دعاية مكثفة تؤكد صعوبة المنافسة بالموسم الدرامي في رمضان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دعاية مكثفة تؤكد صعوبة المنافسة بالموسم الدرامي في رمضان

    دعاية مكثفة تؤكد صعوبة المنافسة بالموسم الدرامي في رمضان


    المنصات الرقمية على خط الدعاية لحاجتها إلى جذب الجمهور.
    الأربعاء 2024/02/21
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    من سينجح في تحقيق أكبر نسبة مشاهدة؟

    اقترب موسم الدراما الرمضانية، وبدأت شركات الإنتاج تكثف حملاتها الإعلانية والدعائية رغبة في جذب الجمهور والتأثير في اختياراته، خاصة مع احتدام المنافسة ودخول المنصات الرقمية على الخط بعد أن أظهرت هي الأخرى توجها إلى تقديم مسلسلات قصيرة خلال شهر رمضان.

    القاهرة - اشتعلت المنافسة بين الجهات القائمة على صناعة مسلسلات دراما رمضان المقبل، وزادت الدعاية عن كثير من الأعمال المنتظر عرضها، في وقت اكتظت فيه مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات بفيديوهات قصيرة وبوسترات جذابة، والاستغراق في نشر كواليس وتفاصيل أعمال عديدة، ما أكد حدة المنافسة لاستقطاب المشاهدين في موسم من المتوقع أن يتم فيه تقديم الكثير من المسلسلات العربية، من بينها 30 مسلسلا مصريا تقرر عرضها على منصات وفضائيات مختلفة.

    وحرصت شركات الإنتاج على أن تستعرض جوانب من عناوين ومضامين المسلسلات المقرر عرضها بصورة مكثفة هذا العام، مع تحوطات من قبل بعض الأعمال الدرامية خشية تسريب أحداثها، وبدت عملية التشويق التي يعتمد عليها استعراض جزء من الأعمال آتية ضمن خطط دعائية تستهدف خلق ارتباط بين الجمهور والمسلسلات قبل عرضها، من خلال إثارة قدر من الجدل حول ما تحويه من قضايا.

    وتشكل الدعاية المكثفة دليلاً على أن شركات الإنتاج والفضائيات والمنصات لديها تخوفات مشتركة من عدم القدرة على تحقيق عوائد تضمن تعويض الكلفة الإنتاجية للعمل، بل مساعدة القنوات التي تبث المسلسلات على تحقيق مكاسب مالية بعد التعاقد على عدد من الأعمال قبل أن يتم الانتهاء من تأليف الكثير منها وبدء تصويرها.


    صفاء الليثي: الشركات تحاول التأثير على توجهات الجمهور قبل رمضان


    وتدخل المنصات الرقمية على خط معادلة الدعاية بشكل لافت بفعل حاجتها إلى جذب شريحة من جمهور الفضائيات إليها، ويبرهن الاعتماد على مواقع التواصل بشكل أكبر الآن على أن المنافسة لا تنفصل عن الحاجة إلى الاستحواذ على كعكة الاشتراكات الجديدة التي اتخذت منحى تصاعديا قبل بدء موسم رمضان، ويحقق الانتشار الدعائي نتائج إيجابية بشأن اقتصاديات المنصات التي تسعى للاستفادة من غزارة الإنتاج.

    وقد تنوعت بوسترات الدعاية بين صور منفردة لأبطال الأعمال بما يشي بأن انجذاب الجمهور إلى أسماء النجوم هو السمة الأبرز في دراما رمضان، وبين لوحات مشتركة لأبطال العمل الواحد، وهو ما يجري توظيفه بشكل كبير في دعاية الطرق والجسور أو ما يعرف باسم “الأوت دور”، وهي إعلانات تستحوذ على جزء معتبر من ميزانيات الدعاية والإعلان لشركات الإنتاج والفضائيات.

    وتحولت الحسابات الرسمية للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهي أكبر مساهم مصري في الإنتاج الفني حاليا، على مواقع التواصل إلى أداة دعائية للمسلسلات المعروضة عبر عرض فيديوهات تعرّف بالأعمال ونشر بوسترات لتوصيل رسائل متعددة إلى الجمهور كي يتمكن من معرفة النجوم المشاركين في دراما رمضان، وتوالت في عرض بوسترات خاصة بأعمالها منذ الأسبوع الأول من فبراير الجاري.

    وطرحت الشركة المتحدة بوستر مسلسل “محارب”، بطولة الفنان حسن الرداد، المقرر عرضه في موسم رمضان المقبل عبر حسابها الرسمي بموقع فيسبوك ، وعلقت “انتظروا النجم حسن الرداد ومسلسل ‘محارب’ على شاشات المتحدة في رمضان".

    واستعرضت فضائية “دي إم سي” التابعة للمتحدة قائمة مسلسلات ستعرضها هذا العام وتدور أحداثها في مناطق شعبية، وقالت إنها تسلط الضوء على مشاكل وأزمات حقيقية يتعرض لها الناس، في مقدمتها مسلسل “بيت الرفاعي”، بطولة أمير كرارة الذي يظهر فيه بشكل مختلف هذه المرة عن الأعمال التي قدمها من قبل في صورة الضابط.

