من الجرثومة إلى الفرخ .. قصَّة الخَلق - ٢ - في سبيل موسوعة علمية الدكتور أحمد ذكي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من الجرثومة إلى الفرخ .. قصَّة الخَلق - ٢ - في سبيل موسوعة علمية الدكتور أحمد ذكي

    من الجرثومة إلى الفرخ .. قصَّة الخَلق - ٢ -

    - الفرخ يتهيأ للخروج

    ويبلغ الفرخ يومه الحادي والعشرين ، وهو في قشرة البيضة حبيس ، فيأخذ يتهيأ للخروج .

    انه الآن مستعد لملاقاة الدنيا قلبه يدق . دورته الدموية تجري وانفاسه تتأهب ومعدته بها آخر مقدار للصفار . وأرجله . .جناحاه . كل شيء متهييء . ليجري الحياة .

    - وينقر الفرخ قشرة البيضة ليخرج

    وكأنما قد علم الفرخ ان هذا هو آخر المطاف في هذا البيت الحبيس ، وأن وراء ذلك دنيا هو لا بد داخلها ليبدأ حياة جديدة حرة عجيبة .

    فيأخذ ينقر القشرة الرقيقة .
    ليت شعري من علمه النقر ؟
    وهو ينقر القشرة ثواني ، ثم يستريح انه اتصل بهواء ، بحرا عارما من غاز يعطي الحياة . وقد كان يتنسمه تنشما من ثقوب القشرة قبل خروجه منها انه الآن يجرب هذا الهواء ملء صدره ، اخذا بقليل وردا .

    مجهود كبير يبذله هذا الفرخ الصغير . لهذا وجب عليه أن يستريح بعد كل نقرتين أو ثلاث .

    وهو لا ينقر البيضة هكذا اعتباطا . انه يدور بنقره حولها في طريق هو اشبه شيء بمحيط دائرة ليكون الخروج أيسر .

    فمن علمه ان هذا أيسر طريق للخروج وأنظمه ؟ وأقل الأساليب جهدا ؟

    ان هذا هو الأسلوب نفسه الذي يتبعه الانسان عند قلي البيض . يدق البيضة في أوسطها ليشقها نصفين .

    ويستمر الفرخ ينقر ويستريح . ويتم نقرا بعد ست ساعات .

    ويخرج الفرخ برأسه أولا . ثم بسائر جسمه . ثم يستقر على قدمين لم تعرفا ما المشي قط .

    - أول نظرة الى الدنيا

    ويأخذ ينظر الى دنياه أول نظرة .
    ليت شعري هل يفهم ، وكم ؟

    ( وهذا هو الفرخ قد خرج الى الوجود خلقا سوياً لقد استغرق جفاف جسمه ساعتين )

    ليت شعري هل يعي ، وكم ؟
    يفهم على كل حال هو ليس عليه تبعة ، ان فهم أو لم ، وان وعى أو لم يع .
    انه لم يصنع نفسه ، وانما هو صنع .
    وهو لم يركب لنفسه هذا التركيب الجثماني المعقد ، وانما ركب له .
    وهذه العين التي يرى بها ، معارة له .
    ومعار قلبه ومعارة معدته ، ومعارة كبده .

    - الفرخ ، كالانسان ، ارادة محدودة

    ان الفرخ عند تمامه ، ليس الا ارادة محدودة ركبت هذه الأعضاء جميعا ، كما يركب السائق سيارته وهو لا يفهم من تركيبها شيئا ، وهو يحسب انه وفقا لكل هواه ، والواقع انها هي تحركه وفقا لأكثر هواها • هي تحد ارادته .

    بل إن الجسم يصنع ارادة الفرخ وكذا الأجسام جميعا تصنع ارادة الافراد . حتى الانسان منا في جسمه آمر مأمور ، في علاقة بل علاقات يشوبها الغموض أي غموض .

    - غموض يشمل الخلق كله

    ان الغموض يشمل الخلق كله ، من أول ما تتلقح البذرة الأولى ، الى أن تتخلق وتتشكل وتكون شيئا حيا فردا ، قائما بذاته ، الى أن يجري الحي حياته ، ويترك الأنسال من بعده ، ثم يمضي الى غاية يفنى عندها . ثم تقوم الأنسال من بعده تجري الحياة في دورات متعاقبة يخلد فيها الجنس وان مات الفرد .

    غموض اولا . .
    وغموض آخرا .

    هذه الجرثومة الملقحة الاولى ماذا بها حتى تتنشأ هذا التنشيء العجيب .

