كاتب ليبي يرصد تحولات المشهد الإبداعي الأردني عبر القصص والشعر والروايات
كتاب "جماليات النص الأدبي" يحلل نصوص عدد من المجموعات القصصية والشعرية والروايات الأردنية كاشفا خصائصها الفنية.
الثلاثاء 2024/02/20
ShareWhatsAppTwitterFacebook
رصد تجارب أدبية اردنية
عمان - يرصد الكاتب الليبي يونس شعبان الفنادي في كتابه “جماليات النص الأدبي” تحولات المشهد الإبداعي الأردني من خلال دراساته على نماذج مختارة من القصة والشعر والرواية.
ويتناول الفنادي مجموعة “شبابيك” للقاص محمد عارف مشة، التي تتضمن التقاطات سردية قصيرة لمشاهد حياتية سريعة عابرة. ويوضح أن بعض نصوص مشة تُظهر تأثرًا بأسلوب المخرج السينمائي ألفريد هيتشكوك المباغت والصادم أحيانا لكل التوقعات التي قد يحملها المشهد.
ويؤكد أن القاص استخدم في نصوصه تقنيات سردية، كصوت الراوي في الخطاب السردي بدلا من تسمية شخصيات معينة أو إجراء حوارات متنوعة لإيصال فكرة ورسالة النص، فظل الكاتب “متواريا عن الظهور، يبعث رسالة المشوقة بخفة ولطافة وذكاء، ليذكرنا بأصوات مسرح العرائس التي يلعب فيها صوت الراوي دورا مهما في ترسيخ فكرة الرسالة المتحركة بذهن المتلقي”.
تحولات المشهد الإبداعي الأردني
ويتناول الفنادي التجربة القصصية للكاتبة نهلة الشقران، موضحا أن مجموعتها “أنثى تشبهني” تكشف عن أسلوب أدبي يرتكز على القواعد الكلاسيكية ويستلهم جماليات السرد الشعبي أو الفلكلوري، وبموازاة ذلك نسجت الكاتبة قصصها العصرية وأطرتها بتقنيات وفنون وأساليب القص الحديثة.
ويتوقف الفنادي عند تجربة جعفر العقيلي من خلال مجموعته “ضيوف ثقال الظل” التي يرى أنها تشكل “علامة فارقة” في مسيرة القصة القصيرة الأردنية، مضيفا أن العقيلي يعتمد في أسلوبه السردي على السؤال البسيط والمركب والفلسفة الفكرية في صياغة بانوراما قصصية تتسرب إلى أعماق القارئ فـ”لا يمكنه صدها أو مقاومة عذوبتها اللغوية والبلاغية”.
ثم ينتقل المؤلف إلى حديقة الشعر، فيدرس مجموعة الشاعر الراحل عاطف الفراية المعنونة “أنثى الفواكه الغامضة”. ويقول في هذا السياق إن الفراية يبقى واحدا من أبرز الشعراء الذين قدموا صوتا خاصا لا يتكرر على الرغم من تركته الشعرية المحدودة كَما، وإن تجربته الشعرية التي نضجت مبكرا “تتجلى فيها عناصر موضوعية واضحة تجسدها ثلاثية الحب والوطن والجمال، وتشكل القاسم المشترك الذي تتأسس عليه أغلب نصوصه الشعرية التي نسجها من وحي استنطاق الذكريات الدافئة ولهفة الشوق للأرض والوطن والأحبة”.
ويشير إلى أن نصوص الفراية “لا تقوم على صور حسية افتراضية ينسجها خيال خلاب جامح ممتع، ولا تغرق في تجلياته الرحبة الحالمة أو القاتمة، بل تقتنص قيمتها من واقعية الحياة رغم ما تكتسيه من مرارة وقسوة، ومن ثم تطلق عنان العقل للتأمل والتدبر فيها وتحليلها ومحاولة الاقتراب منها والتعاطي معها بفكر رصين للشاعر الذي يكابد ويواجه صوره الحياتية بشجاعة وجرأة وتضحية”.
ويحتفي الفنادي بعملين لكاتبتين تنتميان إلى الجيل الجديد الذي بدأ الشعر بكتابة قصيدة النثر، محاولا معاينة مدى وعي هذا الجيل بالقصيدة الحداثية، وقدرته على التفريق بين قصيدة النثر والخاطرة أو حتى القصة المنتمية إلى تيار الحداثة، إذ يتناول كتاب سهى حدادين “لروحك ألملمُ حروفي” وكتاب غدير حدادين “سأكتفي بعينيك قمحًا للطريق”.
ويختم الفنادي كتابه بتناول رواية “أنثى افتراضية” لفادي المواج الخضير، وهي تجربة أدبية تعمد إلى الفضاء الإلكتروني لتصنع مسرح أحداثها.
