ولد الانسان ، أعجز الولدان بين الخلائق .. أمومة
ولد الانسان ، أعجز الولدان بين الخلائق
ان الرجل يقطرها قطرة ، وتبقى الأم تعانيها تسعة أشهر طوالا .
فيخرج الوليد وهو أعجز الولائد جميعا ، وأقلها استعدادا للحياة . لو ترك ساعات دون عناية فقد يموت . وتقوم الأم بمطالب هذه العناية جميعا ، وما أكثرها ، وما أعقدها ، وما أكثر متاعب الأم نهارا ، وما أكثر سهرها وقلقها ليلا وتسهر وينام رجلها .
- دنيا الوليد ، دنيا أمه لخمس سنوات
خمس سنوات لا يعرف الطفل من دنياه غير دنيا أمه .
خمس سنوات يعلق فيها بالأم ، وتعلق الأم به ، وتبعا لهذه العلاقة تكون صحة تكوين الصبي الناشيء أو فساده .
ان الأم لا تغذي فحسب ولا تلبس الطفل وتنظف . وكما فحسب . انها تصنع جسمه وتصنع نفسه معا يطيب الصبي الناشيء جسما ، او يسوء ، يطيب كذلك أو يسوء ، نفسا .
وحتى في الحيوانات لا يكون تعلق الوليد بأمه تعلق طعام ، فحسب ، ولا شراب ، فحسب ولا قضاء حاجات للجسم فحسب ، ولكن لحاجات أخرى ، لا يفهمها الوليد ، وانما يدفع إليها الطبع وتدفع الفريزة . ومن هذه الحاجات تأمينه في دنياه الجديدة من خوف .
ان فرخ البط ، تنفقس عنه البيضة ، أقدر ما يكون على التقاط غذائه بنفسه ، بقليل لا يكاد يذكر من العون من أمه ، هذا هو يتبعها حيثما سارت ومع لماذا ؟ طلبا للأمان من خوف ..
- فرخ الدجاج
و فرخ الدجاج ، ينفقس من البيض في المفارخ ، لم ير قط أمناً ، ولم يحس بدفء أم ، يحرك أمامه الشيء اللامع ، فيتبعه كما يتبع الأم تماما . انه يحسب انه الأم ، بحكم الغريزة ، فهو يتبع ، لأن في اتباعه اياها حماية التهلكة . هكذا تقول الفريزة لو سئلت ، ولا يقول الفرخ .
- والقرد يفزع الى امه ، وهي من قطن
والقرد ، المعروف بقرد رينسوس ، ربوه من بعد ولادة ، عند أم صنعوا هيكلها من السلك ، ولفوه بالقطن ، وجعلوا لها رأسا ، زودوه بعينين تشبهان عيني الأم . ويطعمون الوليد الصغير بمعزل عنها ، ثم اذا به ياني الى الأم ، هذه الجامدة ، فيستقر عند حجرها ، تماما كما كان يفعل لو انها كانت ذات حياة .
ويخرجون الى هذا الوليد ، القرد ، دبئاً من قماش فيبدا ينظر في ريبة ثم يخاف أكبر الخوف ، ويصرخ ، ويجري نحو هذه الأم ، وهي من قطن ، ويفزع اليها يطلب الحماية ، كما قد كان فعل لو أنها أم حية .
وكل هذا سقناه لنقول ان علاقة الوليد من بني الناس ليست علاقة طعام وشراب ، وحاجات جسم ، ووظائف أعضاء فحسب ، وانما هي لعلاقات تتصل بحاجات أخرى من حوائج الحياة ، منها الحاضر ومنها المستقبل .
- شخصية الرجل تشكلها امه في الطفل الذي سيكون رجلا
ان الطفل ، كل طفل ، كالرجل البالغ ، والمرأة البالغة ، له عقل يعمل منذ ولادته . وتمضي الأيام والأشهر فيقوى وعيه . والوعي ظاهر وباطن . ووعي الطفل كوعي الرجل البالغ ، تدخله التجارب منظورة مسموعة ، ثم هي تدخل خزائنها في الوعي الباطن فتستقر هناك سنين طوالا . وسنوات الطفل الأولى سنوات حاسمة في تشكيل شخصية الطفل التي سوف تكون ، بما ستتضمنه هذه الخزائن في الوعي الباطن . والعامل الأول في تعيين هذه الخزائن ، ما تكون ، وكيف تكون ، هي الام ، صاحبة الطفل الأولى صحبة تكاد أن تكون دائما متصلة .
