للطبيعة ميزان .. أخلَّ به الإنسان ..
في الهند رصدوا ١٠٥ ملايين من الدولارات لتحديد النسل
إن لدى علماء الطبيعة ، الطبيعة الحية ، من حيوان ونبات ، شيء يُعرف بميزان الطبيعة Balance of Nature ظواهر تعددت يجمعها شيء واحد يكاد أن يكون قانونا ، أو هو مبدأ تستهدي به الطبيعة ، على الفطرة الأولى ، هدفه أن تظل أعداد المخلوقات ، على تنوع أشكالها وطباعها ، محصورة في حدود .
ان الطبيعة وهي ارادة الله العليا ، خلقت الخلائق وجعلتها على الفطرة ، اكلا ومأكولا . بعض يعيش على اللحم ، فهذه هي الحيوانات الآكلة ، من سبع ،
ومن تمر وضبع وبعض يعيش على العشب ، فهذه هي الحيوانات المأكولة من ظبي ووعل وزرافة وحمار وحش . ومثلنا بالكبير الظاهر ، والأمثلة ألوف في ظاهر الحياة وخافيها وتمضي السنون والقرون ، وأعداد هذه الحيوانات تتأرجح بين حدود عليا وحدود سفلى ، ولكنها لا تبلغ من التسفل أن تنقرض ، ولا تبلغ من العلو أنها تسود في الأرض وتنفرد . ولا يزال في الأرض ، في حيث لم يذهب انسان ، سباع وظباء . وكان حقا أن تنقرض الظباء بعد آلاف من السنين . ولكن الطبيعة تحد من قوة الغالب ، وتزيد في قوة المغلوب وتدور بين الخلائق بالعداوات تصنعها في طباع ، وبالصداقات تصنعها في طباع ، في علاقات خافية أشد الخفاء بين مخلوقات الله ، نتيجتها جميعا أن لا يسيطر أحد على أحد ، فلا يكون لجنس منها الغلبة المطلقة على جنس .
ذلك أن تغلب جنس على جنس ، في زحمة الخلائق وتشتتها وتبعثرها وتنوعها ، معناه الفناء ، لا للمغلوب وحده ، ولكن للغالب كذلك • فكيف لو تغلبت السباع على الظباء ، أتمكن الحياة للسباع ، وقد ضاع غذاؤها ؟ .
والانسان بعض الخلائق " . هو على الفطرة آكل
ومأكول ، له السباع أعداء ، وله الحشر أعداء ، وله المكروب أعداء ، وموقف المكروب من الانسان هو موقف السباع منه تماما ، بالرغم من صغره . السباع تريد أن تعيش فهي تأكل الانسان . والأنسان يريد أن يعيش فهو يقتل السباع . وكذا المكروب يريد أن يعيش وأن يتكاثر الانسان ، فيقتله . ان هذه سنة الخلق . سنة في جسم الطبيعة ، سنة الله .
من أجل هذا ظل الانسان ملايين السنين على ظهر هذه الأرض ، ولكنه لم يكن ملأها بعد .
ميزان الطبيعة منعه أن يملأ .
- ثم اختل الميزان
ثم لحكمة أرادها الله اختل هذا الميزان ، اخله
تفتح ذهن الانسان على القرون . وأخله أكثر الخلل تفتحه على الأخص في هذا القرن ، والذي سبقه . تفتحه بالعلم وبالفن . العلم والفن الصناعي كشفا له أعداءه كشفا . السباع اكتشفا لها البنادق تميتها . والطب تولى أمر الخافي من الأعداء . البكتير والفطر وسائر الطفيليات . اتسعت بذلك رقعة كان يسكنها الانسان على الأرض ، واتسعت رقعة كانت تحتلها حياته من الزمان ، فزادت الأعمار .
فالذين يتساءلون كيف عاش الانسان ألوف الألوف فوق هذه الأرض ، فلم يملأها ، وكيف هو يملؤها هذا الملء الحثيث السريع هذه الأيام ، الذين هكذا يتساءلون يجدون جوابهم فيما ذكرنا . في نجاح الانسان في هـــدم ميزان الطبيعة ، بتغلبه ، بعلمه وبتكنيته ، وفنه الصناعي ، على أعدائه من سائر الخلائق ، من كبير منظور ، وصغير دق عن أن يرى وراه الانسان بعدس من الزجاج ابتدعه حتى الحشرات ، وهي أدنى ما يراه الانسان بعينه العارية ، ابتدع لها المبيدات ، تذودها عن جسم وزرع .
- حظ المسيطر المتفرد
ولكن الانسان مهدد بما جعلته الطبيعة حظ
المسيطر المتفرد بهذه الأرض . ان الانسان لا يمكن أن يملأ الأرض وحده الا هلك . لا بد من فسحة لزرع . ولا بد فسحة للحم يعيش على هذا الزرع ليأكل الانسان من زرع ومما عاش على الزرع .
ان سكان الأرض ، لو ظلوا يتزايدون هذا التزايد السريع ، لما بقي للفرد منهم من الأرض الا موقع اقدامه منها .
