بصمات الأصابع ، بين الشرطة والعلم - ٢ - كتاب في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بصمات الأصابع ، بين الشرطة والعلم - ٢ - كتاب في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

    بصمات الأصابع .. بين الشرطة والعلم - ٢ -

    - عقبات تقوم في سبيل هذه القياسات

    و قامت عقبات في سبيل هذه القياسات .
    فهي أولا كان لا بد أن تقاس بالمتر ، والانجليز لم يتعودوا الا على القياس بالياردة والبوصة . ثم قياس جسم مجرم ! بعض المجرمين يطيع ، وبعض يشاكس ولا تنفع معه حيلة ، أو هو عند القياس لا يستقيم .

    ثم هذه القياسات لم يكن عليها من يراجعها ، فقبلها المكتب الرئيسي للجريمة في اسكتلنديارد على علاتها .

    - لجنة في عام ۱۸۸۹

    ولم يمض طويل من الزمن حتى اتضح بما لا يدع للشك مكانا أن هذه المقاسات لم تبلغ الدقة الواجبة . وهي لا نفع لها بغير الدقة . لهذا انشأت الحكومة لجنة جديدة تنظر في الأمر من جديد .

    وانتهت اللجنة الى القول بأن طريقة برتيشون الفرنسي طريقة لها قيمتها ، ولكنها لا تنفع في الظروف القائمة في بريطانيا عند ذاك .

    ثم بحثت اللجنة في التعرف على الأشخاص بواسطة بصمة أصابعهم . ولم يكن بالطبع عرف الناس عن هذه الطريقة الكثير ، ولا كان عرف عنها الكثير من العلماء .

    ثم تراءى للجنة أن تجمع بين الطريقتين ، طريقة
    قياس الجسم وطريقة بصمة الأصابع .

    - تاريخ بصمة الأصابع

    كان من أوائل من لاحظوا أن بجلد الأصابع بروزات ذات أشكال معينة الاستاذ بركنجي Purkinje استاذ التشريح وعلم وظائف الأعضاء بجامعة برسلاو Breslau‏ ببولندة .

    وفي عام ١٨٥٨ أثبت السير وليم هر شل Herschel‏ أن الشكل الذي رسمته الطبيعة على جلد باطن الأصبع يدل على صاحب هذا الأصبع ويثبت فرديته .

    وفي عام ۱۸۷۷ ابتدع الدكتور هنري فولدز Faulds‏ طريقة وضع البصمة على الورق باستخدام حبر المطابع.

    وفي عام ۱۸۹۲ أثبت السير فرنسيس جالتون ‏Galton أن صورة البصمة لأي أصبع تعيش مع صاحبها طول حياته فلا تتغير .

    - ريبة

    وعلى الرغم من ذلك بقيت هناك في أمر هذه البصمات ريبة ظلت منتشرة بين الناس وحتى بين القضاة حينا ...

    لم يصدق الناس ما قال العلماء عن البصمات، وانها تدل على الفرد الواحد وحده ، وانها تدوم طول حياته مع أن شكله يتغير .

    وممن عارضوا هذه البصمات محاكم اسكتلندة وقضاتها . قالوا عنها انها ( بدعة جديدة » ورفضوا ان يعملوا بها .

    وجرت في المحاكم الاسكتلندية محاكمات عن جرائم قتل ، ادين فيها غير جناتها ، وذلك بسبب أن هذه المحاكم لم تأخذ بشهادة البصمات .

    - سباق بين قياس الأجسام وبصمات الأصابع

    ومضت الشرطة تسجل سجناء السجون والمجرمين بقياس الأجسام على طريقة برتيشون ، وكذلك تأخذ بصمات أصابعهم .. وكان لا بد أن يمضي وقت حتى تتكون في السجلات أعداد كبيرة من البصمات يمكن الرجوع اليها . فهي مراجع يرجع اليها عندما يأتي الى الشرطة متهم بالاجرام جديد .

    ولم يتجمع العدد الكافي النافع من البصمات لتبدأ الشرطة باستخدامه في التعرف على الأشخاص الا في عام ۱۹۰۲ .
    وفي هذا العام استخدمت الشرطة هذه السجلات للتعرف على ٦٨٢٦ حالة ، تعرفت منها على هوية ۱۷۲۲ شخصا .