    ◙ التوسع في تقديم أعمال درامية قصيرة يستلزم تقديم المزيد من التفاصيل عنها بما يسهم في جذب الجمهور إليها

    وتضم القائمة التي نوهت بها القناة المصرية مسلسل “المعلم” بطولة مصطفى شعبان، و”حق عرب” بطولة أحمد العوضي، و”الحشاشين” بطولة كريم عبدالعزيز، و”عتبات البهجة” بطولة يحيى الفخراني، و”كوبرا” بطولة محمد عادل إمام.

    وقالت الناقدة الفنية صفاء الليثي إن زيادة معدلات مشاهدة المسلسلات بشكل كبير في رمضان تجعل كل محطة وشركة إنتاج تحاولان أن تكون دعايتهما قوية، للحصول على نسب مشاهدة مرتفعة وسط منافسة من المتوقع أن تصبح محتدمة بين مسلسلات مصرية وأخرى عربية لها جمهورها من جنسيات مختلفة بعد أن عادت الأعمال السورية ونجحت في إنشاء سوق عربية واسعة.

    وأوضحت في تصريح لـ"العرب" أن "الدعاية الحالية يركز بعضها على نجوم العمل، وبعضها الآخر يرتبط بالمضمون، وهو ما يترجمه التركيز على قصص العديد من المسلسلات ومؤلفيها الذين أضحوا نجوما، مثل عبدالرحيم كمال ومحمد سليمان عبدالمالك، كذلك الوضع بالنسبة إلى الأعمال المأخوذة عن أعمال روائية أو أعمال أدبية نشرها مؤلفون كبار، وبات تعريف الجمهور والمتابعين سمة يصعب الاستغناء عنها للتأثير على توجهاتهم قبل عرض الأعمال".

    وأشارت الليثي إلى أن عرض نبذات عن قصص الأعمال المقدمة يخلق حالة من الجدل حولها من خلال انتشار آراء النقاد ومن يقيمون الأعمال على المنصات الرقمية، ويعد ذلك مدخلا دعائيا مهما يترك أثره على موقف الجمهور بشأن الأعمال التي ينوي متابعتها في ظل حالة زحام تفرض التركيز على عمل أو اثنين للمشاهدة الممتعة.


    ◙ الدعاية الحالية للأعمال الدرامية تحاول استقطاب الجمهور فيركز بعضها على نجوم العمل وبعضها الآخر يرتبط بالمضمون


    وانتهجت هذا النهج فضائية "أم بي سي – مصر" - ومنصة "شاهد" السعودية التابعة لـ"أم بي سي"- بعد أن قدمت بعضا من التفاصيل الخاصة بمسلسل "مين قال" بطولة جمال سليمان، ويتكون من 15 حلقة، وقالت إنه يناقش التفاوت الكبير في طريقة التفكير بين جيل وآخر تحكمه طبيعة تصرفات الآباء تجاه الأبناء مع بدايات مرحلة الشباب، حيث يسعى كل طرف إلى فرض وجهة نظره ورؤيته في المواقف المُشتركة، ما يؤدي إلى صدامات داخل الأسرة.

    ويحاول الأب الفنان السوري جمال سليمان فرض طريقته وأسلوبه في التعامل مع ابنه الفنان المصري الشاب أحمد داش، الذي يدرس في مرحلة الثانوية العامة ويحوز درجات مرتفعة ويصطدم برأي والده في ضرورة التحاقه بكلية الهندسة بينما هو يهوى العمل في التجارة، ويسعى كل منهما لفرض رأيه ووجهة نظره وتغوص الأحداث في الكثير من مشاكل الشباب في هذه المرحلة العمرية.

    وسعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ومنصة “ووتش ات” المصرية إلى خلق متلازمة إنسانية مع مسلسل “مليحة” الذي يناقش تطورات القضية الفلسطينية، وتوسعتا في إبراز المزيد من تفاصيله، وتدور أحداثه في 15 حلقة حول فتاة فلسطينية تدعى مليحة كانت تعيش في ليبيا بعد أن تركت فلسطين عقب انتفاضة عام 2000 وتدمير الاحتلال منزل العائلة، وتتعرف الفتاة على ضابط شاب يدعى أدهم على الحدود المصرية – الليبية، وتحاول العودة إلى قطاع غزة لكنها تفقد أوراقها الثبوتية بعد وفاة والدها.

    تشارك في بطولة العمل نخبة من الفنانين، منهم دياب وميرفت أمين والفنانة الفلسطينية سيرين خاس، التي تجسد دور مليحة، وأشرف زكي وأمير المصري ومروة أنور وحنان سليمان، وهو من تأليف رشا الجزار وإخراج عمرو عرفة.

    ويؤكد البعض من النقاد على أن التوسع في تقديم أعمال درامية قصيرة يستلزم تقديم المزيد من التفاصيل عنها بما يسهم في جذب الجمهور إليها، وإذا كان الجمهور يمكن أن يستغرق أسبوعاً أو أقل لتحديد موقفه من استمرار مشاهدة هذا المسلسل أو ذاك، ففي حالة الأعمال القصيرة قد تكون الحلقة الأولى والثانية كافيتين لحسم التوجه مع أو ضد، ما يجعل معدلات مشاهدة الأعمال الطويلة أكبر في موسم رمضان.


يعمل...
X