    انك تنظر اليها ، الى هذه الجرثومة الأولى التي لا تكاد ترى ، تنظر اليها بالمجهر فلا تجد الا خلايا متشابهات اشكالا ، لا فرق بين خلية واختها في هذه الألوف العديدة . ولكنها ، اذ تبدأ تنمو ، وتصنع الجديد من الخلايا ، تصنعها مختلفات اعدادا واشكالا ، فهذا لظاهر ، وهذا لباطن ، وهذه خلية لقلب ، وهذه خلية لكبد ، وهذه خلية للحم ، وهذه خلية لعظم وهذه خلية لمخ ، وهذه خلية لنخاع ، الى ما هنالك من صنوف من الخلايا متعددات مختلفات انعدم بينها التشابه كله تقريبا ، مع ان الاصل واحد .

    ولكن ، هل صح ان الأصل واحد ؟ ! غموض !

    - خلايا تعرف مواضعها ووظيفتها

    وهذه الخلايا تعرف كيف تصطف معا ، وفي أي صف هي تقوم وعلى أي زاوية .

    وعلى اختلاف الاشكال تختلف الوظائف وكل يعرف وظيفته . فهذه تعصر سائلا هاضما ، وهذه تصنع دما ، وهذه تقوم تمسك بالجسم كي لا يميل امساكا وظائف الف .

    والغريب أن التجارب دلت على انك تقتطع من الجرثومة ، في أول تنشئتها ، بعضها ، فلا يؤثر هذا في نموها وفي اكتماله .

    ولكنك تقطع منها من بعد أن تأخذ سبيلها في التنشيء ، فتختلف النتيجة . لقد أخذت الخلايا تتخصص ، فأنت تقتطع متخصصا ، لعله سوف يكون عينا ، او لعله سوف يكون قدما .

    - فرخ ذو عين واحدة

    وتجارب شهيرة اجراها عالم نمساوي ، جاءته من جرائها جائزة نوبل تسعى الى بابه . تجارب دلت على أن اقتطاع جزء من الجرثومة في أول التنشيء ينتج غير ما ينتجه الاقتطاع من بعد تقدم في التنشيء ولو يسيرا .

    واختار لتجاربه الحيوانات البرمائية ، كالضفدع وأشباهها . واختار أن يجري تجاربه في الجرثومة وهي في دور تشكلها حين تظهر فيها مخائل مواقع العين .
    وبابرتين في يده ، ومنظار مكبر ، اقتطع من منطقة يحسب أن عينا تقوم فيها ، اقتطع اقل من نصف مليمتر لا تختلف شكلا ومظهرا عن سائر ما في الجرثومة خلايا . ومضت الجرثومة في تنشئتها ، فخرج منها فرخ لا عين له في ذلك الجانب الذي اقتطعت منه تلك القطعة الصغيرة .

    انه اذن اقتطعها بعد أن كانت تهيأت كل خلاياها لتكون عينا وباقتطاعها نقص جسم الفرخ عينا .

    - وفرخ فيه عين ، ولكن لا ترى

    وتجربة أخرى أجراها :

    اقتطع مثل هذه القطعة من جرثومة ، في مثل هذا الدور ، وأدخلها في جسم جرثومة أخرى ، بدات تتشكل ، وتشكلت القطعة المقتطعة مع هذه الجرثومة الثانية ، وصارت عينا الا انها عين لا ترى ، لانه لم يكن بينها وبين مخ هذا الفرخ الجديد صلة .

    وأجرى العلماء أمثال هذه التجارب في غير العين ، والنتيجة واحدة .

    - خلايا الجنين في أول الأمر سواسية

    وظن العلماء من ذلك ان لعل الخلايا وجدت في الجرثومة من أول الأمر متخصصة في صنع هذا العضو أو ذاك .

    ونفى الاستاذ النمساوي ، الذي ذكرنا ، هذا الزعم بتجربة أخرى .

    جاء للجرثومة وهي في دور من التنشؤ سابق على ذلك الدور الذي تظهر فيه مخائل العين .

    ومن نفس الموضع اقتطع قطعة صغيرة ولكن ما بقي نما نموا كاملا بالعينين سليمتين معا ، وسائر الاعضاء .

    وأخذ هذه القطعة المقتطعة ، وأدخلها جسم جرثومة أخرى في أول نشأتها ، فاندمجت معها ، واختلطت بها كبعض خلاياها ، وشاركتها فيما تشارك فيه للنمو الكامل .