    - القانون لا يكفي لا بد من اقناع الشعب

    بهذا تقضي الروح الديمقراطية .
    واحتاج اقتناع الشعب بالبصمات بعض الوقت . وحوادث قتل جرت في انجلترا ، ذعر لها الناس ،
    وغضبوا ، وكان همهم كشف المجرم أو المجرمين ، فلما كشفت البصمات في هذه الحوادث عن مجرميها ، ثبت ایمان الناس بها ، وتأكد عندهم صدقها .

    جريمة دبتفورد الشهيرة

    انها الجريمة التي كان أهم أشخاصها ، لا القتلة ولا المقتولين ، ولكن بصمة الأصبع التي كشفت عن الجريمة بما لم يدع هناك مجالا للشك أبدا . وهي الجريمة التي قضت على الشك الذي ساور الناس ، في أي مكان كان ، ولكل الأزمان .

    انها مدينة دبتفورد Deptford بانجلترا . عاش بأحد شوارعها المستر توماس فارو Farro وزوجته . وكان بيتهما منزلا ودكانا لبيع الزيت ، ظلا يعملان فيه عشرين عاما . وكانا قد بلغا السبعين من عمرهما . وجاء هما هذا بالقدر الكافي من الكسب بلغة عيش . ولكن جرت في الحي اشاعة بأن المستر فارو رجل ثري ، وانه يحتفظ في بيته أو دكانه بقدر كبير من المال .

    وفي صبيحة ۲٧ مارس ۱۹۰۵ وصل الى الدكان المساعد الذي كان يعينهما في البيع والشراء . ولما وجد الباب مغلقا في مثل تلك الساعة من الصباح على غير عادة دقه ثم دق فلما لم يجد جوابا ، اتصل بالشرطة .
    وجاءت الشرطة واقتحمت الباب فوجدت الرجل الشيخ راقدا على الأرض محطما وقد فارق الحياة ، ووجدت اثاث الدكان مقلوبا . ودرجا تحفظ فيه النقود وجدوه انتزع بقفله انتزاعا ووقع على الأرض . وطلبوا الزوجة فوجدوها في حجرة نومها ، قد ضربوها حتى حطموها وأفقدوها الوعي . وحملتها الشرطة الى المستشفى وماتت دون أن تعي .

    ونوجز القصة فنقول ان البوليس استخدم سجلاته المعرفة المشبوهين في الناحية ، وبدأ يسألهم أين كانوا ليلة الجريمة . وكان من بينهم شاب في الثانية والعشرين من عمره اسمه الفرد ستراتون Alfred Stratton ولم يستطع اقناع الشرطة بأين كان في تلك الليلة .

    ثم حدثت المفاجأة . رئيس قسم البصمات في
    الشرطة كان يفحص المخلفات في الدكان ، فوقع على بصمة أصبع ، كانت هي بصمة الشاب الفرد ستراتون .

    وكانت البصمة في الغد على الصفحات الأولى من
    صحف لندن .
    وسموها البصمة التاريخية التي حسمت أمر
    البصمات . واحتفظوا بها في المتاحف ، وفي الكتب، ذخيرة من ذخائر التاريخ .

    وانك لواجد صورتها مع هذه الكلمة كما ظهرت في
    أحد هذه المصادر .

    - تصنيف البصمات

    ان سجلات الشرطة تحتوي على مئات الألوف من
    البصمات ، بل ملايينها ، فاذا جاءت الشرطة ببصمة الرجل مشتبه فيه ، يراد مقارنتها ببصمات المجرمين سبقت ، فلعله أحدهم ، فكيف تصنع الشرطة لتبحث عن مثل هذه البصمة الواحدة بين مئات الألوف من البصمات أو ملايينها ؟

    عمل يتطلب سنين .
    ولهذا عمدوا الى تصنيف البصمات ، فهي رغم اختلافها في التفاصيل تتشابه في كثير من الأشكال وجعلوها أشكالا أساسية أربعة وفق ما بها من خطوط متماوجة ، على بساطة ، ولا شيء غير هذا . ووفق ما بها من أنشوطة مفتوحة أو أخرى مغلقة ، وهلم جرا .