ان سكان الأرض ، في عام ۱۹۲۰ ، كانوا ١،٨٥ بليونا وقد بلغوا ، في عام ١٩٦١ ، ثلاثة بلايين ، وسيصبحون على نسبة التزايد الحاضرة ، في عام ٢٠٠٠ ستة بلايين . ( والبليون ألف مليون ) .
⏺في الصين كانوا يكنسون جثث الموتى جوعًا مع القمامة .
⏺في الولايات المتحدة ظهر دواء لمنع الحمل ، فنفد بعد ساعات !
- حدیث اسماك
وحدث " يذكره العلماء :
ان الأسماك لها مواسم تخرج فيها جماعات ملايين ، تجوب البحار والمحيطات ، لتحط مواضع فيها معلومة لتبيض وتفرخ . ثم هي تعود تجوب نواحي أخرى معلومة لتنمو ولتواصل الحياة . ويُحكى أن جماعة منها ضلت الطريق ، فدخل روادها مضيقا من البحر ، الى شبه ة ، مغلقة ، صغيرة . وتدافع الملايين وراء هؤلاء الرواد . ولقد كفى ما في هذا المضيق من غذاء لألوف ، ولكنه ضاق بالملايين . وما هي الا أيام حتى اخذت تطفو فوق الماء أجساد من السمك أموات ، حتى امتلات بحير البحيرة بألوف الأطنان من لحم لا روح فيه .
- وحديث الصين والهند
ولم يبلغ بالناس حال كحال السمك ، هذا ، ولكن أخذت بوادر منه تظهر .
حكى لي أستاذ صيني ، عن مدينته شانجهاي ، قال : ان الكناسين في المدينة يكنسون القمامة فيها كل صباح ، ومع القمامة أجساد من ماتوا من الناس جوعا او مرضا في ظلمة الليل .
فسألته : وكم كان شعورك وشعور الناس ؟ .
قال : ان الانسان عجيب ، يألف ما تكرر حتى يصبح بعض حقائق العيش .
كان هذا الحديث منذ سنين طويلة .
وزرت الهند · ورأيت العجب في كلكتا . كان لا يكاد يخيم الليل حتى أجد الأرصفة ، أرصفة الشوارع ، في أوسط المدينة ، وقد صارت مراقد للنوم ، وانظر الى الراقدين ، فأتساءل أجسام هذه أم أشباح جلد على عظم .
والصين والهند ينتجان الذراري كما تنتج الأسماك ، ولكن ليس لهما سعة المحيطات .
في الهند رصدوا ١٠٥ ملايين من الدولارات لتحديد النسل
إن لدى علماء الطبيعة ، الطبيعة الحية ، من حيوان ونبات ، شيء يُعرف بميزان الطبيعة Balance of Nature ظواهر تعددت يجمعها شيء واحد يكاد أن يكون قانونا ، أو هو مبدأ تستهدي به الطبيعة ، على الفطرة الأولى ، هدفه أن تظل أعداد المخلوقات ، على تنوع أشكالها وطباعها ، محصورة في حدود .
ان الطبيعة وهي ارادة الله العليا ، خلقت الخلائق وجعلتها على الفطرة ، اكلا ومأكولا . بعض يعيش على اللحم ، فهذه هي الحيوانات الآكلة ، من سبع ،
ومن تمر وضبع وبعض يعيش على العشب ، فهذه هي الحيوانات المأكولة من ظبي ووعل وزرافة وحمار وحش . ومثلنا بالكبير الظاهر ، والأمثلة ألوف في ظاهر الحياة وخافيها وتمضي السنون والقرون ، وأعداد هذه الحيوانات تتأرجح بين حدود عليا وحدود سفلى ، ولكنها لا تبلغ من التسفل أن تنقرض ، ولا تبلغ من العلو أنها تسود في الأرض وتنفرد . ولا يزال في الأرض ، في حيث لم يذهب انسان ، سباع وظباء . وكان حقا أن تنقرض الظباء بعد آلاف من السنين . ولكن الطبيعة تحد من قوة الغالب ، وتزيد في قوة المغلوب وتدور بين الخلائق بالعداوات تصنعها في طباع ، وبالصداقات تصنعها في طباع ، في علاقات خافية أشد الخفاء بين مخلوقات الله ، نتيجتها جميعا أن لا يسيطر أحد على أحد ، فلا يكون لجنس منها الغلبة المطلقة على جنس .
ذلك أن تغلب جنس على جنس ، في زحمة الخلائق وتشتتها وتبعثرها وتنوعها ، معناه الفناء ، لا للمغلوب وحده ، ولكن للغالب كذلك • فكيف لو تغلبت السباع على الظباء ، أتمكن الحياة للسباع ، وقد ضاع غذاؤها ؟ .
