من الجرثومة إلى الفرخ .. قصَّة الخَلق - ٢ -
- الفرخ يتهيأ للخروج
ويبلغ الفرخ يومه الحادي والعشرين ، وهو في قشرة البيضة حبيس ، فيأخذ يتهيأ للخروج .
انه الآن مستعد لملاقاة الدنيا قلبه يدق . دورته الدموية تجري وانفاسه تتأهب ومعدته بها آخر مقدار للصفار . وأرجله . .جناحاه . كل شيء متهييء . ليجري الحياة .
- وينقر الفرخ قشرة البيضة ليخرج
وكأنما قد علم الفرخ ان هذا هو آخر المطاف في هذا البيت الحبيس ، وأن وراء ذلك دنيا هو لا بد داخلها ليبدأ حياة جديدة حرة عجيبة .
فيأخذ ينقر القشرة الرقيقة .
ليت شعري من علمه النقر ؟
وهو ينقر القشرة ثواني ، ثم يستريح انه اتصل بهواء ، بحرا عارما من غاز يعطي الحياة . وقد كان يتنسمه تنشما من ثقوب القشرة قبل خروجه منها انه الآن يجرب هذا الهواء ملء صدره ، اخذا بقليل وردا .
مجهود كبير يبذله هذا الفرخ الصغير . لهذا وجب عليه أن يستريح بعد كل نقرتين أو ثلاث .
وهو لا ينقر البيضة هكذا اعتباطا . انه يدور بنقره حولها في طريق هو اشبه شيء بمحيط دائرة ليكون الخروج أيسر .
فمن علمه ان هذا أيسر طريق للخروج وأنظمه ؟ وأقل الأساليب جهدا ؟
ان هذا هو الأسلوب نفسه الذي يتبعه الانسان عند قلي البيض . يدق البيضة في أوسطها ليشقها نصفين .
ويستمر الفرخ ينقر ويستريح . ويتم نقرا بعد ست ساعات .
ويخرج الفرخ برأسه أولا . ثم بسائر جسمه . ثم يستقر على قدمين لم تعرفا ما المشي قط .
- أول نظرة الى الدنيا
ويأخذ ينظر الى دنياه أول نظرة .
ليت شعري هل يفهم ، وكم ؟
( وهذا هو الفرخ قد خرج الى الوجود خلقا سوياً لقد استغرق جفاف جسمه ساعتين )
ليت شعري هل يعي ، وكم ؟
يفهم على كل حال هو ليس عليه تبعة ، ان فهم أو لم ، وان وعى أو لم يع .
انه لم يصنع نفسه ، وانما هو صنع .
وهو لم يركب لنفسه هذا التركيب الجثماني المعقد ، وانما ركب له .
وهذه العين التي يرى بها ، معارة له .
ومعار قلبه ومعارة معدته ، ومعارة كبده .
- الفرخ ، كالانسان ، ارادة محدودة
ان الفرخ عند تمامه ، ليس الا ارادة محدودة ركبت هذه الأعضاء جميعا ، كما يركب السائق سيارته وهو لا يفهم من تركيبها شيئا ، وهو يحسب انه وفقا لكل هواه ، والواقع انها هي تحركه وفقا لأكثر هواها • هي تحد ارادته .
بل إن الجسم يصنع ارادة الفرخ وكذا الأجسام جميعا تصنع ارادة الافراد . حتى الانسان منا في جسمه آمر مأمور ، في علاقة بل علاقات يشوبها الغموض أي غموض .
- غموض يشمل الخلق كله
ان الغموض يشمل الخلق كله ، من أول ما تتلقح البذرة الأولى ، الى أن تتخلق وتتشكل وتكون شيئا حيا فردا ، قائما بذاته ، الى أن يجري الحي حياته ، ويترك الأنسال من بعده ، ثم يمضي الى غاية يفنى عندها . ثم تقوم الأنسال من بعده تجري الحياة في دورات متعاقبة يخلد فيها الجنس وان مات الفرد .