وهي متصلة بحكم فريزة الأم التي لا تصبر على وهي متصلة بحكم غريزة الطفل الذي يصرخ • عد ترك أمه اياه ، خشية الفراق فالضياع .
ان علماء النفس يرون أن الكثير من عقد الشباب ، انما تنعقد في دور الطفولة في هذه السنوات الخمس الأولى .
( صورتان : الصورة الأولى لطفلة من قرود ريسوس ، لا أم لها ، وسكنت في حجر أمها المصنوعة من قطن . وأخذت تنظر الى دب من حشو ، مما يلعب به الأطفال ، يقترب منها )
( طفلة من قرد ريسوس ، فقدت امها ، فصنعوا لها أما من قطن كانت ترقد في حجرها كلما فرغت من طعام ، يحكم الغريزة الهادية حين لا يهدي العقل )
- الأمومة دراسة ليست بالهينة
الأمومة في الحياة عامة ، اذن ، ليست بالواجب التخفيف . ان الأمومة أصل الكون ، وأصل الحياة المركبة في شتى درجاتها على سطح هذه الأرض .
( والصورة الثانية لنفس الطفلة القردة ، وقد وقع في نفسها الخوف من الدب الذي يقترب فلما تمكن منها الخوف قامت تفزع الى صدر أمها ، تلك المصنوعة من قطن ، تماما كما لو كانت أمها من لحم وعظم ) .
ولكن أشق الأمهات عنتا انما هي ام الانسان .
والأم في البادية شئ .
والأم في الحضارة شيء .
البادية مطبوعة . والحضارة مصنوعة لهذا لا يكفي في الحضارة المصنوعة ما عند الأمهات ، على الفطرة ، أساليب على الفطرة مطبوعة .
الأم في المدينة واجبها اكبر . ان عليها في هذه المدينة المصنوعة أن تصنع من الأولاد ما يتفق وهذه المدينة ، وفقا لما أخرجه علماؤها ويخرجونه كل عام ، من كشوف تتصل بنشأة الأطفال .
الأمومة اذن دراسة .
الأم ليست اذن وعاء حمل فحسب ، ولا مرضعة فحسب ، ومغذية وكاسية ، ولاعبة مع طفلها فحسب . انها تشكل الرجل ، تشكل جهازه النفسي ، هذا الصغير الذي سوف ينمو ويكبر ويكون ذاك الجهاز النفسي الكبير . والعلم كشف من هذه الشؤون الشيء الكثير .
وكثر فيها ، في لغات الغرب الكثير المنشور .
- الأم ، أم وزوجة ، في آن
واجبات الأمومة ذكرتها ، ذكرت بعضا منها . وما يجب أن تنسينا هذه واجبات الزوجة .
الأم تفنى في العمل لطفلها ، وتنسى ، فتهمل زوجها ، فيفار بعض الرجال . يغار الرجل حتى من طفله . هكذا يقول النفسانيون ، ويقول الخبيرون . وأنا أؤمن بالذي يقولون . أؤمن بجواز هذه الغيرة أن تكون ، ذلك لأن احساس الرجل بالأبوة ، أضعف كثيرا جدا من احساس المرأة بالأمومة . وكذا احساس الطفل بالبنوة لأبيه . ان علاقة الطفل بأبيه تنمو بالمران . والطفل يألف زوج أمه ، من بعد أبيه الذي مات ، تماما كما كان يألف أباه لو أنه عاش ، وبذلك المقدار .
وواجبات الأمومة ، وواجبات الأزواج ، شيئان متعارضان . والأمومة والزوجية ، نقص في هذه زيادة في تلك ، وزيادة في هذه نقص في تلك ، وتوزع المرأة واجباتها بينهما بالقسطاس .
وكم ساءت علائق الأسر بسبب عناية الأم أكبر العناية بالولد ، وبسبب عنايتها أقل العناية بالزوج والزوج يحب أن يرى زوجته كما رآها أول مرة ، وهي عذراء فاتنة . وهيهات .
انها أدوار حياة يجب أن يتأقلم لها الرجل . وعلى المرأة أن لا تبالغ النسيان .
جهاز الأمومة له طاقة محدودة
والمرأة غير الأم .
المرأة لا تسمى أما الا اذا هي انتجت ولدا .
وجهاز الأمومة ، ذلك الذي يصنع ، له طاقة محدودة انه ليس من فولاذ . انه من لحم ودم ، وأعصاب . يصنع الولد الواحد فيه في العام الواحد ، ثم لا بد أن يستريح لأعوام .