    الخلايا اذن لا تأخذ علما ، بكيف تتشكل ، ولا لأي غاية ، الا عند بلوغ دور في النمو خاص . أما عند البدء فهي خلايا سواء ! !

    ذهب اذن زعم القدماء هباء . كانوا يقولون ان الجرثومة مخلوق صغير جاهز الاعضاء به القلب والراس والعين والأنف والمعدة والامعاء فما على هذه الأعضاء الا أن تزيد حجما ، وتزيد جرما ، وتزيد نماء .

    وقلت : « الخلايا اذن لا تأخذ علما ، بكيف تتشكل . وصح مني ذلك قولا . فالعلم لا يعطى دائما عن طريق لسان ينطق ويأمر ، واذن تسمع وتفهم وتطيع .

    ونقول « تأخذ علما » ، ونعني ما نقول ان العلم . لا تكون وسيلته دائما هي علم الانسان : لسان ينطق ويأمر ، وأذن تسمع وتفهم وتطيع .

    ان الخلايا تؤمر وتطيع ، واختفى الصوت الآمـر الغامض من ورائها ، لا يدل عليه الا ما يظهر عند هـذه الخلايا من سمع وطاعة .

    عجزت الافهام ، فأكثر الصفاء عندها عكر ، وأكثر ما يتضح لديها غموض وخفاء .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	CamScanner ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ١٠.١٩_1(2).jpg  مشاهدات:	1  الحجم:	78.8 كيلوبايت  الهوية:	192147 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	CamScanner ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ١٠.١٩_1(3).jpg  مشاهدات:	1  الحجم:	174.8 كيلوبايت  الهوية:	192148 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	CamScanner ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ١٠.١٩_1(4).jpg  مشاهدات:	1  الحجم:	91.6 كيلوبايت  الهوية:	192149 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	CamScanner ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ١٠.٢٣_1.jpg  مشاهدات:	1  الحجم:	80.1 كيلوبايت  الهوية:	192150 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	CamScanner ١٩-٠٢-٢٠٢٤ ١٠.٢٣_1(2).jpg  مشاهدات:	1  الحجم:	76.9 كيلوبايت  الهوية:	192151
    التعديل الأخير تم بواسطة Ali Abbass; الساعة 02-21-2024, 12:01 PM.

  • #2
    From the germ to the chick...the story of creation - 2 -

    - The chick is getting ready to go out

    The chick reaches its twenty-first day, and is trapped in the egg shell, so it begins to prepare to emerge.

    He is now ready to meet the world, his heart is beating. His blood circulation is running, his breathing is on alert, and his stomach has the last amount of yolk. And his legs. His wings. Everything is ready. To live life.

    The chick pecks the egg shell to come out

    It is as if the chick has learned that this is the end in this confined house, and that beyond that there is a world that he must enter in order to begin a new, free, wondrous life.

    He starts pecking the thin crust.
    I wish my poetry had been taught to click?
    He tapped on the crust for a few seconds, then relaxed as he came into contact with air, a vast sea of ​​life-giving gas. He used to smell it through the holes in the shell before he came out of it. Now he is experiencing this air filling his chest, taking in a little and turning away.

    A great effort by this little chick. That's why he must rest after every two or three clicks.

    He does not peck the egg like this randomly. With a click, he goes around it in a path that resembles something with the circumference of a circle, so that the exit is easier.

    Who taught him that this was the easiest way out and organized it? The least effortful methods?

    This is the same method that humans follow when frying eggs. He hits the egg in the middle to split it in half.

    The chick continues pecking and resting. It will be read after six hours.

    The chick emerges head first. Then with the rest of his body. Then he settled on two feet that had never known what walking was.

    - First look at the world

    And he takes a look at his world for the first time.
    I wish my hair would understand, and how much?

    (This is the chick that came into being created together. It took two hours for its body to dry.)

    I wish my hair was aware, and how much?
    He understands in any case, he is not responsible, whether he understands or not, whether he is aware or not.
    He did not create himself, but he was created.
    He did not create this complex corpse structure for himself, but rather created it for himself.
    This eye with which he sees is on loan to him.
    And the loan of his heart, and the loan of his stomach, and the loan of his liver.

    - The chick, like a human, has a limited will

    When it is fully developed, it is nothing but a limited will that composed all of these organs, just as a driver gets into his car without understanding anything about its composition, and he thinks that it is according to his every whim, and in reality it is she who moves him according to her greatest whim. She limits his will.