غموض اولا . .
وغموض آخرا .
هذه الجرثومة الملقحة الاولى ماذا بها حتى تتنشأ هذا التنشيء العجيب .
انك تنظر اليها ، الى هذه الجرثومة الأولى التي لا تكاد ترى ، تنظر اليها بالمجهر فلا تجد الا خلايا متشابهات اشكالا ، لا فرق بين خلية واختها في هذه الألوف العديدة . ولكنها ، اذ تبدأ تنمو ، وتصنع الجديد من الخلايا ، تصنعها مختلفات اعدادا واشكالا ، فهذا لظاهر ، وهذا لباطن ، وهذه خلية لقلب ، وهذه خلية لكبد ، وهذه خلية للحم ، وهذه خلية لعظم وهذه خلية لمخ ، وهذه خلية لنخاع ، الى ما هنالك من صنوف من الخلايا متعددات مختلفات انعدم بينها التشابه كله تقريبا ، مع ان الاصل واحد .
ولكن ، هل صح ان الأصل واحد ؟ ! غموض !
- خلايا تعرف مواضعها ووظيفتها
وهذه الخلايا تعرف كيف تصطف معا ، وفي أي صف هي تقوم وعلى أي زاوية .
وعلى اختلاف الاشكال تختلف الوظائف وكل يعرف وظيفته . فهذه تعصر سائلا هاضما ، وهذه تصنع دما ، وهذه تقوم تمسك بالجسم كي لا يميل امساكا وظائف الف .
والغريب أن التجارب دلت على انك تقتطع من الجرثومة ، في أول تنشئتها ، بعضها ، فلا يؤثر هذا في نموها وفي اكتماله .
ولكنك تقطع منها من بعد أن تأخذ سبيلها في التنشيء ، فتختلف النتيجة . لقد أخذت الخلايا تتخصص ، فأنت تقتطع متخصصا ، لعله سوف يكون عينا ، او لعله سوف يكون قدما .
- فرخ ذو عين واحدة
وتجارب شهيرة اجراها عالم نمساوي ، جاءته من جرائها جائزة نوبل تسعى الى بابه . تجارب دلت على أن اقتطاع جزء من الجرثومة في أول التنشيء ينتج غير ما ينتجه الاقتطاع من بعد تقدم في التنشيء ولو يسيرا .
واختار لتجاربه الحيوانات البرمائية ، كالضفدع وأشباهها . واختار أن يجري تجاربه في الجرثومة وهي في دور تشكلها حين تظهر فيها مخائل مواقع العين .
وبابرتين في يده ، ومنظار مكبر ، اقتطع من منطقة يحسب أن عينا تقوم فيها ، اقتطع اقل من نصف مليمتر لا تختلف شكلا ومظهرا عن سائر ما في الجرثومة خلايا . ومضت الجرثومة في تنشئتها ، فخرج منها فرخ لا عين له في ذلك الجانب الذي اقتطعت منه تلك القطعة الصغيرة .
انه اذن اقتطعها بعد أن كانت تهيأت كل خلاياها لتكون عينا وباقتطاعها نقص جسم الفرخ عينا .
- وفرخ فيه عين ، ولكن لا ترى
وتجربة أخرى أجراها :
اقتطع مثل هذه القطعة من جرثومة ، في مثل هذا الدور ، وأدخلها في جسم جرثومة أخرى ، بدات تتشكل ، وتشكلت القطعة المقتطعة مع هذه الجرثومة الثانية ، وصارت عينا الا انها عين لا ترى ، لانه لم يكن بينها وبين مخ هذا الفرخ الجديد صلة .
وأجرى العلماء أمثال هذه التجارب في غير العين ، والنتيجة واحدة .
- خلايا الجنين في أول الأمر سواسية
وظن العلماء من ذلك ان لعل الخلايا وجدت في الجرثومة من أول الأمر متخصصة في صنع هذا العضو أو ذاك .