كتاب "جماليات النص الأدبي" يحلل نصوص عدد من المجموعات القصصية والشعرية والروايات الأردنية كاشفا خصائصها الفنية.
الثلاثاء 2024/02/20
ShareWhatsAppTwitterFacebook
رصد تجارب أدبية اردنية
عمان - يرصد الكاتب الليبي يونس شعبان الفنادي في كتابه “جماليات النص الأدبي” تحولات المشهد الإبداعي الأردني من خلال دراساته على نماذج مختارة من القصة والشعر والرواية.
ويتناول الفنادي مجموعة “شبابيك” للقاص محمد عارف مشة، التي تتضمن التقاطات سردية قصيرة لمشاهد حياتية سريعة عابرة. ويوضح أن بعض نصوص مشة تُظهر تأثرًا بأسلوب المخرج السينمائي ألفريد هيتشكوك المباغت والصادم أحيانا لكل التوقعات التي قد يحملها المشهد.
ويؤكد أن القاص استخدم في نصوصه تقنيات سردية، كصوت الراوي في الخطاب السردي بدلا من تسمية شخصيات معينة أو إجراء حوارات متنوعة لإيصال فكرة ورسالة النص، فظل الكاتب “متواريا عن الظهور، يبعث رسالة المشوقة بخفة ولطافة وذكاء، ليذكرنا بأصوات مسرح العرائس التي يلعب فيها صوت الراوي دورا مهما في ترسيخ فكرة الرسالة المتحركة بذهن المتلقي”.
تحولات المشهد الإبداعي الأردني
ويتناول الفنادي التجربة القصصية للكاتبة نهلة الشقران، موضحا أن مجموعتها “أنثى تشبهني” تكشف عن أسلوب أدبي يرتكز على القواعد الكلاسيكية ويستلهم جماليات السرد الشعبي أو الفلكلوري، وبموازاة ذلك نسجت الكاتبة قصصها العصرية وأطرتها بتقنيات وفنون وأساليب القص الحديثة.
ويتوقف الفنادي عند تجربة جعفر العقيلي من خلال مجموعته “ضيوف ثقال الظل” التي يرى أنها تشكل “علامة فارقة” في مسيرة القصة القصيرة الأردنية، مضيفا أن العقيلي يعتمد في أسلوبه السردي على السؤال البسيط والمركب والفلسفة الفكرية في صياغة بانوراما قصصية تتسرب إلى أعماق القارئ فـ”لا يمكنه صدها أو مقاومة عذوبتها اللغوية والبلاغية”.
ثم ينتقل المؤلف إلى حديقة الشعر، فيدرس مجموعة الشاعر الراحل عاطف الفراية المعنونة “أنثى الفواكه الغامضة”. ويقول في هذا السياق إن الفراية يبقى واحدا من أبرز الشعراء الذين قدموا صوتا خاصا لا يتكرر على الرغم من تركته الشعرية المحدودة كَما، وإن تجربته الشعرية التي نضجت مبكرا “تتجلى فيها عناصر موضوعية واضحة تجسدها ثلاثية الحب والوطن والجمال، وتشكل القاسم المشترك الذي تتأسس عليه أغلب نصوصه الشعرية التي نسجها من وحي استنطاق الذكريات الدافئة ولهفة الشوق للأرض والوطن والأحبة”.
ويشير إلى أن نصوص الفراية “لا تقوم على صور حسية افتراضية ينسجها خيال خلاب جامح ممتع، ولا تغرق في تجلياته الرحبة الحالمة أو القاتمة، بل تقتنص قيمتها من واقعية الحياة رغم ما تكتسيه من مرارة وقسوة، ومن ثم تطلق عنان العقل للتأمل والتدبر فيها وتحليلها ومحاولة الاقتراب منها والتعاطي معها بفكر رصين للشاعر الذي يكابد ويواجه صوره الحياتية بشجاعة وجرأة وتضحية”.
ويحتفي الفنادي بعملين لكاتبتين تنتميان إلى الجيل الجديد الذي بدأ الشعر بكتابة قصيدة النثر، محاولا معاينة مدى وعي هذا الجيل بالقصيدة الحداثية، وقدرته على التفريق بين قصيدة النثر والخاطرة أو حتى القصة المنتمية إلى تيار الحداثة، إذ يتناول كتاب سهى حدادين “لروحك ألملمُ حروفي” وكتاب غدير حدادين “سأكتفي بعينيك قمحًا للطريق”.
ويختم الفنادي كتابه بتناول رواية “أنثى افتراضية” لفادي المواج الخضير، وهي تجربة أدبية تعمد إلى الفضاء الإلكتروني لتصنع مسرح أحداثها.