بينالي الدرعية للفن المعاصر يطلق دورته الثانية المخصصة للطبيعة
هذه النسخة تجمع فنانين من خلفيات وثقافات وبيئات متنوعة، يتأملون العلاقة بين البشر والطبيعة.
الأربعاء 2024/02/21
ShareWhatsAppTwitterFacebook
أعمال تمثل حوارا خلاقا
الرياض - افتتحت مؤسسة بينالي الدرعية مطلع هذا الأسبوع النسخة الثانية من بينالي الدرعية للفن المعاصر، تحت شعار “ما بعد الغيث”، بحي جاكس بالدرعية، ويستمر حتى الرابع والعشرين من مايو المقبل.
ويضم بينالي الدرعية للفن المعاصر 2024 أعمالا فنية وإبداعية، لفنانين ومواهب سعودية ودولية، إذ ستحتضن 6 قاعات وفناءات داخلية وخارجية بمساحة 12.900 متر مربع، نحو 177 عملا فنيا لنحو 100 فنان، منهم 30 فنانا من دول الخليج، وتقود الدورة الثانية من البينالي المديرة الفنية أوتي ميتا باور، القيمة الفنية المعروفة، وترتكز الأعمال المعروضة على البحث الفني، إذ تستمد معلوماتها من الرحلات التي أجراها فريق القيمين الفنيين في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، وأسفرت عن حوار فني خلاق بين مختلف الأجيال.
ويجمع بينالي “ما بعد الغيث” فنانين من خلفيات وثقافات وبيئات متنوعة، يتأملون العلاقة بين البشر والطبيعة، ويتفاعلون مع الطبيعة المحيطة بهم، ويركزون في أعمالهم على الاحتياجات الإنسانية الأساسية مثل الماء والغذاء والاستشفاء، كما يسردون التاريخ، في بلد يمر بتطورات وتغيرات متسارعة، ويحثون الزوار على الاستمتاع بأعمالهم عن كثب، حيث يقدم البينالي تجربة ثرية متعددة الحواس، ما بين اللمس والتذوق والرائحة، بالإضافة إلى المشاهدة والاستماع، ويدعو الزوار ليصبحوا جزءا من رحلة غامرة.
أوتي ميتا باور: بينالي نابض بالحياة وهو يقدم ثلاثة أجيال من الفنانين
وفي النسخة الثانية من البينالي، دعمت مؤسسة بينالي الدرعية 47 عملا إبداعيا جديدا لفنانين من بينهم جمانة إميل عبود، وسارة عبده، ومحمد الفرج، وأزرا أكشاميا، وطارق عطوي، وراشابورن شوتشوي، وفيكرام ديفيشا، وكريستين فينزل، وآن هولتروب، وأرمين لينكه وأحمد ماطر في تعاون فني، ونجوكوبوك، وكميل زكريا، إلى جانب عمل ترحيبي للفنانة تانيا مراد يعرض على دوار في حي جاكس بالدرعية، وعمل فني آخر للفنانة ماريا لوكمان يتواجد في (شمالات الدرعية)، المركز الثقافي الفني الذي يقع على أطراف الدرعية القديمة.
ويتكون بينالي الدرعية للفن المعاصر 2024 من المعرض الفني، إلى جانب سلسلة من اللقاءات والحوارات بين الفنانين، والورش الفنية، وعشرة عروض للأفلام على مسرح الصندوق الأسود، ومنطقة للأعمال الفنية التي تستند على البحوث، وعروض لمشاريع بحثية ومحادثات فنية، والتي انطلقت في شهر أبريل من العام الماضي تحت عنوان “سلسلة لقاءات البينالي”، وتتواصل على مدار عام كامل، بالتزامن مع منصة “حديقة التعلم” التفاعلية التي تواصل تقديم الأفكار المقدمة في البينالي حتى بعد اختتام بينالي الدرعية للفن المعاصر في شهر مايو المقبل.