ونفى الاستاذ النمساوي ، الذي ذكرنا ، هذا الزعم بتجربة أخرى .
جاء للجرثومة وهي في دور من التنشؤ سابق على ذلك الدور الذي تظهر فيه مخائل العين .
ومن نفس الموضع اقتطع قطعة صغيرة ولكن ما بقي نما نموا كاملا بالعينين سليمتين معا ، وسائر الاعضاء .
وأخذ هذه القطعة المقتطعة ، وأدخلها جسم جرثومة أخرى في أول نشأتها ، فاندمجت معها ، واختلطت بها كبعض خلاياها ، وشاركتها فيما تشارك فيه للنمو الكامل .
الخلايا اذن لا تأخذ علما ، بكيف تتشكل ، ولا لأي غاية ، الا عند بلوغ دور في النمو خاص . أما عند البدء فهي خلايا سواء ! !
ذهب اذن زعم القدماء هباء . كانوا يقولون ان الجرثومة مخلوق صغير جاهز الاعضاء به القلب والراس والعين والأنف والمعدة والامعاء فما على هذه الأعضاء الا أن تزيد حجما ، وتزيد جرما ، وتزيد نماء .
وقلت : « الخلايا اذن لا تأخذ علما ، بكيف تتشكل . وصح مني ذلك قولا . فالعلم لا يعطى دائما عن طريق لسان ينطق ويأمر ، واذن تسمع وتفهم وتطيع .
ونقول « تأخذ علما » ، ونعني ما نقول ان العلم . لا تكون وسيلته دائما هي علم الانسان : لسان ينطق ويأمر ، وأذن تسمع وتفهم وتطيع .
ان الخلايا تؤمر وتطيع ، واختفى الصوت الآمـر الغامض من ورائها ، لا يدل عليه الا ما يظهر عند هـذه الخلايا من سمع وطاعة .
عجزت الافهام ، فأكثر الصفاء عندها عكر ، وأكثر ما يتضح لديها غموض وخفاء .
- الفرخ يتهيأ للخروج
ويبلغ الفرخ يومه الحادي والعشرين ، وهو في قشرة البيضة حبيس ، فيأخذ يتهيأ للخروج .
انه الآن مستعد لملاقاة الدنيا قلبه يدق . دورته الدموية تجري وانفاسه تتأهب ومعدته بها آخر مقدار للصفار . وأرجله . .جناحاه . كل شيء متهييء . ليجري الحياة .
- وينقر الفرخ قشرة البيضة ليخرج
وكأنما قد علم الفرخ ان هذا هو آخر المطاف في هذا البيت الحبيس ، وأن وراء ذلك دنيا هو لا بد داخلها ليبدأ حياة جديدة حرة عجيبة .
فيأخذ ينقر القشرة الرقيقة .
ليت شعري من علمه النقر ؟
وهو ينقر القشرة ثواني ، ثم يستريح انه اتصل بهواء ، بحرا عارما من غاز يعطي الحياة . وقد كان يتنسمه تنشما من ثقوب القشرة قبل خروجه منها انه الآن يجرب هذا الهواء ملء صدره ، اخذا بقليل وردا .
مجهود كبير يبذله هذا الفرخ الصغير . لهذا وجب عليه أن يستريح بعد كل نقرتين أو ثلاث .
وهو لا ينقر البيضة هكذا اعتباطا . انه يدور بنقره حولها في طريق هو اشبه شيء بمحيط دائرة ليكون الخروج أيسر .
فمن علمه ان هذا أيسر طريق للخروج وأنظمه ؟ وأقل الأساليب جهدا ؟
ان هذا هو الأسلوب نفسه الذي يتبعه الانسان عند قلي البيض . يدق البيضة في أوسطها ليشقها نصفين .
ويستمر الفرخ ينقر ويستريح . ويتم نقرا بعد ست ساعات .