ان الحمل والوضع تجربة شاقة . شكت لي ام زوجها انه يريد الكثرة ، قالت : ما كان أجدر بالرجال ان يحملوا مرة ، اذن ما غالوا في طلب الأولاد .
ورجل قال مدافعا : انها الطبيعة تتخذ مجراها ، وهي التي تقبل صنع الولد من بعد ولد . وكان رجل ممن يرون القلة حاضرا . قال لو أننا اتبعنا الطبيعة لمشي الرجال والنساء في الأرض عرايا ، فاللباس مصنوع لا واذا لتركنا الشعور والأظافر تطول ، وكذا مطبوع الشوارب واللحى والمكروب تأتي به الطبيعة ولكنــا ندفعه بالعقار المصنوع .
قلت سائلا اياه : كم ولدا ترضى ؟ .
قال : اثنين يملآن الفراغ الذي نترك عندما نموت وثالث نحتاط به اذا غدر الزمان .
قال آخر : انا لا أرضى الا بعشرة ، ومع العشرة الفخر .
فسأل الأول : والنفقة ؟
الصغير قال : أنا أنتج والله يرزق ، والكبير يحمل عبء الصغير .
قال الأول : انه اذن جيل يورث الفقر جيلا يأتي بعده . وللأم الضعف والمرض ، واستهلاك شباب قبل أن تستهلك السنون والأعمار . والمرأة عندكم أم ولد .
وتذبل المرأة فما أسرع أن تستبدل .
قلت : حسبك يا هذا ، حسبك ان كل اختلاف رحمة . فلولا الأسود ما بان الأبيض ، ولولا الطرفان ما بان ما بينهما من ألوان .
- الأم عماد الأسرة
اني كلما فكرت في المجتمع ، أي مجتمع ، وجدت أن المجتمع لا يكون الا بالأسرة . والأسرة لا تكون الا بالزوجة . والزوجة لن تشبع مطالب الأنوثة الا بالأمومة .
وانظر ما صنعت الأيام بالأسرة . فبالأمومة ، فأجد الأم قد صنعت العجب . فعلت ما فوق الطاقة ، عن رضى أو غصبا .
الرجل الكاسب ، لا شك في هذا .
--- ⏺ ---
ولد الانسان ، أعجز الولدان بين الخلائق
ان الرجل يقطرها قطرة ، وتبقى الأم تعانيها تسعة أشهر طوالا .
فيخرج الوليد وهو أعجز الولائد جميعا ، وأقلها استعدادا للحياة . لو ترك ساعات دون عناية فقد يموت . وتقوم الأم بمطالب هذه العناية جميعا ، وما أكثرها ، وما أعقدها ، وما أكثر متاعب الأم نهارا ، وما أكثر سهرها وقلقها ليلا وتسهر وينام رجلها .
- دنيا الوليد ، دنيا أمه لخمس سنوات
خمس سنوات لا يعرف الطفل من دنياه غير دنيا أمه .
خمس سنوات يعلق فيها بالأم ، وتعلق الأم به ، وتبعا لهذه العلاقة تكون صحة تكوين الصبي الناشيء أو فساده .
ان الأم لا تغذي فحسب ولا تلبس الطفل وتنظف . وكما فحسب . انها تصنع جسمه وتصنع نفسه معا يطيب الصبي الناشيء جسما ، او يسوء ، يطيب كذلك أو يسوء ، نفسا .
وحتى في الحيوانات لا يكون تعلق الوليد بأمه تعلق طعام ، فحسب ، ولا شراب ، فحسب ولا قضاء حاجات للجسم فحسب ، ولكن لحاجات أخرى ، لا يفهمها الوليد ، وانما يدفع إليها الطبع وتدفع الفريزة . ومن هذه الحاجات تأمينه في دنياه الجديدة من خوف .
ان فرخ البط ، تنفقس عنه البيضة ، أقدر ما يكون على التقاط غذائه بنفسه ، بقليل لا يكاد يذكر من العون من أمه ، هذا هو يتبعها حيثما سارت ومع لماذا ؟ طلبا للأمان من خوف ..
- فرخ الدجاج
و فرخ الدجاج ، ينفقس من البيض في المفارخ ، لم ير قط أمناً ، ولم يحس بدفء أم ، يحرك أمامه الشيء اللامع ، فيتبعه كما يتبع الأم تماما . انه يحسب انه الأم ، بحكم الغريزة ، فهو يتبع ، لأن في اتباعه اياها حماية التهلكة . هكذا تقول الفريزة لو سئلت ، ولا يقول الفرخ .