والانسان بعض الخلائق " . هو على الفطرة آكل
ومأكول ، له السباع أعداء ، وله الحشر أعداء ، وله المكروب أعداء ، وموقف المكروب من الانسان هو موقف السباع منه تماما ، بالرغم من صغره . السباع تريد أن تعيش فهي تأكل الانسان . والأنسان يريد أن يعيش فهو يقتل السباع . وكذا المكروب يريد أن يعيش وأن يتكاثر الانسان ، فيقتله . ان هذه سنة الخلق . سنة في جسم الطبيعة ، سنة الله .
من أجل هذا ظل الانسان ملايين السنين على ظهر هذه الأرض ، ولكنه لم يكن ملأها بعد .
ميزان الطبيعة منعه أن يملأ .
- ثم اختل الميزان
ثم لحكمة أرادها الله اختل هذا الميزان ، اخله
تفتح ذهن الانسان على القرون . وأخله أكثر الخلل تفتحه على الأخص في هذا القرن ، والذي سبقه . تفتحه بالعلم وبالفن . العلم والفن الصناعي كشفا له أعداءه كشفا . السباع اكتشفا لها البنادق تميتها . والطب تولى أمر الخافي من الأعداء . البكتير والفطر وسائر الطفيليات . اتسعت بذلك رقعة كان يسكنها الانسان على الأرض ، واتسعت رقعة كانت تحتلها حياته من الزمان ، فزادت الأعمار .
فالذين يتساءلون كيف عاش الانسان ألوف الألوف فوق هذه الأرض ، فلم يملأها ، وكيف هو يملؤها هذا الملء الحثيث السريع هذه الأيام ، الذين هكذا يتساءلون يجدون جوابهم فيما ذكرنا . في نجاح الانسان في هـــدم ميزان الطبيعة ، بتغلبه ، بعلمه وبتكنيته ، وفنه الصناعي ، على أعدائه من سائر الخلائق ، من كبير منظور ، وصغير دق عن أن يرى وراه الانسان بعدس من الزجاج ابتدعه حتى الحشرات ، وهي أدنى ما يراه الانسان بعينه العارية ، ابتدع لها المبيدات ، تذودها عن جسم وزرع .
- حظ المسيطر المتفرد
ولكن الانسان مهدد بما جعلته الطبيعة حظ
المسيطر المتفرد بهذه الأرض . ان الانسان لا يمكن أن يملأ الأرض وحده الا هلك . لا بد من فسحة لزرع . ولا بد فسحة للحم يعيش على هذا الزرع ليأكل الانسان من زرع ومما عاش على الزرع .
ان سكان الأرض ، لو ظلوا يتزايدون هذا التزايد السريع ، لما بقي للفرد منهم من الأرض الا موقع اقدامه منها .
ان سكان الأرض ، في عام ۱۹۲۰ ، كانوا ١،٨٥ بليونا وقد بلغوا ، في عام ١٩٦١ ، ثلاثة بلايين ، وسيصبحون على نسبة التزايد الحاضرة ، في عام ٢٠٠٠ ستة بلايين . ( والبليون ألف مليون ) .
⏺في الصين كانوا يكنسون جثث الموتى جوعًا مع القمامة .
⏺في الولايات المتحدة ظهر دواء لمنع الحمل ، فنفد بعد ساعات !
- حدیث اسماك
وحدث " يذكره العلماء :
ان الأسماك لها مواسم تخرج فيها جماعات ملايين ، تجوب البحار والمحيطات ، لتحط مواضع فيها معلومة لتبيض وتفرخ . ثم هي تعود تجوب نواحي أخرى معلومة لتنمو ولتواصل الحياة . ويُحكى أن جماعة منها ضلت الطريق ، فدخل روادها مضيقا من البحر ، الى شبه ة ، مغلقة ، صغيرة . وتدافع الملايين وراء هؤلاء الرواد . ولقد كفى ما في هذا المضيق من غذاء لألوف ، ولكنه ضاق بالملايين . وما هي الا أيام حتى اخذت تطفو فوق الماء أجساد من السمك أموات ، حتى امتلات بحير البحيرة بألوف الأطنان من لحم لا روح فيه .
- وحديث الصين والهند
ولم يبلغ بالناس حال كحال السمك ، هذا ، ولكن أخذت بوادر منه تظهر .
حكى لي أستاذ صيني ، عن مدينته شانجهاي ، قال : ان الكناسين في المدينة يكنسون القمامة فيها كل صباح ، ومع القمامة أجساد من ماتوا من الناس جوعا او مرضا في ظلمة الليل .
فسألته : وكم كان شعورك وشعور الناس ؟ .
قال : ان الانسان عجيب ، يألف ما تكرر حتى يصبح بعض حقائق العيش .
كان هذا الحديث منذ سنين طويلة .
وزرت الهند · ورأيت العجب في كلكتا . كان لا يكاد يخيم الليل حتى أجد الأرصفة ، أرصفة الشوارع ، في أوسط المدينة ، وقد صارت مراقد للنوم ، وانظر الى الراقدين ، فأتساءل أجسام هذه أم أشباح جلد على عظم .
والصين والهند ينتجان الذراري كما تنتج الأسماك ، ولكن ليس لهما سعة المحيطات .
تعليق