ويخرج الفرخ برأسه أولا . ثم بسائر جسمه . ثم يستقر على قدمين لم تعرفا ما المشي قط .
- أول نظرة الى الدنيا
ويأخذ ينظر الى دنياه أول نظرة .
ليت شعري هل يفهم ، وكم ؟
( وهذا هو الفرخ قد خرج الى الوجود خلقا سوياً لقد استغرق جفاف جسمه ساعتين )
ليت شعري هل يعي ، وكم ؟
يفهم على كل حال هو ليس عليه تبعة ، ان فهم أو لم ، وان وعى أو لم يع .
انه لم يصنع نفسه ، وانما هو صنع .
وهو لم يركب لنفسه هذا التركيب الجثماني المعقد ، وانما ركب له .
وهذه العين التي يرى بها ، معارة له .
ومعار قلبه ومعارة معدته ، ومعارة كبده .
- الفرخ ، كالانسان ، ارادة محدودة
ان الفرخ عند تمامه ، ليس الا ارادة محدودة ركبت هذه الأعضاء جميعا ، كما يركب السائق سيارته وهو لا يفهم من تركيبها شيئا ، وهو يحسب انه وفقا لكل هواه ، والواقع انها هي تحركه وفقا لأكثر هواها • هي تحد ارادته .
بل إن الجسم يصنع ارادة الفرخ وكذا الأجسام جميعا تصنع ارادة الافراد . حتى الانسان منا في جسمه آمر مأمور ، في علاقة بل علاقات يشوبها الغموض أي غموض .
- غموض يشمل الخلق كله
ان الغموض يشمل الخلق كله ، من أول ما تتلقح البذرة الأولى ، الى أن تتخلق وتتشكل وتكون شيئا حيا فردا ، قائما بذاته ، الى أن يجري الحي حياته ، ويترك الأنسال من بعده ، ثم يمضي الى غاية يفنى عندها . ثم تقوم الأنسال من بعده تجري الحياة في دورات متعاقبة يخلد فيها الجنس وان مات الفرد .
غموض اولا . .
وغموض آخرا .
هذه الجرثومة الملقحة الاولى ماذا بها حتى تتنشأ هذا التنشيء العجيب .
انك تنظر اليها ، الى هذه الجرثومة الأولى التي لا تكاد ترى ، تنظر اليها بالمجهر فلا تجد الا خلايا متشابهات اشكالا ، لا فرق بين خلية واختها في هذه الألوف العديدة . ولكنها ، اذ تبدأ تنمو ، وتصنع الجديد من الخلايا ، تصنعها مختلفات اعدادا واشكالا ، فهذا لظاهر ، وهذا لباطن ، وهذه خلية لقلب ، وهذه خلية لكبد ، وهذه خلية للحم ، وهذه خلية لعظم وهذه خلية لمخ ، وهذه خلية لنخاع ، الى ما هنالك من صنوف من الخلايا متعددات مختلفات انعدم بينها التشابه كله تقريبا ، مع ان الاصل واحد .
ولكن ، هل صح ان الأصل واحد ؟ ! غموض !
- خلايا تعرف مواضعها ووظيفتها
وهذه الخلايا تعرف كيف تصطف معا ، وفي أي صف هي تقوم وعلى أي زاوية .
وعلى اختلاف الاشكال تختلف الوظائف وكل يعرف وظيفته . فهذه تعصر سائلا هاضما ، وهذه تصنع دما ، وهذه تقوم تمسك بالجسم كي لا يميل امساكا وظائف الف .
والغريب أن التجارب دلت على انك تقتطع من الجرثومة ، في أول تنشئتها ، بعضها ، فلا يؤثر هذا في نموها وفي اكتماله .
ولكنك تقطع منها من بعد أن تأخذ سبيلها في التنشيء ، فتختلف النتيجة . لقد أخذت الخلايا تتخصص ، فأنت تقتطع متخصصا ، لعله سوف يكون عينا ، او لعله سوف يكون قدما .