- والقرد يفزع الى امه ، وهي من قطن
والقرد ، المعروف بقرد رينسوس ، ربوه من بعد ولادة ، عند أم صنعوا هيكلها من السلك ، ولفوه بالقطن ، وجعلوا لها رأسا ، زودوه بعينين تشبهان عيني الأم . ويطعمون الوليد الصغير بمعزل عنها ، ثم اذا به ياني الى الأم ، هذه الجامدة ، فيستقر عند حجرها ، تماما كما كان يفعل لو انها كانت ذات حياة .
ويخرجون الى هذا الوليد ، القرد ، دبئاً من قماش فيبدا ينظر في ريبة ثم يخاف أكبر الخوف ، ويصرخ ، ويجري نحو هذه الأم ، وهي من قطن ، ويفزع اليها يطلب الحماية ، كما قد كان فعل لو أنها أم حية .
وكل هذا سقناه لنقول ان علاقة الوليد من بني الناس ليست علاقة طعام وشراب ، وحاجات جسم ، ووظائف أعضاء فحسب ، وانما هي لعلاقات تتصل بحاجات أخرى من حوائج الحياة ، منها الحاضر ومنها المستقبل .
- شخصية الرجل تشكلها امه في الطفل الذي سيكون رجلا
ان الطفل ، كل طفل ، كالرجل البالغ ، والمرأة البالغة ، له عقل يعمل منذ ولادته . وتمضي الأيام والأشهر فيقوى وعيه . والوعي ظاهر وباطن . ووعي الطفل كوعي الرجل البالغ ، تدخله التجارب منظورة مسموعة ، ثم هي تدخل خزائنها في الوعي الباطن فتستقر هناك سنين طوالا . وسنوات الطفل الأولى سنوات حاسمة في تشكيل شخصية الطفل التي سوف تكون ، بما ستتضمنه هذه الخزائن في الوعي الباطن . والعامل الأول في تعيين هذه الخزائن ، ما تكون ، وكيف تكون ، هي الام ، صاحبة الطفل الأولى صحبة تكاد أن تكون دائما متصلة .
وهي متصلة بحكم فريزة الأم التي لا تصبر على وهي متصلة بحكم غريزة الطفل الذي يصرخ • عد ترك أمه اياه ، خشية الفراق فالضياع .
ان علماء النفس يرون أن الكثير من عقد الشباب ، انما تنعقد في دور الطفولة في هذه السنوات الخمس الأولى .
( صورتان : الصورة الأولى لطفلة من قرود ريسوس ، لا أم لها ، وسكنت في حجر أمها المصنوعة من قطن . وأخذت تنظر الى دب من حشو ، مما يلعب به الأطفال ، يقترب منها )
( طفلة من قرد ريسوس ، فقدت امها ، فصنعوا لها أما من قطن كانت ترقد في حجرها كلما فرغت من طعام ، يحكم الغريزة الهادية حين لا يهدي العقل )
- الأمومة دراسة ليست بالهينة
الأمومة في الحياة عامة ، اذن ، ليست بالواجب التخفيف . ان الأمومة أصل الكون ، وأصل الحياة المركبة في شتى درجاتها على سطح هذه الأرض .
( والصورة الثانية لنفس الطفلة القردة ، وقد وقع في نفسها الخوف من الدب الذي يقترب فلما تمكن منها الخوف قامت تفزع الى صدر أمها ، تلك المصنوعة من قطن ، تماما كما لو كانت أمها من لحم وعظم ) .
ولكن أشق الأمهات عنتا انما هي ام الانسان .
والأم في البادية شئ .
والأم في الحضارة شيء .
البادية مطبوعة . والحضارة مصنوعة لهذا لا يكفي في الحضارة المصنوعة ما عند الأمهات ، على الفطرة ، أساليب على الفطرة مطبوعة .
الأم في المدينة واجبها اكبر . ان عليها في هذه المدينة المصنوعة أن تصنع من الأولاد ما يتفق وهذه المدينة ، وفقا لما أخرجه علماؤها ويخرجونه كل عام ، من كشوف تتصل بنشأة الأطفال .
الأمومة اذن دراسة .
الأم ليست اذن وعاء حمل فحسب ، ولا مرضعة فحسب ، ومغذية وكاسية ، ولاعبة مع طفلها فحسب . انها تشكل الرجل ، تشكل جهازه النفسي ، هذا الصغير الذي سوف ينمو ويكبر ويكون ذاك الجهاز النفسي الكبير . والعلم كشف من هذه الشؤون الشيء الكثير .
