الجارحات ، التي تعيش على اللحم ، فتأكل الخراف والأبقار والغزلان . هكذا يفعل الذئب ، ويفعل النمر ، ويفعل الأسد . وهكذا يفعل الانسان . والانسان يجمع بين أكل نبات الأرض ، وحيوان الأرض الذي يعيش على نباتها .
- والنبات أصل كل غذاء في البحر
الأصل اذن النبات ، فوق بر ، أو داخل ماء بحر .
والنبات يحتاج ، فيما يحتاج الى ضوء الشمس. ففي البحار ينبت النبات ، وتكثر الخضرة ، في السواحل الضحلة ، تنبت في تربة الأرض تحت الماء ، تلك التي تتألف منها أرفف القارات . ان النبات ينبت بكثرة تحت الماء ، في تربة هذه الأرفف ، ويمتد الى حيث يبلغ ضياء الشمس في الماء عمقا .
ثم يكون في الأعماق ظلام ، فلا يكون نبات .
( هائمات ) البحار
ولكن في مياه البحار جميعا احياء دقيقة جدا ،
بعضها المجهري ، وهي طليقة تهيم في الماء ، بعضها يدخل زمرة النباتات ، وبعضها يدخل زمرة الحيوانات ، وسموها الهائمات Plankton .
وفي الماء منها مقادير هائلة .
فهذه النباتات منها ما يصعد في النهار الى سطوح البحار ، فيتزود بشمسها ، وينمو ، ثم هو يهبط الى
الأعماق ، غذاء طيبا لساكنيها .
ثم في الأعماق تجري الحياة صراعا ، كما وصفنا من أمر جريانها على الأرض اليابسة . الكبير من
الحيوانات ، على العموم ، يأكل الصغير ، والصغير يأكل الأصفر . والقوي يأكل الضعيف . والضعيف يأكل الأضعف .
- أحياء البحر ليست كلها سمكا
واحياء البحار ليست كلها سمكا . فالحوت ليس بسمك . وعجل البحر ليس بسمك .
وكذا في البحر حيوانات قشرية . كبراغيث البحر المعروفة بالجنبري أو الربيان Shrimps وهي ليست بسمك . والجلنبو أو الكابوريا أو السلطعون كما يسمونه بالشام Crab ، وهو ليس بسمك .
وكذلك في البحر حيوانات رخوة تعرف بالرخويات ، كالأخطبوط . وغير ذلك .
ومن أجل هذا لا نقول أن بالبحار سمكا فحسب ، ولكن نقول ان بها أحياء مائية ، لنجمع بين السمك وغير السمك .
تعليق