    ومنهم من جعل الأشكال الأصلية ثمانية . و فرعوا هذه الأشكال بعد ذلك حتى يخرج من الصنوف صنوف .

    فاذا جاءت الشرطة بصمة ، درسوها أولا ليعرفوا صنفها الأخير . ثم ردوها الى ما عندهم من بصمات هذا الصنف وتبينوا ان كان لصاحب هذه البصمة سجل اجرام لديهم .

    ( نظام بصمة الإصبع لتحديد الهوية )

    ( صورة تاريخية ، حفظتها السجلات جميعا للبصمة الأولى التي ذهبت بشكوك الناس في قيم البصمات ودلالتها على الاجرام ، الى الأبد ، في كل قطر من أقطار العالم . وهي البصمة التي كشفت عن المجرم في القصة الأخيرة التي أوردناها في النص ، قصة جريمة بلدة دبتفورد . والبصمة التي الى اليمين هي بصمة الرجل المشتبه فيه وقد أخذتها الشرطة من اصبعه ، والبصمة التي الى اليسار هي البصمة التي وجدها المحققون على حرف صندوق النقود ، وهو بأسفل الصورة الى يمين . أما الرسم الذي الى جانب الصندوق الى اليسار ، فهو تحليل أجراه مصنفو البصمات للبصمة ليضعوها بعد ذلك في سجلاتهم في وضعها الصحيح ) .

    وكان عمل التصنيف هذا من أخطر الأعمال الذي جعل الشرطة تكشف عن المجرم المشتبه فيه في وقت غاية في القصر .

    ان الاجرام ذو كلفة العلماء وهو يقتضي اضاعة وقت واضاعة وقت رجال الشرطة . ولكن الاجرام
    بعض الحياة ، فكلفته هي بعض ضريبة هذه الحياة .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ١٩.٣٥_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	76.5 كيلوبايت  الهوية:	192549 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ١٩.٣٥_1(2).jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	72.5 كيلوبايت  الهوية:	192550 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ١٩.٣٧_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	81.2 كيلوبايت  الهوية:	192551 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ١٩.٣٧_1(2).jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	129.4 كيلوبايت  الهوية:	192552 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ١٩.٣٧_1(3).jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	84.4 كيلوبايت  الهوية:	192553

  • #2
    Fingerprints... between the police and science - 2 -

    - Obstacles arise in the way of these measurements

    There were obstacles to these measurements.
    Firstly, it had to be measured in metres, and the English were only accustomed to measuring in yards and inches. Then measure the body of a criminal! Some criminals are obedient, some are quarreling and no tricks work against them, or they are not upright when measured.

    Then, no one had to review these measurements, so the main crime office in Scotland Yard accepted them as they were.

    - A committee in 1889

    It was not long before it became clear beyond any doubt that these measurements were not accurate enough. It is useless without accuracy. That is why the government established a new committee to look into the matter again.

    The committee concluded by saying that the French Pertichon method is a method that has value, but it is not useful in the circumstances existing in Britain at that time.

    The committee then looked into identifying people using their fingerprints. Of course, people did not know much about this method, nor did many scholars know about it.

    Then the committee decided to combine the two methods
    Body measurement and fingerprint method.

    - Fingerprint history

    One of the first to notice that the skin of the fingers had protrusions of certain shapes was Professor Purkinje, professor of anatomy and physiology at the University of Breslau, Poland.

    In 1858, Sir William Herschel proved that the shape drawn by nature on the skin of the inside of the finger indicates the owner of this finger and proves its individuality.

    In 1877, Dr. Henry Faulds invented the method of placing a fingerprint on paper using printing press ink.

    In 1892, Sir Francis Galton proved that the fingerprint image of any finger lives with its owner throughout his life and does not change.

    - Suspicion

    Despite this, there was still suspicion regarding these fingerprints that remained widespread among people and even among judges at times...

    People did not believe what scientists said about fingerprints, that they indicate only one individual, and that they last throughout his life, even though his appearance changes.

    Among those who opposed these fingerprints were Scottish courts and judges. They called it a “new heresy” and refused to work on it.

    In Scottish courts, there were trials for murders in which someone other than the perpetrators were convicted, because these courts did not take fingerprint testimony.