- فرخ ذو عين واحدة
وتجارب شهيرة اجراها عالم نمساوي ، جاءته من جرائها جائزة نوبل تسعى الى بابه . تجارب دلت على أن اقتطاع جزء من الجرثومة في أول التنشيء ينتج غير ما ينتجه الاقتطاع من بعد تقدم في التنشيء ولو يسيرا .
واختار لتجاربه الحيوانات البرمائية ، كالضفدع وأشباهها . واختار أن يجري تجاربه في الجرثومة وهي في دور تشكلها حين تظهر فيها مخائل مواقع العين .
وبابرتين في يده ، ومنظار مكبر ، اقتطع من منطقة يحسب أن عينا تقوم فيها ، اقتطع اقل من نصف مليمتر لا تختلف شكلا ومظهرا عن سائر ما في الجرثومة خلايا . ومضت الجرثومة في تنشئتها ، فخرج منها فرخ لا عين له في ذلك الجانب الذي اقتطعت منه تلك القطعة الصغيرة .
انه اذن اقتطعها بعد أن كانت تهيأت كل خلاياها لتكون عينا وباقتطاعها نقص جسم الفرخ عينا .
- وفرخ فيه عين ، ولكن لا ترى
وتجربة أخرى أجراها :
اقتطع مثل هذه القطعة من جرثومة ، في مثل هذا الدور ، وأدخلها في جسم جرثومة أخرى ، بدات تتشكل ، وتشكلت القطعة المقتطعة مع هذه الجرثومة الثانية ، وصارت عينا الا انها عين لا ترى ، لانه لم يكن بينها وبين مخ هذا الفرخ الجديد صلة .
وأجرى العلماء أمثال هذه التجارب في غير العين ، والنتيجة واحدة .
- خلايا الجنين في أول الأمر سواسية
وظن العلماء من ذلك ان لعل الخلايا وجدت في الجرثومة من أول الأمر متخصصة في صنع هذا العضو أو ذاك .
ونفى الاستاذ النمساوي ، الذي ذكرنا ، هذا الزعم بتجربة أخرى .
جاء للجرثومة وهي في دور من التنشؤ سابق على ذلك الدور الذي تظهر فيه مخائل العين .
ومن نفس الموضع اقتطع قطعة صغيرة ولكن ما بقي نما نموا كاملا بالعينين سليمتين معا ، وسائر الاعضاء .
وأخذ هذه القطعة المقتطعة ، وأدخلها جسم جرثومة أخرى في أول نشأتها ، فاندمجت معها ، واختلطت بها كبعض خلاياها ، وشاركتها فيما تشارك فيه للنمو الكامل .
الخلايا اذن لا تأخذ علما ، بكيف تتشكل ، ولا لأي غاية ، الا عند بلوغ دور في النمو خاص . أما عند البدء فهي خلايا سواء ! !
ذهب اذن زعم القدماء هباء . كانوا يقولون ان الجرثومة مخلوق صغير جاهز الاعضاء به القلب والراس والعين والأنف والمعدة والامعاء فما على هذه الأعضاء الا أن تزيد حجما ، وتزيد جرما ، وتزيد نماء .
وقلت : « الخلايا اذن لا تأخذ علما ، بكيف تتشكل . وصح مني ذلك قولا . فالعلم لا يعطى دائما عن طريق لسان ينطق ويأمر ، واذن تسمع وتفهم وتطيع .
ونقول « تأخذ علما » ، ونعني ما نقول ان العلم . لا تكون وسيلته دائما هي علم الانسان : لسان ينطق ويأمر ، وأذن تسمع وتفهم وتطيع .
ان الخلايا تؤمر وتطيع ، واختفى الصوت الآمـر الغامض من ورائها ، لا يدل عليه الا ما يظهر عند هـذه الخلايا من سمع وطاعة .
عجزت الافهام ، فأكثر الصفاء عندها عكر ، وأكثر ما يتضح لديها غموض وخفاء .
تعليق