وكثر فيها ، في لغات الغرب الكثير المنشور .
- الأم ، أم وزوجة ، في آن
واجبات الأمومة ذكرتها ، ذكرت بعضا منها . وما يجب أن تنسينا هذه واجبات الزوجة .
الأم تفنى في العمل لطفلها ، وتنسى ، فتهمل زوجها ، فيفار بعض الرجال . يغار الرجل حتى من طفله . هكذا يقول النفسانيون ، ويقول الخبيرون . وأنا أؤمن بالذي يقولون . أؤمن بجواز هذه الغيرة أن تكون ، ذلك لأن احساس الرجل بالأبوة ، أضعف كثيرا جدا من احساس المرأة بالأمومة . وكذا احساس الطفل بالبنوة لأبيه . ان علاقة الطفل بأبيه تنمو بالمران . والطفل يألف زوج أمه ، من بعد أبيه الذي مات ، تماما كما كان يألف أباه لو أنه عاش ، وبذلك المقدار .
وواجبات الأمومة ، وواجبات الأزواج ، شيئان متعارضان . والأمومة والزوجية ، نقص في هذه زيادة في تلك ، وزيادة في هذه نقص في تلك ، وتوزع المرأة واجباتها بينهما بالقسطاس .
وكم ساءت علائق الأسر بسبب عناية الأم أكبر العناية بالولد ، وبسبب عنايتها أقل العناية بالزوج والزوج يحب أن يرى زوجته كما رآها أول مرة ، وهي عذراء فاتنة . وهيهات .
انها أدوار حياة يجب أن يتأقلم لها الرجل . وعلى المرأة أن لا تبالغ النسيان .
جهاز الأمومة له طاقة محدودة
والمرأة غير الأم .
المرأة لا تسمى أما الا اذا هي انتجت ولدا .
وجهاز الأمومة ، ذلك الذي يصنع ، له طاقة محدودة انه ليس من فولاذ . انه من لحم ودم ، وأعصاب . يصنع الولد الواحد فيه في العام الواحد ، ثم لا بد أن يستريح لأعوام .
ان الحمل والوضع تجربة شاقة . شكت لي ام زوجها انه يريد الكثرة ، قالت : ما كان أجدر بالرجال ان يحملوا مرة ، اذن ما غالوا في طلب الأولاد .
ورجل قال مدافعا : انها الطبيعة تتخذ مجراها ، وهي التي تقبل صنع الولد من بعد ولد . وكان رجل ممن يرون القلة حاضرا . قال لو أننا اتبعنا الطبيعة لمشي الرجال والنساء في الأرض عرايا ، فاللباس مصنوع لا واذا لتركنا الشعور والأظافر تطول ، وكذا مطبوع الشوارب واللحى والمكروب تأتي به الطبيعة ولكنــا ندفعه بالعقار المصنوع .
قلت سائلا اياه : كم ولدا ترضى ؟ .
قال : اثنين يملآن الفراغ الذي نترك عندما نموت وثالث نحتاط به اذا غدر الزمان .
قال آخر : انا لا أرضى الا بعشرة ، ومع العشرة الفخر .
فسأل الأول : والنفقة ؟
الصغير قال : أنا أنتج والله يرزق ، والكبير يحمل عبء الصغير .
قال الأول : انه اذن جيل يورث الفقر جيلا يأتي بعده . وللأم الضعف والمرض ، واستهلاك شباب قبل أن تستهلك السنون والأعمار . والمرأة عندكم أم ولد .
وتذبل المرأة فما أسرع أن تستبدل .
قلت : حسبك يا هذا ، حسبك ان كل اختلاف رحمة . فلولا الأسود ما بان الأبيض ، ولولا الطرفان ما بان ما بينهما من ألوان .
- الأم عماد الأسرة
اني كلما فكرت في المجتمع ، أي مجتمع ، وجدت أن المجتمع لا يكون الا بالأسرة . والأسرة لا تكون الا بالزوجة . والزوجة لن تشبع مطالب الأنوثة الا بالأمومة .
وانظر ما صنعت الأيام بالأسرة . فبالأمومة ، فأجد الأم قد صنعت العجب . فعلت ما فوق الطاقة ، عن رضى أو غصبا .
الرجل الكاسب ، لا شك في هذا .
--- ⏺ ---
تعليق