    - A race between measuring objects and fingerprints

    The police began registering prison inmates and criminals by measuring bodies according to the Bertichon method, and also taking their fingerprints. It took time for the records to have large numbers of fingerprints that could be referred to. They are references to be consulted when a new criminal accused comes to the police.

    A sufficient number of useful fingerprints were not collected for the police to begin using them to identify people until 1902.
    This year, the police used these records to identify 6,826 cases, from which they identified 1,722 people.

    - The law is not enough, the people must be convinced

    This is what the democratic spirit dictates.
    It took some time for people to be convinced of the fingerprints. Murder incidents took place in England, people panicked.
    They became angry, and their concern was to uncover the criminal or criminals. When the fingerprints in these incidents revealed their criminals, people’s belief in them was confirmed, and their truthfulness was confirmed to them.

    The famous Deptford crime

    It is a crime in which the most important persons were not the killers or those killed, but the fingerprint that revealed the crime in a way that left no room for doubt at all. It is the crime that eliminated the doubt that people had, wherever they were, and for all times.

    It is the city of Deptford, England. On one of its streets lived Mr. Thomas Farro and his wife. Their house was a house and a shop that sold oil, and they worked in it for twenty years. They were seventy years old. This brought them a sufficient amount of earning a living. But there was a rumor in the neighborhood that Mr. Farrow was a rich man, and that he was keeping...
    In his home or shop with a large amount of money.

    On the morning of March 27, 1905, the assistant who was helping them in buying and selling arrived at the shop. When he found the door closed at that unusual hour of the morning, he knocked and knocked, and when he did not find an answer, he called the police.
    The police came and stormed the door and found the old man lying on the ground, broken and dead, and they found the shop furniture upside down. They found a drawer in which money was kept, the lock of which had been ripped off and fell to the ground. They asked for the wife and found her in her bedroom. They beat her until they smashed her and made her unconscious. The police took her to the hospital and she died without realizing it.

    We will summarize the story and say that the police used their records to identify the suspects in the area, and began asking them where they were on the night of the crime. Among them was a twenty-two-year-old young man named Alfred Stratton, who was unable to convince the police of where he was that night.

    Then the surprise happened. Head of the fingerprint department
    The police were examining the waste in the store, and came across a fingerprint. It was the fingerprint of the young man, Alfred Stratton.

    The imprint was tomorrow on the front pages of
    London newspapers.
    They called it the historical footprint that decided the matter
    Fingerprints. They kept them in museums and in books, as a relic of history.

    And you will find its image with this word as it appeared in
    One of these sources.

    - Fingerprint classification

    Police records contain hundreds of thousands of...
    Fingerprints, even millions of them. If the police bring the fingerprint of a suspected man, it is intended to compare it to the fingerprints of criminals that preceded it. Perhaps he is one of them. So how do the police manage to search for such a single fingerprint among hundreds of thousands or millions of fingerprints?

    Work that takes years.
    This is why they decided to classify fingerprints. Despite their differences in details, they are similar in many shapes, and they made them four basic shapes according to the wavy lines they contain, simply put, and nothing else. According to its open or closed loop, and so on.

    Some of them made the original shapes eight. They then branched these shapes until different types emerged.

    If the police receive a fingerprint, they study it first to determine its final type. Then they returned it to the fingerprints they had of this type and found out if the owner of this fingerprint had a criminal record with them.

    (Fingerprint identification system)

    (A historical picture, preserved by all records, of the first fingerprint that removed people’s doubts about the values ​​of fingerprints and their significance to crime, forever, in every country of the world. It is the fingerprint that revealed the criminal in the last story that we mentioned in the text, the story of the crime in the town of Deptford. And the fingerprint. The one to the right is the fingerprint of the suspected man, which the police took from his finger, and the fingerprint to the left is the fingerprint that investigators found on the letter of the money box, which is at the bottom of the picture to the right. As for the drawing next to the box to the left, it is an analysis conducted by fingerprint classifiers of the fingerprint to place it After that, their records are in their correct place.

    This classification work was one of the most dangerous, as it made the police uncover the suspected criminal in a very short time.

    Crime is costly to scholars and requires wasting time and wasting the time of police officers. But crime
    Some life, its cost is some of the tax of this life.

    تعليق

    يعمل...
    X