    Rather, the body creates the will of the chicken, and so do all bodies create the will of individuals. Even the human being in his body is commanded and commanded, in a relationship or relationships that are tinged with ambiguity, that is, ambiguity.

    - A mystery that encompasses all of creation

    The mystery includes the entire creation, from the first time the first seed is fertilized, until it is created, shaped, and becomes an individual living thing, self-sufficient, until the living continues its life, leaving descendants after it, and then proceeds to the point at which it perishes. Then lineages arise after him, and life takes place in successive cycles in which the race is immortal, even if the individual dies.

    Ambiguity first. .
    And another mystery.

    This first inoculating germ, what is wrong with it to produce this strange formation?

    You look at it, at this first germ that you can barely see. You look at it with a microscope and you find nothing but cells of similar shapes. There is no difference between one cell and its sister in these many thousands. However, when it begins to grow and make new cells, it makes them of different numbers and shapes. This is the outside, this is the inside, this is a heart cell, this is a liver cell, this is a meat cell, this is a bone cell, this is a brain cell, this is a marrow cell, and so on. It consists of many different cells that have almost no complete resemblance, even though the origin is the same.

    But, is it true that the origin is the same? ! vagueness !

    - Cells that know their locations and functions

    These cells know how to line up together, in which row they stand and at what angle.

    Different forms have different functions, and everyone knows their job. These squeeze a digestive fluid, these make blood, and these hold on to the body so that it does not tend to be constipated. Functions of a thousand.

    The strange thing is that experiments have shown that you cut some parts of the germ from the germ, and this does not affect its growth or completion.

    But you cut it off after it has started growing, and the result will be different. The cells have begun to specialize, so you cut out a specialist, perhaps it will be an eye, or perhaps it will be a foot.

    -One-eyed chick

    There are famous experiments conducted by an Austrian scientist, as a result of which he received a Nobel Prize. Experiments have shown that cutting a part of the germ at the beginning of germination produces a different result than the truncation produces after an advance in germination, even if it is a little.

    He chose amphibious animals for his experiments, such as frogs and the like. He chose to conduct his experiments with the germ while it was in the process of its formation when imaginings of the locations of the eye appeared in it.
    With two needles in his hand and a magnifying scope, he cut out cells from an area where he thought an eye was located. He cut out less than half a millimeter, no different in form and appearance from the rest of the germ cells. The germ continued to nurture it, and an eyeless chick emerged from it on the side from which that small piece was cut off.

    So, he cut it out after all its cells had been prepared to become eyes, and by cutting it out, the chick’s body was reduced to eyes.

    - And a chick with an eye in it, but it cannot see

    And another experiment he conducted:

    He cut off such a piece from a germ, in a similar role, and inserted it into the body of another germ, which began to take shape, and the cut off piece formed with this second germ, and it became an eye, but it was an eye that could not see, because there was no connection between it and the brain of this new chick.

    Scientists have conducted similar experiments in places other than the eye, and the result is the same.

    - The cells of the fetus are initially equal

    From this, scientists thought that perhaps cells existed in the germ from the beginning specialized in making this or that organ.

    The Austrian professor we mentioned denied this claim with another experiment.

    It came to the germ while it was in a stage of development that preceded that stage in which the imagination of the eye appears.

    From the same place, a small piece was cut off, but what was left grew fully, with both eyes intact and all other organs intact.

    He took this severed piece and inserted it into the body of another bacterium at the beginning of its development, so it merged with it, mixed with it like some of its cells, and participated with it in what it participated in for complete growth.

    Cells, therefore, do not know how they are formed, or for what purpose, except when they reach a specific stage in growth. When you start, they are the same cells! !

    So the claim of the ancients was in vain. They used to say that the germ is a small creature with ready-made organs, including a heart, head, eye, nose, stomach, and intestines. All these organs have to do is increase in size, increase in size, and increase in growth.

    I said: “The cells, then, do not know how they are formed. What I said was correct. Knowledge is not always given through a tongue that speaks and commands, and an ear that hears, understands, and obeys.

    We say “take knowledge,” and we mean what we say is that knowledge. Its means is not always human knowledge: a tongue that speaks and commands, and an ear that hears, understands, and obeys.

    The cells command and obey, and the mysterious commanding voice behind them has disappeared, evidenced only by what these cells appear to hear and obey.

    She was incapable of understanding. Most of her clarity was cloudy, and most of what became clear to her was ambiguity and concealment.

    تعليق

    يعمل...
    X