ورحبت الرئيس التنفيذي لمؤسسة بينالي الدرعية آية البكري بالزوار من جميع أنحاء العالم في النسخة الثانية من بينالي الدرعية للفن المعاصر، والذي يقام خلال النهضة الكبرى والنقلة الحضارية والتنموية التي تعيشها المملكة، لاسيما في قطاع الفنون، ولفتت إلى أن دورة “ما بعد الغيث” تعد تجربة ثقافية تدعو إلى التفكر والتأمل، وتخاطب حواس الزوار من جميع الثقافات والأعمار، مشيرة إلى عمق البحث الذي أجرته المديرة الفنية أوتي ميتا باور والقيمون الفنيون للدورة الثانية من البينالي، والذي أضفى عليه جوا من الإبداع والحيوية.
من جهتها، أشارت المديرة الفنية أوتي ميتا باور إلى أنها حرصت على تقديم بينالي نابض بالحياة، من خلال فكرة “ما بعد الغيث”، وأضافت “فخورون في بينالي الدرعية للفن المعاصر بأننا قدمنا ثلاثة أجيال من الفنانين، تجسد أعمالهم تعقيدات البيئة وأزماتها، وإعمار الأرض وتجددها، في حين يطرح فنانون آخرون أسئلة حول التراث والحفاظ عليه، والحرف اليدوية التي تستخدم المواد الطبيعية، ويكشفون في أعمالهم عن معرفة فريدة بتلك المواد”.
وتأسس بينالي الدرعية عام 2020 من قبل وزارة الثقافة السعودية، وينتج أول بينالي فني في المملكة العربية السعودية: بينالي الدرعية للفن المعاصر، الذي أقيم في منطقة جاكس بالدرعية، وبينالي الفنون الإسلامية بمحطة الحج الغربية في جدة.
وتُعد مؤسسة بينالي الدرعية حافزا للاكتشاف وتخدم المجتمع السعودي من خلال توفير فرص للتفاعل مع المشهد الفني المحلي المزدهر. ويُعرف البينالي بتركيزه على الفن المعاصر ليعكس المشهد الفني الثقافي، ويثري أشكال الفن الجديدة في المملكة والتي ابتكرها فنانون جدد عبر مزيج من التراث والهوية السعودية ونظرة متحررة ومتجددة للفن.
وقالت الرئيس التنفيذي لمؤسسة بينالي الدرعية آية البكري “إن الخبرات والرؤى التي يقدمها أعضاء الفريق العالمي للمؤسسة، تضيف ثراء وتنوعا إلى الصيغ الفنية الفريدة التي سيقدمها البينالي لجمهوره، وستعزز الحضور الثقافي السعودي في المشهد الفني العالمي”.
وتتولى قيمة المعارض العالمية أوتي ميتا باور مهمة الإدارة الفنية للمعرض، وتقود فريق تنظيم النسخة الثانية، والذي يتألف من القيمة الفنية لمؤسسة بينالي الدرعية وجدان رضا (المملكة العربية السعودية) والقيمين الفنيين راهول غوديبودي (الهند) وروز ليجون (المملكة المتحدة) وأنكا روجويو (رومانيا)، والذين قال بلاغ خاص بالبينالي إنهم “يتمتعون جميعا بخبرات ورؤى فنية من خلفيات ثقافية متنوعة، وسيسهمون في الارتقاء برسالة معرض البينالي من خلال أنماط فنية متعددة، تتضمن فنون الأداء والصوت والممارسات الفنية القائمة على الأبحاث، بالإضافة إلى الأنماط الفنية الرقمية”.
وأشارت ميتا باور إلى أن على مدار الأشهر الماضية تم التعرف عن قرب على الممارسات الفنية والتراثية المبهرة في المملكة، وقالت “كان هدفنا الأساسي التفاعل مع الناس والدخول في حوارات مستفيضة لإنشاء علاقات وروابط جديدة داخل المملكة وخارجها”.